الحمدُ لِلَّهِ الذي جبلني على حُبِّ القراءة، وزرعَ بعقلي قَبول النافع منها وتجاهُل ما كانَ دونَ ذلك.
رأيتُ قَدَرًا غُلافًا قد خطفَ قلبي دونَ أنْ أشعُر، تمّعنتُ في تفاصيلهِ فوجدتهُ يَشرُفُ بحملِ اسم أستاذي (هشام عيد)، لم أَكُن لأُصدّقَ أنْ أستاذي يَكتبُ للأطفال، حتّى رزقني اللَّهُ بالكتابِ لأحكمَ بنفسي.
دُررٌ أدبيّة طُبِعَتْ في خمسةٍ وسبعينَ من الصفحات، حَوتْ بداخلها الكثير من العِبَرِ والعِظات، والنصائح الثمينة التي أسداها أستاذي للقُرّاءِ وأولياءِ أمورهم بطريقةٍ غير مُباشرة.
تعجبتُ كثيرًا حينَ شرعتُ في القراءة، لروعةِ اللغة وجزالتها وبيانها، وقوة الصياغة وجمالها، ناهيكَ عن الأسلوب الأخَّاذ المعروف بهِ كاتبنا.
استمتّعتُ كثيرًا بالقراءة، خصوصًا وأنا أعشقُ قصص الأطفال؛ إذ أنَّ تلكَ القصص تستهويني، لكنَّ هذهِ المجموعة القصصيّة قد سكنتْ قلبي، لجميلِ مُحتواها، وصلاح هدفها، وصدق نيّة كاتبها.
أُخِذتُ منّي لداخلِ الصفحات، فتعايشتُ مع القصصِ ويكأنَّني جُزءٌ منها.
أحببتُ قصة (حكايات البنات) وما فيها من دعوةٍ لأولياء الأمور بالاهتمام بأبناءهم، وكذا الأبناء عليهم أنْ يهتمّوا بطفولتهم فيلعبونَ ويمرحون، بدلًا من ضياعِ أوقاتهم في اللعب الإلكترونيّة.
راقت لي كثيرًا قصة (أزيز المحبّة)، والتي توّضح خبرة أستاذي في فَهمِ القطط وكيفية التعامُل معها، تلكَ القصة التي تُبيّن لنا أنْ الحُزنَ لا يُفرّق بينَ أجناسِ المخلوقات، وهذا ما حَدَثَ للقطة (منى) التي أبكتني نهايتها.
أمَّا عن (ضحكة السحاب)، فأراها تُحفة أدبيّة لا قصة وحسب.
(هذا لم يَحدُثُ من قبل)، عنوانٌ جذّاب لكنَّ مُحتوى القصة أكثر جاذبية، موضوعٌ رائعٌ وُفقَ أستاذي في عرضهِ بطريقةٍ فريدة ومُميّزة.
أذهلتني قصة (غُراب أسود)، تلكَ القصة التي تحكي لنا الجانب النفسي للأطفال، ومدى تأثرهِ بالمُقارنة التي يُجريها الأهل بينَ أبناءهم وزُملاءهم، وهذا ما حَدَثَ مع بطلة قصتنا وزميلتها وجارتها (وفاء).
أعجبتني طريقة كاتبنا في طرحِ الموضوع، ثُمَّ مُعالجتهِ من خلالِ الأحداث، وأحببتُ الحلّ والمُمّثل في النهاية غير المُتوقعة.
أحزنتني قصة (الكُرة) وما حَدَثَ في نهايتها لبطلها (باسل)!
يُؤخذ على الكاتبِ قِلّة عدد القصص.
(حكايات البنات).. مجموعةٌ رائعة تُضافُ لروائعِ أدب الطفل.