هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد كافي
  5. باب السر النهائي - رواية - الجزء الثالث

وصل ياسر عند الواجهة الرئيسية لوادي الملوك و معه شاكر ثم أعطى أمر لرجال الشرطة أن يطوقوا المكان

 كله ... فأنطلقت سيارات الشرطة من الجهتين لتطويق المكان و توجه لسيارته هو شاكر الذي سأله في قلق بالغ

 " هل تعتقد أننا وصلنا في الوقت المناسب  ؟ "

فقال  ياسر وهو ينفث دخان سيجارته محاولا إخفاء قلقه " أتمنى أن يكون هذا صحيحا "

ثم إنطلق بسيارته و في رأسه تدور مئات الصور عن نابش القبور و دمويته التي إشتهر بها ... فقد كان لا

يتوانى عن فعل شيء من أجل المال ....حتى لو قتل أقرب الناس إليه ... منذ أن أصبح يعمل لحساب إحدى

 المنظمات السرية التي تسعى لإحتواء مصادر العلوم القديمة والحديثة و كذلك الكنوز الأثرية الموجودة في

 جميع أنحاء العالم للمتاجرة بها .... غير آبهة لعدد الأراوح التي تحصد و لا لكم الدماء التي تراق في سبيل

الوصول إلى غايتها... و مطامعها .

***********************

الفصـــــل العاشر

 

" قال مجموعة من علماء الآثارالعاكفين على استكشاف مدفن لعائلة ملكية كمتية  إنهم تمكنوا من فك طلاسم ”النقطة السوداء“ في التاريخ الإنساني والتي قد تشير إلى نهاية العالم.

ويتحدث هؤلاء العلماء من المعهد التشيكي للآثار المصرية –“علم المصريات“ –  عن إمكانية حدوث كارثة ذات أثر تدميري هائل و ماحق على الكرة الأرضية معللين ذلك بالتشابه الحتمي التاريخي بين الحاضر والماضي "  - المصدر : شبكة إرم – عمّان / فبراير2016

نظر أحمد في غضب إلى عاطف قائلا " أنت ؟! أنت يا صديقي تفعل هذا ؟ "

فابتسم عاطف قائلا " عذرا يا صديقي ... فالمال له سحر خاص ... أنا أعلم أنك لم تكن لتبيع ما ستعثر عليه

بالمقبرة ... بل كنت ستسلمه إلى السلطات .... إنك تبحث عن المجد فقط ... لذلك أعجبت بهذا الفتى  لأنه مثلك "

و أشار إلى رامي الذي ضحك في سخرية فسأله عاطف في شك " أرجو ألا تعتبرني متطفلا لكن هلا تخبرني

 بالذي يضحكك الآن ؟ "

فقال رامي و قد علت وجهه ملامح جادة " لقد أخطأت لتوك خطأ فادحا يا سيد عاطف "

فسأل عاطف في سخرية " حقا ؟ و ما الخطأ الذي وقعت فيه ؟ "


فحول رامي نظره إلى إفرام الذي كان قد إبتعد قليلا عنهم فنظر عاطف بدوره ... فوجد إفرام يبتسم في سخرية

موجها مسدسه إلى عاطف و هو يقول " آسف يا سيد عاطف ...و لكنك مستمع سيء ...فأنا لا أعمل لديك "

فقال عاطف وهو يستدير ليطلق الرصاص عليه " تبا !! "

و لكن الآوان قد فات ... و أخترقت رصاصة  إفرام  قلب عاطف  الذي سقط و قد فارق جسده الحياة ... ثم

إلتفت إفرام إلى رامي قائلا " و الآن يا سيد رامي .... لنتمم صفقتنا "

فقالت مريم صائحة " لن تدعنا نحيا إذا أخذت ما تريد "

فقال رامي وهو يضع يده على حقيبته المعلقة على كتفه " هذا من أخلاقه .... و قد أصبح هذا جليا الآن بعد كل ما حدث "

فصاح إفرام في غضب " إسمع يا هذا .. أنا أعلم مدى ذكائك و كنت أتمنى أن تتعاون معنا و قد عرضت عليك هذا العرض قبل ذلك و قد رفضت أنت ....و الآن أنا من معي المسدس لست أنت "

فقال حسام في توتر " صدقني يا هذا لن تنال شيئا فهو عنيد جدا "

فقال إفرام في لهجة مخيفة " إذن لقد إختار الطريقة الصعبة "

و جذب أجزاء مسدسه المصوب إلى رأس رامي مباشرة و ........و إنطلقت الرصاصة تدوي في المكان .

***********************

كان الوضع سهلا بالنسبة لإفرام ... فبمجرد أن يطلق النار على الجميع سيحصل على كتاب الأسرار و يلوذ

بالفرار....و كان رامي حتما في عداد الأموات .... و لكن لسوء حظ إفرام

لم تكن الرصاصة المنطلقة من مسدسه .. و لكن من مسدس ياسر الذي وصل في الوقت المناسب و قد أطلق

الرصاص مصوبا على يد إفرام التي تحمل المسدس.... فأخترقت الرصاصة يد إفرام  الذي تأوه من شدة الألم و قد سقط المسدس من يده ... وما هي إلا لحظات و أحاط رجال الشرطة به و ألقوا القبض عليه ... و بعد أن شرح رامي و أحمد لياسر كيف بدأ الأمر........

 فقال ياسر مبتسما " إن مثل هذه الأمور خطيرة جدا في الواقع ... وقد تقعون تحت طائلة القانون لإنتهاككم

 مكان أثري ...."

فتبادل الجميع نظرات القلق قبل أن يستطرد ياسر " ولكن نظرا لما أكتشفتموه فأعتقد أنه سيتم غض النظر عن

هذا و سيصبح إكتشافا عظيما "

فعلت الإبتسامة وجوه الجميع قبل أن يقول رامي " و لكن لي مطلب أريد أن تساعدني فيه "

فسأل ياسر في حيرة  " أي مطلب هذا ؟ "

فقال رامي في هدوء " أريد أن يتم إنتدابي لدراسة محتويات الكتاب "

فأومأ ياسر متفهما وهو يقول " هذا أمر سهل .... و خصوصا أن الإكتشاف سيسجل بأسمائكم بالطبع "

فقال أحمد وعلى وجهه مسحة من الحزن " و إسم الطبيب عاطف توكل معنا "

فنظر إليه الجميع في دهشة قبل أن يقول ياسر " و لكننا رصدنا مراسلات كانت بينه و بين إفرام "

فقال أحمد مستنكرا " لقد تم خداعه بواسطة إفرام ... و قتله أيضا "

فأومأ ياسر متفهما قبل أن يقول " لقد فهمت .. حسنا ... سأذهب الآن على لتسليم الكتاب للهيئة المختصة و

 الحرص على أن يسجن هذا الوغد لمدة طويلة ... على أن توافونا لاحقا لإكمال الإجراءات ".

فوافق الجميع و ذهب ياسر بالكتاب في حين أن إلتفت رامي إلى أحمد متسائلا " لماذا فعلت هذا ؟ "

فقال أحمد في حزن " لديه زوجة و أولاد ليس لهم ذنب في أن يوصموا بأمر كاد أبوهم أن يفعله "

فقالت مريم مبتسمة " هذا شيء نبيل حقا .. لقد أسديتهم خدمة عظيمة ...ليس من السهل الحصول على صديق مخلص "

فصاح حسام مبتسما " لكن من السهل التخلص منه ...إنظر إلي ....كدت أن أموت بسبب صديقي أكثر من مرة اليوم ... وبلا طائل "

فقال أحمد مستدركا " لا تقلقوا بالنسبة إلى إتفاقنا المادي...فأنا عند وعدي .. لقد بذلتم مجهودا عظيما و عرضتم أنفسكم لخطر داهم و هذا أقل شيء تستحقوه "

فقالت مريم مندهشة  " و ما الذي ستجنيه أنت يا سيد أحمد ؟ "

فأبتسم أحمد قائلا " بالله عليكي ...سيتم تسجيل إسمي بالمشاركة معكم في هذا الإكتشاف.. وأنا صاحب شركة

سياحية ... سيدر هذا مالا طائلا بسبب الشهرة "

فجذب رامي  حسام وهما يسيران بعيدا قليلا عن أحمد ومريم وهو يقول له في خبث " بلا طائل ؟ "

فنظر إليه حسام في شك متسائلا " ماذا تعني ؟ "

فابتسم رامي في خبث قائلا " يا صديقي .... حقيبتك ليست فارغة "

ففرك حسام رأسه وقد أيقن أنه كشف فقال هامسا وهو يبتسم " لن أخرج خالي الوفاض بعد كل هذا "

فضحك رامي قائلا " عموما ... سأعوض عليك في المغامرة القادمة "

فعقد حسام حاجبيه وقد تسمر مكانه قائلا " ماذا ؟ المغامرة القادمة ؟ "

فأخرج رامي قطعة من ورق البردي من حقيبته وهو يتلفت حوله قبل أن يقول " هذه البردية وجدتها ضمن

كتاب الأسرار... و بها شفرة تدل على ما يبدو أنه مدينة خفية  في مكان ما .. معظم ما تم كتابته يبدو كيوميات الوزير آي إلا هذه البردية "

فنظر حسام إليه قليلا ثم أسرع بالإبتعاد عنه فقال رامي في دهشة " ماذا ؟ ماذا حدث ؟ "

فقال حسام في توتر " من أجل مقبرة صغيرة حدث ما حدث ...تخيل ماذا يحدث من أجل مدينة "

فقال رامي مبتسما " سأجد طريقة يا صديقي .... حتما سأجد طريقة "

قالها وهو ينظر إلى إفرام الذي كان جلس عند إحدى سيارات الشرطة و معه طبيب يضمد جرح يده ...و كان

إفرام ينظر إلى رامي مبتسما و كأن شيئا لم يحدث .... و قد زادت إبتسامته بدرجة مخيفة ..فقطب رامي حاجبيه وهو يشعر أن الخطر لم يزل بعد ... بل سيزيد بشدة .

****************

الفصل الحادي عشر

" أنا أنتمي لهوءلاء الذين في حاشية رع

الذين أمام نجمة الصباح

لقد حُبل بي في المحيط الأزلي

لقد ولدت في المحيط الأزلي "  - كتاب الموتى -

في أحد أحياء مدينة روما القديمة و في قاعته الخاصة كان الكاهن يترأس مائدة يجلس إليها ستة أشخاص في ردائهم الكهنوتي يستمعون لما يقول لهم : لقد خضنا الكثير و الكثير كي نصل إلى ما نريد و إلى من نريد .. الأمور لم و لن تكون سهلة .. و لكن العمل الدائم لابد أن يكلل في النهاية بنجاح باهر .. المهم أن نعمل بحذر و حيطة حتى نتجنب الرصد ..

قاطعه دخول أحد رجاله مطرقا رأسه ليستأذنه .. فأشار إليه الكاهن ليقترب .. فاقترب الرجل و مال على أذن الكاهن ليهمس له ببضع كلمات رسمت على وجه الكاهن علامات الضيق و الإنزعاج قبل أن يزفر زفرة حارة و يقول له : ليتحرك فريق الدعم لإخراج إفرام .. و يجب أن يأتيني بالغرض في أقرب وقت ..

أطرق الرجل رأسه احتراما و هو ينسحب من القاعة مخرجا هاتفه النقال و يضغط على زر اتصال سريع قبل أن يقول للمتلقي : أخرجوه و احضروا الغرض .

بينما صمت الكاهن للحظات و هو يفكر في أهمية ما يسعى إليه طوال حياته .. كان يؤمن تماما أن العالم لايزال يخفي الكثير عن الإنسان .. إلا أن القلة القليلة فقط من استطاعت أن تكشف أسرار العالم .. القلة التي تؤمن بأن بقية الشعوب لا تستحق أن تشاركهم معلوماتهم الثمينة التي انتقلت من جيل إلى جيل في رسائل لا يمكن تتبعها .. إلى أن ظهرت بردية في اسطنبول .. أحد الهواة وجد بردية في ممتلكات جده المتوفي بين أكوام من الكتب القديمة .. ظن أنها قد تكون قيمة ماديا فعرضها على شبكة الإنترنت للبيع .. قبل أن يصل إفرام إليها كانت قد تم بيعها لأحد الباحثين .. و لأنه أحد الباحثين فكان من الصعب مساومته و من الصعب الحفاظ على سر البردية دون قتله و إخفاء أثره تماما .. و أحضرها إلى الكاهن الذي انتابه السرور لما وجد فيها من إشارة للأرض التي تحوي سر العالم .. كانت البردية في الواقع رسالة كمتية قديمة من أحد الكهنة لآخر يخبره أن الملك أخناتون سيمرر سر الأرض المقدسة للأمير توت .. و سيدون كل شيء في كتاب الأسرار . عندها علم الكاهن أن الأمر سيتم حله في مصر .. و عندما استقبلت أحد مواقعهم الألكترونية السرية رسالة " عاطف " الذي طلب فريقا متخصصا لسرقة غرض قديم , شعر بأن للأمر علاقة بما يبحث عنه .. فبعث بإفرام لإنجاز المهمة .. المهمة التي سيضحي بكل ما هو غال و ثمين من أجلها .

******************

" حسنا .. ماذا لدينا الآن ؟ "

قالها حسام لرفيقيه و هم يتفحصون البردية المنبسطة أمامهم على مائدة بمنزل رامي الذي عقد حاجبيه و لاذ بالصمت قليلا قبل أن تقول مريم و علامات الحيرة قد بدت عليها " أظننا قد ترجمنا النص كاملا .. و لكن .."

فنقل حسام بصره بينهما و هو يردد " و لكن ؟! "

قال رامي " لا نعرف ما المقصود تماما ..  "

فقال حسام " هلا قمنا بتدوين النص المترجم كي نستطيع أن نفكر معا ؟ فتخصصي لغة الحوسبة وليست تلك التي اندثرت تحت الرمال "

فتنهد رامي قائلا " حسنا .. أكتب ما سأمليه عليك .. بين أطراف الأرض تمتد أيادي الحكمة .. لكنها أرض غير الأرض التي يراها الناس .. وسماء غير سماء الناس .. و عالم من يراه يرى كل شيء .. و يحكم كل شيء "

ساد الصمت لحظات قبل أن يقول حسام مندهشا : ماذا .. أهذا كل شيء ؟!

فقال رامي في حيرة : نعم للأسف .. هذا كل شيء .

فقال حسام مستنكرا : لابد أنك تمازحني .. لقد سالت دماء من أجل هذه البردية لابد أنها تحتوي على ما هو أكثر من ذلك .

قالت مريم : انها تتحدث عن عالم غير الذي نراه .. ربما ليست مجرد مدينة نبحث عنها ..

قال رامي و في صوت أقرب للخفوت و هو شبه شارد فيما يراه في البردية : نعم .. ليست مجرد مدينة .. ربما كانت بين أطراف الأرض مداخل لعالم آخر ..

فقال حسام في ارتباك : لست أفهم .. كيف يكون هناك عالم آخر و أرض غير الأرض و سماء غير السماء .

فرفع رامي بصره إلى حسام و هو يسأله : هل تساءلت يوما على سبيل المثال عن مكان يأجوج و مأجوج ؟

ازداد حسام ارتباكا و هو يقول : ماذا ؟! ماذا تقصد ؟

فقال رامي : يأجوج و مأجوج أمتين عظيمتي العدد .. يحيى أولئك الأفراد في مكان لا نراه بأي وسيلة .. إذا كان الفرد منهم لا يموت إلا و قد جاء من نسله ألف فرد .. و هذا يعني أن أعدادهم ربما ماثلت أعداد سكان العالم .. و ربما فاقته .. و رغم ذلك لا نراهم ..

أضافت مريم : فضلا عن وجود أماكن في العالم لسنا متأكدين مما يدور حولها من معلومات و أساطير غريبة حتى الآن مثل مثلث برمودا و خطوط نازكا و نقوش بوابة الشمس ..

جلس حسام و هو ينقل بصره بينهما و علامات الحيرة على وجهه و هو يقول : تبا لي .. هل ما نتحدث عنه هنا يخص الفراعنة .. أم الكتب السماوية .. أم الأكوان المتوازية و الثقوب السوداء ..

فنظر رامي إلى مريم قبل أن يقول : حسنا .. سنحتاج لقليل من المساعدة  .

فجاء رنين جرس الباب فقام حسام و هو يقول : نعم ها هي ..

فتساءل رامي : من هذا ؟

فقال حسام و هو متجه إلى الباب : خدمة التوصيل .. ستساعدني كثيرا في إسكات معدتي ..

ابتسمت مريم قبل أن تقول لرامي : هل تذكر هذا الكاتب الذي تحدث عن تلك الأمور ؟

صمت رامي للحظة ليتذكر و هو يقول في بطء : نعم نعم .. اذكر اني احضرت نسخة و كانت سيئة للغاية ... تبدو كتابات طفل .. أذكر أنهم قد اتهموه بأشياء كثيرة من ضمنها الجنون قبل أن يختفي .

قالت مريم : نعم اسمه " حامد رياض " .. سمعت يوما أن الطبعة الاولى قد تم اعدامها قبل أن تخرج للنور و تم العبث بالمطبوعات لتخرج في هذه الصورة السيئة و تبدو ككتابات طفل .. لم أهتم بما قيل وقتها و لكنه الوحيد الذي سمعته يتحدث عن العلاقة بين كل الكتب التاريخية بما فيها من برديات و كتب سماوية .. كان يحاول أن يربط الأمور كلها برباط واحد .. ربما لأفادنا لو استطعنا أن نصل إليه .

فقال رامي مهتما : و كيف سنصل إليه ؟

فقالت مريم : استطيع الحصول على عنوان ابنته الوحيدة .. و اعتقد انها قد ترشدنا إلى مكانه ..

******************

أخذ يخطو خطوات واسعة و قوية داخل المبنى العام لإدارة المباحث قبل أن يدلف إلى مكتب النقيب ياسر و يقدم نفسه و هو يمد يده ببطاقة هوية أمنية : أدهم زين ..

فتناول ياسر البطاقة و هو ينهض من مجلسه ليصافح ضابط المخابرات في دهشة : مرحبا بك .. تفضل .

فجلس أدهم و هو يقول : لا أحب أن أطيل عليك .. لقد علمنا بأنكم قد احتجزتم إفرام .. و نود استلامه .

فتساءل ياسر في تعجب : أرجو المعذرة .. ما دخل المخابرات العامة بلص آثار أو مهرب دولي .

فابتسم أدهم في مودة و هو يقول : معلومات سرية غير مصرح بالحديث فيها .

فمط ياسر شفتيه و أسند ظهره و هو يقول : حسنا .. فهمت .. على العموم تستطيع أن تستلمه من السجن المشدد .. نظرا لخطورته فقد أرسلناه هناك لينتظر الحكم الخاص به ريثما نستوفي كل التقارير و التهم من الإنتربول أيضا .

فعقد أدهم حاجبيه و هو يردد : هل أرسلتموه ؟

في هذه اللحظة دلف الضابط شاكر في سرعة إلى مكتب ياسر و على وجهه علامات الحنق و هو يقول :

-لقد قاموا بتهريبه ..

فانتفض ياسر و هو يتساءل : إفرام ؟ كيف ؟

فقال شاكر : فرقة مسلحة محترفة قامت بضرب حملة الترحيلات ... يوجد قتلى و جرحى في حالة خطرة .. و إفرام ليس له أثر ..

فصاح ياسر في ضيق : قم بتكليف فرقة بحث على الفور لتمشيط المنطقة كلها ..

بينما استخرج أدهم هاتفه و هو يقول : أعتقد أننا سنتولى الأمر من هنا ..

قالها و هو يغادر المكان بسرعة ...

*******************

دلف إفرام و معه بعض الرجال إلى المنزل المنعزل الذي اتخذوه مقر مؤقتا لهم .. حياه بقية الرجال الذين كانوا في المنزل يقومون بتجهيز معداتهم .. جاءه أحد مساعديه بشراب و هو يقول له :

  • لقد اتبعناهم و يبدو أن البردية بحوزتهم .. لا نستطيع إثارة المشاكل الآن فالأجهزة الأمنية تترصدنا .. و ربما تترصد ظهورنا لسرقة البردية و تطيح بنا .. لابد لنا من خطة عاجلة .

تجرع إفرام ما بيده من شراب و هو يدور ببصره بين الرجال و يفكر قبل أن يقول لمساعده " ستتولى مهمة مراقبتهم .. لا تغفلوا عنهم .. سأغادر هذه البلاد الليلة .. "

قال الرجل و هو يوميء بالإيجاب " سيكون الكاهن في انتظارك .. و سأواليك بمستجدات الأحداث "

ربت إفرام على كتف الرجل قبل أن يتجه إلى غرفته .. و يجلس وحده يشعل سيجارته و يفكر فيما تجري به الأحداث .. و وجه رامي لا يفارق خياله .. يعتبره منافسه الوحيد رغم كون رامي مسالما لا يستخدم الأسلحة .. أحيانا يعتقد أنهما متماثلين على خلاف هذه النقطة فضلا عن أن رامي ققد يكون مجد الإكتشاف يكفيه .. لكن إفرام لديه أهداف أكبر .. و أكثر جشعا ..

قال لنفسه و هو يتحسس أصابة يده : سنلتقي يا رامي مرة أخرى .. و سأفوز .

**************

الفصل الثاني عشر

" أيها الملك إنك لم ترحل ميتا

لقد رحلت حيا , اجلس على عرش " أوزير "

صولجانك في يدك لعلك تأمر بالكلمة الأحياء

صولجان برعم اللوتس في يدك

لعلك تأمر بالكلمة... ذوي المقاعد الخفية " – كتاب الموتى -

 

تحسست ضفيرتها الذهبية لتتأكد أنها لن تعوقها .. عدلت من رداءها الأبيض و رباط الخصر المميز باللون الأسود  .. بدت ملامحها متأهبة كحيوان مفترس ينتظر الإنقضاض على فريسته .. تعلقت عينيها لحظة بإشارة من يد الحكم قبل أن تبدأ الهجوم ..

" يا للهول .. هل هذه ابنة حامد رياض ؟ "

قالها حسام و هو يتابع مباراة الكاراتيه بين الفتاة العشرينية و بين رجل بالغ .. كانت تتفوق عليه بينما قالت مريم مؤكدة " نعم .. سالي حامد رياض  .. سنلتقي بها بعد أن تنتهي "

قال حسام " نعم .. أتمنى أن تكون قد فقدت طاقتها حينذاك "

بعد أنهت مباراتها تقابلت مع ثلاثتهم قبل أن يحاول رامي تقديم نفسه قائلا : أنا اسمي ...

فقاطعته سالي : أنا أعلم من أنت ... قرأت عنك سابقا .

فابتسم رامي قائلا : حسنا .. نود الحديث معك قليلا .

فنقلت سالي بصرها بين ثلاثتهم قبل أن تقول في حيرة : ليس على حد علمي أنه يوجد شيء يمكننا الخوض في الحديث عنه .

فقالت مريم : بخصوص والدك و ما كتبه .

عقدت سالي حاجبيها قبل أن تقول : أنصتوا إلي .. لا يوجد ما أتحدث فيه معكم عن أبي .. يكفي ما قد حدث.

فقال رامي محاولا تهدئتها : عليكي أن تستمتعي .. نحن نحتاج مساعدته في أمور هو يعلمها .

فقالت سالي في حنق : لم يعد متواجدا الآن .. ساعدوا أنفسكم .

فقالت مريم : سنساعده في استرداد كرامته بين الناس إذا حصلنا على المساعدة .. لدينا ما يدل على أن اعتقاده صحيح ..

نقلت بصرها بينهم قبل أن تقول لهم .. " لديكم خمسة دقائق للشرح أو لإعطائي سببا لتهشيم عظامكم "

جلس الجميع و قد قام رامي و مريم بشرح الأحداث إلى سالي و ما وصلوا إليه و سبب احتياجهم لمساعدة والدها .. و بعد انتهائهم ساد الصمت للحظات قبل أن تقول سالي " حسنا .. لقد اختفى والدي منذ أحداث اتهامه .. حقيقة كان يخشى أن يقتلوه .. سافر و ابتعد و لا أعرف شيئا عن مكانه .. ربما بدأ حياة جديدة .. أو ربما حاول تقصي ما كتب عنه .

فسألها رامي : هل قرأتي ما كان يكتب عنه ؟

فقالت في سرعة " قرأت ما كتبه بالطبع و لكني لم أفهم شيئا قبل أن يأتي رجال الحكومة و يأخذوا كل ورقة كتبها .. "

فسألها حسام في حيرة " الشرطة ؟ ! "

فأومأت بالنفي و هي تقول " بدا عليهم أنهم جهة أمنية عليا "

فقال حسام " و ما هَم جهة مثل هذه فيما كتبه والدك ؟ و المكتوب ليس له علاقة بسياسة ما .."

فأومأت سالي بالنفي : لا أعلم .. على أي حال لا يوجد سوى بعض الملحوظات الصغيرة في الجهة الداخلية لأحد أغلفة الكتب .. هي كل ما تبقى منه .. قد أريكم إياها فربما تساعدكم في شيء .

فقال رامي و هو ينهض " حسنا .. سنأتي إليكي لاحقا في هذا اليوم "

بدت الدهشة على وجه كل من مريم و حسام فقد كانا يتوقعان أن يتوق رامي لرؤية الملاحظات و لكنه قام بالتأجيل .. و بعد أن ابتعدوا سأل حسام : لما لم نذهب معها ؟

فقال رامي في حذر " نحن مراقبون "

فتساءلت مريم في دهشة " مراقبون ؟! .. كيف و ممن ؟ "

فقال و هو يكمل طريقه " ارتبت في أحدهم كان في سيارة متوقفة عند أسوار النادي .. و ارتبت في آخر كان يجلس بالقرب منا .. لا أعلم من بالضبط .. ربما أصدقاء إفرام يكملون المهمات العالقة "

فبدى القلق على حسام و هم يستقلون سيارتهم و يقول :" يبدو أن هذا الطريق لن ينتهي نهاية جيدة .. هناك شيء خطير خلف البردية و ما تدل عليه .. و أشخاص سيئون للغاية يعلمون ذلك .. نقضي على أنفسنا ان استمرينا بهذا "

قال رامي بعد ان انطلقوا بالسيارة : هذا سبب أدعى لكي نكمل مهمة البحث .. هذا الإصرار من هؤلاء يدل على تمكنهم مما نبحث عنه سيكون وبالا علينا جميعا .. لن يسعوا أبدا في مصلحة العالم بل فيما يضر فقط ... علينا أن نفعلها .

قالت مريم في قلق " و لو لم نتمكن من فعلها ؟ "

قال رامي في حزم " على الأقل حاولنا .. لكن من المهم أولا أن نعرف عما نبحث و أين .. سنتملص من المراقبة لاحقا كي نتمكن من رؤية الملاحظات  ثم لنرى .."

و على مقربة منهم كانت خلفهم سيارة سوداء أخرج صاحبها هاتفه النقال و قام بإتصال قال على أثره " انهم عائدون الآن .. أنا ألاحقهم في حذر "

********************

كان أدهم زين يهبط من سيارته أمام البناية التي يقطن بها عندما جاءه صوت من خلفه " أدهم !! "

فالتفت أدهم ليجد أحد زملاءه في العمل و الذي لم يكن يحمل له الكثير من الارتياح النفسي " طارق ؟! ماذا تفعل ؟ "

خلع طارق عن وجهه نظاراته السوداء و هو ينظر بارتياب إلى أدهم و يقول " كنت أعلم أنك في عطلة .. و لكن وصلني أنك تعمل في العطلات "

فابتسم أدهم ابتسامة ساخرة قليلا و هو يقول " هل أصبحت متفرغا لدرجة أن تراقبني ؟ "

فضحك طارق و هو يقول " أنشطة العملاء لا يمكن إخفاءها جميعا .. و بعض عملاءك يقومون بأعمال ما أعتقد أنك على دراية بها "

قال أدهم " العطلة لا تمنعني من العمل .. و أعتقد أن أعمالي لا تخصك أليس كذلك ؟ "

فابتسم طارق و هو يرتدي نظارته و يقول " أردتك أن تعرف أنني متواجد دوما يا صديقي خلفك .. ربما احتجت بعض الدعم يوما .. سأوفره لك "

فصمت أدهم بينما التفت طارق و ابتعد عنه و ابتسامته لا تزال على شفتيه .. فقال أدهم في نفسه " يبدو أن الأمور يجب أن تنتهي سريعا في أقرب وقت يا أدهم .. لم يعد لدينا المزيد من الحيل هنا "

رن هاتفه النقال فقام بالرد على الإتصال  " نعم ... حسنا ... لا عليك الآن سأتولى الأمور من هنا "

و أنهى اتصاله ..

***********

كان رامي يتفحص البردية حين جاءه مريم و حسام بعد ما نال كل منها قسطا من الراحة و أنهيا بعض إلتزاماتهما .. و بادرت مريم بالسؤال " هل هناك جديد ؟ "

فأومأ رامي بالنفي و هو يقول " علينا أن نجد طريقة تخلصنا من المراقبة لنذهب إلى سالي " و ما أن أنهى عبارته حتى أتاه طرق على باب المنزل .. فإذا بها سالي فأصابته الدهشة قائلا " أنت !! كنا سنأتيكِ لاحقا "

فدلفت سالي و هي تحمل كتاب و تقول " ظننت من الأفضل ألا أتأخر عنكم .. ها هو الكتاب الذي يحمل ملاحظاته "

فابتسم رامي شاكرا لها و دعاها للداخل متوجهين إلى حجرة المكتب .. بينما حسام نظر إليها و هي تبدو فاتنة في زي شبابي و لكنه أكثر أنوثة من رداء الكاراتيه فابتسم لها قائلا : ظننت أن ذاك الوحش الكاسر قد قضى على الأنثى للأبد .. "

فابتسمت سالي و هي تقول " تعرضت لمضايقات كثيرة .. ازدادت بعد ما حدث لوالدي ... كان لابد من هذا المسلك "

فأومأ حسام برأسه و هو يقول " نعم نعم .. أفهمك جيدا .. رغم أن العنف الجسدي لا يناسبني .. فأنا أحب الأجهزة كثيرا "

وضع رامي الكتاب أمامه و بحث عن الملاحظات حتى وجدها و هو يقول " ها هي ... حديد السماء مفتاح البوابة .. و الكهف طريق آخر عبر الخطوط " صمت رامي للحظات قبل أن ينظر إليهم " هذا كل شيء .. وصف حديد السماء أثير عند الكشف عن ماهية خنجر الملك توت المكون من حديد نيزكي .. و ظهر الوصف في نقوش الأسر التالية في الحكم  .. لكن ماذا يقصد بالبوابة ؟ "

قالت مريم " ليس هناك في عقلي سوى بوابة الشمس في تايوانكا غرب بوليفيا .. فضلا عن بوابات الشمس بممفيس الكمتية  "

فقال حسام " لابد أن هناك دليل ما نستطيع أن نقتفي أثره بدلا من التشتت الرهيب هذا .. ثم ما المقصود من أن حديد السماء مفتاح البوابة  ؟! "

فقال رامي يبدو أن العلاقة بين الخنجر و البوابة المجهولة تكشف لنا عن الأرض المقصودة .. ذاك العالم الخفي "

فقال حسام " و ماذا نفعل الآن إذن ؟ "

قالت مريم " علينا أن نفكر قليلا قبل اتخاذ أي خطوة .. و لكن أين اختفى حامد رياض إذا كان لم يقم بتنفيذ البحث .. فلا يزال الخنجر في موضعه بالمتحف  "

قالت سالي " لا أعلم .. ربما هرب من الناس و ما قد يحدث .. ربما ارتعب من أولئك الرجال .. إذا كنتم تنوون الذهاب في أثر هذا الأمر فقد قمت بما يتوجب علي .. سأعود إلى حياتي "

فقال رامي متفهما " لا أستطيع أن ألومك بالتأكيد .. و إذا توصلنا لشيء بخصوص والدك سنقوم بإخبارك "

قالت سالي و قبل أن تغادرهم " شكرا جزيلا .. لديك رقم هاتفي على أي حال "

ثم غادرتهم و بعد قليل طُرق الباب و قد كان الشخص الذي سيغير مجريات الأمور ..

*******************

في الطريق استخرجت سالي هاتفها و فتحت برنامج مراسلة على الإنترنت و طبعت كلماتها لشخص آخر " لقد تم إيصال الغرض .. و يحاولون الوصول " .. أتاها الرد  " حسنا فعلتي .. نجتمع قريبا "

أغلقت سالي هاتفها و ابتسمت ببعض الارتياح المشوب بالقلق ..

 ****************

" من أنت ؟! "

قالها رامي للزائر الغريب الذي فضل أن يريه بطاقة هويته الأمنية .. تفحصها رامي مندهشا قبل أن يقول " الضابط أدهم زين ... المخابرات ؟ ! .. لا أفهم شيئا "

جلس أدهم و هو يتفحص ثلاثتهم و على وجوههم قد ارتسمت علامات الحيرة و القلق قبل أن يفتتح حديثه قائلا " نحن على علم بكل الأحداث التي جرت .. و أنا على وجه الخصوص قد اهتممت بالمسألة منذ ظهورها .. حقيقة الأمر فأنا من ساعدت على تهريب حامد رياض من البلاد بهوية مزيفة  "

نظر ثلاثتهم إلى بعضهم البعض قبل أن يقول رامي " نحن لا نفهم شيئا  "

فقال أدهم " الأمر لم يكن مجرد رموز كمتية و أبحاث تاريخية .. تفاجئت باهتمام من جهات عليا بما خاض فيه حامد .. على ما يبدو أن كان سيصل لشيء ليس من مصلحة جهات دولية أن يظهر للعلن .. و منذ ذلك الوقت بدأت استشعر وجود اختراق في أجهزة الدولة.. و بدأ عملائي يسجلون ظهور كثير من عملاء أجهزة أكثر من دولة تحوم في البلاد .. أخذت التصرف بتهريب حامد رياض بشكل فردي و سريع دون علم أحد .. و أخفيت الأمر .. و لكن سيتم كشفه قريبا و أنا أعرف ذلك ... لذلك قد أتيت بنفسي .. لابد أن أصل للحقائق المراد طمسها منهم قبل أن ينالوا منا .. و خصوصا بعد تهريب إفرام "

انتفض حسام واقفا و هو يقول في ارتباك " إفرام ؟! لقد هرب ؟ "

فقال أدهم " نعم .. خلفه منظمة قوية تدعمه .. و سيقومون بكل شيء لمنع أي أحد من كشف السر "

فقال رامي " و لكننا لا نعرف عما نبحث تماما .. ولا ندري كيف نصل .. "

فقال أدهم " قبل أن استمع لنظرية حامد كان هناك ملف عمل عليه والدي سرا قبل أن يموت فجأة .. و كان أحد ضباط المخابرات .. عرفت عما يدور من أحدى مسوداته المخبأة بين كتبه الخاصة كما اعتاد أن يفعل .. كانت عن شبكة سرية لزرع عملاء غير ناشطين للإطاحة بأي نظام في وقت ما .. المفترض أن مؤسسي هذه الشبكة هي منظمة سرية في مكان خفي ... حاولت تتبعها كثيرا و لكن بلا جدوى .. عندما استمعت لنظرية حامد أخبرني بأن وجود أماكن مخفية في هذا العالم شأنه أن تختفي فيه منظمة تقود العالم كيف تشاء دون المساس بها .. ربما لو أرادت تدمير العالم كله ستكون بخير .. بعد كثيرا من البحث وجدت أن كل المنظمات السرية التي ظهرت و التي اندثرت كانت مجرد أذرع لأخطبوط واحد يقود العالم كيف يشاء .. يتحكم في الاقتصاد و الحروب و الانقلابات و قيام المجتمعات و انهيارها .. الكشف عن وجودها سيدمر ما تفعله .. عندما يرى الناس الحقائق .. لن ينقادوا عميانا بعد ذلك "

ساد الصمت لحظات قبل أن يقول رامي " هذا الأمر جد خطير .. و كيف سنقوم نحن بمهمة خطيرة مثل هذه؟ قد نهلك عند اعتاب المنزل ان كان ما تقوله صحيح .. "

قال أدهم " مخاوفك في محلها يا صديقي .. و لكن نمتلك ميزة أننا لسنا منظمة يمكن تقفي أثرها .. سأكون معكم و أدعمكم بكل مهاراتي و اتصالاتي الموثوق فيها و سنتحرك في خفاء .. كل المطلوب هو أن نصل إليهم  لنكشف عن أماكنهم .. و لقد تمكنت من الإمساك بطرف الخيط .. و لدي بالفعل أحد العملاء المنشقين عنهم يعمل بأحدى منظماتهم الفرعية التي من مهامها الرئيسية العبث بعقول الشباب "

تساءل حسام " و كيف وصل أولئك إلى هذا المكان ؟ "

فابتسم أدهم و هو يقول " لا تنسى أنهم من الممكن جدا حصولهم على وثائق أو خرائط  دلتهم على هذا المكان و قاموا بتدمير ما يشير إليه في أي وثيقة أخرى .. و لذلك فإنهم يطاردون البردية .. لم يكن لهم اهتمام بالمقبرة على أي حال .. و إفرام مجرد أداة للتنفيذ لا أعتقد أنه يدرك شيئا عن حقيقة الأمور "

فقال رامي " و ما الذي علينا أن نفعله الآن ؟ "

أجابه أدهم " سيكون علينا التحرك في أقرب وقت لمكان آمن ندير من خلاله المهمة  .. سأرتب الأمر و لنكن على إتصال "

تبادل ثلاثتهم النظرات قبل أن يقول رامي " هل لنا من اختيار ؟ "

فقال أدهم " أخشى ألا يوجد اختيار .. فقد أصبحتم بالفعل تحت تهديد المنظمة .. و الحل الوحيد أن نهاجم "

تذكر رامي فجأة ما أخبره به أباه عن ارتباط الماضي بالمستقبل .. و قال في نفسه " يبدو أن الحياة القادمة لن تكون سلسلة مطلقا .. كيف سأكشف للعالم عن عالم آخر ؟ "

نهض أدهم من مجلسه و هو يقول لهم في حزم " أعتقد أنه حان وقت الاستعداد للمغادرة .. لدينا الكثير لنفعله .. و الكثير لنكتشفه "

و قد كان محقا .. فمهما مرت العقود و القرون لاتزال هناك أمور طي الكتمان .. تنتظر من يكشف النقاب عنها ..

*****************

كان الشاب يجلس في غرفته أمام شاشة حاسوبه يجمع البيانات و يتوغل في المواقع  الخفية التي أُتيحت له منذ انضمامه إلى المنظمة عندما انبعث رنين هاتفه الجوال فنظر إليه لحظات قبل أن يجيب .. فجاءه صوت أدهم " هل أنت آمن ؟ "

فنهض إلى شرفته ببطء و نظر عبرها قبل أن يجيب " تحدث "

فقال أدهم " أصبحنا مستعدين للمرحلة التالية "

فقال و صوته لا يخلو من نبرة توتر " أنت على علم أننا سنخطو بأرجلنا إلى حيث لا رجعة .. سيتحول الجميع إلى أعداء.. كل فرد تقابله هو عدو محتمل .. و لا ثقة حتى في أقرب الأقربين "

صمت أدهم للحظات قبل أن يقول " ليس لدينا خيار .. على أيدينا دماء الضحايا من ذوينا و من غيرهم .. و إن فضلنا الهروب ستصبح الدماء في أعناقنا .. و لن ينجينا هذا من الهلاك ... سنسقط الشر "

فقال " ربما عليك أولا أن تتيقن من الخير الذي سيحل محل الشر الذي سنسقطه .. "

فقال أدهم " سنفعل ما يتوجب علينا أن نفعله ..سأعاود الإتصال بك "

و أنهى المكالمة .. بينما قال الشاب لنفسه " ربما لو استطعنا أن نقطع رأس الأفعى لكان أفضل من أن نقطع الذيول ذيلا ذيلا و أنيابها تطاردنا ... لكنني لا أستطيع أن أنسى موت أصدقائي حسن و أمير ** .. و لا أستطيع بعد ما تبين لي مدى عمق جذور الفساد أن أتراجع .. حتى لو ذبحتهم فردا فردا " .

  ***** تمــــــت *****     

** راجع رواية ( الذين لا يؤمنون )

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

3028 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع