تعيش البهائم معًا في الزريبة رغم أنهم لا يطيقون بعضهم، فالبهائم ترى أنهم أكبر من الكباش، والكباش يرون أنهم أقوى من النعاج والكل يتنمر ويتعالى على الآخرين.
كانت الزريبة مطعمًا لكثير من الذئاب فاتفق جزء منهم على استئجار كلب أبيض كبير يشبه الذئاب لحمايتهم، واتفقت مجموعة أخرى على استئجار كلب أسود شرس لحمايتهم كل ذلك مقابل بعض الطعام ومكان ينامان فيه.
أخاف الكلبان كل الذئاب ما عدا ذئب واحد خبيث فكان يحضر الطعام للكلب الأبيض ويدعي صداقته وأنهما أشبه ببعضهما حتى صدقه واتفق معه على إصابة و طرد الكلب الأسود من الزريبة ليصبح الكلب الأبيض هو زعيمها الأوحد.
انتشى الكلب الأبيض زهوًا وغرورًا ووافق على خطة الذئب الخبيث وبالفعل هجما على الكلب الأسود وأصابوه واستولوا على مكانته وكانت مكافئة الذئب الخبيث بعض النعجات.
أصبح الكلب الأبيض هو المسيطر على الزريبة بمعاونة الذئب الخبيث الذي كان يشغل الكلب الأبيض بأي شيء حتى يهاجم الزريبة وينال أضعف الضحايا فيها وإن لامه الكلب فيما بعد اعتذر وتعهد بعدم تكرار فعلته ولكن هل للذئب عهود؟!
مع مرور الزمن ضعف الكلب وقوي الذئب وصار أكثر توحشًا ولم يعد يبالِ بالكلب، بل وصار يرتع في الزريبة كيف يشاء ووقتما يريد، أما البهائم فكانت بمجرد دخوله إليهم يتدافعون ويختبئون ويدفعون بالأضعف له حتى يلتهمها ويبتعد عنهم، لكنهم غير مدركون أن دورهم قادم لا محالة وأنهم إن تجمعوا وهاجموه سيقضون عليهم، و لكنهم اكتفوا بخوفهم الذي يكبلهم لأنهم مجرد بهائم في الزريبة.





































