مفقود .. ما أقساها كلمه .. لم أستوعبها و أشعر بجسامتها و قسوتها الا منذ سنوات .. حينما دعانا الفريق محمد الشحات رحمه الله قائد قوات الدفاع الجوى فى ذلك الحين .. و كان يجلس معى على نفس الطاوله اب و ام و اخت لأحد المفقودين بحرب الاستنزاف او اكتوبر (لا اتذكر تحديداً) .. و تعرفت عليهم بعدما سمعت الام تتمتم ببعض الكلمات .. كلمات دخلت على قلبى كالسكين .. فنظرت لابنتهم و سألتها لافهم ما هذا الكلام .. قالت لى
" اصل اخويا مفقود فى الحرب و لحد النهارده مانعرفش عنه حاجه "
كانت الام تقول بصوت يشق النفس الى نصفين و يمزق القلب
" يا ترى يا ابنى انت فين ..
عايش والا ميت ..
ولو عايش انت فين ..
ياترى اسير و مرمى فى السجن و ال*يه*ود بيعذبوك ..
و الا فقدت الذاكرة و واحد من البدو فى الصحرا أخدك عنده ..
الاقيك فين يا ابنى "
و نظرت الى والد المفقود .. لأشاهد بعينى معنى انكسار الرجال
فى هذه اللحظه حمدت الله انى اعرف مكان قبر ابى ..
و حمدت الله اكثر و اكثر على استشهاد بابا و انه ليس مفقود ..
الله يعين و يصبر كل أسره لديها مفقود ..
فهذا هو الالم الحقيقى و هذا هو عذاب الفراق