البلوجر_Blogger
هو مصطلح يُطلق على الشخص الذي يقوم بإنشاء محتوى من خلال منصات التواصل الاجتماعي. يُشتق الاسم من كلمة "Blog" أي "مدونة"، ويُضاف إليها لاحقة "er" للدلالة على الفاعل أي "المدوّن".
يستخدم البلوجر الفيديو كوسيلة أساسية للتدوين، هو شخصية تركّز على بناء جمهور واسع والتأثير في قراراته، صانعُ رأي وذائقة، يؤثرٌ في الوعي الجمعي. يطلّ علينا من خلف عدسةٍ صغيرة، يبتسم، يتحدث، يشاركنا يومياته، أفكاره، أطباقه، رحلاته، وحتى لحظات ضعفه. أصبحت حياته على الملأ بكل تفاصيلها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كل ما يُعرض هو الحقيقة؟ أم أن البلوجر بات يُجيد فنّ التمثيل أكثر من فنّ التعبير؟
لقد تحوّل كثير منهم إلى باعةٍ للوهم، يصنعون حياة لا يعيشونها، يُصدّرون مثاليةً زائفة تشوّه نظرة الناس إلى أنفسهم. صورة لامعة بروح باهتة. استعراضٌ فجّ، وخصوصيات تُذبح من أجل الشهرة، أطفال يُساقون كالديكور، ونصائح تُنشر بلا علم.
صارت التفاهة محتوى، والكذب إعلانًا، والجهل سلعة لها جمهور.
أصبح البلوجر نفسه أسير عدسته؛ يبتسم وهو منهك، يخترع أحداثًا كي لا يخسر متابعًا واحدًا.
شهرة متعطشة تلتهم صاحبها قبل أن تلتهم عقول الآخرين.
لقد صنع هذا العالم ضجيجًا فارغا أعلى من الحقيقة، وبريقًا يحجب القيم، ومساحة مزدحمة بكل شيء إلا المعنى النبيل.
وللأسف جعلوا من المنصة مسرحًا للسطحية، ومن التأثير وسيلةً للشهرة، ومن المتابعين أرقامًا تُحصى ولا تُحترم.
ولا ننكر أن بعض البلوجرز -وهم قلة- قد فتحوا نوافذ المعرفة، وأضاءوا دروبًا للوعي، وشاركوا تجاربًا إنسانيةً عميقة.
إن العبء كله يقع على المشاهد ومدى إداركه ووعيه وقدرته على التمييز بين ما هو ثمين ونفيس من المعلومات وغيره من الرث الغث التافه.





































