هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • تزوج اتنتين معا | 2024-09-07
  • التنمية البشرية والمبادرة المنتظَرة، ، مقال | 2024-09-07
  • الصفر ….الصدئ | 2024-09-07
  • وصلنا لفين | 2024-09-07
  • كود 396 او كود تسلا بطيخة | 2024-09-07
  • ﻟﻠﻐﺮﺑﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑْ  | 2016-12-28
  • خطأ التعامل مع الشخص علي أنه ذكي | 2024-09-07
  • لعنة الله علي المناصب | 2024-09-07
  • حسام حسن و العناد | 2024-09-07
  • وجبة بطاطا | 2024-09-06
  • دوامة البدايات | 2024-09-07
  • حبات الرمل (١) | 2024-09-06
  • عدة أوجه  | 2021-09-06
  • اريد | 2024-09-04
  • هذه الليلة صاخبة | 2024-08-02
  • أنت قدّها وقدود | 2024-09-05
  • خليفة إبليس في الأرض | 2024-09-04
  • للصمت حياة لا يعقلها الحالمين  | 2024-09-02
  • حياة نصفها كِتاب | 2024-09-03
  • مبعتمدش انتماءات  | 2023-09-06
  1. الرئيسية
  2. مدونة ايهاب همام
  3. 24 ساعة (رواية) الجزء التاسع

الفصل الثامن والعشرين ????

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

اتجهت رحمة بملابس الخطوبة تلك وبكامل هيئتها الى المستشفى حيث يركض عاصم قليل الحيلة.....بلا حراك....

وصلت رحمة المستشفى..... أرادت الدخول اليه...فحاولت منعها إحدى الممرضات التي تعمل على رعاية عاصم...

الممرضة:: مينفعش....مينفعش يا آنسه تدخلي جوا....الزيارة ممنوعه.

بكت رحمة مترجية الممرضة في السماح لها بالدخول::...أنا مش هعمل حاجة.....أنا....أنا بس هقعد معاه شوية...شوية صغيرين بس. مش هطول عشان خاطري. عشان خاطري دخليني....والله ما هتأخر....والله ما هعمل صوت خالص.....بس سبيني أدخل...

الممرضة والله يا انسه ممنوع مينفعش....أنا كده ممكن اتجازى...

رحمة بدموعها تلك التي لم تنقطع ولو للحظة::...عشان خاطري.....بالله  عليكي...والله ما هعمل حاجة....أنا بس هقعد معاه شوية وامشي.....هشوفه بس.....

الممرضة وقد رق قلبها على حال تلك المسكينة::..... والله يا انسه ممنوع... بس... بس عشانك انت بس هسمحلك تدخلي بس.. بالله عليكي ما تتأخري عشان دا في مسؤولية عليا...

جففت رحمة دموعها بيدها:: حاضر بوعدك مش هتأخر...

سمحت الممرضة بدخول رحمة الى العناية المركزة حيث يتواجد عاصم.......وقفت رحمة بجانبه تنظر لحاله وما أصابه.....تقف بجواره والدموع على خديها تكويها من حرارة ألمها وأوجاعها.....

سحبت كرسي وجلست عليه  بجوار سرير عاصم..

وضعت كف يد عاصم  بين كفيها وبدت تتحدث معه....

سامحني.....سامحني يا عاصم....أنا السبب...أنا السبب في كل اللي حصلك دا...أنا.. أنا والله ما كنت اقصد....مكانش قصدي يحصلك كدة...أنا كنت عايزة...أنا كنت عايزاك تساعدني.....هما اجبروني يا عاصم...أمك وأمي وأبوك.....اجبروني اتخطب لواحد غير إياد.....أنا مش بحب حد غير إياد يعاصم.....أنا بس مكنتش عايزة حاجة....أنا بس كنت.....كنت عايزاك تساعدني.....مكنتش اقصد ابداً يحصل فيك كدة....سامحني يا أخويا.....مش عارفة ليه بيحصل معايا كده....مش عارفة ليه الدنيا بتعاند فيا بالشكل دا....بقت دموعي مبتنشفش....انا كنت في حالي بعيد عن كل دا....ليه الدنيا لعبت بيا بالشكل دا......أنا ليه حظي كده......ليه لما الدنيا تضحكلي يوم تقلب عليا أيام وشهور.......

أنا تعبت...تعبت يا عاصم.....تعبت  يا أخويا اووووي....قوم...قوم بقى متسبنيش... انت عارف اني مليش حد غيرك...مفيش حد الجأله وقت فرحي غيرك.....مفيش حد اتعصب عليه وابهدله وبعد كل دا يضحك ويسامحني على كل حاجة غيرك.....قوم عشاني أنا.....قوم يا عاصم....مش انت ديما تقول إنك سندي....إنك أماني...أنك مش هتسبني ابدا؟؟؟؟.....

فين بقى. عايز تسبني وتمشي ليه دلوقتي.. ليه.....ليه بعد ما رجعت عايز تمشي تاني......امال رجعت تان ليه.....قوم يا عاصم عشاني والله محتاجك.....قوم يا حبيبي وحياتي كلها...

والله من غيرك هتبهدل اووووي قوم.....مش هعزلك تاني....مش هزعلك تاني ابداً....بس قوم

دول خلوني اتخطب بالعافية.....عايزين يجوزني بالعافية....شوفت اللي بيحصل معايا؟؟؟؟؟

حتى....حتى أمي....حتى أمي بقت تدور على الفلوس والمصلحة ولو على حسابي وحساب فرحتي....

إياد راح ومرجعش من يوم ما مشي..... مش عايزة حد غيره....

قوم يا عاصم.....

ثم مالت برأسها على يده باكية......

لكن سرعان ما انتفضت من مكانها فور شعورها بحركة يد عاصم.....تلك اليد التي تقبض على إحدى يديها....نظرت له فوجدت بعض الدموع تتساقط من عينيه....

مسحت دموعها مسرعة.....عاصم.....عاصم انت سامعني.....

عاصم.....لو سامعني يا قلبي حرك ايدك....

حرك  عاصم يده علامة على الإيجاب.....صرخت رحمة  بفرحة على الممرضة.....

عاصم فااااق....عاااااصم فاق.....

اسرعت الممرضة بالدخول فوجدت حركت عاصم تلك....فأسرعت تجاه غرفة الدكتور لإخباره ما حدث....

بينما القت رحمة بنفسها في صدر عاصم......

وحشتني.....وحشتني وخضتني عليك يا قلبي والله العظيم وحشتيني.....حرك عاصم يده بصعوبة بالغة حتى وضعها على ظهر تلك الملقاه بين اضلعه.... أراد فقط ان يطمئنها.....

أراد أن يخبرها انه معها بجانبها وإن كانت الظروف عكس ذلك... وإن كان غير قادر على فعل اي شي.....لكن اراد بطريقة او بأخرى اخبارها انه معها....يسمع شكواها.....يطمئن قلبها.....

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

عاد سامي الى غرفته..... اخرج هاتفه ووجد نفسه يخرج رقم تقى بشكل لا ارادي ثم ضغط علي زر الاتصال....

هاتف تقى يرن.... نظرت الى اسم المتصل..... فتغير حالها لفرحة لا ارادية.... فذاك الذي انقطعت اخباره من فترة عاد وبنفسه هو من يتصل....

سامي::  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تقى:::  وعليكم السلام ورحمة  الله وبركاته..... عاش من سمع صوتك يا سيادة العقيد.

سامي::  بعيد عن العتاب او اللوم..... ممكن اتكلم معاكي شوية؟؟

تقى::  أكيد.... اتفضل سامعاك....

سامي  '' شكرا جزيلا...... إحمممم... هو مش  عارف  أقول ايه او ابدأ منين اومش عارف اصلا ليه اخترتك انت عشان  اشاركك في زعلي وحالي  اللي بقيت فيه دا

بس حسيت اني عايز  اتكلم معاكي....  وبرده  مش عارف ايه السبب اللي خلاني أعمل كده.

تقى بفرحة::: وأنا مستعده اسمعك في اي وقت يا سامي... اي لحظه عايز تحكي فيها.... او تتكلم فيها.... انا معاك وسمعاك.... احكي...

سامي  بتنهيدة::  تفتكري الجواز اللي بيكون غصب...او بيتبني على مصلحة بيدوم  يا تقى؟؟؟.

صمتت قليلا ثم تحدثت:::  امممم اللي أعرفه.... إن الجواز  الوحيد اللي بيدوم..... والجواز  الوحيد اللي بيفضل للأخر هو اللي اتبني عن حب..... هو اللي فيه بيكون الطرفين  متقبلين بعض..... متقبلين بعض بكل العيوب قبل المزايا....

الحب مش كلمة كدة والسلام..... الحب ليه معني كتيرررررر اوي

عشان كدة ربنا خلق الحب زي ما خلق اي شي تاني.... خلق الحب عشان نبني اسر وبيوت. خلق الحب للزوج والزوجة  خلق الحب للاب والام والاخ والاخت والصاحب والقريب والجار.... خلق الحب عشان نعيش بيه.... ونفرح بيه....

سامي::: تعرفي أنا عمري ما حبيت غير امي واخويا.... اما عن حب الشباب  والمراهقة والبنات..... أنا عمري ما حبيت قبل كده.... من صغري وأنا بسمع حاجه  واحدة..... الحب حرام... الحب حرام...

ثم صمت للحظات وأكمل.... هو فعلا  الحب حرام يا تقى؟؟؟

تقى:   الحب في الله عمره ما كان حرام يا سامي.... الحب زيه زي اي حاجه  ربنا خلقها للإنسان..... ليها طريقين... حب الحلال وحب الحرام.... عمر ما ربنا اجبرنا علي حاجة... اي حاجة ربنا خلقها لينا  فهو بجعلنا مخيرين مش مجبرين...

بجعلنا مخيرين اننا نمشي في الحلال  ولا نمشي في الحرام....

وزي ما في الجنة وفي النار.... في الحلال  لأهل الجنة  وفي الحرام  لأهل النار....

الحب الحقيقي اللي مبني علي طاعة الله وعلي حب الله..... عمره ما كان حرام..... بأي حال من الأحوال بقى.... مش شرط حب المخطوبين او الزواج....

اي حب أيا كان لو اتولد واتبني على حب الله وطاعة الله ربنا بيبارك فيه اياً كان بقى.... حب صحوبية.... اخوه.... قرابة... اي كان..... ممكن تتخلق فيه مشاكل وزعل... ودا أمر متواجد  في الحياة  بشكل  عام.... ودا اصلا اللي بيبين اصل كل واحد... ويمكن المشاكل دي ربنا بكون عملها ابتلاءات عشان يبين اصل الحب الي بين اي حد

في ناس بتمشي.... ناس ما بتصدق المشاكل تجي فا تسيب.... في ناس تتحملك حتي لو جيت عليهم الف مرة. ناس تتحملك حتى لو سبتهم ومشيت.... هترجع  هتلاقيهم مستنينك اكتر من الأول.... في ناس مهما اتغيرت معاملتك معاهم للاسوء برده بيفضلو يحبوك.... حتي  لو شتمتهم.... ضربتهم.... وبيفضلوا يحيبوك..... مش حبا في اللي انت بتعملوه  فيهم دا.... لا معرفة ان دي مش طبيعتك... وإن أول ما ترجع  تاني لطبيعتك هتعوضهم على كل اللي حصل منك.... مش بيبقوا مستنين منك الأسف لا والله.... هما ناس ممكن من كلمه واحدة منك تقلب زعلهم  وحزنهم لفرحة ما بعدها فرحة....

سامي مبتسما::   هو في كده؟؟

تقى بنفس الابتسامة:  في كده.... في اكتر من كده يا سامي.... الناس دي متتعوضش ابدا.... الناس دي أعرف أنك لو خسرتهم مش هتعرف ترجعهم  ولا تعوضهم ابدا..... الناس دي لم بتحب بتعشق يا سامي.... بتعشق هاااا..... ومفيش  سلطان  علي القلب.... في مهما عملت فيهم بيفضلوا يحبوك بيفضلوا يعشقوك.... لحد مرحلة ما وطاقتهم بتخلص... بينطفوا.... وبرده  بيبقى بسبب الحب...

في يوم قريت مقوله عجبتني اوي.... وحسيتها حقيقيه.

سامي  ::  ايه هى

تقى:: كان في واحد بيسأل واحدة قال؛؛:

متى نعرف إننا وقعنا في الحب؟

قالت بحياء: أنا لا أفهم سؤالك، لكن أظن إننا نحب حين لا نجد إجابة منطقية للحب، حين تبتعلنا نيران الغيرة بلا سبب

 نشتاق ونتألم بلا سبب، نحزن لـ حزن الشخص الأخر،

 نرتدي أجمل ملابسنا ونستعد بـشغف وسعادة للقاء،.

 وتضيق صدورنا ونشعر بـحزن كبير وقت الرحيل..

إننا نقع في الحب حين يكون هو أول الشخص الذي تتمنى أن يكون بحوارك في لحظات سعادتك..... أول من يحتفل معك بإنجازاتك الصغيرة........، أول من تشاركه أخبارك السعيدة..... هو الشخص الوحيد الذي تنتظر واقع فرحتك علية......، تكون متأكد إن السعادة التي ستراها في عيناه ستزيد وتزين سعادتك.......، هو الشخص الوحيد الذي تبحث عنه وسط الزحام لتطمئن به..، أول من يخطر على بالك حين تمر عليك أغنية رومانسية،...... او من تتمنى الذهاب معه الى مكان تحلم بزياراته،..... اول من تتمنى أن تشاهد معه فيلمك المفضل ربما قراءة روايتك المفضلة......، نحن نشعر بأننا وقعنا في الحب حين نتمنى ان يشاركنا الشخص الأخر لحظات الشغف،....... الجنون والأمل،...... نحن نقع في الحب حين يكون الأجمل والمفضل عندنا هو المكان الذي يجمعنا به،...

 أجمل اللحظات تلك التي تجمعك به،....

النكات المضحكة ليست كذلك لأنه لا يسمعها معك،....

الأشياء الجميلة منقوصة وباهتة لمجرد غيابه عنها،.....

 كل الالحان العذبة ليست بهذه العذوبة والجمال إلا حين تكتمل بـ نبرات صوته المختلفة،....

حين تكتشف أنه بطل كتاباتك السرية التي لا يقرأها أحد،

 الوجه المميز حين تقرر الرسم لأنفسنا.....، ورغمًا عنك تكتشف أنك دعوت الله ان يحفظه من كل سوء

.. تكتشف أنك وقعت في الحب حين يغزو قلبك الاشتياق وفي أخبارك مواقفك التعيسة لا تحتاج إلا لوجوده،....

 تلجئ له وأنت على يقين أنه لن يردك مكسور الخاطر محطم الآمال.

 حين يضيق بك العالم فـ تذهب للحبيب دون أن نكترث للعالم، حين تكتشف إنك تبكي بلا خوف من أن يسخر من بكائك او يتهمك بالكآبة والسوداوية...،

هو ذاك الشخص الذي لا تخجل من ممارسة طقوس حزنك وكآبتك أمامه.

مشاركته أفكارك الغريبة،.... ارائك الجنونية،.... ميولك المعتدلة والمنحرفة....، هو الوحيد الذي تحب بقائه بجانبك في لحظات ضيقك وحزنك ووحدتك من العالم.

الاستثناء الوحيد من كل قواعد الحياة

 الوحيد الذي لا يمكنك مواصلة يومك إلا بعد الاطمئنان علية، الوحيد الذي تبحث عنه وسط الزحام ومهما كانت مشاغل الحياة تخلق وقتًا لتشاركه يومك.

هو رفيق الليل الكئيب الذي يفسد كآبته بتلقائيته وإحتوائه لك، هو صديق النهار المزدحم.... نحن نقع في الحب حين يكون لك شخص تتمنى بقائك معه طوال الوقت.... لا تخجل من أخباره بكل ما تشعر به.

تؤمن أنه لن يؤذيك مهما بدر منك،.... تؤمن أنه لن يقسوا عليك سيلتمس لك كل العذر..... سيملئ قلبك بالحب،.... بالكلمات الطيبة..... بالأفعال الجميلة......، سيكون بجوارك فقط لأنه يريد أن يكون بجوارك.

 يريدك أن تكون بخير لأجلك أنت......، حين تصدق أن هذا الشخص يحبك بلا سبب..... دون أن ينتظر المقابل او رد تلك المشاعر، نحن نقع في الحب حين نكتشف أننا نملك شخص يشاركنا كل هذه التفاصيل..... حتى وإن لم نعترف له بمشاعرنا....، هنا فقط نؤمن إننا وقعنا في الحب .

ثم صمتت للحظه واكملت ببتسامه.... فهمت حاجه  ولا ايه

 ظروفك؟؟؟؟

سامي وقد انشرح صدره وزال همه ذاك الذي كان يسيطر عليه':: اه... فهمت.... فهمت يا تقى

تقى : انت لو محستش الحاجات  دي مع الشخص اللي انت معتقد أنك بتحبه يبقى متكلمش... متتعبش نفسك... متعشمش حد فيك...ابعد... ابعد بهدوء.... ابعد عشان انت محبتهوش...

ابعد عشان متبقاش زي القاتل عندكم في البوليس.... بس الفرق هنا....

ان القاتل... بقتل الجسد والروح مع بعض.... اما انت هتكون..... هتكون  قتلت الروح بس... قتلت الروح وسبت الجسد.... او بمعني.... سبت جسد من غير روح من غير اي حاجة  ..... من غير هدف له في الدنيا..... جسد عايش  يتمني الموت في اي لحظه...

ودا اصعب حاجة  في الحب يا سامي والله....

سامي شاردا:  بس.... بس أنا عمري ما حبيتها.... ولا اصلا عمري شوفتها غير النهاردة.....

تلك الكلمات  الأخيرة التي اصابت تقى بحالة من الذهول وعدم الفهم::  عمرك ما حبيت مين؟؟؟... وأول مره تشوف مين؟؟؟

سامي وهو في نفس شروده: مش عارف... بس أمي وأبويا خطبولي واحدة النهاردة.... لا عمري شوفتها ولا نيلة..... أبويا عايز يعمل مصلحة في شغله  فا حب  يخدني في سكته....

تساقط دموع تقى بشكل لا ارداي بعد سماعها تلك الكلمات  الأخيرة..... وكأن احلامها تبخرت..... كل ما كانت تسعي اليه تبخر مع أول رياح تهب..... كل شي ذهب مهب الريح..... خطوبة.. وكأنها رميت برصاصة اصابت منتصف قلبها.... لكن تذكرت حديث اخيها..... فحاولت التماسك.... مسحت تلك الادمع التي سقطت.... ثم بدئت في الحديث::إحممم.... مبروك.... مش عارف تعزمنا.. كنا فرحنا معاك.... ولا احنا  مش قد المقام.

سامي: مش قد المقام؟؟؟.... الحكاية  مش كده..... أنا اصلا مش قابل الموضوع..... ولا حابب الموضوع.... أنا بس عملت كده عشان أراضي أمي بس....

أنا لا اعرف البنت ولا عمري شوفتها.... يبقى هحبها ازاي...

تقى بتماسك::  بكره تحبها..... لم تعرفها أكيد هتحبها وتحبك... وتتجوزوا قريب ان شاءالله.

سامي  بغضب::احبها  وتحبني ونتجوز؟؟؟.... دا كلامك يا تقى؟؟؟

تقى في نفسها..... كان على عيني والله... كان على عيني اشوفك مع حد تاني غيري..... بس أهو خلاص..... بقيت خاطب....  مبقاش ليا لزمه بقى.... سامحني  ::  دا العقل والمنطق يا سامي....

سامي::  بس... بس دا مش كلامك من شويه.... لم زعلت جريت عليكي انت مش عليها.... لم اتخانقت جيت ليكي انت مش ليها.... لم حصلي مشكله جريت عليكي انت مش عليها..... لم حسيت بتعب جيت ليكي انت مش ليها يا تقى....تقى::  مش فاهمه..... يعني ايه؟؟؟.

سامي::  يعني ايه؟؟؟..... يعني  ‏.... انت الوحيدة في الدنيا يا تقى اللي مش عارف اصنف علاقتي بيكي ايه  بشوفك انت ديما الإختلاف......رغم ان مش بينا  عمر ولا حاجة ولا اتقابلنا إلا مرتين تلاتة....بس بشوفك انت الإختلاف....صاحبتي الأكتر إختلاف عن البقية......صاحبي الأكتر إختلاف عن البقية...قريبي الأكتر إختلاف.....حتى.....حتى حبيبي الأكتر إختلاف يا تقى.....مش شرط يكون بينا سنين...كل اللي بينا شهور....بس بقيت اشوفك حياة....وعالم تاني خالص عن الكل بهرب ليه من كل القرف...بشوفك خارج حدود اي حاجة....   

 لا تكاد تقى ان تصدق او تعي ما تسمع اتفرح لذاك الحديث ام تبكي لان خطبته كانت من ساعات قليلة..... لكن اخبرها الان انه لا يحب تلك الفتاة..... برده مش فاهمة... قصدك ايه؟؟

سامي  بغضب::  دا كله مش فاهمة!!...البعيدة عامية مبشوفش ولا بحس ولا اية؟؟....  اقولك  .... تصبحي على خير... تصبحي على خير عندي شغل الصبح.... في امان الله...

اغلق سامي الهاتف تارك تلك المجنونة في حالة من التوهان والحيرة.. احقا يحبها...... اه كل معاني كلامه دا بيقول انه بيحبني  ..... طالما بيحبني راح يخطب ليه..... ولا انا مش ماليه عين اهله.....

بس.. بس هو قال انه عمل كان عشان يراضي امه.... وانه مش بحبها.....

بس برده..... طالما بيحبني بن ال*****  دا كان قالهم انه بحب واحدة  تانية..... هوووووف تعبتني معاك يا سامي  والله تعبتني...

انها حديثها مع نفسها ذاك دخول اخيها.... عاتبته علي معرفته بخطبة سامي دون ان يخبرها.... هو الاخر اخبرها انه علم بمحض الصدفة ولم يرد ان يخبرها حتي لا تحزن.... اخبرته انها علمت كل شي ومن سامي نفسه  .... ولكن الامر الذي ادهش خالد عدم حزنها الذي كان  يتوقعه فور علمها بهذا الخبر...

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

حضر الطبيب المتخصص ومعه بعض الممرضات.... لاحظ هو الأخر تحرك يد عاصم.... بدء يجري بعض الإجراءات  الطبية لكن فرحتهم لم تدم طويلا..... فسرعان ما عاد عاصم  مجددا  لغيبوبته تحت نظرات يأس من الطبيب وكل المتواجدين في الغرفة...

اخبر الطبيب رحمة ان تبقى هنا مع إحدى الممرضات.... لأنه يمكن ان يفيق مرة اخرى..... وافقت رحمة... حدثت والدتها وشرحت لها ما حدث واستأذنت ان تبقى مع عاصم... وافقت إحسان على ان تزورها في الصباح....

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

مسعد مغادرا المنزل..... صباح الخير يا فريدة... انا رايح  المستشفى  اطممن على عاصم... انت جايه؟؟؟

فريدة:: لا... روح انت وأنا شوية واحصلك...

مسعد؛:  تمام.. سلام.... اسرع مسعد مغادرا لولا اوقفه صوت والدته...

عواطف  ::  يا مسعد....

التفت مسعد للصوت؛::  امي.... صباح الخير... أزيك عاملة ايه؟؟؟

عواطف:::.. الحمد لله.... أنا كويسة... بس عاصم مرجعش من مبارح  وقلبي قلقني عليه.... متعرفش  هو فين؟؟؟

مسعد بتردد::  عاصم.... اصل..... حصل....

عواطف  وقد ذاد قلقها::  في ايه  وعاصم  فين.؟؟

مسعد::  عاصم في المستشفى.... انضرب بالنار مبارح...

عواطف تكاد تسقط ارضا من هول ما سمعته لولا ان  التقطها مسعد قبل السقوط....

مسعد بلهفة::  امي... امي.... انت كويسة؟؟

عواطف انهارت من البكاء::  عاصم... حبيبي.... وديني لعاصم.... وديني لحبيبي...

مسعد  ؛::  حاضر.... حاضر يا امي....

ثم حملها مسعد الي السيارة... واتجه بها الي المستشفى.... وصلا المستشفى... وهما بالصعود الي المكان الذي يتواجد فيه عاصم....

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

بعد تأكد فريدة من مغادرة مسعد المكان....اخرجت هاتفه اتصلت بذاك الرقم....

فريدة:: انت فين؟؟؟

المتحدث::  ايه الدخلة الناشفة دي.....مفيش وحشتني...مفيش بحبك.....داخلة ناشفة كده على طول؟؟؟

فريدة بغضب:: مش وقت هزار خاااالص....انت فين؟؟؟

المتحدث:: في الشغل....ليه؟؟؟

فريدة:  قابلني في الشقة.. حاااااالا...

المتحدث':: بقولك أنا في الشغل...مينفعش امشي...

فريدة:: معرفش اصرررف الموضوع مهم جدا....أنا سابقاك على هناك....لم تنتظر رده...اغلقت الهاتف....بدلت ملابسها.....ثم اتجهت الى المكان المتفق عليه.....

بينما هو الأخر استأذن وغادر.....يعلم جنونها....يعلم انها بمكانها فعل اي شي لا يتوقع....وصل الأخير الشقة التي يتقابلا فيها....

فريدة:: أنا مستفدتش اااي حاجة....مستفدتش اي حاجة من اللي حصل دا إلا ان أبني في المستشفى بين الحياة والموت....مخدتش اااي حاجة....مخدتش اي حاجة من اللي اتفقنا  عليه...

المتحدث : اهدي بس يا فوفة وفهميني في ايه.....وليه العصبية دي....الحلو دا مش بتليق عليه العصبية...

فريدة::: بص يا عمرو.....أنا عملت كل حاجة اتفقنا عليها....

اتبلي على إحسان وابتليت....اصرفي وطفشيها من البلد وعملت.....موت جابر وصادق.....فتح ليك نص الطريق عشان تفوز بإحسان في الأخر.....وبرده معرفتش.....

قربتك من جابر زمان...وانت كنت عايز إحسان بس مكانش يفرق معاك اصلا جابر ولا غيره.....

اتفقت معايا علي انك تخلصني من مسعد وقرفه.....وأنا ساعدتك...بس انت معملتش حاجة....وعدتني تقربني من محسن السنباطي وبرده معملتش....

طفشتهملك عشان تبقي اقرب ليهم.....مات جابر....وحصل اللي انت عايزة....بقيت قريب منهم جدا....بس انت برده معرفتش تقرب ليها.....اتفقنا نخلص من رحمة عشان  ميبقاش ليها غيرك...وكل حاجة تبقى سهلة قدامك.....لان البنت زي ما كنت بتقول هي عقبتك الوحيدة.....خدت واحد ورحت عشان تقتل البنت وتقول حادثة عادية برده معرفتش....

عمرو بغضب:: كله بسبب بن الكلب بن محسن....طلعلي من تحت الأرض كنت قريب جدا من ان اخلص منها لولا انه انقذها في اخر لحظه....وقدرنا نهرب منه بمعجزة....لولا اني نطيت من العربية واختفيت بسرعه قبل ما العربية تتحرق.....

حاولت اتواجد بسرعة قدامهم ومعاهم عشان ابعد كل الشبهات عننا.....

فريدة:: انا مليش دعوة بكل دا ومليش دعوة اصلا بكل اللي حصل....أنا عملت اللي انطلب مني....بس مش في الأخر بقى واحد وسخ زي فايز ييجي يهددني......وكمان اللي ينضرب بالنار أبني مش بنت إحسان.....

عمرو بهدوء:: اهدي يا فوفة....أبنك هيبقي كويس...وكل حاجه هتبقي تمام....وموضوع فايز دا... هيكون اخره رصاصة واحدة ونخلص منه.....بس لم ناخد منه اللي احنا عايزينه ....

سيبك من كل دا بقى وتعالي...تعالي ندخل جوا....عايزك في كلمتين على انفراد.....

فريدة  ضاحكة::: انت مش بتزهق....هو دا واقته برده....

عمرو:::  هو الحاجات دي اليها واقت ولا ايه....يلا يلا.....

اصطحبها عمروا الى الفراش.....كي يمارسا شهواتهما المحرمة تلك.....

لم يطل الوقت حتي كسر باب شقتهم تلك... قد وصل ما لم يكون يتوقعاه....بوليس الآداب......وجدهم في وضعهم المسيء ذالك....التفا في إحدى الملايات واصطحابهم الي مركز الشرطة....

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

وصل مسعد بعواطف الى الغرفة التي يتواجد بها عاصم.....كانت رحمة قد غفت في مكانها....تجلس علي كرسيها ذاك.....واضعة رأسها على يد عاصم.......لا يظهر منها اي شي إلا ظهرها....

عواطف مين دي يا مسعد اللي نايمه جنب عاصم؛؟؟مسعد لامبالاة::..دي رحمة...رحمة يا امي.....تركها قبل ان تتلفظ بأي شي واقترب من رحمة....

مسعد:: رحمة.....رحمة.....اصحي يا حببتي

رحمة:: اسفة....اسفة يا عمي نمت غصب عني...

مسعد:: ولا يهمك يا حببتي...انت هنا من امتى؟؟؟

رحمة: من مبارح بليل بعد الخطوبة....بعد ما انتوا مشيتوا جيت هنا علطول...

مسعد:: طب وايه اخباره.....فاق ولا لسه؟؟؟

رحمة باكية..:: فاق...فاق شوية وبعدين رجع للغيبوبة تاني....

ضمها مسعد الي صدرها محاولا طمئنتها......

للمرة الأولي التي تقترب من عمها هكذا....للمرة الأولي تلقي نفسها في احضنه دون خوف....دون فوارق ولا اي ازمات.....يا الهي....فهي تشتم ريح ابيها بين اضلع عمها....تلك الريح التي لم تفارقها ما حيت وما بقيت....

تلك الاحاديث   التي تحدث تحت اعين تلك التي تقف لا تكاد تصدق ما تراه عينيها.....رحمة.....رحمة بنت أبني؟؟... في حضن عمها؟؟؟..... خطوبة؟؟؟؟....

لم تستطيع الصمت اكثر  تساقطت ادمعها نادت: رحمة؟؟؟

ابتعدت رحمة قليلا عن عمها تنظر جه الصوت....وجدت عواطف وقد اصابها الحزن والجفاء....وكأنها كبرت ٥٠ سنة.....جدتي؟؟؟

اسرعت تجاه جدتها القت بنفسها في احضانها.... جدتي...وحشتيني.....وحشتيني اوي  يا جدتي...

عواطف ولا تكاد تصدق ما تسمعه او تراه:: رحمة.....وحشتيني...وحشتيني يا بنت جابر وحشتيني...

رحمة باكية:: وانت.....وانت وحشتيني اووووي ااااوووي يا تيتا.

عواطف يكاد قلبها ينفطر من البكاء....ذاك البكاء المختلط....بكاء الحزن على عاصم وفرحة رؤية رحمة:: وانت وحشتيني جدا....انت وأمك وأبوكي.....الحمد لله...

الحمد لله يارب أنك جمعتني بيهم تاني.....ازي إحسان وجابر عاملين ايه.....وهما فين وحشوني.....وحشوني ااااوووي....

رحمة بكل تلقائية وهي تبكي:: بابا....بابا مات يا  تيتا....بابا مات من يوم ما مشينا من البيت...سبني ومشي يا  تيتا....

عواطف تحولت نظرتها....تبدل وجهها للون احمر قاتم....لا بلس تحولت بأكملها الى قطعة من الخشب ولا تسمع ولا تري ولا تشعر فور سماعها لتلك الجملة الأخيرة....

عواطف:: مات...مين اللي مات.؟؟

ادركت رحمة انه لم يخبرها احد عن وفاة جابر....لا مسعد ولا عاصم ولا حتي تلك الحربايه....تحمحمت وقالت:: بابا يا تيتا....بابا مات....

عواطف ضاحكة:: بابا مين...جابر مات....أبني؟؟؟... انت بتهزري معايا زي العادة صح؟؟؟.... بتكذبي عليا وتخضيني زي زمان صح؟؟؟... ثم انفجرت كا بركان خامد ثار فجاءة. مين اللي مات...جابر أبني فين....

ضمها مسعد الي صدره يحاول تهدئتها:: اهدي يا امي....جابر  الله يرحمه...أكيد في مكان أفضل من هنا دلوقت اهدي... 

عواطف بنفس حالتها:: افضل ايه....ومات ازاي...أبني لسه عايش...أبني ممتش....سبوني....سبوني....أبني ممتش..... رحمة باكية على ما اصاب جدتها:: اهدي يا تيتا....كده غلط عشانك...وعشان عاصم ...اهدي....

عواطف:: عشان ايه....عشان مين....ما خلاص أبني راح....ثم أزاحت مسعد عنها.....أبعد.....أبعد عني.....سبني انت السبب انت السبب انت اللي موته....روح قلبي غضبان عليك ليوم الدين.....وبعد فوحها بأخر جملة...فقدت هى الأخرى الوعي....صرخت رحمة على إحدى الممرضات المتواجدين في المكان....فأسرعت اليهم حملوها ووضعوها علي اجهزه التنفس الاصطناعي........اسرعت إحدى الممرضات بمناداة إحدى الدكاترة المتخصصين....

أمر الدكتور بإخراج جميع من في الغرفة.....

استند مسعد رحمة وخرجا...... رنين  هاتف مسعد....

مسعد  :: الو مين معايا؟؟؟

المتصل:: مش مهم مين معاك....الأهم عايز منك ايه؟؟

مسعد بعدم فهم مصطحب بعصبية::  طيب وعايز ايه يعني؟؟.

المتصل:: هو دا الكلام السليم.....اوصل قسم شرطة(:::::::::.....هتلاقي مراتك هناك...الحقها....

مسعد بغضب:: انت بتقول ايه.....انت مين؟؟؟؟

المتصل:: الحق مراتك....سلام.

اغلق الهاتف وترك ذاك المسعد في حيرة من أمره....يكاد عقله يشت

مسعد:: خليكي هنا يا رحمة..... وأنا خمس دقايق وجاي مش هتأخر.....

رحمة بعدم فهم:: رايح فين.....رايح فين دلوقتي؟؟؟

مسعد: مش هتأخر......سلام......

أسرع مسعد متجه الي العنون والمكان الذي وصف له.....ترك رحمة بين النارين التي وضعت بينهم.....نار عاصم....ونار جدتها....

خرج الدكتور المتواجد عن جدتها.....اسرعت  ناحيته....

رحمة خير يا دكتور......جدتي مالها؟؟؟

الدكتور:..................

الفصل التاسع والعشرين ????

✨????????????????????????????????????????????✨✨✨✨

مسعد  :: الو مين معايا؟؟؟

المتصل:: مش مهم مين معاك....الأهم عايز منك ايه؟

مسعد بعدم فهم مصطحب بعصبيه::  طيب وعايز ايه يعني؟؟.

المتصل:: هو دا الكلام السليم.....اوصل قسم شرطه(:::::::::.....هتلاقي مراتك هناك...الحقها....

مسعد بغضب:: انت بتقول ايه.....انت مين؟؟

المتصل:: الحق مراتك....سلام.

اغلق الهاتف وترك ذاك المسعد في حيره من أمره....يكاد عقله يشت

مسعد:: خليكي هنا يا رحمة..... وانا خمس دقايق وجاي مش هتأخر.....

رحمة بعدم فهم:: رايح فين.....رايح فين دلوقتي؟؟؟

مسعد:: مش هتأخر......سلام......

اسرع مسعد متجه الى العنوان والمكان الذي وصِف له.....ترك رحمة بين النارين التي وضعت بينهم.....نار عاصم....ونار جدتها

????????????????????????????????????????????

فايز:: يسلم لسانك يا محمود والله....

محمود ضاحكاً::  زمانه بعد المكالمة دي هيتجنن دلوقتي يا فايز بيه.

فايز:: خليهم يولعوا في بعض.....دا أنا ياما شوفت منهم بهدلة وقرف...

محمود:: ما عاش ولا كان اللي يقدر يبهدلك يا بيه.....بس ممكن اسأل سيادتك سؤال؟؟

فايز:: اسأل يا محمود...

محمود:: ليه خلتني اراقب فريده دي.....وليه خلتني ابلغ البوليس وبعد كده ابلغ مسعد....ما كنا بلغنا مسعد من الاول وخلاص.

فايز ضاحكاً:: عشان انت تفكيرك على قدك......زمان كنت بحب فريدة بس مكنتش بتعاملني إلا إهانات بس......ومسعد برده شوفت منه بهدلة محدش شافها في الدنيا.....خليتك تراقب فريدة عشان كنت متأكد إنها بتخون مسعد.....بس صراحة كنت شاكك إنها بتخونه مع محسن....مش مع عمرو دا......بس في

النهاية كانت بتخونه......

ولو كنا بلغنا مسعد الأول كان هيروح وممكن يقتلهم...فا كدة يبقي ريحنا فريدة وعذبنا مسعد لوحده.....

اما كده....فا فريدة هتتتسجن ويبقي خلصنا منها.....وهتتتسجن بعيد خالص عن الشغل بتاعنا.....ومسعد كسرنا عينه....وهيقع مش هيقوم تاني....وبكدة يبقي ضربنا عصفورين بحجر واحد.

محمود باسماً:: دماغ يا فايز بيه دمااااااغ......بس ليه خلتنا نضرب الود بالنار....رغم إن الإتفاق كان علي البنت....

فايز:: هو نصيبه كده بقى.....هو اللي جالنا في الطريق مش احنا اللي روحناله..... انا اصلا لو بأيدي انسف العيله الزبالة دي كلها من على وش الارض....

محمود:::  أهووو خلصنا منهم كلهم يا بيه....

فايز ضاحكاً:: يغوروا في داهيه.....يلا امشي انت بقى وعدي عليا بعد يوم ولا حاجة عشان تاخد فلوسك.....

محمود مغادراً:: منتحرمش منك يا بيه....

????????????????????????????????????????????

وصلت إحسان الى المستشفى متجهة الى ابنتها....

إحسان قد رأت دموع ابنتها:: في ايه يا رحمة.....ليه بتعيطي؟؟؟

رحمة::جدتي....جدتي اغمي عليها ودخلت العناية.....

إحسان بدهشة:: جدتك....جدتك مين....عواطف؟؟؟

رحمه باكية:: اه.....جت تشوف عاصم..... وأول ما سمعت خبر موت بابا اغمى عليها....

إحسان بصدمة:: خبر موت جابر......هو كل دا لسه مكنتش تعرف ان جابر كان مات؟؟

رحمة:: لا....لا مكانتش تعرف يا ماما...

إحسان بهدوء:: طب اهدي....اهدي يا حبيبتي إن شاءالله خير.

خرج الدكتور المتواجد عند عواطف.......اسرعت  ناحيته....

رحمة خير يا دكتور......جدتي مالها؟؟؟

اماء الدكتور راسه لأسفل:::  إن لله وإن اليه راجعون....

رحمة بعدم فهم....او إنها لا تريد التصديق:: يعني اي....مش فاهمه؟؟؟

الدكتور:: حاولنا...حاولنا نعمل حاجة....بس للأسف الصدمة اللي اتعرضت ليها كانت اقوي....وصحتها كانت تعبانة اصلا....فا....البقاء لله....

تلك الجملة الاخيرة التي كانت تكاد تفقد رحمة وعيها.....لولا أن اسندتها أمها وضمتها الى صدرها....

 لا حظ كحظ تلك المسكينة....لا تكاد تفرح دقيقة إلا وتحزن مقابلها ألف عام... لم تفرح برؤية جدتها إلا دقائق معدودة...فعوقبت بفرحها ذاك بالحرمان منها....الحرمان منها للابد.....

لا مصيبة اصعب ولا افجع من مصيبة الموت....ذاك الشبح الذي دائماً ما يخطف من بيننا احبائنا دون شعور....دون مقدمات.....

ذاك الشبح الذي لا ينتظر مقدمات او مواعيد....لا يهتم بالكبير او الصغير....

خطف منها جدها......ومن بعده ابيها.... والآن جدتها.....ولا تعلم اي الأرواح التالية سيرحمها منه.....اهو ذاك الذي يركض في غيبوبته التي طالت تلك....ام من.....

تذكرت الآن حديث عاصم حينما اتاها أول مرة في بيتها......

بمجرد موت واحد فينا....وقتها بس هنفوق.....وقتها بس هنندم طول عمرنا على اللي عملناه في نفسنا دا....على كل لحظة ضاعت بينا.....علي كل لحظة ضاعت في الزعل....ضاعت في الخلاف.....

وقتها بس هنعرف قد اي ظلمنا روحنا.....بس للآسف هيكون الوقت فات....

مش هيفيد الندم في حاجة....

هيبقى نفسنا نرجع ولو لحظة......نرجع نواسي بعض ولو دقيقة....ولو لحظة واحدة نحضن بعض...

نحضن بعض حضن اعتذار....

وقتها بس هندور على بعض عشان نعتذر ومش هنلاقي بعض....هندور على بعض عشان نتأسف ومش هنعرف.....

ابتعدت رحمة مسرعة من بين اذرع امها مهرولة لغرفة عاصم.....

القت بحدثها علي جسده باكية.....

سامحني....سامحني يا عاصم.....كان عندك حق....والله كان عندك حق.....متموتش.....متسبنيش.....انا مليش غيرك انت في الدنيا.....

بلاش انت كمان تروح وتسبني....بلاش.... إلا انت يعاصم.....كان عندك حق في كل كلامك......كان عندك حق في إننا مش هنفوق إلا بموت واحد فينا.....بس أنا.... أنا فوقت.....والله فوقت...متسبنيش عشان خاطري...

للمرة الثانية افاق عاصم ولكن هذه المرة استطاع أن يفتح عينيه...... وحرك مره اخرى يديه ووضعها على ظهر رحمة.....

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

????????????????????????????????????????????

وصل مسعد الى قسم الشرطة..... تفاجئ بما تراه عينه.....

زوجته تقف بين شرطيين تداري عوراتها بملائة.......مع من.....  ومن ذاك الذي يقف بجانبها هو الآخر......عمرو؟؟؟؟؟

صاحب اخويا.....كاد يسقط أرضاً من شدة ما رآه....

صدق من اخبره في الهاتف بما قال....

اقترب قليلاً منهم......يبقي....يبقي اللي كلمني في التليفون مكذبش إنك بتخونيني.....اللي كلمني مكذبش إنك هنا في بوليس الآداب

 ثم أكمل مسعد بحزن يقتلع قلبه :: لي؟؟....وازاي......لي كده....لي ممكن تعملي كده.....دا...انا مش حارمك من اي حاجة......فلوس دهب مال..الماظ ...كل حاجة.....ايه اللي يخليكي تعملي كدة؟؟....اي؟؟؟

نظرت فريدة الى الأرض بعينين دامعتين لا تعلم ما الذي يجب عليها قوله....

اكمل مسعد::  اي.....مش قادرة تتكلمي.....مش قادرة ترفعي وشك؟؟.....

ليه كدة ليه...دا أنا مش حارمك من حاجة.....دا أنا.... أنا خاصمت أبويا عشانك....محضرتش عزا أبويا عشانك.....محضرتش جنازة أبويا عشانك..... أبويا لما طلبني في موته.....مروحتش عشانك...لي كدة....

دا أنا خاصمت أخويا عشانك.....انا طردت أخويا من بيته وأهله برضوا عشانك.....

دا أخويا مات بحسرته بسببك....ليه عملتي كدة ليه.....

ومع مين؟؟؟.... مع واحد زي دا؟؟؟؟....

ثم وجهه حديثه لعمرو: وانت....وانت اللي كنت عامل فيها الصاحب الجدع....انت اللي كنت عامل صاحب صاحبك....

انت بقى اللي كنت بتبلغ كل تحركات جابر؟؟؟

ااااه يا ولاد الكلب ااااه......عمر الوسخ ما ينضف ابداً حتى لو اتكيل بالدهب....

ثم اقترب اكثر من فريدة قائلاً:.... ورحمة اخويا اللي مات بسببكم انتم الأتنين لو مش قسم الشرطة تمنكم ما كان هيكلفني تمن رصاصتين في دماغ كل واحد فيكم....بس الموت راحة ليكم.....انتوا لازم تتحبسوا....لازم تتسجنوا وتعيشوا بعاركم طول عمركم.....ثم رفع وجه فريدة من الأرض وصفعها علي وجهها..... وهم مغادراً...

ولكن توقف  واستدار لفريدة....

امممم نسيت اقولك.... انتِ طالق..... طالق بالتلاتة.... وهم مغادراً متجهاً الى المستشفى ليرى والدته وابنه.....

تاركاً خلفه تلك الحمقاء التي بجشعها هذا  خسرت كل شيء.....

خسرت المال والزوج وايضاً الأولاد.... ليس هذا فحسب.... بل شرفها وسمعتها...... ولم يكتفي الأمر الى هذا  الحد... بل ستسجن.... مع ذاك الاحمق الأخر الذي صور له جشعة انه بإمكانه فعل ما يريد..... كان هدفه الوحيد..... هو أن يصل لإحسان ولو على سبيل اي شيء.... ولكنه بالفعل خسر  كل شيء.... كل شيء....

 خسرا الاثنين كل ما يملكان....

ثم تحدث بصوت عالي......

اااااااخ..... اخ لو اعرف مين ابن الكلب اللي عمل فينا كده... اخ... والله ما حد هيرحمه من تحت ايدي ابداً.....

فريدة  ::خلاص..... كده كل حاجة خلصت...... بس أنا بقى متأكدة وعارفة مين اللي عمل كدة..... بس عليا وعلى اعدائي بقى....

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

سامي::  في جديد يا خالد؟؟؟

المقدم  خالد::  وكيل النيابة اتصل دلوقتي يا فندم.... ومحتاج حضرتك.

سامي بتفكير::  وكيل النيابة.....  مقالكش عايز ايه؟؟؟

المقدم خالد:: لا والله يا فندم.... كل اللي قاله انه محتاج حضرتك في حاجه تبع القضية اللي شغالين عليها دي....

سامي :::   القضية.... طب يلا تعالى  ورايا..... تعالى لما نشوف في اي....

المقدم  خالد:: تمام  يافندم  اللي تؤمر بيه....

توقف سامي قليلاً:::  بقولك يا خالد..... انا  حقيقي مش عارف اقولك اي.... بس والله سامحني على طريقتي في التعامل والعصبية دي..... غصب عني.... الدنيا  قالبه عليا الفترة دي جامد والله مش عارف..... حظك كدة.... بتطلع فيك انت اعزرني...

المقدم خالد  مبتسما::مفيش حاجه  يافندم مفيش بينا كدة....

احنا اخوات ومفيش فرق بينا....

سامي::فكرني بعد ما نرجع  من عند وكيل النيابة اقولك حاجة مهمة....

المقدم خالد:: ايه هي يا فندم.

سامي ضاحكاً:::  بقولك لما نرجع من عند وكيل النيابة....

اتجه سامي صحبة خالد الي وكيل النيابة..... أَذن لهم وكيل النيابة بالدخول....

دخل خالد وسامي..... القى السلام على وكيل النيابة.... ثم التفت فوجد تلك التي كانت معه أمس في الخطوبة.....

اتجه لها.....

انتِ... انتِ مش مرات مسعد السالمي؟؟؟؟.....وام الشاب اللي انضرب بالنار من يومين؟؟

وكيل النيابة::  بالضبط يابشا.... عشان كدة بعت لسيادتك....

اكمل سامي::  ايه عمل فيكي كده..... في اي..... وانت..... انت اللي  خبطت فيا في القسم..... انت اللي روحت لأمي البيت تبلغها علي حادثه إياد.....

تحدث خالد  هو الاخر..... هو برده اللي كان في المستشفى....في المستشفى مع البنت بتاعت الحادثة.... وهو برده اللي سألني قبل كدة عن وكيل النيابة..... دا اللي كان مع البنت وامها....

سامي:: أنا مش فاهم اي حاجة..... في ايه؟؟؟

وكيل النيابة:: اقعد استريح يا سامي بيه وهتفهم كل حاجة دلوقتي.... بس اقعد استريح انت.....

جلس سامي وخالد على الكراسي المتواجدة في غرفة وكيل النيابة.... ثم أشار وكيل النيابة لفريدة أن تتحدث.....

فريدة:: أنا فريدة مرات مسعد السالمي..... عم رحمه بنت جابر السالمي.... خطيبة سامي بيه....

وأنا اللي بعت ناس وراها عشان يقتلوها في اول مرة بالعربية بس مماتتش.... وأنا اللي بعت تاني ناس يقتلوها تاني مره بس... ثم بكت... بس الرصاصة مجتش فيها وجت في ابني......

سامي بغضب::  يعني... انت السبب في ان إياد أخويا يتحبس... انتِ السبب في أن أخويا يتبهدل؟؟؟؟....

انتِ السبب في ضرب ابنك بالنار؟؟؟؟..... يابنت الكاااااالب..... وخطيبتي..... هي البنت اللي انا ماسك قضيتها؟؟؟؟؟... انا مش فاهم حاجة... مش فاهم حاجه  عقلي هيشت....

اكملت فريدة:::  بس... بس مكنتش لوحدي..... عمرو دا الشخص التاني اللي كان في العربية اللي هرب من اخوك..... وفايز السكرتير الخاص بمسعد هو اللي ضرب النار  على عاصم....

وفي تسجيلات صوت على تلفوني دا بكل المحادثات.....

مش انا لوحدي يابشا.

كاد يفقد سامي اعصابه وهم بالنهوض لضربهم لولا اوقفه خالد...

اهدى... اهدى يا سامي باشا.... دول مايستهلوش....

سامي ::ويطلع مين فايز دا ومكانه فين؟؟؟

فريده:  هو في.........

سامي موجهاً حديثه لوكيل النيابة:: ياريت يابشا تطلعلي  امر بالقبض علي ابن الكلب دا....

وكيل النيابة مشيراً الى الكاتب الخاص به::

حدث انه في يوم.......من شهر....... تم القبض علي فريدة....  وعمرو.... بتهمة الآداب والإخلال بالآداب العامة متلبسين في وضع مخل..... وحين تم امتثالهم أمام وكيل النيابة..... ادليا باعترافهم في قضية حادثة الميدان..... وحادثة إطلاق النار على عاصم السالمي.... وأمرت نيابة........  إلقاء القبض على السكرتير الخاص بمسعد السالمي المدعى بإسم فايز على الفور.. يحبسا أربع أيام على ذمة التحقيق....

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

وصل الدكتور  مسرعاً الى غرفة عاصم بدأ في عمل الإجراءات المطلوبة....... افاق عاصم هذه المرة.... استقرت حالته بفضل من الله......

لم تستطع رحمة تمالك نفسها من فرحتها...... حتي وإن لم يمر على وفاة جدتها إلا دقائق.....

أمر الطبيب بإخراج الجميع.... سيتم نقله على الفور لإجراء العملية الأخيرة لإخراج تلك الرصاصة التي استوطنت يسار صدره....

استجابت رحمة وإحسان لقرار الطبيب.....

خرجت رحمة لإنهاء اجراءات استخراج شهاده وفاة جدتها.... بينما وقفت إحسان خارج غرفة العمليات  تنتظر عاصم...

واي اخبار عنه....

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

وصل سامي  وخالد الى البيت الذي تواجد به فايز.....

كسرا الباب وجدا فايز ومحمود مع بعضهما البعض.... القى القبض عليهم.....

وتم تحويلهم الي وكيل النيابة..... في النيابة تمت مواجه فايز بالتسجيلات التي سجلتهم له فريدة......فلم يجد مفر هو الآخر فاعترف بكل شيء فعله.......سجل وكيل النيابة اعترافاتهم.... وأمر بحبسهم....

هي نهاية الظلم وإن طال.... وإن طال سينتهي سينتهي......

هو الظلم وإن كثر. فلابد من ان ينتهي ....

ها هما..... فريدة خسرت كل شيء واصبحت خلف القضبان....

عمرو هو الآخر.... خسر نفسه وكل شيء..... وحتي ذاك الأحمق فايز نهايته لم تختلف كثيراً عنهم.....

كل نفس أمارةٌ بالسوء إلا من رحم ربي.... إلا من استطاع ترويض نفسه خشية الله.....هُم لهتهم دنياهم....لم يكتفوا بما معهم....بل ارادوا أكثر.....ولكن النفس الطماعة لا تشبع ابداً....سلّط الله عليهم ايديهم واموالهم ونفوسهم وأمات ضمائرهم.....لهاهم الله عنه في دنياهم....فخسروا....خسروا كل شي امتلكوه.....عائلة وسمعة ومال وجاه.....

حتى أنهم خسروا أنفسهم.....وزجوا في السجن....هو مثوى لكل من تسوُل نفسه عن فعل شيء كهذا....والله لا يغفل عن عبادِة ابداً..... وإن طال لا بغافلٍ....يتركهم ويتركهم.....ولكن عقاب الله آت لا محال....

✨✨✨✨✨✨

????????????????????????

اتجه سامي بصحبة خالد الى مكتبه.....

جلس سامي على مكتبه بينما جلس المقدم خالد على إحدى الكراسي المواجهة له..

سامي موجهاً حديثه لخالد::  اخيراااا..... اخيراااا خلصت  القضية دي.... خلصت بقرفها وكل اللي بيها.... مشوفتش في حياتي حاجه مقرفة كدة.

المقدم  خالد بإبتسامة حزينة:: اكيد سيادتك فرحان  دلوقتي...فرحان عشان خطيبة سيادتك  بقت في امان دلوقتي..!..

نظر سامي له بحزن... فقد فهم ما يلمح به خالد:: ..... أنا اجبرت علي كدة يا خالد...... أنا اجبرت على الخطوبة دي.... أنا اصلا مشفتهاش إلا مرة..... أنا معرفهاش..... أنا عملت كدة عشان أمي وأبويا....مكنش في ايدي حاجة اعملها تاني يا خالد..

أنا مش فرحان عشانها.... أنا فرحان عشان بقت في أمان  دلوقتي.... ولو اي حد تاني مكنها كنت فرحلة نفس الفرح دا  برده.... مش حكاية خطيبتي ولا حاجة....

المقدم  خالد وهو يلعن الظروف والأسباب التي وضعته في طريق أخته.....لم تنل منه سوى آلام الليل والأوجاع فقط.....لم تستفد منه اي شيء سوي البكاء ...فتلك الجميلة الفاتنة أصبحت شاحبة الوجه...

.قليله الطعام.....جفت بشرتها......ذهبت لمعة عينها.....انطفئت تلك اللمعة التي كانت تتميز بها بسبب ذاك العقيد.....بسببك انت يا سامي.....كل حاجة في حياتها اتلخبطت بسببك...عمرها ما كانت كده....عملت ليك ايه عشان  تدوقها كم الوجع دا....::  على خير يا فندم... المهم... الف مبروك على الخطوبة....والف مبروك على القضية...... كنت عايزني في حاجه  قبل ما نروح  لوكيل النياية.... ياتري اي هي....؟؟

اخيراً  قرر سامي الاعتراف لخالد بحبه لأخته......لم يعد يحتمل أكثر الصمت...يخبره بحبه لتقى....وانه أجبر حقاً علي تلك الخطوبة.......

بص يا خالد انا بصراحه  .....

قاطعه صوت هاتفه..... يلعن في نفسه ذاك الحظ العثر.... اخرجه ونظر للشاشة.... وجد امه....

الو ايوا يا ماما  في اي؟؟؟

مني بخضه:: تعالي... تعالي سامي.... تعال بسرعه...

سامي بقلق:: في اي...اي حصل....

مني:: مش هعرف افهمك في التلفون مش هعرف.....لازم تيجي دلوقتي حالاً...

سامي:: حاضر....حاضر مسافة الطريق.

اغلق سامي هاتفه وهم في المغادرة....

المقدم خالد:: في اي يا فندم؟؟؟

سامي:: مش عارف والله....امي عايزاني بسرعه وصوتها مخطوف مش عارف في ايه....

المقدم خالد:: خير إن شاءالله يا فندم متقلقش..

سامي:: والله ما عارف انت نحس ولا اي.....مش بنقعد مع بعض دقيقتين إلا ويحصل مصيبة....

المقدم خالد ضاحكاً::: مش اوي كده.... إن شاءالله خير.

سامي ببتسامه وهو مغادر:: إن شاء الله....هعدي عليك النهارده بليل في البيت....عايزك ها؟؟..

المقدم خالد::: تنورنا يا فندم...

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

وصل مسعد الى المستشفى.... اتجه الى ذاك المكان الذي تقف به إحسان....

مسعد:::  انتِ جيتي!!.... أمي فين ورحمة فين..... وايه اخبار عاصم!!؟؟

إحسان بنبره حزن:::  رحمة جايه دلوقتي.... وعاصم فاق الحمد لله.... ودخل غرفه العمليات عشان يشيلوله الرصاصة إن شاءالله.....

رحمة قالت إنك رحت قسم الشرطة.... خير في حاجه ولا ايه؟؟؟

مسعد بتنهيدة::  فريدة.... فريدة سبب كل اللي بقينا فيه دا...

إحسان بعدم فهم:: ازاي مش فاهمة؟؟؟

مسعد::  فريدة هي اللي كانت عايزه تقتل رحمة في المرة  الاولى بالعربية..... وهي برده اللي كانت عايزة تقتل رحمة في المرة التانية بس.... بس عاصم فداها وخد الرصاصة مكانها.....

خرجت  تنهيدة لا ارادية من تلك التي تقف خلفهم...

رحمة:: انت بتقول ايه..... يعني انا اللي كنت مقصودة...... يعني انا اللي المفروض اكون مكان عاصم دلوقتي؟؟؟!..ليه..... ليه عملت كدة.... لي بتعمل كدة....

مسعد بتنهيدة:: أهووو... اهو اخدت جزائهااا...

احسان:: ليه ؟؟؟... اي حصلها!!!

مسعد::  اتقبض عليها..... اتقبض عليها في قضية ادأب.....

رحمه بصدمة:: انت بتقول ايه.... آداب؟؟؟

مسعد::  للأسف.... للأسف..... انا كنت شاكك فيها من زمان.... بس طلعت مع اخر واحد ممكن اتخيله... مع عمرو.

رحمه بصدمة:: عمرو  مين!!!؟؟؟

مسعد::  عمرو..... عمرو صاحب جابر...... هو اللي كان بيبلغها اخباركم أول بأول..... هو اللي كان معاكوا خطوه بخطوة وكل حاجه  بتحصلكم كان بيبلغهالها هي وفايز..... فايز السكرتير بتاعي...... وهو كمان اللي كان في العربية اللي كانت هتخبطك....

احسان ولا تكاد أن تصدق ما تسمع:: انت بتقول ايه.... لا مستحيل.... عمرو..... ازاي؟؟؟... مش مصدقة.....

مسعد بتنهيدة::  محدش يقدر يصدق كل دا اصلا..... كانوا عصابة.... عصابة عشان الفلوس.... ملعون ابو الفلوس اللي تعمل من الناس كدة..... خسروني ابويا.... خسروني اخويا..... هيييييح.... كله كان بغبائي..... انا اللي كنت سايب ليهم نفسي. خسرت كل حاجة.....خسرت الأب والأخ والزوج وحتي الإبن أهووو.....خسرت كل حاجة....بقيت لوحدي من غير سند ولا حد..

رحمة بحنية:: احنا معاك.... احنا جنبك اهو يا عمي متقلقش....

مسعد بأسف::بعد كل اللي عملته فيكوا..... بعد كل دا؟؟؟

إحسان::  ربنا غفور رحيم..... واحنا اهل يا مسعد..... متقولش إنك لوحدك... احنا معاك..... وعاصم هيبقي كويس.. هيقوم بإذن الله....

مسعد::  إن شاء الله.... إن شاء الله... هو دخل العمليات من امتى... وفين امي صح.... وصحتها بقت عاملة ايه دلوقتي؟؟؟

رحمة::عاصم إن شاء الله  هيبقي كويس..... إن شاءالله  هيخرج دلوقتي متقلقش....

مسعد:: وأمي.... وأمي فين؟؟؟

رحمه بأسف::ربنا يرحمها..... ربنا يرحمها يا عمي... ادعلها بالرحمة....

مسعد بعدم استيعاب::  انتِ بتقولي ايه.... يعني ايه؟؟؟. أمي ماتت؟؟؟

رحمة::  ادعلها يا عمي.... ادعلها بالرحمة.....

مسعد وقد اصابته حالة من الضحك المصاحب بالدموع....  أمي.... أمي ماتت..... دي كانت اخر ما ليا..... حتى دي... حتى دي راحت..... ليه كده...... ليه كل اللي بيحصلي..... ليه كل دا....

أمي وأبويا ماتوا غضبانين عليا.....بهدلتهم طول حياتهم..... ليه يارب ليه..... وكمان مراتي.... كله بسببها... كل اللي حصل كان بسببها....

إحسان::  اهدى يا مسعد.... دا ابتلاء من ربنا.... ابتلاء... أصبر وليك الأجر إن شاءالله.....  ربنا مش ببتلي حد إلا عشان بحبه..... توب وأرجع لربنا يا مسعد..... انت عصيته كتير.... وجه وقت التوبة بقى.... أبتلاك عشان تتوب وترجع ليه.... مش تتأخر عليه اكتر من كدة.

مسعد باكياً:::  سامحني ياااااارب..... يارب..... سامحني...

قاطعهم صوت فتح باب غرفه العمليات... اسرعت رحمة بتجاه الباب::

رحمة بلهفة::خير يا دكتور.. عاصم ماله؟؟؟

الدكتور  ببتسامه::الحمد لله ربنا بيحبه.... العملية نجحت الحمد لله..... ربنا كتبله عمر تاني...

مسعد::بتتكلم بجد يا دكتور.... عاصم ابني كويس؟؟؟... نقدر نشوفه؟؟؟

الدكتور بإبتسامة::  اه والله بقي كويس جداً الحمد لله..... ربنا استجاب لدعاكم.... تقدروا تشوفوه بعد ما يفوق من البنج إن شاءالله...... ثم تركهم الدكتور وغادر....

مسعد::الف حمد وشكر  ليك يارب..... الحمد والشكر ليك...

وصل سامي الى الڤيلا.....هم مسرعاً الى الصالون حيث تنتظره والدته....

سامي:::  ايه يا ماما في ايه.....جيباني على ملى وشي كده ليه؟؟؟..... لم يكمل جملته الاخيرة  حينما رأي اخيه.. يقف امامه..... إياااااااد.... حبيبي.

ثم هرول إليه وتقابلا بالأحضان  ..... بكي إياد في حضن اخيه....

سامي  محاولاً تهدئته:::  اهدى يا حبيبي  في اي..... وكنت فين المدة دي كلها.... احنا حاولنا نوصلك كتيررررر اوي معرفناش....

بكى اياد:::  انا اتبههدلت.... اتبههدلت يا سامي اووووي..... كل حاجتي اتسرقت.... تلفوني وفلوسي وكل حاجة..... عشت الفترة اللي فاتت كلها من شارع لشارع ومن مكان لمكان....

اتبههدلت آخر بهدله ياسامي.

سامي::  اهدى يا حبيبي.... اهدى الحمد لله انت بقيت وسطنا اهو.... في داهية كل حاجة.... المهم إنك بخير وبينا اهو....

قوم ارتاح وغير... قوم يا حبيبي ارتاح شوية....

مني::قوم يا حبيبي قوم..... وقوم نام شوية........ لحد ما اجهز العشاء..... وانت يا سامي كلم خطيبتك  .... كلم خطيبتك  يجوا يتعشوا معنا النهاردة.....

إياد بإندهاش:::خطبتك؟؟؟؟.... انت خطبت يا سامي؟؟؟

سامي بتنهيدة::خطوبه  النيلة يا إياد..... والله ولا في دماغي اصلا.... أنا عملت كدة عشان اراضي الست الحجة اللي جنبك دي....

اياد::اااااه..... دي لاعبة معاك بقي.... والعه يابا والعه..... ناس خطبت... وناس كانت مبهدلة في الغربة.

سامي ضاحكاً:: اللهي اشوفها والعه معاك زي ما هي والعه معايا روح يشيخ.....

أخرج سامي هاتفه ليحادث رحمة لعزومتهم على العشاء..... أخبرته أن جددتها توفيت.... لن تستطيع  أن تأتي.....

اخبر سامي والدته  بما حدث..... فقرروا أن يذهبوا عشية اليوم إليهم لعزاءهم..... سواء كان سامي او إياد او حتى مني ومحسن....

أتصل سامي بخالد ليعتذر له عن قدومه اليوم حسب الإتفاق الذي تم وذلك بسبب الظروف التي حدثت.... تقبل خالد الأمر بصدر رحم.... وعزاه في جدة خطيبته.........

رحمة:: حمد لله على سلامتك يا قلب اختك.....الف سلامة عليك.

عاصم بصوت مجهد:: الله يسلمك....االله يسلمك....يا حبيبتي...

إحسان:: حمد لله على سلامتك يحبيبي.....غمه وراحت....شد حيلك بقى عشان ترجع وسطنا تاني.

عاصم:: الله يسلمك يا ماما يارب....عمر الشقي بقي...

ثم نظر لوالده ونظر مسعد إليه.....صمت عم المكان ولكن لم يطل إلا لثواني معدودة قبل أن يقطعه مسعد:::

حمد لله على سلامتك يا عاصم...

عاصم ببتسامه:: الله يسلمك يبابا.....

الفصل الثلاثين ????

حاولت رحمة تخفيف الاجواء.....

رحمة:: حمد لله السلامة يا قرد....انت بسبع ارواح ياض؟؟؟

عاصم ضاحكاً:: بلاش انتِ....بلاش انتِ تتكلمي ها..

رحمة رافعة حاجبيها::ليه يا خويا.....ليه إن شاءالله....

عاصم بإبتسامة::. هقولهم كنت بتعيطي تقولي ايه...

لكذته رحمة في كتفه بإبتسامة وبعثرت شعره::.....هووووووس اوعى اسمع نفسك...

عاصم بمكر مُدعي ألم من تلك اللكزة:: ااااه.....كتفي..

تلك الااااه التي اوجعت قلب رحمة حقاً:

رحمة بخضة::: اااي....مالك في ايه....ايه وجعك ياقلب اختك....

عاصم ضاحكاً::: خبتك يا هبله....

ضحك الجميع على ضحكاتهم.....

عاصم امال فين امي وجدتي....جدتي وحشتني اوي....

رحمة بحزن:: بخير يا حبيبي بخير.......

نظر عاصم  وجه ابيه الذي رآه منكسرا ونفس الملامح تلك رسمت علي وجه إحسان....

ايضا حاولت اخفاءها رحمة......

عاصم بعدم فهم:: جدتي فين يا رحمة.....في ايه حد يفهمني....

وضعت رحمة يديها على رأسه:: راحت للي أفضل مني ومنك يا عاصم.....

عاصم بصدمة:: نعم.......ازاي....ليه؟؟؟

رحمة: استهدى بالله يا حبيبي.....عرفت بتعبك جت عشان تشوفك وقلبها مفطور عليك......ولم جت هنا عرفت موت أبويا..... للأسف متحملتش....فقدت الوعي ودخلت غيبوبة بس مفقتش.....ربنا يرحمها يا قلب أختك....ادعلها يا عاصم....

عاصم باكياً:: هو في ايه......هو ليه بحصل كده......هو كل لم بحب حد يسبني ويمشي ليه....ليه يعني.....

ليه كل لم بتعلق بحد يسبني ويمشي بالشكل دا....

يسبني ويمشي للأبد.......ليه الموت قاسي اووووي بالشكل دا...

ليه مش ياخد مننا إلا اقربهم لقلوبنا....

رحمة باكية:: أمر ربنا يا حبيبي.....ملناش حق نعترض.... إن لله وإن إليه راجعون...الحمد الله على كل حال.... والحمد لله انك قومت لينا بالسلامة اهو....

عاصم متحسراً::  سلامة؟؟؟......سلامة مين وايه.....جدي وعمي وجدتي.....ليه....ليه يا رحمة.

رحمة بهدوء:: احنا مش افضل من رسول الله يا عاصم....الموت علينا حق....أهدى...أهدى.....الرسول دفن اولاده كلهم إلا فاطمه.....دفن ام المؤمنين....دفن عمه وسنده أبي طالب....وحمزة

الموت علينا حق يا قلبي.....هو مجرد ابتلاء بس.....ويبخت من يصبر ويتحمل.

جفف عاصم ادمعه وتنهد قائلا::

فجأة ومن غير مقدمات......من غير كلمه  وداع واحدة

حين ظن الجميع أنك عائدة

رحلتي !........ رحلتي إلى حيث الواعدة.

ذهبتي و فهمت...... بين الذهول و الحنين

بقلب مثقل حزين... أنك سوف لا ترجعين

جدتي......يا نور قلبي وفؤادي.

احترقت شمعتك لتضيء الآخرين

كان الوقت باكراً عن الرحيل

فإلى ما كنت تتلهفين ؟

يا من كنت الحياة تنير.....  فاسودت بعدك واظلمت.

لو كانت الأشواق ترجع الراحلين

لو كان الدمع يعيد الغائبين... لكنت أول العائدين.....

وكنت انا أول الباكيين

يا ربيعاً لم يذبله خريف...يا جرحاً لن يكف عن النزيف

و يا ألما لا ولن يستكين... كان الوقت باكراً عن الرحيل

فإلى ما كنت تتلهفين ؟

لن ألوم القضاء والقدر... و الليل و النجم و القمر

لن أخجل من البكاء... لن أتناول مسكناً للآلام

لن آخذ حبوبا لأنام..... لن أنشد النسيان

لكنني...سأتمرد... سأتعاطى ذكرياتك

سأدمن أشواقك... وارتوي من حبك حتى الثمالة!!

عزوني وقالولي للخالق أسباب... وهلت دموعي على ست الأحباب

بكيت وأبكيت وأسمعت الأصحاب...والأقارب والأحباب

ومر قدامي شريط العمر دولاب... وأتذكر العمر معها ليما كبرها

وأتذكر معاناة دنياها والأتعاب... واذكر معها وقت عشناه بإعجاب

ويالله يجاعل للجنه ثمانية أبواب.. يا مرسل الرحمات منك لبشرها

أطلبك يالله يا غافر وقت الحساب.. رحمتك لجدتي وأبواب جنتك تعبرها

أبكي عاصم الجميع  بكلماته تلك.... مسحت رحمة على رأسه.... تحرك والده تجاهه وقبل رأسه....

استأذن للخروج لتشييع جثمان والدته...

مسعد:: أنا هروح... عشان استلم الجثمان وادفنه.... واجهز لأوازم العزاء ... أنتوا خليكوا جنب عاصم....

عاصم::  لا.... أنا هحضر عزا جدتي  .... أنا  مش هفضل هنا أكتر من كده خلاص....

إحسان::  مينفعش  يا حبيبي..... انت لسه تعبان وممنوع تتحرك في خطر على حياتك....

عاصم رافض بشدة:  أنا مش هقعد هنا ساعة واحدة تاني.... أنا اخد عزا جدتي وهحضر الجنازة...

رحمة بهدوء::  خلاص.... خلاص يا ماما.... هو مش هيرتاح ابداً وهو هنا..... أنا هفضل معاه طول الوقت متقلقيش...

مسعد: طب ارجعوا انتوا بيت العيلة..... وأنا هخلص  الإجراءات  واجيب الجثمان واجي.... واظن يا إحسان مبقاش في شي يمنع الرجوع.....

إحسان  ::  على خير إن شاءالله..... روح انت واحنا هنرجع على البيت...

غادر مسعد المكان متجها لأنهاء إجراءات  إخراج الجثمان  من المستشفى  واستخراج شهادة الوفاة....

اسندت رحمة عاصم واتجها بصحبة إحسان الى بيت العيلة....

عاصم:: هي ماما مجتش المستشفى  تطمن عليا؟؟؟

رحمة بتوتر :...لا لا...جت يا حبيبي....بس انت مكنتش في وعيك

لمح عاصم التردد المتواجد على وجه رحمة...في ايه....مخبيه عليا ايه؟؟

رحمه بتوتر::  ايه....لا ابدا....مش مخبيه حاجة....هكون مخبيه ايه؟؟؟

رحمة::  حاضر....حاضر...هحكيلك اللي انت عايزة

قصت رحمة له ما حدث... وما فعلته  امه..... وقصت ايضاً له انها سبب تلك الرصاصة التي اصابته.... وما فعله عمرو... وايضاً فايز...

بكى عاصم.... هى امه اياً كانت الأحوال..... اراد أن يذهب ليزورها مكان تواجدها قبل العودة للمنزل ولكن شيء بداخله اوقفه..... لا يعلم ما هو سوى انها هى من فعلت به كل ذالك.... لا يحب أن يري نظره الندم او الكسرة في عينيها...... لا يحب ابداً  أن يراها في مثل هذا الموقف  المؤلم....

اخرجت تقى هاتفها.... واخرجت رقم سامي لتحادثه..

تقى::  أزيك عامل ايه؟؟

سامي الحمد لله كويس... انتي اللي عاملة ايه واخبار دنيتك ايه؟؟

تقى::  الحمد  لله كويسة... ماشية اهى.... خالد أخويا  كان قالي إن.... إن انت كنت هتيجي اليوم  عندنا.... وبعدين.... وبعدين رجع قال إنك مش هتيجي...  حصل  حاجة  ولا ايه؟؟.. انت كويس؟

سامي بتوتر::  لا... مفيش اي حاجة..... بس جدته خطبتي اتوفت..... والمفروض إن العزاء النهاردة بليل.... فا من المفروض إن ابقى متواجد عشان خاطر خطيبتي...

تقى بألم::  خطيبتك..!!!!.... والمفروض؟؟... بحسك مضايق وانت بتتكلم في الموضوع.... أسفه إن كنت بضائقك.

سامي بتنهيدة: مش حكاية إن مضايق منك انت ... حكاية إن مضايق من الموضوع  كله..... أنا بعمل كل حاجة  عشانهم... وافقت على الخطوبة عشانهم.... بس... بس مبقيتش قادر.... مبقيتش قادر أكمل في حاجة  أنا مش حاببها أنا مش عايزها....

أنا كده بظلم نفسي وبظلم البنت معايا.... وأنا عمري ما ظلمت حد ولا عمري كنت ظالم....

تقى بعدم فهم::  امال.... امال عايز تعمل ايه؟؟؟.

سامي::  النهاردة هنهي كل حاجة.... دا احنا  مش بنتكلم اصلاً.... دا أنا بتكلم  معاكي أكتر ما بكلمها....

النهاردة هقعد معاهاا.... هقعد معاها واحكلها كل حاجة... كل حاجة  وانهي الموضوع  النهاردة.. عشان  حقيقي مش قادر أكمل أكتر من كده.

تلك الكلمات التي تقع علي أذن تقى وكأنها نور من السماء.... كأنها أطواق نجاة اتتها بعد كل أيام العجاف تلك..

تقى بفرحة:  إن شاء الله... إن شاءالله يارب  كل خير... اااه الف مبروك علي القضية....

سامي ببسمة::  والله ما عارف أفرح ولا أزعل.... أفرح على مكسب القضية.... ولا على رجوع إياد.... ولا احزن على حالي والخطوبة  النيلة دي.

تقى: إياد رجع.... امتى؟؟؟

سامي::  رجع النهاردة...

تقى بفرحة::  حمد الله على السلامة يا عم .... الحمد لله انه رجع.... متزعلش وأضحك والله هتفرج... مفيش أكرم ولا أفضل من ربنا... أضحك وبطل كئابة.

سامي بمكر::  أنا برده اللي كئيب؟؟؟؟. دا انت خزان كئابه...

تقى ضاحكة: ما تتلم يبابا.... ايه يعم في ايه يوووه....

تلك الجملة التي خرجت  تلقائية من بين شفتيها.... لم يتمالك سامي  نفسه من الضحك..... لم يعلم إن كان يضحك على تلك الجملة... ام يضحك لضحكتها.... تلك التي سحرته بكل ما فيها... اعيونها.... ضحكتها.... كل شيء كل شيء.... كل الطرق  تؤدي الى تقى...

يعشق تلك الضحكات التي لا مثيل لها... انها نادرة... نادرة حتى بضحكاتها.... بحديثها.... بعينيها.... بكتئابها.... بهدوئها.... بحزنها.. بعصبيتها... فريدة بكل شي... مختلفة في كل شي...

سامي بضحكة:  ايه يا شبح في حاجة ولا ايه؟؟؟

تقى بنفس الضحكة:  لا مفيش حاجة  يا ضنايا... مفيش حاجة...

سامي  ببسمة::  طب يلا.... يلا اتكلي  من هنا بقى.

تقى بسمة:  خلي بالك من نفسك.... في امان الله...

،،،،،،،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أقصى درجات السعادة هو أن نجد من يحبنا فعلاً ، يحبنا على ما نحن عليه . . أو بمعنى أدق يحبنا برغم ما نحن عليه.

- نجيب محفوظ

.،،،،،،ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سامي  ::  وهو يغلق الخط... في امان الله يا حياة سامي وقلبه...

لكن الجملة  الاخيرة وقفت في حلقه بعد أن رآي ذاك الذي يقف على الباب يستند بيده على الباب رافعاً حاجبيه...

::  اه... ايه تاني يا حبيبي... كمل كمل..... مفيش حد غريب...

سامي بغضب::  انت.... انت هنا من امتى؟؟

اياد بمكر::  لا مش من زمان...  من وقت ما إياد رجع النهاردة.... جايب سيرتي ليه..... وبعدين الخطوبة  غصب عنك ها.... وانت نازل ضحك وحب في البنت وتقولي اصل اجبرت على الخطوبة.... ااااه يخلبوووووص ااااه.

حدف سامي إحدى الوسائد التي كانت بجواره على إياد::  بطل رخامه... دي مش خطبتي..

تفاداها إياد.... مجتش فيا اااااااخ.....

كمان مش خطيبتك.... امال مين يا ساااااافل... بتخون البنت وانت لسه خاطب..... امال لم تتجوز  هتعمل ايه؟؟؟...

انت انحرفت يا سامي؟؟؟. اسيبك شوية شهور أرجع الاقيك انحرفت...... فين سامي  الضابط اللي ملوش في الكلام دا فين.... انحرفت يا حبيبي؟؟؟

ضكك سامي:   اااااه.... أنا انحرفت.... وبصراحة أنا بموووووت في الإحراف  بصوت الأستاذ محمد هنيدي....

إياد:  ااااه يااااسافلة يا منحرفة انتِ.... اه منك انتِ يا خلبووووصة ااااه...

تعالي قولي مين دي وايه حكايتها؟؟؟

سامي:::  بعدين... لما نخلص العزاء هنقعد واحكيلك على كل حاجة.

إياد:  أنا مالي...عزا جدة خطيبتك أنا مااااالي... أروح ليه؟؟؟ أنا واحد جاي تعبان وعايز أرتاح.

سامي:: يلا ياض بطل دلع... أمشي خليني أغير... وانت روح  البس وقول لماما إن احنا جاهزين عشان نروح العزاء...

إياد::  ماااااااشي يعم.... بس افتكرها هااااا.

سامي::  غور ياض قولتلك....

وصل عاصم  وإحسان ورحمة  الى البيت الكبير....

اتجها الكل الى المكان الذي كانت تتواجد به عواطف....

كل منهما ذهب مع ذكرته في المكان....

عاصم يتذكر جدته.... ايامه هنا.... لياليه... زعلة الذي كان كلما اصابه الحزن او اي شي يزعجه كانت هى أول من يطيب بخاطره.... أول من يواسيه.... حتي في فترته الأخيرة... كانت أول من يستقبله.... أول من يسال عليه من يطمئن عليه... كانت أول من تفرحه إن حزن.... تواسيه..... كانت تسهر بجواره إن مرض....

كانت أول شيء في كل شيء.... كانت الحياة  بجميع معانيها....

ولكنها رحلت حالها كحال من سبقها سواء العم او الجد.... رحلت ولم تترك إلا ذكرى.... ذكرى جميلة تطيب ذكراها....

اما عن رحمة... فتركت هى الأخرى العنان لذكراها.... تركت هى الأخرى  العنان لها....

تتذكر جدتها.... جدها... ابيها...

طفولتها التي عاشتها هنا... بين جدران هذا المكان.... افراحها واحزانها التي سُطرت على تلك الجدران... ايام صباها مع عاصم.... مواسه جدها لها إن ازعجها ذلك المشاغب.....

تعنيف جدتها لها... ان هى ازعجت فتاها المدلل لقلبها عاصم.... ايام والدها.... حبيبها الأول والأبدي..... كل شيء أصبح مجرد ذكرى

... ذكرى عالقة في الاذهان...

اما عن تلك التي وقفت باكية خلفهم.... إحسان... تتذكر أيامها هنا.... تتذكر انه للحظه ما ظنت انها لن تعود الى هذا المكان مجدداً.... هنا ذكريها.. هنا ايامها.... هنا عمرها بأثره..... هنا أيام شقاها مع زوجها.... هنا أيام هناها..... هنا ولدت أبنتها الوحيدة.... وهنا عاشت أجمل أيام عمرها  مع زوجها.... وهنا ايضا نالت قسطاً من العذاب بسبب فريدة... هنا كل شي... هنا تقع الذكرى....

انهت رحمة شرود الجميع::

يلا يا عاصم أدخل اوضتك غير هدومك.... وأجهز عشان العزاء....

نظر عاصم الى رحمة بأسى: خلاص؟؟؟... أجهز عشان أخد عزا جدتي يا رحمة خلاص؟؟.... ثم نظر الى باب غرفتها وأكمل.... يعني خلاص مش هتطلع من هنا.... مش هتطلع  من أوضتها تاني تستقبلني.... خلاص يا  رحمة....

أقتربت رحمة منه وضمته الى صدرها::  ربنا يرحمها.... ربنا يرحمها يا حبيبي  خلاص  مبقاش في ايدنا نعمل حاجة إلا الدعاء.... ويلا ياأستاذ..... يلا قدامي تعالي أغيرلك القميص دا اللي باظ دا عشان تبقى حلو وعسل كده.

إحسان ببتسامه::  ومين قدك يا عاصم... أهو في حد بهتم بيك اهو...

رحمة:  في حاجة  يا ست ماما؟؟؟... اخويا  بدلعه في حاجة؟؟

إحسان  بمكر::ايه... لا لا مفيش حاجة خالص...

ابتسمت رحمة::  يلا يا بيه قدامي.... فين القميص الأبيض بتاعك هااا.... تعالى يلا قدامي عشان البسهولك.... وأعدل شعرك دا ودقنك دي تهزبها شوية... يوه مينفعش كده. هووو أنا لازم أعملك كل حاجة  بنفسي ولا ايه؟؟؟

ابتسم عاصم ثم وضع قبله على جبهتها....::  اللي انت عايزاه يا ست الكل.....

استعد عاصم لتشييع الجثمان.... خرج مع والده وبقية اهل البلد لتشييع جثمان جدته.... بقيت رحمة  مع والدتها في المنزل تتلقي العزاء من سيدات البلدة.... كعادة أهل الريف..... بعضهم يبارك لهم على العودة مجددا... والبعض يعزي.... والبعض يتسامر فيما بينه بعيدا عن العزاء من الاساس....

بينما اعد مسعد صوان كبير..... تجمع به أهل البلدة كا رجل واحد على الصراء والضراء.... في الفرح متواجدين في الحزن متواجدين.....هكذا هم أهل الريف المصري.....

وإن كانت بينهم الف خصومة وخصومة... تجدهم أول من يساند في المصائب.... أول من يفرح لك في أفراحك.....

وقف عاصم بصحبه أبيه وبعض رجال القرية يتلقون العزاء....

وصل سامي بصحبه أخيه إياد وأبيهم محسن السنباطي الى صوان العزاء.... بينما اتجهت منى الى  البيت حيث تتواجد رحمة والبقية...

القى سامي وإياد ومحسن التحية على المتواجدين.... جلسا قليلا.... ثم اشار محسن الى مسعد بان يصطحب سامي الى رحمة ليعزيها ويغادرا...

اشار مسعد لعاصم أن يصطحب سامي....

اماء عاصم بالموافقة.... اصطحب سامي ومعه إياد.... ادخلهم الى إحدى الغرف المتواجدة في المنزل.....

عاصم:::  اتفضلوا  هنا..... دقيقة بس هنادي رحمة...

سامي  ببتسامه::  دلوقتي بقيت أفضل يا  عاصم؟؟؟

عاصم بعدم فهم::  أفضل في ايه؟؟

سامي::  أنا الضابط اللي كان ماسك قضيتك....

عاصم ببتسامه::  أهلاً وسهلاً يا فندم... أنا بقيت الحمد لله.

سامي::  دايم الحمد يارب.

عاصم::  دقيقه وراجع.....

اما عن ذاك الذي ذهب بعيدا بخياله حينما سمع ذاك الاسم.... ذاك الاسم الذي هرب منه كثيراً وكثيراً..... ولكن مازال يلاحقه.... ايعقل أن تكون هى؟؟؟...... لا ليس من المعقول ابداً..... الم يخلق غيرها بهذا الاسم.... لابد وأن تكون أخرى غيرها.... لكن ذاك الاسم هز كيانه مجدداً.... ذاك الاسم الذي هزت صاحبته كيانه وحياته فيما مضي.... هو اليوم يهتز حزناً وشوقاً لتلك التي لم يراها من يوم الحادث..... لا ينكر انه أعجب بها.... تعلق بها.... بل أحبها.... أحبها كثيراً.... ولكن هيهات.... هيهات فاين هي الآن واين أراضيها...  هما من الأساس لم يتقابلا من يوم الحادث....

لاحظ سامي شرود أخيه:

مالك يا إياد... في ايه... سارح في ايه..؟؟

إياد بشرود:... لا لا مفيش حاجة....سامي  بمكر على أخوك  ... قولي ايه شاغل بالك؟؟

إياد شاردا بحزن::  البنت اللي كنت بحبها..... معرفش ايه فكرني بيها دلوقتي.

سامي:  ولا يهمك يا حبيبي.... ان شاءالله  تلاقي اللي أحسن  منها....

إياد::  ان شاءالله.

قاطع  حديثهم صوت فتح الباب.... دخل عليهم  عاصم بصحبه رحمة

القيا السلام مجددا.... رفعت رحمة وجهها لتقع على عيني  ذاك  الذي يقف خلف سامي.....

لم تصدق ما تراه اعينها..... لا يستطيع عقلها تقبل ما تراه..... انت.... إياد..... بعد كل الغيبة دي كلها...... بعد كل الغيبة دي كلها.... انت... انت قدامي... و... وفي بيتي!؟؟!

تلك الصدمة التي لم تتخيلها وان بقيت ما حيت.... هى بحثت عنه في كل مكان... علمت انه سافر خارجا..... سافر  ولن يعود إلا بعد عام..... كيف.... كيف ذالك... وكيف عاد... ولما هو هنا الآن.... وبأي سبب؟؟؟؟

حالها نفس حال ذاك الذي لم ترتفع عينه من عليها فور دخولها الغرفة..... مستحيل..... وكأنه يحلم..... يحلم حقا..... هو من ثوان كان يفكر بها... اهى حقااااا... هى التي تقف امامه الان لا يفصلهما عن بعضهما وإلا أمتار قليله..... ولكن.... لكن غادر عاصم لإحضار خطيبة أخيه..... رحمة..... اهى؟؟؟؟.  اتلك الفتاة التي أحبها.... تلك التي عشقها.... هى نفسها خطيبة أخيه الان.... ايعقل ما يحدث الان....

لم تحتمل رحمة ما تراه فسقطت أرضا مغشي عليها..... أسرع اليها عاصم حملها واتجه بها الى غرفتها...حاول إياد مسرعا بتلقائية مساعدة عاصم....لم يحتمل رؤية رحمة هكذا.....فحاول فعل شي....ولكن عاصم اخبره انه سيتكلف بالأمر....حملها الى غرفتها مسرعا  محاولا ايفاقتها....

اما عن ذاك الذي يقف ويري ذاك الشرود والتردد موجود في عيني أخيه.... لا يعلم سببه وما الذي يحدث.... وما سبب ذاك القلق الرهيب الذي اصابه حين راي تلك الفتاة..... وما سر ذاك القلق الرهيب؟؟..

وجه سامي حديثه لإياد::....في ايه...ايه اللي حصل دلوقتي؟؟؟

إياد بتردد لا يعلم كيف فعل ذالك....لا يعلم ايضا ما الذي يجب عليه قوله....ان كان الأمر سابقا لكان اعتراف له بحبها...او انه يرديها....فالأمر الان اختلف تماما....فهي الان خطيبة اخيه....يجب ان تقتل جميع المشاعر تجاهها اي كان.....فأخيه أهم من اي شي واي شخص اي كأن....ولكن تذكر حديث أخيه...انه لا يحبها....هو أجبر على تلك الخطبة.....اصبحوا في متاهة في مشاعره لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله؟؟؟.....

إياد بتوتر::: ايه....ايه حصل؟؟؟

سامي بهدوء؛:: تعال...تعالي أقعد يا إياد جنبي هنا....وفهمني كل حاجة...فهمني كل اللي شايفة دلوقتي....القلق اللي كان من شوية....توهان عينك دا....والحاجة اللي مستخبيه جواها دي...

جلس إياد بجانب أخيه بتوتر::: أنا.....أنا مش عارف...مش عارف أقولك ايه....مش عارف أقول ايه اصلا.

سامي بدء يربط الأحداث ببعضها تغيره وتوتره فور سماع الاسم....تذكره  تلك الفتاة التي أحبها في الماضي....توتره وشروده وقلقه ذاك على تلك ال رحمة....تحدث سامي قائلا::

هي دي يا إياد؟؟؟؟

إياد بحزن:: ايه..هى مين؟؟؟

سامي:: دي البنت كنت بتحبها؟؟....دي اللي كنت مسافر عشان تنساها؟؟؟

إياد بتنهيدة مصطحبة بألم:: كنت.....كنت يا سامي....بس خلاص...خلاص مبقاش ينفع....دلوقتي بقت خطيبتك...ومينفعش....أنا...أنا اسف على اللي حصل من شوية بس كان....كان غصب عني محستش بنفسي لم اغمي عليها....

سامحني....واوعدك اني...اني هقتل كل المشاعر نحيتها...

سامي بتنهيدة::  وليه مقولتليش...ليه مقولتليش من الأول يا إياد ليه....يعني...يعني أنا خطبت البنت اللي أخويا كان بحبها؟؟!

إياد::: كنت يا سامي...كنت خلاص......انت عندي أهم وأفضل من الف واحدة...انت اللي بقيلي بس يا سامي...

وضع عاصم رحمة على سريرها...ولكن لحقت بهم إحسان ومن خلفها منى حينما رؤها محمولة بين يدي عاصم فاقدة للوعي....

إحسان بلهفه؛؛ في ايه....ايه حصل  يا عاصم مالها رحمة...ايه حصل؟؟

عاصم بهدوء:: اهدي....اهدي يا ماما خير ان شاءالله.

منى متحدثة:: فوقها....حط ليها برفان او ميه اي شي يفوقها....

بالفعل افاقت رحمة....لكنها لم تري ولا تريد ان تري حولها إلا عاصم.

وجهت حديثها لعاصم قائله::: هو  يا عاصم....هو دا....

فهم عاصم الأمر....فهم ما حدث ما سببه....اذا هذا هو إياد....هذا هو الشخص الذي خطف قلبها..... خطفه من لحظته الأولي وغادر....سافر بلا أسباب.....تاركا إيها خلفه يلتهم قلبها ألم الحب والاشتياق والفراق.....

تحدث عاصم::...بس....بس انت قولتيلي انه مسافر.....طب ازاي؟؟؟

رحمة باكية:: مش....مش عارفة.....بس....بس هما اللي قالولي كده.....لم...لم سالت قالوا سافر....

عاصم بتنهيدة:.....دول اخوات......يعني اللي انت.....أخو....

إحسان تنظر لمني بعدم فهم....ثم تحدثت:: هووو في ايه.....بتتكلموا عن ايه.....وعمالين تتكلموا بالألغاز.....احنا مش فاهمين حاجة؟؟؟؟....وايه اللي حصل لرحمة.؟؟؟

عاصم  موجها حديثه لإحسان::: مفيش حاجة....مفيش حاجة يا ماما متقلقيش.....هى بس داخت شوية من قلة الأكل وكده وهى بقت تمام أهو....

منى::: امال....امال فين ولادي....سامي  وإياد.....

قاطعهم صوت سامي يستأذن  في الدخول....اُذن له...فدخل....أنا هنا أهو يا ماما....ثم اتجه الى منى وقبل يديها...ألقى التحية على إحسان....ثم وجه حديثه لرحمة  ببتسامه::: هااااا بقيتي أفضل دلوقتي؟؟؟

رد عاصم مبادلاً له نفس الابتسامة::: الحمد لله بقيت كويسة...

تنحنح سامي ثم تحدث موجها حديثه للجميع:::ممكن بعد اذنكم تسيوني أنا ورحمة لوحدنا شوية؟؟؟؟....دا بعد اذنكم أكيد....

نظرت إحسان لمنى ولرحمة وعاصم ثم تحدثت:: أكيد....أكيد طبعا.....يلا بينا يا جماعة.....

بينما كانت نظرات رحمة على عاصم وكأنها تخبره بطريقة ما الأ يغادر......ولكن ما باليد حيله.....لا حق له في التواجد الان سامي خطيبها....ستأذن من والدتها.....فا من حقه الجلوس مع خطيبته......

تلك النظرات الخائفة التي راها سامي في عينيها.....

وانت يا عاصم.....روح أقعد مع إياد أنا دقيقتين وجاي مش هتأخر...اماء عاصم برأسه ثم غادر الغرفة بصحبه إحسان ومنى....تاركين من خلفهم  سامي ورحمة....

سحب سامي إحدى الكراسي المتواجدة في المكان...

سامي ببتسامه:: ممكن أقعد؟؟؟.

اماءت رحمة برأسها ايجابا....

صمت لم يطل قاطعه سامي بتنهيدة....بصي هو أنا عارف ومتأكد ان دلوقتي انت بتفكري في ايه....وايه الأسئلة اللي في رأسك دلوقتي....

بس أنا.....أنا مش عايز لا اتعبك ولا اصدعك معايا....أنا هتكلم في الموضوع على طول......

أنا عارف من أول مرة شوفتيني وانت مش حباني....لسبب او لأخر أنا معرفوش....ومحبتش أعرفه اصلا....لان دي حيااتك انت....وليكي الحق سواء أنك تحكيلي او لا....عيونك كانت فضحاكي....زي ما فضحتك وتحت....وكمان فضحاكي دلوقتي.....

رحمة بتنهيدة.::....أنا...أنا.

قاطعها سامي::: مش عايزك تبرري حاجة او تحكي حاجة....هو...انت فعلا بتحبيه؟؟؟؟

صدمت رحمة من ذاك السؤال الغير متوقع....غير متوقع منه هو....من خطيبها.....ابتلعت كل الأحرف وتبخرت جميع الكلمات التي كانت متواجدة في حلق رحمة....:: بحبه؟؟؟...الموضوع ان....مش اني با..... هو كل الحكاية ان....

فهم سامي إجابه سؤاله الواضحة جداً عليها بكل ذاك الارتباك فقاطعها....بصي يا رحمة....

من الواضح إنك متعرفيش تخبي اللي انت حساه او اللي عايزة تقوليه......من الواضح انه مش هو بس اللي بيحبك....انت كمان بتحبيه....

رحمة بتردد::هو.....هو بحبني؟؟؟

عاصم ببتسامه:: اه والله....تصدقي؟؟؟.... يبنتي دا ساب البلد كلها وسافر مخصوص عشانك....كل شوية بحبها يا سامي....مش عايز اتعبها ياسامي....مش عايز ازعلها ياسامي....قرفني بيكي.....بس والله ما كنت أعرف إنك انتي البنت اللي قلبه حبها.....ولا أعرف إنك بتحبيه.....

رحمة ببتسامه:: هوو....هو قال كده؟؟؟...انه بحبني؟؟؟؟...

طب...طب ليه سافر....هو السفر حل.؟؟؟؟...ما انا فضلت ادور عليه....قلبت الدنيا عليه....سفره

تعبني....كل دقيقه بتمني رجعوه....كل ثانيه بقول هيرجع.....ليه عمل كده؟؟؟

سامي بتنهيدة::: وهو كمان.....هو كمان اتبهدل في الغربة وداق المرار والعذاب....وهو كمان بيحبك ااااوووي....دا أول ما أسم رحمة أتقال قدامه انقلب كيانه وشكله وتفكيره من غير ما حتي يشوفك ولا يعرف إنك انتي.....لم أغمي عليكي من شوية جري عليكي وكأن الدنيا كلها راحت منه.....وهو كمان يا رحمة بحبك....وهو كمان بحبك....بحبك اووووي.

رحمة بتنهيدة::: وأنا.....أنا والله حبيته اووووي....بس دلوقتي....دلوقتي خلاص مبقاش ينفع.

سامي بعد فهم:: هو بحبك...وانت بتحبيه.....ليه معدش ينفع بقى؟؟؟؟.....ايه اللي يمنع!!!

نظرت رحمة لسامي بعين دامعه....ففهم سامي انه العقبة التي تحول الأمر....العقبة التي تحول بين قلبهم..

تنهد سامي ثم تحدث::: إحمممم....أنا هصلح كل حاجة...أنا هصلح الأمر....بس بشرط.

رحمة بلهفة:: شرط ايه....موافقة...موافقة على اي حاجة....

سامي ببتسامه:: دا كده مش عارفة بتحبيه ولا لا.....هااااا...المهم إنك تاخدي بالك منه....تاخدي بالك منه اووووي....دا أخويا اللي مليش غيره في الدنيا كلها.....هو بيحبك. بيحبك بغباء....فا خلي بالكم من بعض....

ابتسمت رحمة:: هو في قلبي قبل عيني...

سامي::  اذا كان كده ماشي.....يلا بقى قومي عشان الناس اللي بره دول....قومي يلا عشان في حاجة عايز اعملها دلوقتي...

رحمة: حاضر....

ثم اتجه سامي الي الباب ليغادر الغرفة....اوقفته رحمة قائلة...

رحمة.::: انت شخص طيب اووووي اوي...مش عارفة اقولك ايه والله بس...

تستحق أن يكون في حياتك شخصًا يحبك اوي... يحبك بطيبتك دي.... تستحق  حد في حياتك  ميقسيش عليك...ميزعلكش....تساهل حد في حياتك يشوفك نعمته الأولي والأخيرة بطيبة قلبك دي وجدعنتك.....تستحق في حياتك اللي يتحملك في فرحك وحزنك...تستحق اللي يثق فيك  ويكون دعمك وسندك......ربنا هيكرمك...هيكرمك والله بسبب طيبتك دي بي اللي يصون قلبك ويحفظه..   سامحني علي اللي هعمله دلوقتي......ثم اتجهت ناحيته مسرعة قبلت  جبينه وتراجعت مسرعة.....

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2763 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع