🌹#النَّصَب🌹
قال الله -تعالى-: "فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (٧) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب (٨)" سورة الشرح
#المعنى:
هاتان الآيتان تشعلان في القلب جذوة الإرادة، وتوقظان فيه شغف السعي إلى المعالي.
"وإذا فرغت فانصب" توجيه يتغلغل في لبِّ الإنسان، أن الله يخاطب كل نفس طموحة، ألا تركن إلى الكسل، لا تُسلّم للفراغ، وتجعل لكل لحظة هدفًا، ولكل فراغ بذرة من الإنجاز. فـ"انصب" أمر يعبر عن تعب البناء والعطاء.
"وإلى ربك فارغب" أي سمو هذا؟ حين يُوجّه الإنسان رغبته، بكل صدقٍ وشوقٍ إلى خالقه. لا طمعًا في دنيا فانية، وإنما طمع في رضا الله، في نور يملأ القلب، في أفق لا تحدّه الأرض ولا السماء.
إنها دعوة للحركة بين العبادة والعمل.
في هذا الربط العجيب بين الفراغ والنصب، وبين الرغبة والعلاقة بالخالق، تتجلى حكمة عجيبة. الحياة ليست محطة انتظار، هي طريقٌ للمجتهدين.
فإن فرغت من واجبك، فابحث عن واجب آخر.
وإن انتهيت من عبادة، فابدأ عبادة جديدة:
قد تكون صلاةً، أو علما، أو عملا يُرضي الله ويُعمّر الأرض.
حين ينعم القلب بهذه الآية، يتبدل معنى الحياة لديه. لم تعد الراحة غاية، لكنها وسيلة، والسكون وهن.
فكل فراغ هو فرصة جديدة، وكل رغبة يجب أن تكون وجهتها السماء.
اجعل لهاتين الآيتين موطنا في قلبك،
واذهب للبحث عن نصبك لا نومك،
ابتهل إلى ربك لا إلى أمنياتٍ زائفة. اجعل لحياتك وهجًا يُضيء لك ولكل من حولك.





































