arhery heros center logo v2

           من منصة تاميكوم 

آخر المواضيع

  • أنواع النكاح في الجاهلية | 21-07-2024
  • المطبات الجوية و أنواعها | 11-07-2024
  • أنواع و وظيفة المراقبين الجويين للطائرات | 26-06-2024
  • كيف يتفادى الطيار المُقاتل الصواريخ جو/جو ؟؟!! | 24-06-2024
  • الحب يروي الحياة .. قصص حب | 17-06-2024
  • الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفه؟ ! | 14-06-2024
  • معنى : "الآشيه معدن"  | 13-06-2024
  • الإعجاز في "فَالْتَقَمَهُ الحوت" .. و النظام الغذائي للحوت الأزرق | 21-05-2024
  • إعجاز (لنتوفينك) في القرآن .. هل هو صدفة ؟! | 19-05-2024
  • من قصيدة: شرايين تاجية | 15-05-2024
  • معجزة بصمة كل سورة في القرآن الكريم | 12-05-2024
  • كفكف دموعك وانسحب يا عنترة | 08-05-2024
  • الفارق بين الطيار المدني و الطيار الحربي | 02-05-2024
  • لماذا لا تسقط الطائرة أثناء الإقلاع ؟ | 21-04-2024
  • الجذور التاريخية لبعض الأطعمة المصرية....لقمة القاضي إنموذجاً | 25-03-2024
  • قصة مثل ... الكلاب تعوي والقافلة تسير | 25-03-2024
  • من هم الأساطير و من هو الأسطورة ؟ | 23-03-2024
  • قوانين العقل الباطن | 21-03-2024
  • نبذة عن مكابح الطائرة بوينج 787 | 20-03-2024
  • كيف تمنع ظهور محتوى اباحي و جنسي حساس 18+ على الفيسبوك بسهولة | 08-03-2024
  1. الرئيسية
  2. بريد الجمعة
  3. كاشفة الأسرار .. بريد الجمعة 14/2/2014

أتابع بابك الشهير باهتمام شديد، وأتأمل تجارب قرائك، واستخلص منها الدروس والعبر، وقد حان الوقت لأن أكتب إليك ملتمسا المشورة والنصيحة، فأنا شاب فى الثانية والثلاثين من عمرى، نشأت فى أسرة متوسطة، منغلقة على نفسها، ومتحابة ويجمعها الإيمان والاحترام، لأب مهندس، وأم تفرغت لتربيتنا أنا وأخوتى »ولدين وبنت واحدة«وترتيبى الثانى بينهم، ومضت حياتنا هادئة، ولم تعكر صرامة والدى وشخصيته القوية صفو حياتنا الدافئة بمشاعر المحبة والألفة.. وركزت والدتى جل اهتمامها فى مساعدتنا على استذكار دروسنا، وتخرج شقيقى فى الجامعة، وتخرجت بعده فى كلية مرموقة، وعملت بإحدى الجهات السيادية، وعايشت الدور الكبير الذى لعبته والدتى فى احتواء انفعالات أبى.. ومرت سنوات طويلة نعمنا فيها بالحب والراحة والطمأنينة، ثم كان الخبر الذى نزل علينا كالصاعقة، إذ أصيبت بوعكة صحية شديدة، وأجريت لها فحوصات عديدة أظهرت إصابتها بالمرض اللعين، ولم تتحمل آلامه المبرحة، فلقيت وجه ربها، ورحلت رمانة الميزان فى البيت، ولم نذق بعدها طعم السعادة، ولن أنسى لحظة توديعها إلى مثواها الأخير، ونحن منهارون تماما. فلقد أخذنا الجيران والمعارف فى ضيافتهم بضع ساعات فى محاولة للتسرية عنا، أما أبى فبكاها بحرقة وهو الرجل الصلب الذى لم يعرف البكاء طريقا إليه. ومنذ ذلك اليوم تبدلت أحواله تماما فتخلى عن صرامته معنا، وبدأ فى تدليلنا، وهنا اعتبرت نفسى مسئولا عن أخوتى، وأخترت هذه المهمة الثقيلة التى تفوق سنى، فكان هو »يدلعهم« وأنا »أقومهم«.. وفى ذكرى الأربعين أخذت إجازة من عملى بصعوبة بالغة، وذهب والدى وأخوتى إلى مسقط رأس الأسرة، أما أنا فمكثت فى البيت لاعداد الطعام إلى حين عودتهم، وأشعلت البوتاجاز ووضعت عليه آنية بها زيت. وانشغلت بتنظيف الحجرات، فحدث حريق فى المطبخ وأسرعت إلى إطفائه بمساعدة الجيران وأصبت فى يدى وساقى، وعاد والدى مسرعا، وعندما شاهد ماحدث لاحظت عليه الصمت التام، اذ لم ينطق بكلمة واحدة.. وكلما حاولت أن أفاتحه فيما يفكر.. يغير مثار الحديث ومرت عدة أسابيع، ثم أخبرنا بزواجه من سيدة فاضلة توسم فيها أن تكون أما لنا بعد رحيل والدتنا، والحق أننا وجدناها كذلك، وقد أدت دورها معنا على أكمل وجه خصوصا بالنسبة لأختى التى كانت فى الصف الثانى الاعدادى عند رحيل أمى.
وكنت وقتها قد بلغت سن الثانية والعشرين، ففكرت فى الزواج لكى أعف نفسى وأستر فتاة مسلمة، ويشهد الله على ماكان فى عقلى ووجدانى. إذ لم تكن لى أى تجارب عاطفية، وحدثت أعز أصدقائى وزميلى فى العمل فى شأنى، فعرض علىّ شقيقة زوجته التى كان قد عقد عليها قرانه ولم يتم زفافهما قائلا : إنها خريجة إحدى كليات القمة، ومرت بتجربة زواج فاشلة لم تستمر سوى ثلاثة أشهر من طبيب مسافر إلى دولة خليجية ويعانى متاعب صحية لا تؤهله للزواج لكنه أخفى عليها حقيقة مرضه، ولما اكتشفت ذلك أصرت على الطلاق، وعادت إلى مصر فى حالة نفسية سيئة.. هكذا أخبرته أسرتها، فتحمست لخطبتها لكى أعوضها عما فاتها، وزرت أهلها، وتقدمت إليهم طالبا يدها، وأخبرتهم بأننى سأعطيها حقوقها مثل شقيقتها بالضبط من مهر وشبكة ومؤخر صداق.. فعرض علىّ والدها الإسهام فى نفقات الزواج حيث إنه ثرى وعاش وعمل فى إحدى الدول العربية، كما أن ابنته لها تجربة زواج سابقة، فرفضت بشدة، وأقمنا فرحا جماعيا، أنا وهى، وصديقى وأختها، وحضر الأهل والأقارب هذا المشهد الجميل وعمت الفرحة بيوتنا بأسرتينا الصغيرتين، وراح كل منا يمنى نفسه بحياة هنيئة. ويبدو أننى كنت أبحث عن السراب، إذ سرعان ماتكشفت طباعها السيئة فهى مستفزة وعصبية وسريعة الغضب، بل ومتسلطة اللسان، ولما راجعت أباها فى تصرفاتها قال إن تجربتها السابقة هى التى أوصلتها إلى هذه الحال، وأننى قادر على احتوائها بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، ووجدتنى أتحمل ما لا يطيقه أحد من أجل أن تسير الحياة بنا، وأكرمنا الله بطفلة جميلة وبعدها بعام بطفلة أخرى، وصارت الاثنتان مصدر سعادتى وشقائى فى آن واحد فزوجتي تفتعل المشكلات طوال الوقت، ولا أعني بذلك ما يتعلق بنظافة المنزل أو الاهتمام بي، ولكني أتحدث عن زوجة تفضح أسرار بيتها، بين الاخرين وتحكي لوالدتها كل ما يدور بيننا بل إنها تسرق ما تطوله يداها من مال أو أوراق وتخفيها عند أهلها، زوجة لا أجدها عندما احتاج اليها.. زوجة حررت ضدي العديد من المحاضر والقضايا بتهم ملفقة ثم تعود وتعتذر، لا شىء إلا لأنها تريد ان تقطن فى شقة فاخرة بجانب أمها، فى الوقت الذي تقر فيه بأنه لا ينقصها أى مطلب، وتعترف أسرتها بذلك، زوجة تفضح زوجها في مكان عمله الحساس ووسط جيرانه، زوجة تكوي ابنتها الطفلة بالنار وتطردها خارج المنزل لمجرد انها تلهو وتلعب مثل كل الاطفال. زوجة أغلقت الباب فى وجه والدي ومنعته من دخول البيت، فأغمي عليه من شدة هذا الفعل القاسي بلا أسباب. لقد تحملت الكثير من المتاعب، وصفحت عنها مرارا، لكنها لا تكاد تستقر في بيتي، فكلما تحدثت معها فى لحظات الصفاء تعدني بألا تكرر أخطاءها ثم إذا بها تعاودها من جديد، ومن آخر ما فعلته انها اتصلت بي فى العمل، وأخذت تصرخ بصوت عال بأن ساقها انكسرت، فاستأذنت من مديري وعدت مسرعا فوجدتها سليمة معافاة لم تصب بأى مكروه.. ولما ناقشتها لماذا فعلت ذلك لم ترد، وفي مرة أخري اصيبت بحالة تشنج لمجرد ان شريحة الموبايل فقدت منها، وفي مرة ثالثة طلبت من صاحبة العمارة التي استأجر بها الشقة التي نعيش فيها بأن تطردنا حتي اضطر الي الحصول على الشقة الفاخرة التي تحلم بها، التي ترددها على مسامعي منذ سنوات. انها منذ ثلاثة أشهر فى منزل أسرتها، ومعها ابنتاي، وبدأت اسلوبا جديدا بتحريض طفلتي البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة ضدي، اذ تتصل بي وتعطيها الهاتف لكي تسبني بكلمة نابية، إلي هذا الحد وصل بها الأمر لكني لم اتخذ معها أى إجراء قانوني أو غير قانوني، ولا يشغلني الآن سوي ابنتي وتتراءى لي صورتاهما بعيدا عني، ولا أتخيل ان أدخل المنزل فلا أراهما، لقد فكرت كثيرا في تطليقها ونصحني الأهل والأقارب بالانفصال الذي لم يعد منه بد، لكني فقدت القدرة على التركيز ولا تفارقني مرارة الحلق علي ما حدث لي، وأجدني عاجزا عن اتخاذ القرار المناسب، وأخشي أن أكرر هذه التجربة المؤلمة، فبماذا تشير علي؟


ولكاتب هذه الرسالة أقول:
الوضع الذي تعيشه لا تستقيم معه الحياة، وكان هذا واضحا منذ إقدامك على الزواج من هذه السيدة، لكن لم تكن لديك خبرة ولا تجربة سابقة تساعدك على الفهم الصحيح لطبيعة زوجتك، ومعرفة الأسباب الحقيقية لتطليقها بعد ثلاثة أشهر فقط من زواجها، فمع انه من الوارد ان يكون زوجها السابق وهو طبيب مصابا بالعجز الذي تتعذر معه اقامة العلاقة الزوجية، الا ان طريقة روايتها لأسباب الطلاق ثم سلوكها معك فور دخولك بها يؤكدان انه طلقها لصفاتها البغيضة التي جعلته ينفر منها، ويؤثر السلامة بالانفصال عنها، ولم تجد وسيلة لتحسين موقفها أمامك فادعت عليه كذبا ما ليس فيه، ولأنك نقي السريرة صدقتها ثم كانت الحقيقة المرة التي كشفت عنها العشرة بعد الزواج من خصالها المذمومة. ولو أمهلت نفسك قليلا قبل الزفاف لتبينت طباعها، ولظهرت مثالبها، لكنك سارعت الي الارتباط بها من باب انها شقيقة خطيب صديقك، وفرحت بزواجكم الجماعي على حد تعبيرك.. ويبدو لي من وصفك تصرفاتها انها مريضة نفسيا، وربما تكون مفتونة بنفسها، وتري انها أفضل من حولها من النساء، ولذلك تتكبر عليك وتطالبك بما ليس في استطاعتك توفيره لها كالشقة الفاخرة التي تسيطر علي عقلها لدرجة انها تحرض مالكة العمالية التي تسكنون فيها علي طردك من الشقة ولم تفكر ان كان بإمكانك ان تشتري شقة أخري أو لا! إنه تفكير غريب حقا، وهناك كثيرات من مثيلاتها لا يعرف المرء لادعاءاتهن حدود،. ولا يشغل بالهن الا السيطرة على الزوج ولا سبيل إلي علاج هذه المشكلة إلا بإسدال الستار على هذه الصفحة من حياتك وبدء صفحة جديدة، صفحة الطاعة والانكسار الي صفحة العزيمة والمواجهة ووضع الأمور فى نصابها السليم .. واراك الآن قد أصقلتك هذه التجربة المريرة، فبعد الزواج السريع من سيدة مطلقة لا تعرف عنها شيئا، تخشي اتخاذ قرار يجانبه الصواب، وهذا هو عين العقل، وتحضرني عبارة بليغة للمفكر الراحل د.زكي نجيب محمود يقول فيها «إن العاجز في جانبه العقلي سريع الارادة نحو تنفيذ الأفكار التي يحسها واضحة، وهي علي كثير من الغموض، أما صاحب القدرة العقلية فالإرادة عنده بطيئة بين ان يعمل أو لا يعمل بناء على فكرة معينة ليس هو علي يقين من نتائجها».. بمعني انك عرفت الطريق الصحيح لعلاج مشكلاتك بالتأني في اتخاذ خطواتك المستقبلية وعدم التسرع كما فعلت من قبل. ويرتبط بهذا التأنى الصبر، فلقد روى البخاري ومسلم عند رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال «ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر» فاصبر على ما أصابك يؤجرك الله ويهديك الي الصواب، والصبر الذي أقصده هو ان تعطي نفسك مهلة كافية لبحث الأوضاع المتردية التي تسود علاقتك بزوجتك فى حضور أهلها وأهلك، عملا بقول الله تعالي «فإن خفتم شقاقا بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من أهلها إن يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما، وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته». ولتكن المصالحة هذه المرة هي الفرصة الأخيرة لمواصلة مشوار الحياة معا.. فإذا استقامت وعادت الي رشدها كان الذي أردت لكي تنشأ ابنتاكما في كنف أسرة مستقرة، وإذا ظلت علي اعوجاجها فلا مفر من الطلاق، ولا تخشي علي ابنتك شيئا، فمن حقك ان تراهما وتتواصل علاقتك بهما، فقانون الرؤية يكفل لك حقوقك فى متابعتهما و رعايتهما، وحينما تكبران سوف تعرفان الحقيقة.. فقط عليك ان تكون شجاعا قوي القلب ثابت النفس ولديك العزيمة والهمة على مواصلة نجاحك ولا تقنط ولا تيأس، وأحسن الظن بربك، وانتظر منه العطاء الوفير، وفقك الله وسدد خطاك.

لا تعليقات