هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة دينا عاصم
  5. حدث بالفعل في المترو
مترو..
كنت أقف على محطة المترو في المكان المخصص للسيدات، حين لمحت بآخر الرصيف سيدة ريفية بسيطة الحال تحمل على كتفها طفلة صغير تقترب من الثامنة من عمرها، أطرافها متيبسة ضامرة.. الأم تحمل الفتاة على كتفها كطفل صغير والطفلة تحيط رأس الأم بحنو وقد مالت بجذعها على الجسد النحيل.
استوقفني المشهد والسيدة تشق طريقها وسط الواقفين بهمة وثبات حتى وقفت بجانبي..تأملت وجهها وملابسها ..جلبابها الأسود الفضفاض "بلا رائحة مميزة..أي نظيف" يوحي بأنها من أهل الصعيد أو الفلاحين...
وجهها عليه لمحة ملاحة لم يفلح الشقاء في إخفائها برغم شحوبه..ولكن به رضا عجيب..فهي ليست ممتعضة ولا منهكة ولا حتى عابسة أو واجمة، وجه يحمل رضا أصيلا وليس مصطنعا..
ركبنا المترو وفي عرباته إما أن تظهر إنسانيتك أو حيوانيتك، أنت وما يتغلب عليك من طباعك.
قامت سيدتان وأجلستا الأم وابنتها بجانبها ..والطفلة توزع نظرات زائغة بها لمحة من وعي.... الأم تمسك بكفي ابنتها وتفركهما برفق...يد الفتاة نظيفة وملابسها برغم رقتها غاية النظافة والأم كذلك...مغرمة أنا بتأمل تفاصيل تنبىء في الإنسان عن الكثير...
السيدة الأنيقة التي جلست بجانب الفتاة من الجهة الأخرى، لاحظت أن الأم تفرك يد الفتاة بشكل مستمر وكانها حركة اعتيادية، فأخرجت من حقيبتها قفازا صوفيا وناولته للأم فقالت الأم لها..لالا هي لا تشعر بالبرد ولكن لأن أطرافها صعبة الحركة فإنها دوما باردة..السيدة أصرت والأم وافقت برضا بعد طول إقناع لما لمست من صدق نيتها..
غمغمت الطفلة بكلمات غير مفهومة فسألتها أنا...ماذا تريد فأجابت إنها عطشانة ..وفي ثوان كانت عربة السيدات تبحث عن زجاجة مياه للأم وبالفعل ظهرت الزجاجة وارتوت الفتاة وتبسمت الأم شاكرة.
لم يفت وقت قصير حتى جادت كل سيدة وفتاة من الواقفات بما تيسر وسط ذهول الأم ورفضها إلا أن الكثرة والحب الحقيقي والتقدير في عيون السيدات والبنات جعلها تقبل ....حتى هذا النمط الثرثار من النساء اللائي كن يزعجنني بإصرارهن على تجاذب أطراف الحديث مع الآخرين، شاركن الباقي من الناس في جودهن الطبيعي وأرسلن الدعوات بالثبات والبركة والشفاء للأم وابنتها..
مصر الحلوة بجد ...
حدث بالفعل.
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1996 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع