#الآية: قال الله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) "الأحزاب:٧٢"
#المعنى: هي آية تهزّ الوجدان، توقظ الإدراك في القلب، تعكس جوهر النفس البشرية حين يغشاها الغرور، وتغمرها شهوة التسلّط، وتغيب عنها بصيرة العدل.
كلمات الآية سهام، تصيب القلب، وتترك فيه أثرًا لا يُمحى. فيها من البلاغة ما يجعلها تُتلى فيبكي القارئ، وتُقرأ فيفكّر السامع، وتُحفظ فتُراجع النفس ذاتها كلما نطقتها.
"كان" فعل ماضي يدل على أن الظلم طبعٌ متجذّر في الإنسان منذ وجوده، لا يُنتزع إلا بالتقوى، ولا يُهذّب إلا بالقرب من الله عز وجل.
إن الإنسان ذاك الكائن الذي نُفخ فيه من روح الرحمن، وسُوِّي في أحسن تقويم، ما إن يُمنح سلطة أو يُغرى بملك، حتى ينسى ضعفه، ويتنكّر لفطرته، ويغدو ظلوما، لا يضع الأمور في نصابها، ولا يزن الحقوق بميزانها.
ظلم نفسه حين غفل عن حقيقة وجوده، وظلم غيره حين طغى، وظلم خالقه حين جحد النعمة ونسي المنعم.
الآية صرخة في وجه البشر، حيث تخاطب الإنسان الذي أثقل خطاه بظلمه، ومهما ظن أنه قوي، فهو أضعف المخلوقات.
لقد حمل الأمانة التي أشفقت منها السموات والأرض والجبال، فهل كان لها أهلا؟ أم كان ظلوما جهولا، كما قال الحق؟
.





































