هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. مقهى الحكايات

 

في سوق مزدحم من المدينة القديمة، يقف مقهى "الحكايات" صامداً بوجه الزمن، شاهداً على قصص وحكايات لا حصر لها. واجهته من الخشب العتيق، نحتت عليها نقوشٌ غامضة تتحدث عن ماضٍ عريق. يزينه بابٌ ضخمٌ من الحديد الصدأ، يصدر صريرًا حزينًا مع كل دفعة.

 

بمجرد الدخول، تُغلفك رائحةٌ غنيةٌ بمزيج من البن المطحون والهيل والنعناع، رائحة (التُمباك) مختلطة برائحة عصير الليمون تُداعب حاسة الشم وتُنعش الروح. يملأ المكان ضوءٌ خافتٌ ينبعث من مصابيح زيتية عتيقة، تُلقي بظلالها على الجدران المزينة بصورٍ قديمةٍ لرواد المقهى من مختلف العصور.

 

على الطاولات الخشبية المُغطاة بقطع قماش بيضاء ناصعة، تتناثر الكتب والمجلات القديمة، جنبًا إلى جنب مع فناجين القهوة والشاي .

 

رائحة التفاح تنبعث من نارجيلة ينفث دخانها رجل قوست الهموم ظهره ، يحاول إزاحتها عن صدره لعلها تختفي مع الدخان المتلاشي فى الهواء.

 

بداخل المقهى، سماءٌ منخفضة تزينها نجومٌ خافتة، وإضاءة دافئة تُضفي على المكان شعوراً بالدفء والألفة.

 

في ركن هادئ، يجلس كاتبٌ فى العقد الرابع من عمره ينكب على دفتره، يخطُّ بِقَلَم رصاص قصة جديدة ، يراقب من حوله ، يستلهم منهم حكايات الناس تعابيره وشخصياته

 

في أحد الأركان، يجلس رجلٌ عجوزٌ ذو لحية بيضاء كثيفة، يرتدي نظاراتٍ مُغبرة، يُمسك بيده بِسبحةٍ خشبيةٍ ويقرأ في كتابٍ قديم. يُحيط به مجموعةٌ من الشباب، يستمعون باهتمامٍ إلى حكاياته التي تتنقل بين الأساطير والخرافات والحقائق التاريخية.

 

شباب يلعبون الشطرنج بمرح بالغ ، لم يضمهم عالمنا القاسي بعد إلى أحضانه، مازال بداخلهم جموح الشباب وبراءة الأفكار ، وأحلام لم يلوثها الواقع .

 

في كل ركنٍ من أركان المقهى، قصةٌ تُروى، وحكايةٌ تنتظر أن تُسمع. رائحة البخور تُضفي على المكان جوًا من الروحانية والسكينة، بينما أصوات الضحك والنقاش تُخلق شعورًا بالدفء والحميمية.

 

مقهى "الحكايات" ليس مجرد مكانٍ لتناول القهوة، بل هو ملاذٌ آمنٌ للأرواح المُتعبة، وملتقىً للأفكار المُبدعة، ومأوىً للحكايات التي لا تُنسى.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع