هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مني أمين
  5. ساره

شعرت سارة بألم وعذاب جامح يجتاح كل كيانها ، فقد كتب القدر رغما عنها نهاية لقصة حبها التي عاشت تتنفسها عمرها كله ، ولكن كل هذا الحب لم يشفع للزمان كي يرحمه ولايسحقه سحقا دون أن يرمش له جفن ، فقد أبى والدها أن يتوج هذا الحب بالزواج متعللا بكرهه لحبيبها .
لقد حاولت مرارا وتكرارا أن تقنعه بأن خالدًا إنسان خلوق ويحبها ولا يتردد لحظة في التفاني في إسعادها ، ولكن والدها كان له وجهة نظر أخرى في أنه شخص يخفي غير ما يبدي وأنها مخدوعة فيه وفي كلامه المعسول الذي طالما ملأ أذنيها به ، ولما وجد منها إصرارًا ومعارضة أصدر قراره النهائي بأنه قد قبل خطبة العريس الآخر لها , وإذا عارضته سيحرمها من حبه ورعايته ما بقي له من العمر.
ولما كان والدها هو أعز مخلوق لديها في الدنيا ، فلم تكن لتعارضه وكان البديل هو وأد حبها بين جوارحها .........ظلت تبكي وتبكي وكلما بكت شعرت وكأنها جسد تنتزع منها الروح بلا رحمة حتى أصبحت جسدا بلا روح .
مرت الأيام وسارة كما هي لا يحمل وجهها أي تعبير ولا تشعر بداخلها بأية مشاعر سواء حزن أو فرح وكيف لا وقد نشب الحزن مخالبه في قلبها وروحها فحولها إلى مسخ حتى أنها لم تستجب لمحاولات خطيبها محمد المضنية لإسعادها بحبه الذي بلغ به كل مبلغ ولكنها لم تكن لترى هذا الحب ، فدائما نحن هكذا نغلق قلوبنا على أحزاننا مستعذبين آلامنا متغافلين أن ذلك يجعلنا لا نشعر بمن يحبوننا من حولنا ، بل وربما يكون ما بجوارنا من حب هو أروع وأصدق من الأطلال التي نحتفظ بها بين ضلوعنا متصورين أنه لا ولن يكون هناك حب مثل هذا الذي نحتفظ به ، ناسين أن من وهبنا الحب والحبيب قادرا على أن يمنحنا أروع وأجمل وأصدق منه .
قبل موعد زفافها بيومين كانت فى طريقها في الشارع حيث التقت به فجأة أمام عينيها ....خالد.....حبها الأول والأوحد ، ولكن لم تكن عيناه نفس العينين التي كانت ترفل فى حنانها فقد أصبحت تحمل نظرات نارية قاسية ولكنها على الرغم من ذلك طارت فرحا وهرولت إليه وقد طارت عذابات الأيام الماضية بمجرد رؤيتها له قائلة في هيام : خالد ........
إلا إنها اصطدمت بعينيه القاسيتين وهو يقول : إذا ستتزوجينه .. حسنا ولكن تذكري إنني لن أدعك تقذفين بى هكذا ........
ساره : خالد أرجوك لا تظلمني إننى أموت في كل لحظة أعيشها بعيدة عنك .
خالد : تموتين تحيين ... الأمر كله لا يعنيني كل ما يعنيني هو أن لست أنا من تتركه فتاة ، أنا الذي دائما أترك عندما أشعر بالضجر, ولذلك لن أدعك تستمتعين بذلك الشعور بالفوز ، سأنتقم منك ولن يهدأ لي بال حتى أحطمك وأحيل حياتك جحيما .
صدمتها كلماته ورددت غير مصدقة : خالد ماذا تقول ؟!!!!!
خالد : لم يخلق بعد من ترفضني وتلقيني وراء ظهرها ، سأقدم خطاباتك الملتهبة بالمشاعر لوالدك وزوج المستقبل المغفل ، ليس هذا فحسب ولكن مكالماتك معي لقد كنت أسجلها لكي لأستخدمها في حينها وقد حان أوانها ، وسنرى من منا سيأتي للآخر راكعا وساعتها سأقذف بكِ في أقرب سلة مهملات .
قالها وانصرف تاركا إياها في ذهول مما سمعت ومما رأت ....... ألهذه الدرجة كانت مخدوعة فيه كان يسجل لها ليذلها في يوم من الأيام ... ألهذه الدرجة كانت موهومة بحبه ... حب ؟!! أي حب هذا الذي يدمر فيه المحب حبيبه ........
بكت وبكت وبكت ولكن في هذه المرة كانت تفيق من وهمها وصارت وكأن دموعها تغسل الغشاوة التي على قلبها وعينيها ، ووجدت نفسها رغما عنها تقارن بينه وبين محمد خطيبها , وكلما قارنت وجدت هوة سحيقة بين الاثنين .....قمة النذالة وقمة العطاء ولعنت نفسها ألف مرة إنها لم تر جمال خلق ومشاعر خطيبها من قبل ، كيف تحمل عجرفتها وتجاهلها لمشاعره ، كيف تفانى في إسعادها وهي تحيل ذلك لضعف فى شخصيته .
قالت سارة في نفسها : والآن ماذا أفعل ...لن أقابل الحب بالغدر هكذا هو لايستحق منى كل هذا سأصارحه وليكن ما يكون .
قابلته فى المساء وكان كعادته رقيقا عذبا محبا عاشقا حتى إنها تعجبت كيف لم تره قبل الآن ، بالطبع الغشاوة التي كانت على عينيها والوهم الذي سجنت نفسها فيه هو من فعل فيها هذا هو كانت تدور فى فلك قصة واهية والحب الحقيقي في أجمل صورة أمامها وملك يمينها ولا تشعر به ....... تبا للأوهام .
استجمعت شجاعتها وقصت عليه القصة كلها متوقعة منه أن يغضب ويثور ويتهددها بفضح أمرها ، إلا أن ما حدث على العكس تماما فقد قال لها في رقة : أفهم من كلامك أنكِ لم تعد تحبينه .
قالت في سرعة وصدق : لا .... لقد كان وهما وأفقت منه ولكن للأسف جاء ذلك متأخرا جدا.
رد في عذوبة : لا ليس متأخرا ، أنتِ أصبحتِ لا تحبينه وهذا ما يهمني... ما مضى من حياتك ملك لكِ أما ما سيأتي فملك لي ولكِ .....الحب يغفر كل شيء, وحبي لكِ ملك عليّ روحي فأستطيع تحمل أي شيء في الوجود سوى ابتعادك عني ..
شعرت بحب جارف يجتاح كيانها كله ، بل شعرت أنها لم تحب من قبل .
(سارة) هكذا ناداها والدها في غضب مكتوم
قالت : لبيك أبي .
الأب : أريدك بالداخل لحظة .
صدرت منها التفاتة لما يحمله في يده وعرفته على الفور فقد كانت خطاباتها وأصابها انزعاج شديد والتفت إلى محمد لاإراديا كمن يتعلق بطوق نجاة والغريب أنه فهم نظرات الاستغاثة على الفور وقال : لو سمحت يا عمي أنا عندي خلفية عن الموضوع ولست غاضبا ، لقد وثقت فى إنسان ليس أهلا للثقة ومن منا لا يخطئ
فرجاءً نتجاوز هذا الموضوع .
الأب في غضب : والفضيحة ، من الواضح أنه عند ظني به إنسان لا ضمير و لا أخلاق له .
محمد : دعه لي وأنا كفيل به .
بدأ الأب يهدأ ثم قال لابنته : أرجو أن تكوني قد تعلمتِ ، للأسف دائما الأبناء يرفضون نصيحة أهليهم ويصمون آذانهم متصورين أنهم على حق ، رافضين مساعدة أنفسهم قبل كل شيء
سارة : سامحني يا والدي .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع