ليستْ الشهامة مُقتصرة على جنسِ البشر فحسب، فهُناكَ حيوانات أكثرُ شهامةً من بعضِ البشر، وهُناكَ بشرٌ أشدُّ وحشيةً من الحيواناتِ المُفترسة.
إنَّ الكلبَ يتذكّرَ لكَ المعروفَ ولا ينساهُ ولو حالتْ الأحوال، ويظلّ مُنتظرًا اللحظة المُناسبة ليردّهُ لكَ بمعروفٍ آخر.
كذلكَ القِطّة حينَ تُعطيها بعضًا من حنانكَ لا تنساكَ أبدًا، وتظلّ تتمسح بكَ تعبيرًا عن مدى حُبّها لك.
حتّى الذئاب لا تأكل بعضها، ولا تتعدّى حدودها فيما بينها، وتحترم كثيرًا جدًّا أعرافها، وتُدافعُ عن قطيعها برَّوحها.
والذي نفسي بيدهِ لو تحدّثتُ عن شهامةِ الحيوان ما أوجزتُ؛ لعظيمِ فِعالهم، وجودِ أثرهم.
أمَّا عن بعضِ البشرِ فتراهُ وقد خَلا ممّا اِتصفَّ بهِ من معاني الإنسانية، بل تجرّدَ كُلّيًا منها، فأضحى مخلوقًا لا يَرقى للإنسانية، ولا حتّى يُساوي الحيوان!