هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة دينا عاصم
  5. مقهى النوفرة - كنت في دمشق - يا علي يا سِندي - يا بنات سوريا ومصر

 

كان ياما كان يا سادة يا كرام في عام 2010 كنت مازلت في بداياتي .

أتعثر في قلة خبرتي وعشقي للكتابة ويشاء العلي القدير أن أكتب في أكثر من موقع مهم مثل "عرب تايمز - القدس العربي اللندنية - دنيا الوطن - الديار اللندنية " وغيرها كان ذلك في 2009 - 2010 ، وأنال بفضل ربي شهرة سريعة في الدول العربية وعرب المهجر الذين كانوا يتابعون موقعا إخباريا منوعا اسمه "وطن يغرد خارج السرب" كنت أكتب فيه بصفة دورية ثم ترأست تحريره حتى 2013.

وكنت بدأت أكتب في منتدى ثقافي سوري يجمع معظم الشعراء والأدباء العرب.

وكان لي فيه صديق سوري عراقي اسمه( علي السندي) قلت له مرة: ياااه يا علي يا سندي لو أزور سوريا، نفسي أزورها، 

قال وانا كمان، كان هو ساعتها بالعراق. 

ومرة أخرى يشاء ربي أن يقيم هذا المنتدى مسابقة للمشاركة في مهرجان الاحتفاء باللغة العربية في دمشق لاختيار شاعر وشاعرة من كل بلد عربي.

ووقع الاختيار عليّ بفضل الله للسفر لسوريا في صيف 2010 كما وقع الاختيار على "علي السندي" صديقي الطيب الجميل.

بالطبع كدت أطير فرحا و..سافرت يرافقني والد أبنائي.

منذ خطت قدمي أرض مطار دمشق وأنا أقابل بحفاوة شديدة بمجرد أن أتحدث، فقط أفتح فمي حتى يصيح الواقف أمامي بسعادة واندهاش "مصرياااه؟" 

ويتكرر المشهد في كل مكان بالتاكسي، بالمحال التجارية، بالمسجد الأموي، بمطعم "بيت جابري" أحلى مطاعم دمشق...وهناك ..في دمشق..قضيت أجمل أيام حياتي..حتى الآن !

كنت أسأل أصدقائي السوريين يوميا عن الأماكن التي ينبغي أن أزورها شريطة أن تكون أماكن حميمية يرتادها الشعب، حتى أشاروا علي بمقهى "النوفرة" التراثي.

وهناك، على هذا المقهى كان هناك "نادل عجوز" نحيف منحن الظهر نشيط يتحرك بخفة لا تليق بسنه الكبيرة، له شعر أبيض غزير وعينان زرقاوان متوهجتان رغم سنه الكبيرة.

جاء إلى طاولتي التي كانت في جانب المقهى "بالضبط يسار الصورة للقارىء" بعينين مملوءتين بالفضول، وما إن تحدثت معه حتى صمت قليلا متأملا ومضيّقا عينيه وهو يتفحصني ثم صاح بالكلمة السحرية "مصريااه".

 وهنا بدأ ينشد شعرا في "العيون السود" ولكن بلهجته الحلبية فقد كان من حلب على ما أتذكر، وظل يلف حول نفسه في رقصة مرحة قبل أن يقدم "النرجيلة" الشيشة يعني بالمصري.

وبدا بيننا حديثا طويلا عن الشعر والغزل و..مصر.

ربما لم أهنأ بحديث شيق وضاحك ومفعم بالجمال والمحبة والود مثلما فعلت مع هذا الشيخ الجميل الذي أصر أن يكون طلبي "على حسابه" وعندما داعبه أبو أولادي بأن يجعل طلبه هو الآخر على حسابه رفض الشيخ بغضب مفتعل يغالبه الضحك قائلا " أولا تكفيك تلك الصبية؟ مو هيك يا عيب الشوم". 

وحين قال له "هذه ليست صبية لقد صارت أما" صاح فيه قائلا أمها الجمال والأدب وأبوها الأصل والنسب".  

كنت في دمشق أشعر أني خفيفة كالفراشة، لم أكن أسير كنت أطير، ارتفعت قدماي عن الأرض نحو شبرا أو شبرين لفرط المجاملات الرقيقة والذوق والرقي الذي غمرني به هذا الشعب.

الشوارع تشبه القاهرة وبالذات وسط البلد في مبانيها، أما ما جعلني أتوقف كثيرا، فهو كيف تستطيع المرأة أن تمشي بحرية حتى لو بعد منتصف الليل دون أن يتعرض لها أحد بكلمة وتستوي في ذلك المحجبة والمنقبة وغير المحجبة..جميعهن آمنات على أنفسهن.

كان هذا مذهلا بالنسبة لي، حتى الغزل الذي تستمع له كان مختلفا في عفته وخلوه مما يخدش الحياء، 

كنت أشعر بحرية شديدة كأنني صاحبة البلد ولم أشعر بغربة إطلاقا، 

كانت جولاتي كلها لها غرض واحد..هو أن أقابل خلقا أكثر من خلق الله، إذ أن التعرف إلى الناس وإقامة حوار معهم في السفر هي أحد أهم فوائده خصوصا للروائي والكاتب عموما.

 

وجدت نفسي الحقيقية في المسجد الأموي وما يتاخمه من محال، كأنني بمسجد الحسين وشوارع القاهرة الفاطمية التي أعشق التجول فيها وزرت قبر سيدنا يحيى ورأيت نساء الشيعة يلتحفن عباءات سود فوق ملابسهن فاشتريت عباءة سوداء للصلاة في الأموي.

سافرت بعدها عدة دول، لكنني لم أجد أسعد من دينا التي التقيتها في دمشق، هناك التقيت التقدير لمصر ونوستالجيا مسلسلاتها وأفلامها والحب الكبير لأهلها وستاتها وبناتها.

وهناك.. قابلت صفوة المجتمع العربي بجد "la creme de la creme" 

كبار المبدعين والأدباء وتذوقت أجمل الطعام وأشهى الحلويات، 

ورأيت العرب من كل البلاد لأول مرة "وربما لآخر مرة" يجمعهم الفن و"الأدب" والود...كان ذلك - بالطبع - قبيل ثورات الربيع العربي بأربعة أشهر فقط !

سقا الله تلك الأيام.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع