سُبحانَ مَن إذا منعَ أعطى وإذا أعطى زادَ وجاد!
أنتَ فائز دائمًا ما دُمتَ مع اللَّهِ _عزَّ وجلّ_ فإنْ فعلتَ حسنًة كُتِبَت لكَ بها أضعافًا مُضاعفة، وإنْ عَمِلتَ سيئًة كُتِبَت لكَ سيئة واحدة، كما أنَّكَ إنْ هممتَ بفِعلِ خيرٍ وحَبَسَكَ حابس كُتِبَ لكَ الأجر، وإنْ أنتَ هممتَ بسيئةٍ فلم تعملها كُتِبَت لكَ بها حسنة.
سُبحانَ اللَّهِ الكبير المُتعال!
يُجازينا اللَّهُ بالخيرِ ليسَ على فِعلِ الخيرِ فقط؛ بل على النيّةِ أيضًا، وعلى تمّني الخير للغير، وعلى التسبُبِ في فِعلِ الخير، وكذلكَ على ظنَّ الخير.
حينما تَضيقُ بيَّ الدُنيا ألجأُ لفُسحةِ السيرة النبوية الشريفة والمُطّهرة؛ فبها ما يُذهبُ اللَّهُ بهِ الحُزن من قِصصِ سيدنا رسول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ وبها من العِظةِ والعِبرة ما تَقوَى بهِ الحكمة، كما بها من الجبرِ والنصرِ والأملِ ما يجلو بهِ اللَّهُ الهَمَّ ويُريحُ النفس.
سُبحانَ رَبّي العظيم الذي ليسَ أحدٌ أعظمَ منهُ!
حينَ أُدقِقُ النظرَ في الحياةِ الدنيا أجدها خلقٌ من مخلوقاتِ اللَّهِ لا تخرج عن إرادتهِ سُبحانهُ، وكذا كُلّ الخلائق، فإنْ أصابكَ أذًي من أحدهم فاعلم أنَّ اللَّهَ سيسوقُ لكَ الخير ليُعوّضكَ ويُرضيكَ بعد أنْ يرفعكَ في درجاتِ الصبر، فلا تحزن إنَّ اللَّهَ معكَ يحفظكَ وهو خيرُ الحافظين.