( قيدوني، فقد أصابني جنون الشغف، وهو أصابه الملل والضجر منذ شهور، ولم يعد يحبني ،
لماذا وأنا كنت أريده أن يرحم ضعفي فقط ! ضعفي الذي أكره من كل قلبي .).
هو أخذ روحي وأفرغها في الخارج على الرصيف، انزلقت فيها وسقطت أرضا.
وبكيت على وسادتي إلى أن بللتها دموعي، ومسحت تلك الدموع عن خدي بغطائي:
ـ لماذا فعلت بي ذلك؟
حطمت آمالي ،
اتركني أصرخ أوجاعي لأقول لك: ( إنها كل ما أملك ).
لعلك تحبني من جديد وتصبح روحي .
قلت لي يوما إنك ستأخذ من السماء نجما لتهديه لي، وإنني سألاحظ يوما ما أن السماء فقدت كل نجومها، لأنك كنت تقتلعها من صفحة السماء يوما بعد يوم لكي تقدمها لي في الليل.
لكنني عندما نظرت من النافذة اليوم ، وعندما رأيت أنها مازالت مليئة بكل نجومها ولامعة كعادتها، تساءلت : ( ألا تحس أنت أيضا بهذا المذاق المر لشيء لم يكتمل ؟).
أحسست أن قلبي انكسر إلى ألف جزء داخل صدري ، عندما حطمت جمجمتك إلى ألف جزء أيضا، ووضعت أطرافك التي قمت بفصلها عن جسدك بكل صبر وأناة وهدوء في تلك الأكياس البلاستيكية التي كانت شاحنة القمامة والأزبال تأخذها كل صباح إلى مطرح النفايات .
إنني أشعر بالألم والسوء لكل كلمة قلتها لي وجرحتني ،ولن أنساها أبدا ؟
وعندما سألتك ، حطمتني إجابتك :
( ماذا كنت تنتظرين مني؟ )
وبقهقهتك البغيضة أكملت :
(أنت ليس لديك أية ذرة من كرامة أو كبرياء .)
أصبتني في مقتل ،
أخرستني ، لم أعد أعرف ما الذي يجب علي القيام به، ولا ما الذي يجب أن أشعر به .
تجمدت مشاعري، وتوقفت، كل كلماتك لم تفعل شيئا إلا أنها ملأت قلبي بمرارة قاتلة، وأسئلة كثيرة تكاد ترديني .
لكنني الآن بعد أن أنهيت أمرك، أعرف أنك معي دائما ولن تتجرأ على الإساءة إلي ، أو أن تؤذيني بأي شكل من الأشكال .
ما أعرفه أنني أحببتك ومازلت ، لكنك ستظل هناك وحدك فأنا لن أستطيع الطيران إليك، لأنك أنت من أحرق أجنحتي.