هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة غادة سيد
  5. قراءة نقدية في المجموعة القصصية ( نظرة وداع) للكاتب المبدع حسام أبوالعلا بعنوان..

 

 

حكايات الوداع وقرارات الفراق في المجموعة القصصية " نظرة وداع"

====

يمسك دفترا وأقلاما 

يدون لحظات الوداع 

يحصي أسباب الفراق.

تنادية العبرات من خلف المُقَل: 

أقبل.. ها هي أسراري..

ستبرح مكامنها إلى أفقك الواسع.

لازال يدون بقلمه المطيع،

لا يبوح بالسر إلا لدفتره الأنيق.

 

هكذا رأيته؛ الكاتب والصحفي حسام أبو العلا وهو يتجول بين حكاياته؛ ينتقل من حكاية إلى أخرى في مجموعته القصصية المميزة (نظرة وداع ).

 

بغلاف لأنثى تحمل نظرتها معنى الوداع. لكنها ليست انثى بشرية بل هي صورة لرمزية الحياة.

 

في مائة وعشرين صفحة تعرض لنا إحدى وثلاثين حكاية مختلفة الطول لكنها تتشابه كثيرا في مضمونها.. 

 

 يجمع بعض حكاياته الجحود وعدم التقدير، وقرارات الوداع المفاجئة والنهائية وإن اختلفت الأحداث والأسباب، 

فليس غريبا أن يكون الإهداء للأب الذي رحل عنه ولم يرحل منه أو إلى من طعنته برحمتها برحيلها.

 

يرصد أدمعا فرت وجفت في شموخ في طريقها إلى وجنات ألهبتها حرارة الفقد والخذلان وأثر في تعداد نبضاتها صراع أو تلاعب من نفوس لم تفهم حقيقة الوفاء ولا صدق المشاعر. 

 يكشف إدعاءات زائفة. يضع أصحابها أمام انعكاس داخلهم العميق مهما كان للقناع بريق.

 

تتكشف له على السطح؛ صراعات عميقة بين أم اقتاتت على ذكريات حلوة لتقوى بها على حمل أمانة الإبنة وتربيتها، لكن هزمتها الأنثى بداخلها للحظات. فما كان منها إلا أن تخلصت مما يوقظ تلك الانثى لتبقيها منومة، مغمضة العينين والمشاعر ما بقي لها من حياة؛ كما في ( وردة حمراء).

 

في ( عرض سخي) تطل عليك الخيانة من خلف الصداقة والعطاء. 

لم أتعاطف مع البطل في قصة ( إبليس) فلِم إهانته لها؟ فلو كان حبا وانتهي من طرفها فلينتهِ معه كل شيء؛ فالمحب لايقو على إهانة من أحب. ولو لم يكن حبا فالأمر لايستحق ما في الإهانة من عناء. 

تتعلم أن التردد والتخاذل قد يفقدك أغلى أمانيك مهما

كنت قادرا على تحقيقها كما في (رسالة المساء). 

 

وفي قصة (ماسة) يلعب الميراث دورا في خلق الضغائن التي تنتقل من جيل إلى جيل يكتوون بنارها حتى تفقدهم حياتهم. فهل يصبح الموت يوما واعظا؟

شغلني سؤال عادل لنفسه في (علبة قطيفة): إذا التقى حزنان فهل يصيران حزنا واحدا؟ أم يتنافران لأن الأشياء المتشابهة تتنافر؟

وفي (دفء العمر) نجح الأبناء فيما فشل فيه الآباء فكانوا وصلا لحب لم ينقطع مهما انقطعت السبل.

القصص وما تحمله من مواجع وشجون ولحظات تقطر وجدا وسهدا وأحيانا خيبات ونكسات؛ وما تبثه من جو كئيب يخيم على سماء القارئ فيشقيه لشقاء شخوص تعاطف معها أو انهزم أمام إحباطاتها أو بالغ في حنقه على سوء ألمَّ بشخصيات أصحابها ؛ فيزيد قلبه انكسارا؛ إلا أنه نجح في أواخر قصصه أن يبث روح الدعابة والقفشات التي لا تخلو من عمق وإسقاطات كما في (البرواز) فقد يمثل الأب كل مسؤول يتخفى خلف قناع الحكمة والرشد ولكنه في النهاية سيسقط وينكشف وإن ظل في أعين البعض قديسا. و(الباشوات) التي تحدثنا عن مفارقات الصورة والواقع عندما تفرض عليك مكانتك أن تظهر بصورة ترهقك لمخالفتها الشديدة لواقعك ومايزيد من صعوبة ذلك إن كانت تتعلق بالمظاهر والمادة. وفي ( خطة حرب) حيث انتصرت القطط على مكر النساء والفوز بقطع الدجاج في صورة هزلية باسمة.

واختتمها بقصة ( ساندوتش وحاجة ساقعة) ليكون عودا على بدء وحديث عن الأم والأب في مشهد بسيط لكنه عميق بعمق ما يبثه من أمان واستقرار نفسي في قلوب الأبناء تجاه أبائهم.

في لُحمة بديعة ونسيج مترابط جعل من مجموعة القصص الإحدى والثلاثين؛ قصة واحدة يعيشها بكل جوارحه من يمسك بدفتره وأقلامه.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

3976 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع