ويجدر بنا الإشارة إلى البطل / احمد لطفي صائد الدبابات
بطل الكتيبة 269 مشاة ميكانيكا اللواء 25 مدرع لواء الشهداء
شهادة صادقة وللتاريخ : من زميله الضابط الشجاع / نبيل نشأت مرسي
رجاء مشاركة هذة الكلمات ربما تصل إلى أهله
كان شاب ريفي، واحد من ألاف المجندين الذين لا يحملون أي مؤهل دراسي، لكنهم كانوا مقاتلين أشداء.
كتب عليهم أن يتركوا عائلاتهم بمجرد بلوغهم سن السادسة عشر، ليلتحقوا بالجيش، ويعيشوا ويتدربوا لسنوات في الصحراء، استعدادا لمعركة الثأر ومحو عار الهزيمة.
وكان عليهم، أن يدبروا أمورهم، وأمور من يعولوا، طوال سنوات التجنيد الإجباري الثلاث، بأقل من ثلاثة جنيهات، يتسلموها في بداية كل شهر.
قبل الحرب وفي سنوات انتشار اللواء في صحراء مدينة نصر، كان يحاول مساعدة من يعول، بأن يبيع لزملائه في السرية بعض ما يحتاجوا له مثل السجائر والشاي والسكر والمعلبات. وبالرغم من أن هذا ممنوع، كنا نتجاهله، ونعتبر انه يقدم خدمة لزملائه.
في يوم السادس من أكتوبر، وأثناء الاستعدادات الأخيرة للتحرك للعبور، حضر إلى ومعه خرطوشه سجائر "كيلوبترا سوبر“، وكانت من أفضل أنواع السجائر في ذلك الوقت.
أعطاها لي، وكان يعرف أنى أدخن بشراهة؛ وقال:
• "إحنا رايحين نموت، خلي دي معاك، يمكن تحتاجها"
صمت للحظة، ثم قال:
• " لو رجعنا ابقي اديني تمنها "
السجائر كانت الشيء الوحيد الذي احتاجه؛ وخرطوشة السجائر التي أعطاها لي كانت أكثر مما يمكن أن احلم به في ذلك الوقت.
بداية من يوم 10 وحتى 13 أكتوبر، وهي الفترة التي أطلق عليها اسم "الوقفة التعبوية"، كان من ضمن مهام وحدات اللواء 25 مدرع مستقل القيام بهجمات مضادة، لصد هجمات الصهاينة على قطاع الفرقة السابعة بالجيش الثالث.
في تلك الفترة، كان العدو قد استدعي الطيارين أصحاب الخبرة الذين حاولوا مراراً خداع حائط الصواريخ بتكتيكات معقدة.
في يوم 11 أكتوبر، وأثناء هجوم مضاد كنا نقوم به، وبعد هجوم جوي من طائرات الصهاينة، أبلغني شاويش الفصيلة أن "احمد لطفي" أصيب.
أسرعت إليه، كان منبطحا على الأرض، يبدوا انه شعر باقترابي، رفع رأسه ونظر إلي، وحاول أن يمد يده ليمسك بيدي، لكنه أسلم الروح قبل أن يمسك بها.
أنا اعرف حكم من عليه دين مات صاحبه ولا يعلم شيئاً عن ورثة صاحب المال، واعمل بهذا الحكم وأتصدق بنية أن يكون له الأجر والثواب، لكن لازلت اشعر أن له دين في رقبتي أكثر من مجرد ثمن خرطوشة سجائر.
أسأل الرحمة والمغفرة، له ولأمثاله من المجهولين، الذين لم يرد لهم في التاريخ ذكرا، عاشوا بسطاء، ولكنهم كانوا رجال ومقاتلين أشداء، تمسكوا وتشبثوا بالأرض التي حرروها، حتى النفس الأخير
اللهم اجعله من أهل الجنة