منذ أيام و في يوم حاراً شديد الحرارة إضطررت للذهاب إلى شارع أحمد سعيد و هو شارع يربط بين شارع الجيش و شارع رمسيس و شهير ببيع قطع الغيار للسيارات ، و ذلك لقضاء بعض شئون سيارتي العزيزة ، و لما كان الشارع مزدحماً ، و هناك صعوبة في ركن السيارة ، نزل إبني ( شُعيب ) لقضاء شأن السيارة و جلست أنا على المقود مستعداً لتحريك السيارة عند اللزوم ، و لما كان اليوم حاراً فقد كنت أشعر بعطشٍ شديد ، ولم أجد حولي محلاً يبيع ماءً أو ما شابه من العصير ، فأغلب المحلات هنا تبيع قطع الغيار ، و بينما أنا على هذا الحال من العطش الشديد ( و أنا أقول لنفسي صبرٌ جميلا ) إذا برجل يرتدي قميص و بنطالون ( و ليس جلباب ) و ذو لحية بيضاء قريب من سني أو يزيد ، يأتيني بزجاجة من المياه المثلجة و يقول لي : أشعر أنك عطشان فتفضل و اشرب الزجاجة و سأتيك بمثلها مرة آخرى ، فأصابني حرج شديد فهو ليس متسولاً لأعطيه بعض المال عندما أنتهي من الشرب و لكنه صاحب أحد المحلات بالمنطقة ( ثري) و ترددت في أخذ الزجاجة و أنا أشكره و أكاد أقع في الكذب و أقول له : لست عطشان ( و لكني خفت الله ) ، وألح عليا فأخذت الزجاجة و شربت نصفها ، و هو ينتظرني حتى أفرغ ، و لكنه رفض أخذ الزجاجة و قال : أكمل فأنت ما زلت عطشان ، و ظل منتظراً حتى أنهيت شرب الزجاجة .ثم أخذ الزجاجة الفارغة و عرض على ملءها مرة آخرى فشكرته ، فإنصرف إلى محله . و تعجبت من الله كيف يخلق مثل هذه القلوب
هل رأيتم قلباً مثل هذا القلب ؟؟
تحياتي
مهندس / نبيل محمدي