هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة كنوز صلاح
  5. موعد مع القِطار

على إحدى مقاعد الرصيف الأول لمحطةِ القطار الذاهب من القاهرة إلى أسوان كان يجلس وينتظر موعد قدوم قطارُه...وهو شارد بين النظر فى ساعةِ يَدُه وبين النظر فى الجريدة الصباحية....دَنَت هى لتجلس بجانِبُه....لم يلتفت لها فى بادئ الأمر ولكن صوت رنة خُلخالِها لَفتَت إنتباهُه عندما أقتربت منه....قامت بسؤالُه مستفهمة هل هذا الرصيف الذى سيأتى عليه القطار الذاهب إلى أسوان....أجاب بنعم وهو ينظُر إليها هذه المرة يتأمل ملامح تلك الحسناء صاحبة البشرة الحنطية ذات الشعر الأسود الغجرى صاحبة الخُلخال الرَنان والحنة الحمراء التى تصتبغ بها يداها وكُعوبِ أرجُلِها...التى جاءت لا يعرف من أين وتجلس بجانبه...طوال حياتُه الأربعين لم يرى فى مِثلِ حُسنِها.....قاطع الصمت السائد بينهما صوت فتاة صغيرة تبيع الورود....قائلة لَهَ أشترى وَرد لحبيبتك أو زوجَتَك ياأستاذ....الورد لِلوَرد يابيه....لم يَرُدَها خائبة وقام بشراء جميع الورد منها ثم قام بالنظر لتلك الحسناء بجانبه قائلاً....هل تقبلين أيتُها الزهرة بذلك الورد الذابل بجانب حُسنَكِ...ابتسمت ابتسامة واسعة مَمزوجة بِخَجَلٍ أُنثَوى يطغى على جمالِها باللون الأحمر....قابلة تلك الهدية....وشاكرة لَهُ على لُطفِه....قام بتعريف نَفسُه...قَيس....أربعون عاماً...طبيب أطفال...ذاهب لأسوان لِلمُساهمة فى القافلة الطبية للكشف على أطفالِ أسوان....أما هى أكتفت بقول اسمها ليلى وعُمرَها خمسة وثلاثين عاماً ولم تَقُل شيئاً بعدَها....لم يُرِد أن يخوض فى تفاصيلٍ خاصة مادامت لا ترغب فى قولِها... ولكنَهُ أراد أن يُلَطِفَ الأجواء بقوله:لم أتوقع أنا أقابل نصفى الآخر ومحبوبَةُ قيسٍ ليلى....أنا مَجنُونَكِ ياليلى.....لم تَرُد على ماقاله فقط أكتفت بإبتسامةٍ مُقتضبة ولم تنبس ببنت شَفه......تَدَاركَ الأمر سريعاً وقام بالإعتذار منها....آسِفاً إن قام بمُضايقتِها....لم تَقُل لَهُ شئ سوى:قد جاء القطار حانَ وقتُ الرَحيل....حينها أدرك أن القطار قد وصل منذُ دقائق ولم يَلحَظه وعندما أدار وجهَهُ ليحزم حقائبه الخاصة...ألتفت ولم يَجِدها وكأنها تَبخَرت...ثم قال فى نَفسِه لا بُد وأنها صَعَدت القطار سآراها فى الداخل....وصَعَدَ القطار ولم يَدرِ أنها ستُصبح المرة الأولى والأخيرة التى سيراها بِها...... ومن يَومِها أصبح عندما يذهب لعمَلُه مع القافلة الطبية فى أسوان يجلس على نفس المقعد على نفس الرصيف ويستقل نفس القطار...قطار السابعة والنصف مساءً على أملٍ أن يُقابِلَها مُجدداً فهو لم ينسى صورتَها الحزينة وملامحها العذبة المَطبوعة فى عقلُه...حتى صادف ذات يوم امرأتان يتحدثان بالقُرب منه لفت نظرُه صوت رنات خلاخيلِهن فنَظَر إليهما وَجَد نفس الحمراء أيضاً...لم يتمالك نفسُه فقام بسؤالِهم عن امرأة تُدعى ليلى....لايعرف أى شئٍ آخر عنها سوى اسمها لم يتوقع أن يُجيباه بل توقع أن تنعتانُه بالجنون...ولكِنَهُ صُدِمَ بجوابهن....لقد قالت إحداهُن أنها تَوفَت مُنذُ شهر تحت عجلات القِطار على هذا الرصيف أو الأصح قامت بقتلِ نَفسَها حتى ترتاح من حياتِها كراقصة مُتعة وفتاةِ سهر وحتى تَتَخلص أيضاً من ذلِكَ الطفل فى أحشائها....لم يتمالك نفسه وكاد أن يسقط فعاد سريعاً إلى مقعدُه يُحدق فى الفراغ....ولا يستوعب ما قيل مُنذُ قليل.....وهاهو ذا فى عامِهِ الثالث على التوالى يجلس على نفس المقعد على نَفسِ الرصيف ينظُر إلى قُضبان القطار وينتظر لا يدرى متى تَعلَقَ بِها أو كيف وهل حقاً يشتاقُها أم يشعُر بالشفقة جراء ماحدث لها وماقاستهُ حتى تُنهى حياتَها بهذا الشكل المؤسف....ما يَعلَمُه جيداً ويَعيه أنَهُ ومُنذُ اليوم الذى غادرت فيه وهو على مَوعِدٍ دائمٍ مع القِطار!!.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

3424 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع