هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. زرقاء اليمامة ..تخيلات تاريخية

في ظلال المعبد المهيب، وقفت زرقاء اليمامة، أمام الملك الفرعوني سقنن رع الثاني، هالة من القوة والرهبة تحيط به.

انحنت زرقاء اليمامة احترامًا، ثم رفعت رأسها بثقة .

أشار لها الملك الفرعوني:

_ من أنتِ؟ ولماذا تريدين رؤيتي؟ 

وقفت بثبات وهى تقول:

_اسمي عَنز من قبيلة جديس ولقبي هو زرقاء اليمامة، شخصية عربية جاهلية من أهل اليمامة ، مضربًا للمثل في حدِّة النظر وجودة البصر، أبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام . وقد رأيت فى منامى رؤية تخص مصر .

 

"يا جلالة الملك، لقد رأيتُ في رؤياي ليلة أمس خطرًا يهدد مملكتك العظيمة. أعداء متربصون بكم ، يخططون لغزو أرضكم وسلب ثرواتكم."

تجهم وجه الملك، وعقد جبينه تفكيرًا. سأل زرقاء اليمامة:

"من هم هؤلاء الأعداء؟ من أين سيأتون؟"

هزت زرقاء اليمامة رأسها، وقالت:

"لم أرَ وجوههم بوضوح، يا جلالته. لكنني شعرتُ بنواياهم الشريرة. إنهم يمتلكون جيشًا ضخمًا، وعتادًا حربيًا هائلاً."

سألها :

- "ومتى سيأتون" ؟

أجابت على الفور:

_ "ربما الآن ، وربما بعد آلاف الأعوام."

صمت الملك لحظة، ثم قال:

" آلاف الأعوام! وما جدوى تحذيرك لى، قد أكون وقتها مومياء محنطة! "

قالت بثقة:

"لقد حذرتك يا مولاي، وجلالتك ستحذر من بعدك ، وستحذر شعبك، سيتوارث الأجيال التحذير.

هز رأسه فى امتنان:

"شكرًا لكِ يا زرقاء اليمامة، على تحذيركِ. سأضع كلماتكِ في عين الاعتبار، وسأتخذ الخطوات اللازمة لحماية مملكتنا."

انحنت زرقاء اليمامة مرة أخرى، وانصرفت من أمام الملك، وهي تحمل في قلبها شعورًا بالقلق على مستقبل مصر.

في الأيام التالية، أمر الملك بتعزيز الحدود، وتجهيز الجيش للحرب، وبالفعل كان العدو هو الهكسوس.

 

كان الملك سقنن رع أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس لمحاربتهم وخروجهم من مصر وقتل في إحدى معاركه مع الهكسوس، ثم استكمل ولده كامس الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس ثم أحمس طرد الهكسوس خارج البلاد. جرى أحمس بجيوشه عندما كان عمره حوالي 19 سنة واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبة وذهب هو وجيوشه إلى أواريس (صان الحجر حاليا) عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين وفتت شملهم هناك حتى استسلموا.

           ☆☆☆☆☆☆

 

المكان: قصر الملك قطز في القاهرة.

الزمان: ليلة قبل معركة عين جالوت.

زرقاء اليمامة: (تدخل القصر خلسةً وتتسلل إلى غرفة الملك قطز) يا مولاي السلطان، جئتُ إليكِ محمّلةً بأخبارٍ خطيرةٍ.

الملك قطز: (يتفاجأ بوجودها) زرقاء اليمامة؟ ما الذي أتى بكِ إلى هنا في هذه الساعة المتأخرة؟

زرقاء اليمامة: لقد سمعتُ عن جيشٍ عظيمٍ من المغول يتجه نحو مصر، ناوياً تدمير كل ما في طريقه.

الملك قطز: (بقلقٍ) المغول؟ لقد سمعتُ عن وحشيتهم همجٍ.

زرقاء اليمامة: نعم يا مولاي، هم أعداءٌ لا رحمة في قلوبهم. لقد دمروا البلاد التي مروا بها، وقتلوا الأبرياء دون رحمة.

الملك قطز: (بصوتٍ حازمٍ) لا تخافي يا زرقاء، لن نستسلم لهم بسهولة. سنقاتلهم بكل ما أوتينا من قوةٍ ونُدافع عن بلادنا حتى آخر رمقٍ فينا.

زرقاء اليمامة: (بإعجابٍ) أعلم يا مولاي أنكَ فارسٌ شجاعٌ وقائدٌ مُقدامٌ، لكن المغول عدوٌ قويٌّ للغاية. عليكَ أن تُخطط جيداً لهذه المعركة، وأن تُحشد كل قواكَ لمواجهتهم.

الملك قطز: (شاكراً) شكراً لكِ يا زرقاء على تحذيركِ. لقد نفعني كلامكِ كثيراً.

زرقاء اليمامة: (تُودع الملك) حظاً موفقاً يا مولاي، وأسأل الله النصر لكَ وللمسلمين.

الملك قطز: (يُودعها) بارك الله فيكِ يا زرقاء.

ثم دارت معركة عين جالوت، واحدة من أهم المعارك التي شكلت منعطفا حاسما في التاريخ الإسلامي، جرت أحداثها في 25 رمضان عام 658 هـ، الموافق للثالث من سبتمبر/أيلول 1260 ميلادي، وفيها انتصر المسلمون بقيادة السلطان المملوكي سيف الدين قطز على جيش التتار المغولي بزعامة هولاكو في منطقة عين جالوت.

               ☆☆☆☆☆

 

المكان: قصر عابدين، القاهرة

الزمان: ليلة 5 يونيو 1967

 

زرقاء اليمامة: (تدخل على الرئيس جمال عبد الناصر في مكتبه) يا سيادة الرئيس، لقد رأيتُ في منامي رؤيا منكرة.

جمال عبد الناصر: (بقلق) ماذا رأيتِ يا زرقاء؟

زرقاء اليمامة: رأيتُ سماءً حمراء كأنها ملطخة بالدماء، ورأيتُ جيشنا يُهزم ويُقتل، ورأيتُ العدوّ يسيطر على أرضنا.

جمال عبد الناصر: (باستهزاء) لا تُصدّقي كلّ ما تريه الأحلام، يا زرقاء. جيشنا قويّ، ولن يهزمنا أحد.

زرقاء اليمامة: (بحزن) لكنّ ما رأيته كان حقيقيًا، يا سيادة الرئيس. أرجوك أن تأخذ حذرك، وأن تُحذر جيشك من الخطر القادم.

جمال عبد الناصر: (بغضب) كفى يا زرقاء! لا تُثيري الذعر في قلوب الناس.

زرقاء اليمامة: (بإصرار) لكنّني أقول لك الحقّ، يا سيادة الرئيس. خذ حذرك، فالنكسة قادمة.

جمال عبد الناصر: (يُخرجها من مكتبه) اخرجي من هنا! ولا تعودي مرة أخرى.

الراوي: لم يأخذ الرئيس جمال عبد الناصر تحذير زرقاء اليمامة على محمل الجدّ، ونتيجةً لذلك، حدثت النكسة في 5 يونيو 1967، وهُزم الجيش المصري، واحتلّت إسرائيل سيناء والضفة الغربية وغزة.

            ☆☆☆☆☆☆☆

 

المكان: قصر عابدين، القاهرة

الزمان: ليلة 6 أكتوبر 1973

زرقاء اليمامة: (تظهر فجأة أمام الرئيس السادات) "يا سيدي الرئيس، لقد حان وقت النصر!"

الرئيس السادات: (بدهشة) "من أنتِ؟ وكيف وصلتِ إلى هنا؟"

زرقاء اليمامة: أنا زرقاء اليمامة، جئت إليكِ لأبشركَ بالنصر العظيم الذي سيحققه جيش مصر على أعدائه."

الرئيس السادات: "زرقاء اليمامة!" أنت من عهد قديم ، كيف جئت إلى هنا؟"

زرقاء اليمامة: "لا حدود للزمان والمكان عندي، لقد رأيتُ المستقبل لك وجئت لأخبرك . رأيتُ جيش مصر يعبر قناة السويس، ويهزم العدو الإسرائيلي، ويحرّر سيناء."

الرئيس السادات: "كلماتكِ تُلهبُ الحماس في قلبي. لكنّني قلقٌ على جنوديَ. حربٌ كهذه ستُكلّفُنا الكثير من الأرواح."

زرقاء اليمامة: "لا تخف يا سيدي الرئيس. فالشهداءُ الذين سيُسقطون في هذه الحرب هم شهداءُ الوطن، وسيُخلّدُ التاريخُ أسماءهم. وسيُلهمُ تضحياتُهم الأجيال القادمة للدفاع عن مصرَ وحريتها."

الرئيس السادات: "شكرًا لكِ يا زرقاء اليمامة. لقد رفعتِ من معنوياتي. سأقودُ جيش مصر إلى النصر، إن شاء الله."

زرقاء اليمامة: "النصرُ حليفُكَ يا سيدي الرئيس. ثق بالله وبجيش مصر وبشعب مصر."

(تختفي زرقاء اليمامة فجأة)

الرئيس السادات يقف صامتا، يستوعب ما دار من الحديث .

ثم يخرج من قصره ويتوجّه إلى مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة.

ينتصر الجيش المصري ويعبر خط بارليف ويسترد سيناء.

لم تظهر بعدها زرقاء اليمامة فى مصر، ويقال أنها استشهدت فى ٢٥ يناير ٢٠١١م

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

3161 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع