١- في فناء الحظيرة بقرية تبعد عن بني سويف نحو 5 كيلو مترات اتخذ القصاب (الجزار) ومساعدوه أماكنهم للتناوب على الأبقار والعجول ذبحا وسلخا وتقطيعا، وفي أقصى ميمنة الفناء تعرض شاشة تلفاز مشاهد لحجاج بيت الله الحرام عند الكعبة المشرفة.
٢- شردت بخيالي متأملا في هذا المشهد وفي كل ما نحن فيه من هدي وشعائر، ومن مشاكل مجتمعية لا حصر لها، وتذكرت قصة "السيدة" هاجر، عليها السلام، وتدبرت متفكرا في سعيها بين الصفا والمروة.
٣- وانتهى تأملي إلى ضرورة تعليم تلك القصة الملهمة لبعض أعضاء منظمات حقوق المرأة؛ لأن فيها أمر إلهي لكل البشر (كل بمعنى كلمة كل) باتباع منهج "السيدة" هاجر في السعي طلبا للرزق، وهي الوحيدة بطفلها في واد غير ذي زرع.
٤- ومناط ضرورة تعليم تلك القصة لمتبعي موضة "الفيمينيزم" أو "النسوية" أن الله تعالى يأمر البشر جميعا بالتعلم من المرأة والاقتداء بها.
٥- أمرهم بالسعي كسعي امرأة أدت تلك الحالة قبل عدة آلاف من السنين، وهو يؤكد في شريعة الإسلام أنه لا تصح مناسك الحج والعمرة لكل مسلم ما لم يتبع منهج "سيدة" لم تكن نبية لكنها زوجة لنبي وأم لنبي.
٦- بمعنى أن أعضاء منظمات حقوق المرأة لو فهمن الإسلام حق فهمه؛ لتطوعن فورا في إدارة الواعظات بالأزهر الشريف، ولعملن تحت إدارة العالمة الجليلة الدكتورة إلهام شاهين.
٧- وفي تلك الحالة سيفهم الجميع أن الإسلام هو زعيم تحرر المرأة وهو الوحيد القادر على أن يفك أسرها من أغلال تطرف الغرب، ولا منهج غيره قادر على تحريرها من استغلالها لمصالح إستراتيجية وأهداف إمبريالية، لكن على طريقة القرن الحادي والعشرين، الذي يتم فيه تغيير بنية الإنسان وتشويه فطرته واحتلال عقله وروحه وليس احتلال الجغرافيا كما كان سائدا في عصور السلب والنهب والاستعمار.