ترشيد استهلاك المضادات الحيوية ( antibiotic stewardship ) في علاج عدوى مجرى البول ( UTI) يعتبر ضرورة ملحة في ضوء الزيادة المطردة في مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية و هذه هي خمس نصائح دوائية تخص علاج ال UTIs لتحقيق الترشيد المطلوب.
١- هناك أنواع من عدوى مجرى البول ( urinary tract infection UTI) منها النوع البسيط ( uncomplicated UTI) و منها الحالات المصاحبة بمضاعفات ( complicated ) ومنها العدوى في الجزء السفلي من مجرى البول ( cystitis ) ومنها العدوى في الجزء العلوي من مجرى البول (الكلى و الحالب / pyelonephritis) و كما ان لكل مقام مقال فبالمثل لكل حالة من هذه الحالات انواع المضاد الحيوي التي يجب تناولها.
وهناك ما يسمى بعدوى مجرى البول المتكررة ( recurrent UTIs) و يتم تشخيصها عند حدوث ٣ مرات أو أكثر من عدوى مجرى البول خلال السنة او مرتين او اكثر من عدوى مجرى البول خلال ستة شهور.
أ- الحالات البسيطة من عدوى مجرى البول ( uncomplicated UTI) التي تكون في الجزء السفلى من مجرى البول ( simple cystitis ) ينبغي البدء في علاجها بالمضادات الحيوية المخصصة لعلاج التهابات مجرى البول ( urinary antibiotics) و لا ينبغي التسرع في استخدام المضادات الحيوية واسعة المدى من انواع البنسلينات ( مثل اوجمنتين)، cephalosporins ( مثل سيفتراياكسون) الفلوروكوينولونات ( مثل سيبرو و تافانيك) و ينبغي توفير هذه المضادات الحيوية لعلاج الحالات المصاحبة بالمضاعفات او حالات عدوى الجزء العلوي من مجرى البول.
اما في الحالات المتكررة من عدوى مجرى البول ففي كثير من الاحيان تحتاج الى تناول مطهرات لمجرى البول او مضادات حيوية كواقيات من تكرارها.
ب- هنا يأتي السؤال ؛ كيف يتم تصنيف هذه الحالات السابقة ؟
حالات عدوى مجرى البول المصاحبة بمضاعفات هي الحالات التي تصيب الذكور او المرضى الذين يعانون من مشاكل في مجرى البول ( مثل وجود حصوات او عيوب خلقية او فسيولوجية في مجرى البول ) وما دون ذلك تكون حالات بسيطة ( simple cystitis) . أما حالات عدوى الجزء العلوي من مجرى البول فهي التي تكون مصاحبة ( بالاضافة الى الاعراض المعروفة لعدوى مجرى البول السفلى ( حرقان البول، صعوبة التبول ،..) بآلام في الجانب السفلي من الظهر وبحرارة.
٢- لا يتم تشخيص حالات عدوى مجرى البول بالاعتماد فقط على وجود بكتريا في البول ولكن يجب ان تكون مصاحبة بأعراض ( مثل حرقان البول، زيادة عدد مرات التبول، ،....) . و يجب معرفة ان هناك حالات يوجد بكتريا في البول ولكن غير مصاحبة باعراض وهذه الحالات تسمى asymptomatic bacteruria ولا ينبغي إعطاء هذه الحالات مضادات حيوية الا في حالتين فقط : الحوامل او الذين سيتم إجراء تدخل جراحى في مجرى البول لهم. ويجب التنويه انه في بعض الاحيان وجود أنواع معينة من البكتريا في البول ( بدون أعراض) يكون واقياً من الإصابة بأنواع أخرى من البكتيريا التي تتسبب في عدوى في مجرى البول اذا تم قتل الانواع الاولى من البكتيريا باستخدام المضادات الحيوية. لذلك لا يجب ابدا التسرع في تناول مضاد حيوي في هذه الحالات.
٣- من المضادات الحيوية المخصصة لعلاج عدوى مجرى البول ولا تستخدم في علاج غيرها من العدوى في أماكن اخرى من الجسم هي الnitrofurantoin ( uvamin/ يوفامين و الfosfomycin/ مونريل). الاول يستخدم لمدة خمسة ايام بجرعة ٥٠-١٠٠ مجم مرتان يوميا و الثاني يستخدم كجرعة واحدة ( ٣ جرام مرة واحدة). وسبب ان هذه المضادات الحيوية لا تستخدم الا في عدوى مجرى البول انها عند تناولها تفرزها الكلى كلها في مجرى البول ولا تمكث في الدم وبالتالي تكون فقط فعالة في علاج عدوى مجرى البول. وبما أن الكلى هي المسئولة عن إفرازها فيكون من المتوقع أن هذه المضادات الحيوية تفقد مفعولها القاتل للبكتريا في مجرى البول اذا حدث قصور في وظائف الكلى لان هذه المضادات لن تتمكن الكلى من إفرازها بكفاءة و في هذه الحالة ستتراكم في الجسم ( وتسبب اعراض جانبية) و تفقد فائدتها العلاحية.
يجب العلم ان مطهرات البول ( urinary antiseptics) مثل الmethenamine hippurate / hexamine الموجودة في أدوية مثل الcoli-urinal، الuricol، ال uroclean، لا تعتبر مضادات حيوية و يمكن تناولها متزامنة مع المضادات الحيوية او تناولها للوقاية من عدوى مجرى البول المتكررة. و تحتوي هذه الاسماء التجارية بالاضافة الى مطهرات مجرى البول تحتوي على مواد تساعد في علاج اعراض عدوى مجرى البول كمضادات للتقلصات ( khelline, piperazine).
٤-الاستخدام الآمن لليوفامين يتطلب معرفة هذه النقاط:
أ- لا يجب تناوله مع مضادات الحموضة ( antacids ) مثل مالوكس ، جافيكسون ، لان هذه الادوية ستمنع امتصاص اليوفامين من الجهاز الهضمي وبذلك يصبح هذا المضاد الحيوي بلا فائدة. كما يجب عدم تناول اليوفامين مع ادوية علاج النقرس التي تحتوي على مادة ( probenecid مثل دواء Goutyless) حيث ان الprobenecid يقلل من قدرة الكلى على إفراز المضاد الحيوي داخل مجرى البول وبذلك تقل الفائدة العلاجية للمضاد الحيوي مع زيادة فرصة تراكمه داخل الجسم و بالتالي حدوث أعراض جانبية منه.
ب- بالرغم أمان هذا المضاد الحيوي ولكن في أحوال قليلة جدا قد يتسبب في حدوث آثار جانبية على الرئة لذلك يجب ملاحظة المرضى أثناء تناول هذا المضاد الحيوي و اجراء الكشف و الفحوصات اللازمة اذا حدثت كحة او ضيق في النفس او أعراض صدرية أخرى و ايقاف الدواء يكون هو الحل لمنع زيادة هذه المشاكل الصحية.
٥- من المضادات الحيوية الآمن إعطائها أثناء الحمل والرضاعة هي البنسلينات و الكفالوسبورينات كما يمكن استخدام nitrofurantoin (اليوفامين) ولكن يجب الابتعاد عن استخدامه في الشهور الأخيرة من الحمل ( لانه قد يتسبب في حدوث تكسير في كرات الدم الحمراء في الجنين اذا كان الجنين يعاني من نقص في مادة معينة في كرات الدم الحمراء/ G6PD deficiency )،