اخشى أن يأتي ذلك اليوم الذي يصعد فيه الأئمة منابرهم، وهم يصحبون معهم أنغام الموسيقى التي تستحضر عاطفة الناس وتؤثر على مهجهم وتسحر أرواحهم.
أو أن تقرر وزارة الأوقاف يوما ما، أن تلقى خطبة الجمعة مع عزف موسيقى عبر آلات تصاحب الميكرفون ومذياع المسجد.!
كانت هذه الخاطرة الشاذة والتصوير الغريب، إثر ما أسمعه من المقاطع الدينية لبعض الشيوخ الذين يتكلمون في الدين وخاصة ذلك الداعية الذي ظهر حديثا باسم الشيخ- جابر البغدادي، الرجل صوفي وتُبث له مقاطع صوتية يتحدث فيها حديثا عاطفيا، عن محبة النبي والارتقاء الخلقي الذي يستهوي كل مسلم يحب الله.
الشيخ صوفي يلعب على وتر العواطف، وينطق بالأحاديث الضعيفة والموضوعة أحيانا، كما ينطق بعبارات تخمش سلامة العقيدة، والحديث عن الله سبحانه بما لا يليق بجنابه.
لكن دعنا من هذا كله، فليس هو مجال الخاطرة، فإني أرى أن الموسيقى اليوم، قد أصبح البعض يتخذها سبيلا من سبل الهداية، والرجوع إلى الله، ولو أنك جربت الاستماع لهذا الشيخ مجردا من سحر الموسيقى ولو دينية، لفتر استماعك إليه.
إن الشيوخ الربانيين، يمنحهم الله تعالى هيبة الهداية في قلوب المستمعين.. تتنزل عليك سحب اليقين، وتغمر كيانك هبات الإيمان، من مجرد النظر إليهم.. ناهيك عن الحديث.
لون من الوان البدعة يستخدم في تجميل وتزيين الأحاديث الربانية، والتي تسوق المتدرب عليها ومدمنها فيما بعد للاكتفاء في استحضار مشاعر الخشوع والهداية، بسماع السيمفونيات، وألحان الموسيقى الدينية، لنعرض عن الهدى والعلم واليقين الذي يؤخذ بالتلقي.
أسلوب جديد في التسويق لشيوخ يراد لهم أن يتصدر وا المشهد، ليفسدوا عقائد الناس ويرمون بهم في أعماق بحار تصادم العقيدة الصحيحة.