مقالة 2 من 2 .
الحلقة المفقودة في موضوع تحول جنود البلطجية .. الى .. فوضوية .!.
اولا : هناك واقعة تاريخية ، مذكورة في أكثر من مرجع ، وهي انه في عصر محمد علي باشا حاكم مصر ، أقنع الطبيب الفرنسي كلوت بك ، محمد علي باشا، بتأسيس "مدرسة الطب" في أبي زعبل عام 1827،و تولى إدارتها، وكانت أول مدرسة طبية حديثة في مصر ، وكانت تضم بجانب مدرسة الطب مدرسة للصيدلة، ومدرسة لتخريج القابلات أي المولدات .
ولم يكن هناك إقبال من المواطنين المصريين ، لإرسال بناتهن إلى مدرسة المولدات ، فقام القائمين على إدارة المدرسة ، باستقدام بعض الأرامل و المطلقات وبعض التائبات اللاتي كن يعملن في تجارة ألهوي الحرام .!. ولم يكن هذا النشاط ممنوعا في ذلك الوقت .!.
وكان بعض القاطنين في المنطقة .. من ضعاف النفوس .. يقومون بمعاكسة طالبات المدرسة ، عند الذهاب و الرجوع من مكان إقامتهن .. إلى المدرسة .
وكان يقيم في منطقة ابو زعبل ، تشكيل من قوات البلطجية ، بدون عمل .. لعدم الاحتياج إليهم فتقرر أن يقومون بحراسة الطالبات أثناء الذهاب و الإياب من مدرسة التوليد .
وكل المراجع التي استعنا بها لم تذكر سوى أن اول دفعة من مدرسة التوليد ( القابلات ) ، قد فشلت ، وتم نقل مدرسة الطب إلى القصر العيني ، واستقدمت إدارة المدرسة ، مجموعة من الشابات الحبشيات ، وكن أول دفعة من مدرسة القابلات .
والحلقة المفقودة في موضوع تحول جنود البلطجية .. إلى .. فوضوية .!. هي حكاية شعبية سمعتها من احد أصدقائي نقلا عن ( جد ) احد الموسيقيين المعروفين في عصرنا ، وكان يقيم في هذه المنطقة في ذلك الوقت .
ولعل احد الباحثين يجدها في احد المراجع او في مذكرات شخص من ذلك العصر .!.
وهذه الحكاية الشعبية تذكر باختصار .. أن هؤلاء التائبات ( فرضا .!. ) ، لم تعجبهن الدراسة او الانتظام في مدرسة التوليد وأقنعن بعض جنود البلطجية .. بالعمل معهن في تجارة الحرام و حراستهن ، أي ان يعملون .. كقوادين .!. من اجل كسب المزيد من المال الحرام .
والواقع أن إجراء الاستعانة بجنود البلطجية لحراسة طالبات مدرسة التوليد .. كان أشبه بمن يستجير من الرمضاء .. بالنار .!.
وهكذا تحول الجندي البلطجي .. إلى .. فوضوي بلطجي .
وهذه الحكاية الشعبية تتسق مع الواقع ، وتفسر الحلقة المفقودة في انحراف البلطجية ، ولعل احد الباحثين ، يعثر عليها يوما ما ، في احد الكتب القديمة .
سامح فرج .
مؤلف معجم فرج للعامية المصرية .