عندما انظر فى المرآة...تتعرى حقيقتى...التى لطالما حاولتُ الهرب منها دون جدوى...تلك الفتاة التى تُشبهنى فى المرآة ليست أنا..لقد جَعلت حياتى جحيماً ودمرَتهَا...اصبح الجميع يخشى حتى النظر إلى وجهى...لم أقم بفعل مايقولونَهُ حقاً...يقولون بأننى قمتُ بطعن أختى الصُغرى لِغيرَتى منها وتفضيل أمى لها دائماً علىَّ ومعاملتها لها بشكلٍ أفضل...نعم أعترف أننى لطالما تضايقتُ من معاملة أمى لى ببرود ومعاملتها لأختى الصغرى بحب حتى أننى أحياناً كُنتُ أشعرُ أنَّ أُمى تكرَهُنى ولكِنها كانت تُبرِرُ ذلك بأن أختى مازالت صغيرة وتحتاج للدلال كما كنتُ فى صغرى ولكن لماذا لاأتذكر أننى عُمِلتُ هكذا فى صغرى؟!! أتذكرُ فقط كيف كان أبى يُغلق علىَّ غرفة القبو المُظلمة المليئة بالفئران حتى يُعاقبُنى على لَعِبى فى الشارع وأتذكرُ أيضاً أننى لطالما استغثتُ بأمى ولكنها كانت تنظر لى بحزن دون أن تفعل شئ،لطالما تمنيتُ موت أبى وكَرِهتُ أمى ولكننى لم أُفكر يوماً بأذيةِ أختى فهى أختى فى نهاية المطاف،لاأعلم كيف يتهمُونَنى بذلك تلك الفتاة فى المرآة تقولُ لى بأننى هى وأنا نفسُ الشخص وأنها تُساعدُنى على الإنتقام مما حدث لى فى طفولتى.تُحاول أن تجعلنى مجرمة...تلك الفتاة لاتحمل أى ذرة رحمة بداخلها وأنا على النقيضِ تماماً...فكيف لنا أن نكون متشابهان..لاأعلم، أعلمُ شيئاً واحداً أنه فى أحيانٍ كثيرة أفقدُ وعيى واستيقظ لأرى نفسى فى أماكن لاأدرى عنها شئ...ولاأعرف كيف أتيتُ إليها...حتى أننى استيقظتُ بالأمس لأجد نفسى أمام جسد أختى الصغيرة والدماء تملأُ يدى...كيف يُعقلُ ذلك...لاأعرف ماذا يحدثُ معى حقاً...ولكننى لستُ بخير.....تلك الفتاة فى المرآة تُحَوِلُنى لِوحشاً...ولاأعرِفُ سبيلاً للهرب.صَدِقُونى..