هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د حنان طنطاوي
  5. تأملات وراء الكاميرا؛ منى زكي ومشهد من سهر الليالي.

صادفت ضمن منشورات الأصدقاء، مشهد من فيلم "سهر الليالي"، المشهد اللي فيه "بيري" بتواجه جوزها " خالد" بخيانته ليها، وإنها كانت عارفة كل حاجة بالأسماء والتواريخ والتفاصيل، لكن كانت كل مرة بتراهن على إنها هيّ حبه الحقيقي، الزوج في المشهد ما أنكرش، وحاول يعمل كل حاجة بعد كده عشان يستعيد حبها وثقتها، جسد دور "بيري" الفنانة "منى زكي"، وقام "فتحي عبد الوهاب" بدور "خالد"، والفيلم من تأليف "تامر حبيب" وإخراج "هاني خليفة".

 

 برغم إن الحالة اللي فيه بعيدة عني نفسيا، وعن اللي شاغلني أكتر في الفترة دي من حياتي، بس ما أنكرش إنه استوقفني وحرك عندي أفكار وتساؤلات كتير، وخلاني حابة أكتب شوية فضفضة.

 

اللي شدني للمشهد مش بس الصدق والتمكن اللي في أداء "منى زكي" في الدور ده، واللي -في رأيي- يعتبر ولادة حقيقية ليها كممثلة وفنانة، أدوار ممكن تتخلد، بعيدا عن دور البنوتة الكيوت الأمورة، اللي ممكن تتصدر الأفيش كام سنة وبس، ولا حركني أكتب عنه موهبة "تامر حبيب" في الكتابة، برغم إنه الحقيقة هو في الفيلم ده ماكنش بيكتب قصة وحوار، ده كان ماسك إبرة وبيخيط أعصاب وشرايين المشاعر والكلام، ومن الجدير بالذكر إن الفيلم ده كان أول سيناريو ليه، وعمل فيه طفرة فنية، ويعتبر نقطة تحول في المسار الحديث للسينما المصرية، وخلا الكتاب الشباب يلتفتوا للعلاقات الإنسانية والعاطفية ويكتبوا عنها بصدق، بعد ما كنا اتهرينا أفلام قتل ومخدرات! 

 

اللي خلاني أكتر عايزة أكتب عن المشهد ده، هو الحالة الإنسانية اللي فيه، حالة البنت أو السيدة، اللي بتغرس بذورها وهي مدية الأمان لصاحب الأرض، إنه هيسقيها ويراعيها معاها، قيقوم يدهس كل ورودها، أو يسيبها لغاية ماتيبس وتتفتت.

 

الست اللي بتعيش الحالة دي، بتفضل قادرة تكمل في المسلسل التراجيدي ده، وهيّ عارفة إن هتيجي لحظة والكهرباء هتقطع، والشاشة هتضلم، بس مش عارفة إمتى؟ وعشان كده بتأجل المواجهة على أد ما تقدر، وبتراهن أو بتصبر نفسها بمكانتها، إنها برغم كل القسوة دي، بس هيّ برضه الأهم، ووقت الجد، هتبقى هيّ أولى أولوياته، وهينصفها على ضعفه، أو غباءه، بتصبر نفسها إنها شريكة حياة، والشريك لازم يقبل، ويصبر، ويسامح، ويحاول يغير بالراحة، مرة باللين، مرة بلفت النظر، ومرة هيفقد أعصابه لإنه بني آدم.

 

بس بتيجي لحظة الصدمة، وتتفاجئ إن كل الصبر ده.. أونطة! بتضحك بيه على نفسها، قبل ما تكون بتضحك عليه، وخاصة لما تتأكد إنها مش أولى أولوياته ولا حاجة، وإن في عز احتياجها ليه، ضعفه، ولهوه هوّ اللي كسب زي كل مرة ومالقتهوش جنبها!

 

المشهد ده، "بيري" بتواجه "خالد" مش بعد خيانة مباشرة ليه، بالعكس، دي بتواجهه بعد رجوعهم من عيد ميلاد بنتهم، ولإنه برضه ماكنش مركز، وبيهرج بنفس استهتاره، ففاض بيها، وقررت تهد المعبد.

 

هو بالضبط كده، معبد، معبد مليان أصنام من التعلق، أصنام المظاهر، أصنام منطقة الراحة اللي معرفتش غيرها، أصنام الخوف من التغيير، والفقد.

 

 عشان كده بقول إن قيمة الصبر للأسف كتير بتكون كدبة بنزوق بيها خوفنا وتعلقنا، ونادر جدا لما بيكون الصبر والتأني قبل المواجهة، اختيار حر وواعي.

 

 يمكن في الفيلم ده، المؤلف انتصر برضه للتعلق في الآخر، مع إني بشكل شخصي كنت أفضل ينتصر للحقيقة والقيمة.

 

الحقيقة -بالنسبة لي- إن إحنا ممكن نستمر في المسلسل البايخ ده، اللي بنلغوش بيه على خوفنا، لغاية لحظة معينة بيبقى ماعادش فيه حيل للغوشة، مهما كان الخوف كبير، الحل هنا هيكون حاجة من الاتنين يا الواحد يخسر ملامحه وروحه، ويبقى مسخ، يا ينتصر لنفسه ويواجه وينفد باللي باقي في عمره.

 

فيه بقى اللي بيرجع يحن، لإن بالتأكيد مفيش علاقة كلها جهنم، أكيد كان فيه ذكريات حلوة، والأهم بيكون فيه خوف (تاني خوف???? واخدينلي بالكم ????)

بس الخوف هنا من الخسارة، خوف من إن الشريك هيبقى حر بقى، ويعيش حياته زي ما هو حاسس، بره سيطرة الوعد والعهد والارتباط.

 

هنا بقى التمثيلية لما بتكمل بتبقى بايخة قوي، قوي...ده بقى مش حب في الزنزانة، ده بيبقى زنزانة حبنا، والفرق كبير قوي والله ????، لإن الحب طاقة تحرير، مهما كانت القيود والضوابط، هوا بيهونها، لكن لما يكون الحب (أو اللي بنسميه حب) هنا هوا القيد، يبقى شكرا، نتقابل في التربة الجاية ????

 

   أعرف كتير باقيين على بعض، نتيجة خوفهم إن حد تاني ياخد مكانهم، حتى لو مش بالضرورة شايفين إن مكانهم أملة قوي، بس أهو بقى، بين امتلاك الحب، وحب الامتلاك، أعمااااار كاملة بتضيع، وأرواح بتموت ألف مرة في كل لحظة.

 

مفيش شراكة بتدوم وتكون حقيقية من غير صدق، واحترام وثقة، واستعداد للبذل، أي نوع من الشراكات كده، وبالأخص بقى شراكة أغلى ما نملك وهو قلوبنا ومشاعرنا.

 

طيب الواحد يعمل إيه لما يكون مكسور، وعارف إن اللي اتكسر ما بيتصلحش، بس هوّ متلخبط بين الخوف، والحنين، وساعات يضعف ويفكر يكمل رغم كل اللي حصل؟

 

 الضعف هينتصر لو الإنسان كان حاسس إنه هوا أصلا معملش لسه كل حاجة كان لازم بيعملها، ولسه فيه حاجة ممكن يقدمها للعلاقة دي، وجايز فعلا تفرق، إنما لو كان بالفعل قدم كل اللي كان يقدر عليه والنتيجة كانت مخزية، عمر ضعفه ما هيغلبه، لإنه ببساطة هيقول لنفسه إذا كنت في عز نضارة مشاعري مفلحتش، هافلح بعد كل الذبول ده؟

 

ممكن حد هنا يقول طيب ماذا لو كنت أنا الطرف اللي استسهل، واتعامل إن المشاعر دي حق مكتسب، وزي الخاتم في صباعي، وفي أي لحظة هاعرف أرجع كل حاجة، بس بوووووم باحاول ومفيش حاجة بترجع، مش عايز أصدق، ولا قادر أستوعب إنه خلاص بخ، وعمال بقى أجيب شماعات، مرة أصل أنا غلطت والطرف التاني بيعاقبني، مرة أصل أنا قصرت، وهوا حقه يبهدلني، ودوامة بتسحب الواحد بلا طائل.

 

الصراحة هنا حلوة، ببساطة كده: لا يا فندم والله مفيش الكلام ده، الموضوع خلص لإنه خلص، وبس.

 

 الناس لو بتقيم للإنسانية اعتبار زي ما بتركز مع نرجسيتها، هيتعلموا يعتقوا بعض، ماحدش هيفضل معشم حد على الفاضي، وما حدش هيفضل مشعلق نفسه ع الفاضي، ومهما كان الوجع مصيره يخلص، لكن النزيف اللي لابيقف، ولا بيقتل ده، موت لحظي لكل القصص الحقيقية اللي ممكن تتولد، ووالله والله، مفيش مانع إن الناس كلها تعيش بسلام، ويتمنوا لبعض الخير، وده الأصل عند كل المجتمعات المتقدمة، والمفترض إنه كان الأصل في المسلمين الأوائل.

 

طيب مشينا لقدام، وتخطينا الوجع، والحيرة، حلو جدا، ممكن نكون مقررين إن إحنا مش عايزين خيبة تاني، وعايزين ناخد هدنة طويلة من أي لخبطة عاطفية، وده الصح والمنطقي، بس مفيش للأسف في المشاعر دايما صح أو منطقي، جايز يحصل إن الواحد يصادف طاقة للنور، تخليه شايف فيها المعاني اللي كان نفسه يشوفها قبل كده، ومانجحش، وهنا -بتهيألي- لازم يقف وقبل ما يتدلق، لازم يجاوب على الأسئلة دي:

 

▪بتعمل كده عشان تنتقم من العلاقة اللي خذلتك؟ أو بتغيظ الشخص اللي معرفش قيمتك؟

 

لو لا، كمل السؤال اللي بعده، لو آه، إركن هنا بقى، وكفاية خيبة، وركز في شغلك وحياتك.

 

▪بتعمل كده عشان الشخصية اللي صادفتها وااااو (بصوت عيلة ونيس) ، وامتيازاتها واااااو؟ 

 

لو لا، كمل، لو أيوة، إركن لو سمحت، لإن كل وااااااو -والله العظيم وربنا المعبود- فيه (الأوّوّوووو) منه!????

 

▪بتعمل كده عشان حاسس إن الشخص ده بيديك طاقة وشحنة للسعادة والتفاؤل، و حاسس بسبب وجوده إنك عايز تكون أفضل، ولإن وجوده بيضيف معانى أعمق للحياة وبيلهمك، وبيخليك عايز تنتج، وتقوم بواجباتك الأساسية، -اللي هتتسئل عنها- بشكل أحسن، وبتعملها وإنت أهدى، وأكثر اطمئنانا؟

 

لو لا، إركن بقى مش طالبة دوشة وزحمة ع الفاضي، لو أيوة، أهلا بيك في نوعية أتقل من التساؤلات:

 

▪ياترى فيك حيل تاني لمغامرة قاسية كده؟ وتحمل نتائجها أيا كانت؟

 

▪يا ترى إنت جاهز؟ وطبيعي هتسأل نفسك: هل أنا جدير بالمشاعر دي؟ هل هيّ من حقي وأستاهلها؟

 

▪هل ده وقت مناسب؟ هل أنا شخص مناسب؟ هل هوّ شخص مناسب؟ 

 

أسئلة مش هتبطل، والقلق بيكون بقدر البهجة، خاصة لو كنت بني آدم بتقدر المشاعر الحقيقية، والإخلاص، والحقوق، والواجبات، ومش بتتعامل مع شراكة المشاعر نفس معاملة اللب والفول السوداني.

 

 والحقيقة الصعبة إن مفيش إجابات واضحة، ولا محددة على الأسئلة دي هتيجي من غير خوض للتجربة، ومن غير وعي، وتأني قبل الانتقال من خطوة لخطوة، وصبر قبل تطوير العلاقة، ومن غير كمان ما نكون اتعلمنا من كل اللي مرينا بيه في الحياة.

 

اللي ما اتعلمش من تجاربه، إن الحب الحقيقي هو الله، وإن مفيش أي شراكة في الدنيا بتنتصر فيها المشاعر من غير ما تشف من نور ربنا، يبقى لسه بدري عليه. 

 

اللي ما اتعلمش إن الحب مش تنهيدة، وتسبيلة، و... ، وإن الحب اللي بجد هوّ اللي بيخلق فينا طاقة للإبداع، والبنا، والتعمير، يبقى ما اتعلمش حاجة أصلا.

 

والأهم بقى اللي ما مفهمش على رأي "العلوي الأصبهاني" إن ما الحب إلا للحبيب الآخر، يبقى عايز لسه يفهم كتير، طبيعي نحن لذكرياتنا الحلوة، بس مش طبيعي نجمد روحنا عندها، مفيش حاجة اسمها أصلا حب أخير وحب أول وحب أول مكرر، الحب لو إديته رقم، أو سبب، أو تصنيف يبقى اسمه أي حاجة غير الحب، الحب هوّ الحب، بس كده.

كتابة بتاريخ مايو 2020

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2991 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع