العريس المرفوض
أنا فتاة تربيت فى منزل عائلة والدتى بعد أن انفصلت عن والدي، وحاول اخوالى تربيتى بنوع من الحب والدفء والمودة، وعشت طفولة أجمل من التى كنت سأعيشها مع والدي، وبعد أن كبرت شعرت بالمسئولية الكبيرة تجاه نفسى فاجتهدت فى المذاكرة والتحصيل، وبعد أن أنهيت دراستى الجامعية، التحقت بالدراسات العليا، وحصلت على دورات تدريبية عديدة فى مجال تخصصي، وتقدم لى العديد من الشباب للزواج مني، فلم أشعر براحة لأى منهم. الى أن جاءنى شاب شعرت بارتياح شديد إليه من قبل أن أتحدث معه، وزاد تعلقى به بعد أن تجاذبنا أطراف الحديث، ووجدتنى على استعداد لانتظاره العمر كله، لكن أخوالى لم يسمحوا لى بالتفاهم معه، وظل على مدار عام كامل يرسل إليهم معارفه طالبا يدى لكنهم رفضوه، ولم أستطع إقناعهم بأننى أريده، وأخيرا تزوج بأخرى بعد أن أصابه اليأس من موقفهم المعاند له.. وأعيش الآن فى عذاب شديد لا أدرى كيف أتخلص منه، كما أننى حزينة من خالى وولى أمرى الذى أعتبره أكثر من أبي، وكنت أتمنى أن يشجعنى على الارتباط وأن يترك لى الحرية فى اختيار من أشاء دون قيود، فماذا أفعل؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لو أن خالك شرح لك أسباب رفضه العرسان واحدا تلو الآخر، وكانت أسبابه وجيهة، لكان لزاما عليك الامتثال لرؤيته بحكم خبرته فى
الحياة، ورؤيته المسألة برمتها من جوانب قد تكون خافية عليك، لكنك لم توضحى هذا الأمر وكتبت مشكلتك بصورة عامة تخلو من التفاصيل المهمة، ولا يعقل أن يربيك أخوالك ويهتموا بأمرك سنوات طويلة حتى صرت بنتا لهم ثم يضنون عليك بتزويجك، وكل ما فى الأمر ومع اعترافك بمعاملتهم الطيبة لك ورعايتك رعاية كاملة، أنهم يريدون لك عريسا مناسبا، تعيشين معه فى أمان واطمئنان، ولكى ترتاح نفسك تجاههم، فاتحيهم فى الأمر، خصوصا خالك الذى يتولى كل شئونك، وأعتقد أنه سوف يوضح لك ما خفى عليك.. فلا تتركى نفسك للهواجس، وأحسنى الظن بأخوالك، وسوف يطرق بابك من يوافقون عليه، وستجدين فيه الزوج المناسب حين يأذن الله.