هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مني أمين
  5. أنا و الحيزبون .. مسلسل تاميكومي يومي
أنا والحيذبون
بسم الله الرحمن الرحيم
أعرفكم بنفسي
إسمي سارة وأنا بنت بين ولدين ولذلك طبعي غريب بعض الشيء أجمع بين الحنان الفطري الإنثوي والحزم والصلابة الذكورية ، بشكل أوضح .... أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا حنونة عاطفية أستشعر آلام وأفراح من حولي إلا أنني في نفس الوقت عصبية جدا متقلبة المزاج جدا جدا جدا وبالتالي لا أتمتع بالصبر إطلاقا وهنا تكمن سبب مأساتي التي عانيت منها في أيامي التي قضيتها مع الحيذبون ... أتدرون من هي هذه الحيذبون ؟؟؟؟؟؟ إنها عمتي حليمة وآآآآآآآآآآآآآآآآآه من عمتي حليمة هذه ذات الثمانين ربيعا ... سألخصها لكم في جملة ... حليمة تأديب وتهذيب واصلاح ... حتى أنني أتصور في بعض الأحيان أنني قد ارتكبت ذنبا فظيعا بل ذنوبا وقد أتت عمتي لأكفر عن تلك الذنوب ، فهي شخصية عنيدة جدا وبخيلة جدا جدا جدا حتى أنني أتوقع لو كان عاصرها الجاحظ بعد كنابته لكتابه البخلاء لرآهم بالنسبة لعمتي أكرم الكرماء
سأقلب معكم كل يوم صفحة من صفحات يومياتي معها بل مأساتي معها ولكم أن تحكموا
سنبدأ من غذا الحلقة الأولى

ملحوظة

كنت أنوي إدراج هذا الموضوع أمس آخر أيام شعبان بحيث تكون أولى الحلقات مع أول أيام شهر رمضان ولكن النت سامحه الله فاصل عندي منذ البارحة
إدعو معي أن يهدي الله النت حتى أستطيع تنزيل الحلقات اليومية
 
------------------
 
الحلقة الأولى
دق جرس هاتف منزلنا في حوالي الساعة الواحدة صباحا .. ولأن الثابت لدى جميع البشر أن رنين الهاتف في مثل هذة الساعة يحمل وراءه كارثة ، فقد إنزعجنا جدا وكنت أنا الأقرب للهاتف فتناولت السماعة قائلة في توجس : آلو ...آتاني صوتها يحمل نبرة لمزيج عجيب من الغضب المكتوم والألم والاستعطاف وهي تقول : سارة إلحقيني .. أنا وقعت ورجلي إتلوت .. السجادة وقعتني .. تعالي فورااستنكرت قائلة : دلوقتي !!! حضرتك عارفة الساعة كام دلوقتي ؟؟قالت في عصبية وبغضب هادر حتى إنني استعجبت كيف أتتها كل هذه الصحة لكل هذا الصراخ : أمال يعني هتسيبيني مرمية على الأرض كده لبكرة وبعدين المسافة بين دسوق والإسكندرية مش بعيدة يعني قلت : طيب طيب حاضر هجيلك الصبح بدري لكن دلوقتي إتصلي بالإسعاف علشان دكتور ييجي يشوفك .شهقت شهقة ظننت معها أن ملك الموت قد أتاه الأمر ليصطحبها معه للدار الآخرة وقالت : إنت إتجننتي إنتي بتقولي إيه ؟؟!!! إسعاف ودكتور وفلوس أنا ناقصة .. أنا هزحف على بطني وأخبط على جارتي علشان تيجيلي ..قلت : وليه يا عمتي إتصلي بيها بالتليفون وخليها تكسر زجاج باب الشقة وتفتح الباب .شهقت ثانية قائلة : أتصل بيها وهي جنبي وكمان تكسرلي القزاز وأصلحه بالشيء الفلاني !!! إنتِ عايزة تجبيلي جلطة ..قلت على الفور : خلاص خلاص يا عمتي اعملي اللي يريحك وأنا إن شاء الله هجيلك الصبح بدري .. عايزة حاجة تا ..... وهنا سمعت صرخة مدوية ، فإنزعجت قائلة : ماللك يا عمتي فيه إيه؟؟زمجرت في غضب : شفتي لكلك لكلك لما دخلت في الدقيقة الثالثة ينفع كده أهو خساير من كل ناحية .. مستنياكي ما تتأخريش .. سلاموسمعت الهاتف وهو يصك في وجهي ...................وضعت سماعة الهاتف وأنا مذهولة ووجدت والدي يسألني : حصل إيه مالها عمتك ؟فأخبرته بما دار في المحادثة ، فقال : طيب كنتِ خلتيني أكلمها قلت : آه علشان حضرتك تدخل في الدقيقة الرابعة وساعتها ماكنتش هروح لها وإنما هي اللي كانت هتيجي علشان ندفنها لأنها كانت هتجيلها سكتة قلبيةنظر إليّ والدي معاتبا وهو يبتسم : فقلت : أنا هعيش مع الإنسانة دي ببخلها دا ؟؟ إزاي!!! قال لي والدي : معلش علشان خاطري .. دي هي اللي ربتني بعد وفاة والدتي وخاصة إنها أكبر مني بعشرين سنة وبعدين كمان هتغيري جو في إسكندرية وهتاخدي ثواب كبيرقلت : أمري لله والله المستعان وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
-----------------
 
الحلقة الثانية
توجهت في السابعة صباحا إلى محطة السرفيس لأسافر إلى الإسكندرية بعد أن أوصاني أبي بالوصايا العشر بأن أتحلى بالصبر وأن أكون طويلة البال واسعة الصدر لأنها سيدة مسنة مسكينة ، وفي نفس الوقت هي عمتي وواجب عليّ خدمتها من باب صلة الرحم .. مع منحي بعض المديح بأني طيبة القلب وملاك الرحمة و .... و...... و...... حتى كدت أشعر أنني سيخرج من ظهري جناحين .
وصلت إلى الإسكندرية وصط وجهي هواها المنعش الممتزج برائحة ملوحة البحر ، واستنشقت عبيره حتى وأصدقكم القول شعرت أن أعصابي بدأت تسترخي وتستريح من حالة التحفز التي اعترتني وكأنني مقبلة على معركة .
استقللت سيارة الأجرة إلى العمارة التي تسكن بها عمتي وحملت حقائبي إلى العمارة وأنا ألقي السلام على عم سعيد البواب وتوجهت ببراءة الأطفال في عينيّ إلى المصعد الكهربائي ، حاولت فتح بابه فلم يفتح وسألت عم سعيد : هو الأسانسير عطلان ... قال : لا يا أبلة أصلنا عملنا صيانة للأسانسير وعمتك رفضت تدفع مع السكان الخمسمائة جنيه ولذلك لم تعطها مفتاح ، وأسقط في يدي ، فقلت : معنى كده إني هطلع بالشنط لغاية الدور السادس على السلالم .
أومأ برأسه إماءة اشتممت منها رائحة الشماتة تجاهي نيابة عن عمتي ، قلت : طيب عمتي بتعمل إيه ؟؟
قال في نبرة تحمل شيء من الاستخفاف : كانت بتنزل السبت بالحبل لمحل الطعمية اللي قدام العمارة يحطلها الرغيفين وبنص جنيه طعمية الصبح وبتقعد عليه طول اليوم ، ولما الحبل داب وانقطع رفضت تشتري حبل جديد .. أصله حبل من ذهب .. (قالها من بين أسنانه) .
قلت في نفسي : إنا لله وإنا إليه راجعون ، يبدو إني داخله على أيام سودا .
وصلت باب الشقة وطرقت الباب لأنها لا تستعمل الجرس لأنني علمت فيما بعد أنه يستهلك نور وإيدينا ما انقطعتش ممكن نخبط بيها _ هذا على حد قول عمتي _
فتحت الباب جارتها وقالت في سعادة من أتاه قرار الإفراج : حمدالله على سلامتك يا بنتي وربنا يعينك .
قلت : تقصدي إيه ؟؟!!
نظرت إلى عمتي من طرف خفي : خليها مفاجأة .. بكرة تعرفي لوحدك .
وانطلقت مسرعة خارج الشقة وكأن شياطين الأرض تطاردها
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
--------------------
 
الحلقة الثالثة

دخلت حجرة نوم عمتي ووجدتها نائمة على سريرها وسلمت عليها وأنا أطمئن على حالتها ... في الواقع كانت هي سعيدة جدا لوجودي معها ورحبت بي كثيرا وبعد لحظات سألتها : أكلتي ؟؟
قالت : أيوه الست سامية جارتي جابت فطار من عندها وفطرنا سوا ،
قلت : طيب والله دي ست طيبة ، فيها الخير.
قالت متبرمة : بس من إمبارح شربت ثلاث كوبايات شاي ، ما صدقت قلتلها لو عايزة تشربي شاي إعملي .. شربت بالليل وتاني علشان سهرت جنبي علشان كنت تعبانة وبعد ما فطرت شربت شاي .. كويس إنك جيتي علشان نرتاح من الجمايل دي
قلت في نفسي : آآه .. إنه لفرمان مقنع لأقاطع الشاي .. ما علينا .
قلت : أنا بس كنت بأسألك علشان كنت جايبة معايا ساندويتشات فول وفلافل من المحطة أول ما وصلت وعملت حسابك .
ابتسمت وهي تقول فيكي الخير يا حبيبتي ، أنا صحيح فطرت بس ما يمنعش إني آكل تاني وخاصة إني مصابة وعايزة التغذية .
تناولت مني الكيس في لهفة وسعادة وعلى وجهها ابتسامة عريضة ، وما لبثت أن اختفت بغتة وهي تقول : طبعا إنتِ بتاكلي مع الشاي .
اسرعت قائلة : آه .. بس أنا معايا شاي في الترمس شوب بتاعي ، معلش يعني لوحضرتك عايزة شاي أعملك .
اسرعت قائلة : لا يا بنتي ما إنتِ عارفة أنا عندي ضغط وسكر ودا وحش على صحتي .
المهم .. انتهينا من الإفطار ودخلنا على الغذاء وكانت مفاجأة لها في منتهى السعادة حينما أخرجت لها من حقيبتي بطة محمرة قد أعدتها لي والدتي لأنها بالطبع تعلم بخل عمتي ، وبالطبع أكلنا منها وتركنا بقيتها لنأكله على ثلاثة أيام ، وأردت أن أغتسل من تراب السفر ، وبالطبع لآن بيت عمتي خالي من أي مظهر من مظاهر التحضر مثل التلفاز والسخان ، فهذة رفاهية لن نموت بدونها .. فبالتالي لم أجد سخانا وعدت مرة إلى الحياة البدائية وأقنعت نفسي أن أرتضي الأمر الواقع وعندما دخلت الحمام لأغتسل وجدت مفاجأة
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
-------------
 
الحلقة الرابعة
فتحت الحمام ورأيت ويا هول ما رأيت .. خيوط العنكبوت والتراب يخيم على كل مكان ، ولم أتحمل المفاجأة ، فقلت لعمتي : إيه دا إنتِ ما نضفتيش الشقة من إمتى ؟؟!!!!قالت : مش فاكرة .. من فترة .. أنا ست كبيرة وصحتي على أديقلت مش كان فيه شغالة بتيجي تنضفلك ؟؟زمجرت قائلة : دي حرامية عايزة تاخد 40 جنية كل 15 يوم وكمان بتخلص المسحوق والصابون وعايزة تاكل وتشرب .. وأجيب منين دا كله .قلت : وإيه يعني 40 جنيه .. يعني كويس المنظر دا قالت : ما البركة فيكي بأه شدي حيلك ونظفي .سارة في ذهول : أشد حيلي وأنضف !! .. أمري لله عمتي : وخدي مفتاح الدولاب افتحيه وهاتي المسحوق وهاتي كوباية أديكي فيه شوية أحسن تخلصيه انتي كمانفي الواقع اشتطت غضبا إلا أنني لم أبدي أياً من ذلك وقلت : لا ما تتعبيش نفسك .. أنا هنزل أشتري شوية حاجات لازماني وكمان هجيب طلبات للبيت ، ونافقت قائلة : دا ما يجيش من بعد خيرك (آل يعني كان لها خير)فرحت فرحة كبيرة حتى شعرت أنها قد صغرت عشرين عاماً دفعة واحدة ، وقالت : طيب تعالي أقولك على الطلبات علشان تجيبيها بالمرة .. ، وبالطبع استغلتني استغلالاً كبيراً .كل هذا سهل ويسير ، ولكن ماذا أفعل في الماء الذي سأنظف به ، ليس معقولا أن أشتريه هو الآخر .. فقد كنت أظن أن الماء مقطوع إلا أنني اكتشفت أنها تقفل الموتور ولا تفتحه حتى لا تستهلك الكهرباء وتنتظر الماء عندما يأتي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لتخزن الماء في آنية كبيرة لديها للاستعمال اليومي وبالتالي كان عليّ أن أنتظر حتى الواحدة بعد منتصف الليل .ظللت أنظف الشقة التي لم يكن لها علاج سوى أن توضع بها قنبلة لتفجرها كي تصبح نظيفة و صالحة للإستعمال الآدمي .انتهيت من معركة النظافة هذه بعد شروق الشمس وكنت وقتها أشعر وكأن كل خلية كل خلية في جسدي تصرخ طلبا للرحمة وتصب لعانتها عليّ وعلى عمتي .دخلت أخيرا لأغتسل وعندما خرجت وشرعت في الذهاب للنوم وجدت عمتي تنادي عليّ لأساعدها كي تدخل الحمام ، ودخلت وهنا انفجرت في وجهي قائلة : خلصتِ المية كلها .. ليه يا بنتي التبذير دا حرام عليكي .كدت أتهور وأقتلها وأقتل نفسي ، إلا أنني تماسكت في آخر لحظة وقلت : مش مشكلة يا عمتي نفتح الحنفية ونملى تاني .قالت في غضب : السكان زمانهم صحيوا وطبعا كلهم فاتحين الموتور ليه يا بنتي الخراب دا .. آه يا زمن حوجتني لحد يقعد معايا وآدي النتيجة .التزمت الصمت وأنا أمسك لساني بقوة حتى لا ينفلت مني لأنني من فرط التعب شعرت أنني لم أعد أحتمل وتركتها تصب لعانتها عليّوعلى الزمن كيفما تشاءوكأنني لا أسمع شيئا تلبية لأوامر والدي .وأخيرا ذهبت للنوم بعد يوم طويييييييييييييل وشاااااااااق
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
---------------
 
الحلقة الخامسة
كنت أمني نفسي أن أنام براحتي لأنني بذلت مجهوداً خرافياً وسهرت ومن حقي أن أنام .. هذا ما تصورته ولكن هيهات فقد وجدت عمتي فوق رأسي حوالي الساعة العاشرة صباحا تقول لي : سارة .. سارة ايه دا كل دا نوم مش معقولة كدة .
وأنا أكره جدا أن يوقظني أحد وخاصة بهذه الطريقة فقلت وأنا أكاد أنفجر : فيه ايه هو النوم بقي بفلوس اليومين دول ولا ايه ولا أكون بستهلك السرير .
ظننت أنها ستنفجر في وجهي وتكون بالنسبة لي فرصة كي أجعلها (خناقة) وأفرغ فيها غضبي المكبوت ، الا انها اصطنعت الصمم وقالت : بتقولي حاجة أصلي يا بنتي سمعي تقيل حبتين .
قلت : غريبة أمال ازاي سمعتي امبارح الحنفية وهي بتنقط وأنتِ على سريرك .
قالت : بتقولي ايه علي صوتك .قلت وأنا أرفع صوتي : أقول اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا .عمتي : طيب قومي علشان تنزلي تجيبي الفطار .
قلت : حاضر أغسل وشي وأنزل .
قالت : تاني ؟؟!!!!!!!!!!
قلت : ايه هو اللي تاني
قالت : انتِ مش استحميتي مفيش كام ساعة .
قلت وقد نفذ صبري : يارب .... وتركتها وذهبت للحمام .
دخلت الحمام لأغتسل وسمعت صوتها وأنا في الداخل وهي تكلم نفسها قائلة : ليه كده .. دا حتى حرام .. ساعة في الحمام .. دي الميه كده مش هتتحمل .. ارحم يارب ارحم .
قلت في نفسي : آه والله ارحم يارب .
بدلت ثيابي ونادتني قائلة : خدي دا جنيه بحاله هاتي بربع جنيه طعميه وبربع عيش وبنص جنيه فول .. هاه هنعمل ايه أنا كنت بأجيب طعمية وعيش بس لكن لازم أزود علشانك .
قلت في نفسي : يا ساتر ، ما أنوي الصيام أحسن.. ثم علوت صوتي وأنا أقول طيب ما أعزمك أنا .
قالت في غضب : لا دي مش طريقة أنا مش بحب الجمايل وكمان مش بحب التبذير .
قلت : آه على مبدأ يا نحلة مش عايزة منك عسل ولا عايزاكي تقرصيني .
عمتي : بتقولي حاجة
قلت : لا مش بقول حاجة .
نزلت السلم وبالطبع لقيت الفطار عبارة عن عينات ، فقررت أشتري من نقودي ولا أقول لها .
وصعدت السلم وأنا ألهث وعندما تناولت مني الكيس استشاطت غضبا وقالت : برضو اشتريتي انتِ كده هتتعبيني أنا مش بحب حد يصرف عليّ
فقلت في سرعة : يا عمتي اهدئي أنا مااشتريتش حاجة زيادة الراجل ابنه نجح فعمل على كل قرص طعمية قرص طعمية هدية وعلى كل فولة فولة هدية .
فاتسعت عيناها حت كادا يقفزا خارج حدقتيها وقالت : اذا أنزلي هاتي منه لفطار بكرة وبعده
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
---------------
 
الحلقة السادسة
في عصر ذلك اليوم كنا قد انتهينا من الغذاء الذي لايكفي عصفورة ، وبعد أن غسلت الأطباق لم أجد ما أفعله فقد ذهبت عمتي للنوم وجلست بمفردي وقد اعتراني شعور رهيب بالملل فذهبت إلى حقيبتي واخرجت جهاز الحاسوب الخاص بي (اللاب توب) ووصلته بالكهرباء وعكفت أتصفح النت وأسري عن نفسي بالألعاب وأثناء اندماجي سمعتها تناديني لكي ساعدها لتتوضأ وتصلي وأثناء ذهابها لدورة المياة لمحت اللاب وسألتني : ما هذا ؟؟؟قلت : دا اللاب بتاعي .. الكمبيوتر يعني .وبسرعة وقع بصرها على سلك الكهرباء وكأن لدغها عقرب وقالت : آه .. أنا قلت إن الأيام دي مش هتعدي على خير .. دي فواتير الكهربا بقت نار الأيام دي ليه كده يا بنتي هتموتيني ناقصة عمر.قلت في استنكار : ناقصة عمر !!!! لا يا عمتي اطمني أنا سيبالك إنتِ المهمة دي .. أنا اللي هموت بالجلطة ومش هكمل الأسبوع .واستجمعت شجاعتي المستمدة من غضبي المكبوت وقلت في هدوء : عمتي .. ممكن أسألك سؤال .. لما مش هتصرفي على الأكل ولا الشرب ولا النور .. أمال هتصرفي الفلوس في ايه ؟؟؟؟!!!!!!عمتي وهي ما زالت غاضبة : أنا يا ستي واحدة فلوسها على قدها يا دوب بيكفيني معاش المرحوم جوزي ، أنا مش غنية زيكم .قلت : دا على أساس انك غريبة عني وان أبويا مش أخوكي ، أمال لو ما كنش بابا بايعلك أرض من شهر ونصف بس ب2 مليون جنية دا غير فلوسك اللي في البنك من قبل كده غير معاش جوز حضرتك الله يرحمه اللي ما بتصرفيش منه حاجة تقريبا وما تزعليش مني مافيش أولاد علشان يورثوا بتعملي كده ليه ؟؟؟عمتي وهي تمثل التأثر : بتعيريني علشان ما عنديش أولادقلت : بأه سبتي كل الكلام اللي قلته ومسكتي في الكلمة دي .. خلاص حقك عليّ (وكانت بجد صعبت عليّ) .ظللت استرضيها حتى قالت بغتة : بس برضو أنا مش عايزة الكمبيوتر دا في بيتي .ابتسمت رغما عني وقلت : ما فيش مشكلة ممكن يشتغل على بطارية .عمتي : ولما يخلص الشحن ؟قلت : يبقى يحلها حلال .. أبقى أشحنه في المكتبة في الجامع .. هنلاقيلها حل .بصراحة قررت بيني وبين نفسي أن أشحنه وهي نائمة لأن بالطبع بطاريته لن تحتمل أكثر من ساعتين وبعد الساعتين ماذا أفعل .نزعت سلك الكهرباء أمامها وعندما اطمأنت دخلت لتستريح حتى جاء المغرب وقامت لتصلي وقدفعلت أغرب تصرف شاهدته في حياتي ولم أكن أبدا لأتوقعه
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
----------------
 
الحلقة السابعة



بالطبع تريدون معرفة ما فعلته عمتي .. تخيلوا .. لقد قامت بغلق جميع أنوار الشقة ، وعندما سألتها لماذا تفعل ذلك قالت : نور الشارع كفاية يعني احنا هنقرأ .. وهنا طفح مني الكيل وأسرعت بارتداء ملابسي وخرجت لأتنفس الهواء قبل أن تتسبب عمتي في اصابتي بالشلل ، وسرت إلى الكورنيش وأنا أكاد أنفجر : ما هذا أأنا في سجن كيف أجلس مع تلك السيدة في هذا المنزل الكئيب وكمان تغلق الأنوار هذا فوق الاحتمال .. كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شخص قبل أن أصاب بالجنون ، فأخرجت هاتفي المحمول واتصلت بوالدي وما أن آتاني صوته حتى قلت : ايه دا حضرتك رميتني في المعتقل وما بتسألش عني تشوفني حتى عايشه ولا ميته
قال : ايه اللي حصل عمتك حصلها حاجة .
قلت : أنا اللي هيحصللي لو قعدت تاني هنا .
والدي : ليه هي ضايقتك ؟
قلت : ضايقتني !!! قول شلتني جابتلي الضغط ، معقولة دي اللي ربتك مش ممكن كوهين دي هي اللي ربتك دا أنا بقيت أخاف أتنفس لتكون بتعد الهوا اللي في الجو .. أنا مش قادرة أتحمل .
ولأن والدي يعرفها جيدا فقد تجاوز على إسلوبي الغير لائق الذي كنت أتحدث به معه .
حاول والدي تهدئتي وهويقول : معلش اتحملي علشان خاطر بابا حبيبك وسلي نفسك بالاب .
قلت في حنق : واللاب دا مش بيشتغل بالنور ولا ببركة دعاء الوالدين .، حضرتك عارف دي هتخليني أشحنه في الجامع هو والموبايل .. طيب قول الموبايل هيتحمل لكن اللاب ساعتين وشكرا بعد كده أعمل ايه بأه .
قال : طيب اشحنيه بعد ماتنام وهي زي ما انتِ عارفة بتنام طول النهار .
قلت : وتفتكر حاجة زي دي هتعدي عليها .. حضرتها أخدت مني الكابل وشالته في دولابها العجيب اللي عامل زي صندوق الدنيا دا وقفلت عليه بالمفتاح وقالتلي ها أدهولك وانتِ نازلة تشحني .. آل إيه علشان ما يضعيش مني .. وهي طبعا علشان تضمن ما أشغلوش .
والدي : خلاص اشتري كابل غيره من غير ما تشوفه .
سارة : علشان لو شافته تعلقني من رجليّ وبعدين هصرف على الأكل والشرب وأشتري كابل وأصرف على بيتها .. دا كده هقعد أشحت عند المرسي أبو العباس .
الوالد : خلاص يا سارة هبعتلك الفلوس اللي انتِ عايزاها وهجيلك آخر الأسبوع .
سارة : دا إذا ما كانتش هي نزيلة القبر وأنا نزيلة سجن الحضرة ، أو لو مسكت نفسي هبقى في مستشفى المجانين .
الوالد : وبعدين يا سارة مش شايفة ان طريقة كلامك على عمتك دي غلط .
سارة : هعمل ايه يا بابا خلاص هيجيلي انهيار.
الوالد : طيب اتمشي شويه على الكورنيش وهوا البحر هيهدي أعصابك .
سارة : والله يا بابا بقيت بأحس إن كل حاجة ممنوعة حتى هوا البحر .. يا خوفي ليكون بفلوس هو كمان ، عموما دا ابتلاء من عند ربنا ولازم أصبر .. أكيد أنا عملت حاجة فظيعة في حياتي وربنا جابني لعمتي علشان تكفر ذنوبي
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
-------------
 
الحلقة الثامنة

في أثناء عودتي للمنزل شعرت بالجوع ولأني أعلم أن البطة قد استوفت حقها اليوم بمعنى مكتوب عليها ممنوع الإقتراب أو التصوير حتى غدا ، ولأنني أعلم أن الثلاجة أكثر فراغا من فؤاد أم موسى .. فكان لم يكن هناك بدا من شرلء طعام للعشاء فذهبت إلى متجر على ناصية الشارع وابتعت منه بيض وجبنة وبسطرمة ولانشون وعيش وعلبة عصير لزوم العشاء ووصلت للعمارة وبالطبع تجرعت مرارة السلم الذي أعتقد أنه قد تحالف مع عمتي ليجهزا علي ، ووصلت لباب الشقة وأنا أكاد ألفظ أنفاسي الأخيرة وأخرجت مفتاح المعتقل ودخلت وجدتها جالسة على أقرب مقعد من الباب كالسجان وقلت في نفسي : اللهم اني لاأسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه .... وكنت على وشك القاء تحية المساء لولا أنها باغتتني قائلة : ما هذا .. كل هذا تأخير .. هو هوا البحر حلو كده ؟؟؟

قلت : آه تخيلي حتى كان نفسي أجيبلك شوية هوا في كيس بس لقيت أني كنت سأضطر لشراء كيس فرجعت في الفكرة .

نظرت إلي بنظرة كنت أحس منها أنها تريد قتلي وإنتظرتها تعلق إلا أنها التزمت الصمت .
وفجأة وجدت عينيها قد اتسعتا عن آخرهما في ارتياع وهي تنظر بجانبي حتى تصورت أنها رأت ثعبان .
فقلت في فزع : فيه ايه ... ونظرت إلى جانبي فرأيتها تنظر للكيس الذي بيدي وقالت في ذعر : إيه اللي في الكيس دا .
قلت : هيكون ايه عقرب مثلا .. عشا .. أنا عارفة ان مفيش حاجة للعشاء فقلت أشتري شوية حاجات من السوبر ماركت .
ظلت تضرب كفا بكف في قوة لا أدري من أين أتت بها وواضح أن كليتاها مبرمجتان على فرز الأندرينالين لمنحها القوة فقط عندما تريد أن تعبر عن الغضب في أي شيء خاص بالنقود .
قالت : يا بنتي إنت ربنا جابك هنا علشان تنقطيني
قلت من بين أسناني : لا علشان تنقطيني انتِ .
قالت : مين قالك اني باتعشى .. العشا وحش على صحتي ..لالالالا .. أنا مش هدفع حاجة .. مش هدفع حاجة خالص .
قلت : ومين طلب منك تدفعي حاجة ، وخفضت صوتي وأنا أقول هو أنا عايزه أطفحه .. آل وحش على صحتها .. ما تقولي وحش على جيبك
وعلا صوتي وأنا أقول : يا عمتي أنا عازماكي .
انفجرت وهي تقول : يا ستي أنا مش عايزة حد يعزمني .. مش عايزة حاجة .
لم أشعر بنفسي إلا وأنا أقول : خلاص مش عايزة تاكلي ما تاكليش .. أنا عايزة آكل وما جبتش حاجة من عندك أنا جبتها بفلوس أبويا .
عمتي : وكمان بتردي عليّ بوقاحة .. طيب لما أكلم أبوكي وأشوف رأيه في الحكاية دي . ، وأمسكت بسماعة الهاتف ثم توقفت بغتة وأعادت السماعة لوضعها مرة أخرى في حنق .. بالطبع هي لم تصفح عني ولم تراجع نفسها وشعرت بغلطتها ولكنه ثمن المكالمة .. تذكرت ثمن المكالمة فتراجعت .
صمتت برهة ، ثم وجدتها تبتسم ابتسامة حيزبونية وتقول : خلاص أنا مش زعلانه وعلشان أثبتلك هاآكل معاكي .. وريني كده جبتي ايه ؟؟
كان العشاء يكفي ليوم واحد إلا أنها أصدرت فرمان بادخاله التأميم وأننا سنأكله على مدار أسبوع .
وأنا هذه المرة لم أهتم لأنني وجدت الحل لذلك
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
-----------------
 
الحلقة التاسعة

استيقظت في اليوم التالي مبكرا فقد كان الجو شديد الحرارة والرطوبة عالية جدا .. ولما كان المنزل بلا مراوح فكنت أشبه بالكتكوت الذي سقط في وعاء الماء وبالتلي كان النوم في هذا الجو يعد مستحيلاً .. نهضت من على السرير واغتسلت وقلت في نفسي أعد لنفسي فنجان نسكافيه لكي أنتعش فسرت على أطراف أصابعي للمطبخ حتى لا تظبطني عمتي متلبسة بالنسكافية .. صحيح أنني اشتريت النسكافيه والسكر واللبن .. ولكنني سأستهلك المياه والغاز وهذا من الممتلكات الذهبية لعمتي ولقد اجهدت حقاً من العراك كل فوتوثانية على موضوع واحد وهو التبذير .. لقد أصبحت أشعر أن كل شيء في الحياة تبذير حتى شعرت أنني سأسافر من عندها وأنا أرتدي قبعة اليهود الصغيرة على رأسي .. المهم أنني انتهيت من اعداد النسكافية وأنا أحرص على ألا أحدث أى صوت وعت إلى الحجرة على أطراف أصابعي وتنفست الصعداء وكأنني عبرت قناة السويس في غفلة من اليهود .. وما ان شرعت في رشف أول رشفة إلا ودق جرس الباب فارتجفت حتى كاد أن يسقط الفنجان من يدي وقلت : ييه من الذي يأتي في هذه الساعة ويوقظها .. ياربي يعني دا وقته وبسرعة خبأت الفنجان أسفل السرير وخرجت لأفتح الباب إلا أنني فوجئت بها تنزلق من فوق سريرها في سرعة وتقول بصوت هامس : لا تفتحي الباب ، إنه الزبال ..قلت : وماذا في ذلك ؟؟!!قالت في همس : أصله له ثلاثه جنيه بتاعة الزبالة ودا حرامي يعني أنا عندي زبالة أد ايه .قلت : هي الزبالة بقت بالكيلو اليومين دول .. وبعدين مش مشكلته إنك بتعملي زبالة كتير ولا قليل .. ماحصلتش اننا ناكل الفلوس على الراجل وبعدين دي مش فلوس دي ملاليم وممكن يزعل وما ياخدش الزبالة تاني ..قالت : ما البركة فيكي .قلت : نعم !!! هشتغلك زبالة ولا ايه !!! وبعدين لنفرض اني أخدت الزبالة في كيس كل يوم ورميتها في الصندوق اللي في الشارع .. ما أنا مش هعيش معاكي على طول هتعملي ايه ساعتها قالت في خبث : هبقى أحط زبالتي بالليل متأخر فوق زبالة الجيران .قلت : يا سلااااااااااااااام دا ايه الدماغ العاليه دي .عادت مرة أخرى لتمثيل الصمم وقالت : هاه بتقولي ايه ؟قلت : بقول اللهم اني أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه .وتوجهت ذاهبة للحجرة التي أنام بها وإذا بها تقول : انتِ هتنامي تاني ؟قلت : آه هنام .. وأردفت قائلة بلهجة ذات مغزى : أصلي لما بأصحى بأبقى عايزة أفطر علطول ولما أفطر بدري كده هبقى عايزة أتغدى بدري وبالتالي هجوع وساعتها هبقى عايزة أتعشى ، فأنا قلت أحسن أوفر وأنام حبة كمان ولا ايه رأيك ؟!!!قالت في سرعة : لا يا حبيبتي طبعا نامي ما انتِ بتتعبي ومحتاجة ترتاحي ..ضغت على أسناني وقلت في نفسي : أقسم بالله لولا إني عايزه أشرب النسكافيه لكنت قعدت على قلبك وفطرت
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
------------------
 
الحلقة العاشرة

مر ذلك اليوم كأي يوم من أيامي الغريبة التي أعيشها مع عمتي وبعد المغرب شعرت أنني لاأكاد أحتمل لا أريد أن أبقى معها للحظة واحدة فقررت الخروج بحجة أنني سأشحن اللاب أخذت اللاب وخرجت لأشحنه وأصلي العشاء في الجامع وأتنزه لأقطع جزءا من الليل الطويل الكئيب وأستريح منها بعض الوقت .قالت : انتِ كل يوم هتخرجي مش تقعدي معايا شويةقلت في تحد: عايزة أشحن اللاب ولا تحبي أشحنه هنا .قالت : بتلوي دراعي يعني روحي براحتك .لا أكذب عليكم فقد شعرت ببعض الشفقة عليها ولكنها هي التي تضطرني لذلك .. وفي سرعة نفضت عن نفسي ذلك الشعور وخرجت .دخلت المسجد ووضعت اللاب بجانبي فكنت لاأحتاج لشحنه لأنه مشحون بالفعل بواسطة الكابل الجديد الذي اشتريته ولم يكن اصطحابه معي سوى عملية تمويه أمام عمتي صليت ركعتين تحية المسجد وجلست أنتظر آذان العشاء .. وجاءت جلستي بجوار سيدة مسنة .. صحيح أن عمتي جعلتي أكره كل المسنات الائي في الحياة إلا ان هذه السيدة كانت كل خلجة من خاجات وجهها تشع بالطيبة وعيناها يطل منهما حنان ذكرني بعيني والدتي ولكن لم يكن الحنان وحده هو الذي قي عينيها لقد شعرت بوحدة وفراغ واحتياج غريب أكدهم لي رغبتها المترددة في جذب طرف أي حديث معي .قالت : أنا أول مرة أشوفك في المسجد .قلت : هو حضرتك تعرفي كل اللي بيصلوا هنا .قالت : ما تستغربيش .. أصل أنا بآجي هنا كل يوم من قبل صلاة العصر وبأقعد لغاية ما أصلي العشاء وأروح .قلت : ياه .. ودا مش تعب على حضرتك .قالت : لو عايشة الوحدة زيي كنت جيتي تقعدي هنا .. أصلي أعمل ايه في البيت على الأقل هنا شايفة ناس وبألاقي حد بأتكلم معاه .. إنما في البيت مفيش حد .. الوحدة قتلتني يا بنتي .قلت : مفيش حد عايش معاكي يا أمي .. أقصد ما عندكيش أولاد ..ابتسمت في مرارة : أولاد .. عندي بس زي ما يكون ماعنديش .. كل واحد مشغول بحياته ومفيش معايا في البيت غير قطة بتونسني أهو نفس معايا في البيت وخلاص .. وبأكلمها وأشكيلها لما أكون متضايقة .. أهي فضفضة والسلام ....قلت في تأثر : طيب ليه مش بتطلبي منهم يعدوا عليكي كل ليلة ولو حبة صغيرة ..تهكمت قائلة : يعدوا عليّ !! دا أنا نفسي في مكالمة تليفون حتى .. لكن للأسف مش بيعملوها مع إني لما حد منهم بيفكر ويجيني بأبقى فرحانة بيه أوي وأبقى عايزه أعمل كل اللي أقدر عليه علشان أسعدهم ومش بأتأخر عليهم بحاجة .. وبعدين أطلب ايه يابنتي .. الحاجات دي ما بتتشحتش .. عمر الحب والحنية ما كانت بالطلب .. وحتى لو طلبتها بتفقد معناها .. ومع ذلك طلبت أكثر من مرة ولما ما لقتش استجابة سكت .. انتِ عارفة أنا أوقات كتير بأفكر لو مت وحدي في الشقة هيعرفوني بعد كام يوم ....تأثرت تأثر شديد بكلامها وخاصة عندما لمحت الدموع تترقرق في عينيها المنكسرتين .. ووجدت نفسي دون أن أشعر أربت على كتفيها .قالت : ياه يابنتي من زمان محدش طبطب عليّ كده ....قلت : اعتبريني بنتك واعطيني نمرة تليفونك وبإذن الله هتصل بيكي كل يوم ..صحيح يا بنتي (قالتها في لهفة انفطر لها قلبي)قلت صحيح يا أمي ...قالت : ربنا يبارك فيكي ويريح قلبك زي ما ريحتيني ...الله أكبر ..الله أكبر ..(ارتفع بها صوت الآذان ) فابتسمت وقالت : بإذن الله سيستجيب الله دعائي لكِ ..مددت لها يدي لتستند عليها لتقوم للصلاة ..عندما فرغت من الصلاة وودعتها عند باب المسجد وعدت أدراجي إلى المنزل وهنا تذكرت عمتي .. هل ياترى كانت في حاجة لأجلس معها .. هل أنا مقصرة معها .. وتصورتها تجلس وحيدة .. ولومت نفسي ألف مرة ودخلت مطعم وابتعت منه طعام لنتعشى سويا وأنا أقرر بيني وبين نفسي ألا أتركها ثانية وأن أتحملها .. وأقنعت نفسي بأن تلك السيدة رسالة قد أرسلها لي الله سبحانه لكي أراعي عمتي أفضل من ذلك .. ولم أصبر حتى أصعد السلم فاتصلت بها من هاتفي المحمول لكي أونس وحدتها .. وما أن اجابتني حتى قلت : أيوه يا عمتي أنا جايه عايزه حاجة أجيبها معايا ..قالت بنفس اللهجة الكوهينية : لا مش عايزه حاجة ولو جبتي حاجة معاكي هارميها من البلكونة .وصكت السكة في وجهي .. فقلت : لا حول ولا قوة الا بالله مفيش فايدة طيب والأكل اللي جبته .. وبعد تفكير لم يكن أمامي بد من أن أجلس على السلم كالمتسولين لآكله
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
-------------------
 
الحلقة الحادية عشر

عدت للمنزل ودخلتت وجدتها نائمة على السرير .. فقلت : عمتي .. انتِ نمتِ ؟؟؟
عمتي : لا ياسارة أنا صاحية .. تعالي ..
قلت : خير يارب ايه الطريقة الودودة دي في الكلام ... احتمال تكون افتقدتني وعايزة حد تحكي معاه ..
دخلت حجرتها وجلست بجوارها على السرير .. وقلت : عمتي انتِ تعبانة ؟؟
عمتي : لا .. أنا عارفة انك عايزة تمشي .. صحيح أنا بأتعكز شويه .. بس الكدمات اللي في جسمي بتتعبني في المشي .
قلت في سرعة : أنا ماقلتش إني عايزه أمشي أنا بأطمئن عليكي ..
عمتي : فيكي الخير ... هتتعشي ..
قلت : لا شبعانه ... وبالطبع تنفست الصعداء .. وسألتني : رحتي فين لما خرجتي ؟؟
قلت : ذهبت للمسجد وهناك قابلت سيدة ....... وقصصت عليها كل ما حدث والحقيقة أنني كنت أريد أن أحرك مشاعرها ولتعلم أن المال ليس هو كل شيء في الحياة وانما هناك أشياء كثيرة جميلة وبسيطة وبرغم بساطتها إلا انها لاتشرى بكنوز الدنيا وهي المحبة والألفة والحنان .. إلا انها قالت : لو بيشوفوا منها فلوس كانوا جريوا عليها ..
مفيش فايده أي كلام لازم ينتهي بالمال .. مش ممكن عمتي هذه المال هو مذهبها ودينها في الحياة ..ارحم يارب على حد قولها ...
ذهبت للنوم وفي الصباح أكلنا المقرر وذهبت بعدها للسوق وعند عودتي وأنا على آخر درجات السلم سمعت هرج ومرج آتي من شقة عمتي .. ولأول برهة تصورت أن عمتي حدث لها مكروه إلا أنني سمعت صوتها تتحدث بصوت عالي صارخ وكأنها تعنف أحدا .. أسرعت في الصعود ووجدت عمتي وهي تصرخ في وجه جارتها قائلة : دا شغل حرامية مش هدفع حاجة أنا ما طلبتش من حد يجدد مدخل العمارة .. هي عجباني كده .
الجارة : يا حاجة الكل دفع مش باقي غيرك ..
عمتي في صراخ : وأنا مالي كل واحد حر ..
الجارة : يا حاجة دول كلهم 200 جنيه مش حكاية
عمتي : ايه ايه 200 جنيه .. اتجننت أنا علشان أدفع 200 جنيه .. لايمكن ولو سمحتي اتفضلي ..
تدخلت معتذرة للسيدة ووعدتها أن أحاول اقناعها .. وأنا أعلم أنني يمكن أن أقنع أبا الهول أن يترك مكانه ويمشي ولا يمكن اقناع عمتي ولكنني فعلت ذلك فضا للنقاش الذي لاجدوى منه ..
وبعد أن انصرفت السيدة وهدأت عمتي بالطبع بعد أن اسمعتني وابل من السباب واللعان على جيرانها .. قررت أن أفاتحها في الموضوع حاولت افهامها نظرة جيرانها لها بعد موقفها هذا وأن هذا لايليق الا أنها أصرت على موقفها ولم يكن أما سوى أن أتحمل أنا ال200 جنيه .. آه يا عمتي الحياة مكلفة للغاية .. وبالفعل دفعت للجارة نصيب عمتي بدون علمها وكنت ظننت الموضوع انتهى عند هذا الحد ولكن جدث ما قلب الدنيا فوق رأسي فقد جاءت الجارة لتشكر عمتي على موافقتها المشاركة في التكاليف
والى اللقاء في الحلقة القادمة
 
-------------------
 
الحلقة الثانية عشر
في صبيحة اليوم التالي وبعد الإفطار دق جرس الباب وفتحت فوحدت سيدة رقيقة الحال وقالت : صباح الخير مش ي شقة الحاجة حليمة

قلت لها : نعم .. أي خدمة ؟؟ قالت : معلش أصلي أول مرة أشوف حضرتك هنا
قلت : إنني ابنة أخيها .. أي خدمة اتفضلي
السيدة : الحمدلله انك انتي اللي فتحتي علشان ترحميني من الخناقة بتاعة كل مرة .. أنا اللي بأنظف السلم وعايزة شوية ميه
وقفت وكأنني قد أخذت ضربة فوق أم رأسي ، فلو كانت طلبت مني لتر دم لكان أسهل من دلو الماء الذي تطلبه .
ويبدو أن السيدة قد شعرت بالمشكلة التي أنا بها فقالت : اشغليها بأي حاجة وأنا هاخد الميه من غير ماتحس
قلت : ولما تدخل وتلاقي الميه ناقصة أقول ايه .. عموما يبقى سويها ربنا ساعتها
وعملت خطة أنا وهي وكأننا نهرب هيروين وتصورت في نفسي لو كل الشعب المصري مثل عمتي ، فلن تكون هناك مشكلة في الماء ومش بعيد كنا نصدر الماء الفائض عنا
أعطيتها الماء ووقفت أتحدث معها ، فقد كانت بالنسبة لي فرصة شخص أتكلم معه وخاصة أن مجال الحديث لن يكون المال
سألتها : انتِ ساكنه هنا في سيدي بشر .
قالت : لا أنا ساكنه في باكوس .. لكن مكان ما يكون رزقي بأروحله .. هنعمل ايه يا أبله العيشة بقت صعبة
قلت : انت عندك ولاد
قالت : نعم أنا معايا ثلاث بنات وولد وأبوهم كان خراط مفيش زيه .. قبل المخرطة ما تاكل ايديه .. وقعد في البيت حزين مكسور .. وأنا بحاول على أد ما أقدر أوفي بطلبات البيت علشان ما يزعلش وأهو الحمدلله .
قلت : معلش ربنا بيبتلينا علشان يمتحن صبرنا وربنا ان شاء الله هيعوضك في أولادك بإذن الله
قلت في لهجة متهكمة : الحمدلله على كل حال .. كل اللي يديهولنا ربنا راضيين بيه طالما راضيه لازم يرضينا .
ظننت أنه رد نابع من عدم صبرها .. وأردت ألا أتسرع في الحكم عليها فقلت : بتتكلمي كده ليه ؟
قالت : أصل ولادي بتولدوا كويسين ولما يوصلوا لسن عشر سنين تجيلهم حمى احتار فيها الأطباء وبعدين ماتميش إلا لما تسيب فيهم عاهه
البنتين الكبار مش بيشوفوا والثالة جالها حاجة أشبه بالتخلف العقلي .. وقلت ربنا هيعوضني في الولد ..
قلت : جراله ايه هو كمان ؟؟!!!!
قالت : حصله ضمور في العضلات بس قالوا إن ممكن شفاه لما يعمل عمليه في المخ .. بس بمبلغ كبير وبأعمله ورق علشان يتعالج على نفقة الدولة وربنا يسهل .. بس بأعمله جلسة يوم ويوم وعلشان أبوه تعبان بأضطر أشيله على كتفي لغاية المستشفى وهو عنده 11 سنة ... وتنهدت وهي تقبل يديها : الحمدلله يارب أنا لاأشكو ولا أعترض ...
ويبدو أن وجهي قد بدا عليه التأثر فقالت : مالك يا أبلة .. ضايقتك ؟؟!!!!!!!!!!!!
قلت : لا إزاي .... دا حتى حديثك ممتع ويفتح النفس ..
ضحكت السيدة وقالت : هنعمل ايه يا أبله مالناش في نفسنا حيلة كله بأمره والحمدلله .. نحمده ونشكر فضله
ابتسمت بدوري وقلت : انتِ ست راضية ومؤمنة .. صحيح انتِ وجعتي قلبي وندمت اني سألتك .. بس بجد أنا أغبطك على صبرك وحمدك وشكرك لربنا .. طيب الفلوس بتكفيكي ..
عادت تقبل يديها وتقول : الحمدلله .. طول ما النفس راضية وقانعه ربنا بيخلي القليل في ايدك كتير وكتير أوي كمان .. والحمدلله مش حارمه أولادي من أي حاجة بأكلهم اللحمة كل أسبوع وبأجبلهم كل اللي نفسهم فيه
قلت : معلش سؤال بايخ بيدخلك كام في الشهر ؟؟
قالت : أصل أنا مش بأشتغل كل يوم وبعدين مصاريف الدكاترة والأدوية .. بيتبقى للأكل 100 جنيه في الشهر بس زي ما قلت لحضرتك بيكفوا ومش محرومين من حاجة ..
قلت : 100 جنيه أكل طول الشهر وأنا جبت عشا اللي أكلته على السلم ب50 جنية يعني ما يعادل ميزانية نصف الشهر يا سبحان الله
ثم مددت يدي في جيبي وأخرجت 50 جنيها وأعطيتها للسيدة التي رفضت في عفة برغم حاجتها
وقالت : أنا مش بأشتكي حاشا لله أنا بأفضفض معاكي
قلت وأنا أضغط على يدها لتمسك بالنقود : أنا عارفة .. بس ليه عايزة تحرميني الثواب .. ربنا بعتك ليّ هدية للآخذ على ايدك ثواب عايزة تحرميني منه ليه ؟؟
ابتسمت في خجل وهي تأخذ النقود وقالت أشكرك يا أبلة ... هو إسم حضرتك إيه ؟؟
قلت : سارة .. اسمي سارة
قالت : عاشت الأسامي ياست سارة
قلت : وانتِ اسمك ايه ؟؟
قالت : مبسوطة .. اسمي مبسوطة ؟؟؟
وهنا انفجرت ضاحكة : وقلت ياله من اسم

والى اللقاء في الحلقة القادمة
 
----------------------
 
الحلقة الثالثة عشر
فجأة انطلق صوت صراخ من شقة عمتي وسمعت أشياء تتخبط فهرولت مسرعة الى داخل الشقة وأنا فزعة وقلت في سرعة : مالك يا عمتي حصلك حاجة ..وجدتها تضرب كفا بكف وتقول : المية .. المية راحت فين طبعا ادتيها للي بتمسح السلم يا خراب بيتي ..قلت : يا عمتي اهدي اللي يسمعنا يقول ان صندوق المجوهرات بتاعك اتسرق دول شوية ميه (طبعا أنا كنت بأهزر مجوهرات ايه اللي عند عمتي دي رجز من عمل الشيطان)قالت في غضب وصراخ شعرت معهما أن طبلتا أذنيّ اخترقتا : انت كمان بتهزأي بيّ وبتقولي شوية ميه والميه دي مش بفلوس وأوعي تقوليلي نفتح الموتور نحوش غيرهم مش ناقصة خراب النور كمان .. دا حرام .. حرام .قلت : يا عمتي اهدي كل مشكلة ولها حل ..قالت : حل ؟؟؟ حل ايه .. أوعي تقولي نشغل الموتور.قلت : لالالا .. أنا مجنونة .. ميه وموتور وهوا بنتنفسه .. انتِ هتلاحقي على ايه ولا ايه ..احنا النهارده نعمل ترشيد استهلاك .. بمعني نتوضأ مرة واحده في اليوم .. وبكوباية واحده يعني لو خلصت نكمل الوضوء تيمم .. وممنوع الإستحمام النهاردة كأننا عايشين في الصومال .. وبالنسبة للشرب أهي الميه في الثلاجة ولا حتى بلاش نشرب كأننا في رمضان ..عمتي وهي تنظر من فوق نظارتها في امتعاض : مفيش فايه فيكي لازم من السخرية اللي في كلامك .. طيب ايه رأيك هنفذ كل اللي قلتيه ولو عجبني هقلل الميه اللي بنخزنها كل يوم .قلت : آآآآآآآآآآآآآه وقعت في شر أعمالي .. بقولك ايه ياعمتي مش انتِ الحمدلله بقيتي كويسه ما أرجع بيتنا أحسن وأهو تقللي الميه تزوديها براحتك ..عمتي : وتسيبيني وأنا لسه تعبانه طيب لما أشد حيلي شويه .قلت : ما أنتِ ياعمتي اللي مش عايزه تروحي للدكتور هتخفي ازاي .. بالسحر!! لازم تكشفي ..قالت : لا مش هكشف أجيب منين .. المهم مش هتتغدي .قلت : لا مش عايزةقالت : ليه شبعانه ..قلت : أنا مش بس جعانه أنا حاسه إن بطني لزقت في ضهري من الجوع بس بأرفق بمعدتي علشان هي كده جعانه وساكته .. وربع البطة بتاعك دا بيقلب على معدتي المواجع خليني كه أحسن ... طول عمري بأحب رمضان وكنت أتمنى أن السنة كلها رمضان ما كنتش أعرف أن حل الموضوع دا هو اني آجي عندك ..
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة
 
-----------------
 
 
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

3344 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع