اسير في شارع جانبي من شوارع المدينة الصاخبة التى أسكنها .شمسه هادئة ،أُفضل السير فيه ،رغم أنه يكتظ بالمارة والمتسكعين من الشباب دون هدف .
من عاداتي أن أنظر أمامي لا أرى سوى خطواتي ولا ألتفت رغم ملء الجانبين بالمحلات و ڤتارين العرض ،فلا تستهويني عادات الشراء حتى مع وجود ضرورة لها بعض الأوقات .
في حين أن الألوان تخطف حالي كاملا ،أشعر و أنا أنظر اليها بالابتهاج والسعادة ،و أني بصحبة الطبيعة الخلابة.
أنهيت الشارع ، سمعت هاتف ما يهمس في أذني "إرجعي" صدقته و رجعت دون تردد وعلى غير هدى ،لكن له سلمت .لا أعلم لماذا ؟ شيء ما يحركني. مُرحبة و كلي فضول تجاه ما يحدث ،إذا بى داخل إحدى المحلات .
المكان مظلم ،لكن ؛ هناك ضوء ما ، خافت طل من إحدى جوانبه ليقع داخل قلبي قبل عيني .
ألوان البهجة بالنسبة لي "جميعها " عدا الرمادي فهو مريب يوحى بالمرض و العلة الخفية ،لا يهم فلست بصدد الحديث عنه .
لحظة واحدة تفصلني عن ما جذبني تنهيها بعض الخطوات ،كل حواسي تتناغم معًا تجاه استكشاف ما رأيت .
نداء خفي وليد اللحظة تحول على الفور لواقع مدهش عندما قررت أن أبتاع قطعة ملابس حلمت بها من زمن فات ،ناعمة الملمس ،زاهية الألوان ،عطرة الرائحة و باردة كحرير نادر .ماهذا الشعور الذى دخل قلبي و غذى حواسي دفعة واحدة بقطعة واحدة ؟
طرت بها فَرحه إلى المنزل ،أشارك أحبابي فرحتي .
تقول ابنتى دائما : شخصيتك جميلة بجمال الألوان التي تختارين و تكررها كلما أعجبها اختياري .و خرج ابني عن صمته هذه المرة ليقول : رائع،حلو أوى .
امتلأ قلبي بجمال اللحظة وامتلأت حواسي معه و زاد من جديد حبي للألوان …