و خلفَ ستائرى طَيفٌ
يداعبُ مُقلتى يوماً
و يهجرُ بسمتى ألفا ..
فَلمْ عَينى بَكتْ عَينى
و ثَغرى باتَ مُرتجفا ..
و هذا مَخدَعى يَدمَعْ
و يَغمرُنى ..
فيُخجِلُ دفئهُ الخَوفا ..
لماذا !! ..
لماذا رُحتَ تَهجرُنى
و تُسْكنُ مُهجتى المَنفى ..
أيا طيفاً بهِ اسكن
مع الاوهام و الذكرى
عُطورى فارقَتْ شَعرى
و أهدابى غَدَتْ ثَكْلىَ ..
و احلامى يُؤرِّقُها
ستأتى اَم تُفارِقُها !!
فأعنابى بلا صَيفٍ
و بستانى بلا ضَيفٍ
و أزهارى الحبيباتِ
تموتُ عندما احزَنْ ..
فهل تأذَنْ ؟؟!!!
أَنْ أُغلقَ ابوابَ قُصورى
أنْ أَحرقَ تاريخى الأرْعَنْ
أنْ أَمحو زَمنى و عُصورى
لأُتَوّجُ قَلباً لا يُذعِنْ ..
هل تَسمح يا طَيفى البائس
فى بَحرِ دموعى بلا ألم ٍ
أنْ أُلقى بأسرارى الغَرْقَىَ ؟!
عَنْ صُحُفِ العشقِ بلا نَدَم ٍ
أنْ أَرفَعَ أقلامى الحَمقىَ ؟!
هل تَسمح يا طَيفى الحارس
فى عُرسِ النّسيان الأبكَمْ
أنْ تَرقُصَ انثاىَ الأرقىَ ؟!
يا طَيفى الغائب صَيفَ شِتاءْ
لعيونٍ زهِدتْ امطارَكَ
دَع عنْكَ النّظراتِ الجَرداءْ ..
فزهورُكَ تأتى بلا لونٍ
ألوانُكَ رَسَمَتْ صَحراءْ !!
العشقُ بلا غَزَلٍ يَخْبو
كالنّارِ تُلامِسُ قَطرةَ ماءْ !!
صَوتُكَ يا طَيفى بلا صَوتٍ
كغناءِ الصّمتِ بغيرِ غناءْ !!
كنداءُكَ اسمى بغيرِ نداءْ !!
كصلاةِ القلبِ بغيرِ دُعاءْ !!
ظُلمٌ انْ ارثى اشعارى
فى هجركَ كُلّ الشِعرِ رثاءْ !!
قُل انَّكَ لنْ تذهبْ ابداً
و أَنّى بعَيْنيكَ قمرُ المساءْ ..
و أنَّ صَلاتكَ فى فَجرِ شَعرى
صَلاةٌ بكُلِّ حُروفِ الهجاءْ ..
تعال وقَبّلْ حريرَ الجدائلْ
فَمنْ شَفَتيْكَ يَزيدُ بهاءْ ..
و عَطّرْ بأنفاسِكَ تلكَ الخمائلْ
لتَرسُمَ فيها جداولَ ماءْ ..
تعال و هَدْهِدْ نَومَ الأميرة
فأنتَ النهارُ و انتَ المساءْ ..
و انتَ ردائى الذى فيه دِفْئى
و أثوابُ شَمسكَ تَهوىَ اللقاءْ ..
أحبُّكَ يا طَيْفَ القَصيدَة
ولا امْلُكُ غيرَ حاءٍ و باءْ !!!!!
بقلمى