ما عُدتُ أرغبُ في دنيا تُساكِنُني
ولا يَسُرُّ فؤادي طيفُ تَغْرِيدِ
تمضي الليالي كأنفاسي مُبعثرةً
وفي الحياةِ سرابُ الوصلِ مُفتقِدِ
كيفَ الشكايةُ من جرحٍ أُعلّلُهُ
وفي ضلوعي صدى الأتراحِ في أبدِ
عطَّرتُ بالعطفِ دربًا لا يُقابلني
سِوى الجفاءِ وجرحِ القلبِ في رَمَدِ
أنفقتُ وُدِّيَ، لم ألقَ الذي بذرتْ
كفّي سِواهُ نوىً في صخرَةٍ جَلِدِ
عهدي بحالي كصوتِ النايِ في ألمٍ
يشدو، ويُخفي لهيبَ القهرِ في الجسدِ
نفرحُ بوجهٍ، ونُبكي من نفارِ فَمٍ
والعمرُ يمضي كسهمٍ غيرِ مرتدِ
ما السعدُ إلا خيالاتٍ نلاحقُها
تَخبو وتَتركُنا في ظُلمةِ الكَمَدِ
تُشجينا أتراحُنا، تفني عزائمَنا
وننعى فرحْنا في زينةِ العِيدِ
يا سُرعةَ الدهرِ، بل يا هولَ دَورتهِ
كأنّ في طيّهِ للأرضِ منتهَدِ
فاقصرْ خطاكَ عن الواشي ونمْ حذراً
واسعَ لخيرٍ،فأجرُ الخيرِ لا ينفدِ
كُتبَ القضاءُ علينا، بينَ مُجتَهِدٍ
نحوَ النجاةِ، وشاكي البؤسِ والكدَدِ
فارْضَ الرضا، فالرضا بابٌ لراحتِنا
والمستكينُ لهُ يحيا بلا نكَدِ
لم يرتوِ القلبُ من وجدٍ يراودُهُ
والعُمرُ شابَ، وشوقُ الحبِّ لم يخمدِ
لستُ الذي يرتضي ذلًّا لراحتهِ
ولو دُعيتُ إلى الفردوسِ في الأبدِ
كم لحظةٍ غنّت الشفتانِ في طربٍ
فاستنفروا حولها أحقادَ من حسدِ
كفكفْ دموعَك، لا تبكِ اشتياقَهمُ
فالدمعُ يخذلُ إن لم يُسعفِ الجَسَدِ
ما اهتزَّتِ الأرضُ لو متَّ اشتياقًا، بل
هم لا يُبالونَ حتى خفقةَ الكبِدِ





































