عندما لا تتمكنى من قراءة هذا بعد ذلك فأعلمى أنَكِ فى دار الحق تُسألين.
من سيقرأ هذا أُناسٌ آخرين غيرك بعضهم قد كُنتِ تعرفينهم والبعض الآخر فلا...البعض سيُصدم والآخر سيتقبل الأمر وسيقولون جميعاً "إنَّ لِله وإنَّ إليهِ راجعون" هذا حقيقة جميعُنا سنعود إلى خالقِنا ولكِنَكِ سَبقتينا إلى هُناك...لا أعلم عِند أى عُمرٍ ستَمُوتين هل ستموتين وأنتِ صغيرة فى عشريناتِك أم عندما تَبلُغين الثلاثين....لا أعرف ذلك إنما العِلمُ عِندَ الله...ولَكِنَ الشئ الوحيد الذى أعرِفهُ يقيناً أنه قد قامت قيامَتِك مُنذُ مُدَة....فَمن ماتَ قامت قيامَتُه....هل تَشعُرين بالوَحشة والخوف فى القبر أم أَنَّكِ تَشعُرين بالسعادة لِمُغادَرَتِك هذه الحياة المُزيفة والفانية.....هل الموت بالشئ اليسير....هل عندما جاءَكِ عزرائيل كُنتِ جاهزة لِإستقبالُه فاتِحةً ذراعيكِ على مِصرَعيهما مُتلَهفَةً ليقبض رُوحِك بسعادةٍ عارمة أم كُنتِ تَرتعِدينَ خوفاً وتنحسرين من شدةِ ألمِ خُرُوجِ الرُوح......هل عندما تم غُسلِك مَرَ الأمر بسلاسةٍ وقد كُنتِ تُشعينَّ نُوراً أم أنَهُ لا أحد كان يُريد أن يتولى هذه المُهمةُ الشاقة....هل عندما تم تَكفينَكِ وحَمل نَعشَكِ كُنتِ تسبقينهم مُسرِعَةً نحو القبر من الخِفَة أم أنَّهُ كان عَصياً أن يُحمَل....هل وَقت دَفنِك وَوقتَ صلاةِ جنازَتِك حَضرَ الكثير أم القليل أم لم يحضر أحد....من المُؤكد أنهُ هناك من سيبكُونَكِ...مِن أصدقائك المُقربين وأهلِك....سيَعُم الحُزن فَترَةً على أصدقائك قد تكون هذه الفترة أسبوعاً أو رُبما شَهراً لا أكثر أما أَهلِك سيبكُونَكِ فترةً أطول قد تصل لِعام....وبعد ذلك ستتوقف الدموع وسيقل الحُزن تدريجياً حتى يختفى وسيحل مَحلُه الذكرى....قد تأتين على بالِ أىٍ منهم عندما يُذكر موقف قد يُذكِرَهُم بِكِ وسيتأثرون قليلاً ثم سيدعون لَكِ بالرَحمة وسيقرأون لِرَوحَكِ الفاتحة......وستمضي الحياة وَوسطَ ضجيج العالم وكثرة المسؤوليات سَتُنسي....من المُؤكد أنَكِ لَستِ حزينة بمعرفةِ ذلك...فلقد كُنتِ تعلمين مُسبقاً أنَّ الحياة لا تَقِف من أجل أحد وتستمر.....جميعاً كُنَّا ضيوفاً فيها وكُلاً مِنا سيرحل فى مَوعِده المُحَدد....ولكِن السؤال الأهم الآن هل أنتِ مُستَعِدة لِكُلِ ذلك هل عَملتِ لِهذا اليوم؟!....وكيف سيتذَكرُكِ الناس عند مَوتِك؟!...هل بالخير أم بالسُوء؟!....هل تَركتِ أى أثرٍ طيبٍ لِنفسِك فى هذه الدُنيا قبل الرحيل....هل فِدتِ أى إنسان بأى شئ أم كما جئتِ كما رَحَلتِ؟!!.... هل جَهزتِ قبرِك ياكُنوز وكَتبتِ عليه اسمِك وذهبتِ لِزيارَتُه قبل مَوتِك أم لا؟!!....هل تَرحَمتِ على رُوحِك أم مازِلتِ لم تفعلي؟!!.....أتمنى عندما يأتي هذا اليوم وهو قريبٌ جداً وليس بِبَعيد أن تَكُونين سعيدة فى قَبرِك وأن يَكُونَ مليئاً بالنُور وصاحِبَكِ الدائم والحق والحقيقى "القُرءان" بجانِبك يَرُد على مَلائكة القبر ويُجيبَهم على أسئلتهم عندما يسألونَكِ مَن رَبِك: الله....من نَبيك:مُحمد صلى الله عليه وسلم...مادِينِك:دينَ الحق الإسلام......وَقتها فقط سأطمئن أنَكِ قد نجحتِ فى الاختبار وأصبحتِ ممَن قال فيهم الله سُبحانَهُ وتعالى"ياأيتُها النفس المُطمئنة ارجعي إلى رَبِكِ راضيةً مَرضية فأدخُلي في عبادي وأدخُلي جَنَتي".......اللهم آمين.....لا تنسوا قراءة الفاتحة على رُوح المَرحومة بإذن الله كنوز صلاح.