هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نجلاء لطفي
  5. نعمة النسيان - الجزء الأول

من نعم ﷲ علي الإنسان النسیان فإن تذكرنا كل شيء قد یصیبنا الجنون فكثیرا ما یلجأ العقل

.للنسیان لیھرب من ذكریات قد تنغص علیھ حیاتھ وتجعلھ یرفض تقبلھا

جلست في شرفة منزلي أنتظر عودة بھاء من مأموریتھ التي ذھب إلیھا منذ یومین ولا أعلم عنھ شیئا ولا أعلممتى یأتي، لكني كنت أنتظره على أیة حال فیالشرفة وھو المكان المفضل لھ في الشقة ، حیث یجلس دائما معيعندما یعود من عملھ لنحتسي الشاي ونرى البحر من بعید ویحكي لي عن عملھ وأحكي لھ عن شقاوة آسر ومایفعلھ بي في غیابھ وعن عملي بالمدرسة وحبي للفتیات رغم مشاكساتھن لي. شعرت برعشة تسري في جسديبسبب برودة الجولیلا في أواخر سبتمبر فدخلت لغرفتي وأغلقت الشرفة وذھبت لأطمئن على آسر فوجدتھمستغرقا في نومھ، جلست على سریري لأقرأ قلیلا فلعل القراءة تساعدني على النوم، وتزیل من قلبي ذلك الانقباض. مضى وقت وأنا أقرأ حتى انتبھت على صوت الھاتف وعندما ظھر اسم سامر على الشاشة تعجبت:فھو ابن عم بھاء ولكنھ نادرا ما یتصل بي فأجبت

السلام علیكم-

وعلیكم السلام أنا أسف لإزعاجك بس باتصل على بھاء بقالي یومین وموبایلھ مقفول فقلقت علیھ-

ھو في مأموریة ومش عارفھ ھیرجع امتى-

طیب انتم كویسین؟-

أه الحمد   -

مش محتاجة أي حاجھ ؟ أنا جاي اسكندریة بكرة لو عاوزه أي حاجھ أنا تحت أمرك-

شكرا-

مع السلامة-

أغلقت الخط وأنا قلقة على بھاء فتلك أول مرة یخرج في مأموریة وأشعر بمثل ذلك الإنقباض في قلبي ودعوتﷲ أن یرده إلینا سالما.استیقظت لصلاة الفجر وصلیت ودعوت ﷲ كثیرا أن یحفظھ وبقیت مستیقظة بعدالصلاة فقد جافاني النوم وتذكرت كیف تعرفت على بھاء فقد كنت أركن سیارتي الصغیرة أمام بیت إحدىصدیقاتي وكنت أستغرق وقتا في ذلك لأني كنت مبتدئة وفي لحظات جاء بھاء بسیارتھ واحتل المكان الذي:كنت أركن فیھ فنزلت من سیارتي غاضبة وقلت لھ

مش شایفني باركن؟-

شایفك بقالي ربع ساعھ لما زھقت من الوقفھ وأنا مستنیكي تخلصي وفي الأخر قلت أركن أنا عشان مش-ھاضیع باقي الیوم مستنیكي

دي اسمھا قلة ذوق وعلى الأقل كنت ساعدني بدل ما انت واقف تتفرج علیھ وأنا عمالھ أدخل وأخرج ومش-عارفھ أظبط العربیة

انا مش مدرسة تعلیم سواقة لما تتعلموا تركنوا تبقوا تركبوا عربیات-

تركني وصعد للعمارة المقابلة لصدیقتي وعندھا جاء بواب عمارتھا الذي یعرفني جیدا فتركت لھ المفتاح:لیركنھا وصعدت وأنا مشتعلة من الغضب وعندما حكیت لمنى صدیقتي ظلت تضحك وتقول

ده لازم بھاء محدش بیعمل العملة السوده دي غیره -

بھاء مین؟-

ده ابن صاحبة ماما وظابط شرطة بس عسل-

ده قلیل الذوق ومغرور جدا-

بالعكس ده بیبو ذوق جدا بس تلاقیھ راجع من الشغل مزاجھ وحش-

واضح إنك عارفھ تفاصیل حیاتھ-

طبعا-

الحكایة إیھ؟؟ طنشتي ولید ابن خالتك وراسمة على بیبو عشان ظابط؟-

ولید ده الأول والأخیر كل الحكایة إن ماما ومامتھ أصحاب جدا ولما ماما ولدتني كانت تعبانھ جدا وفضلت في-المستشفى قامت مامتھ رضعتني مع أختھ لمیاء وبكده بقیت أختھم في الرضاعة عشان كده عارفھ عنھ كلحاجھ ولأني أنا ولمیاء ما بنبعدش عن بعض

كفایة رغي بقى ویالا عشان أشرحلك المحاضرات اللي فاتتك-

تعرفت بعدھا على لمیاء التي كانت في كلیة تجارة بینما كنا في كلیة أداب إنجلیزي وكنت أراھا دائما عند منىوصرنا قریبتین من بعضنا فھي تشبھ منى كثیرا في الطباع لكنھا أكثر ھدوءا منھا ولكنھما تختلفان تماما فيالشكل فلمیاء رشیقة الجسد طویلة إلى حد ما بیضاء البشرة بعیون لوزیة شعر بني غامق ناعم، بینما منى تمیلللقصر بجسد ممتلىء قلیلا وبشرة قمحیة وعیون سوداء وشعر أسود مجعد، وكان بھاء یشبھ أختھ كثیرا لكنھكان أطول وبجسد عریض وبشرة لفحتھا الشمس فصار خمریا مع عیون فاتحة فكان ذلك سر جاذبیتھ التي تُفقدالفتیات عقولھن خاصة عندما یعرفن أنھ ضابط شرطة. یبدو أني كنت الوحیدة التى لم أقع فریسة جاذبیتھ ولمأره سوى فتى ثقیل الظل مغرور وفاقد للذوق. لم نلتق منذ ذلك الیوم إلا یوم عید میلاد منى التي ألحت عليلحضوره ورغم رفض أمي إلا أنھا استطاعت انتزاع موافقتھا بشرط ألا أتأخر، وكان من حسن حظي أن عیدالمیلاد في مقھى قریب من بیتي. ارتدیت لأول مرة فستانا من اللون الأزرق مع الأبیض في النصف العلويوالنصف السفلي لونھ أزرق من قماش الشیفون ووضعت على شعري طرحة زرقاء فأضفت جمالا علىبشرتي البیضاء وكحلت عیوني العسلیة بكحل أزرق ولم أضع أیة مساحیق أخرى، وارتدیت حذاء متوسطالكعب لأبدو أطول فأنا متوسطة الطول بین لمیاء ومنى. وصلت إلى المقھى فوجدت منى و لمیاء وأسرتیھماحاضرین وتوالى توافد الفتیات وانغمس الجمیع في الصخب بینما وقفت بعیدا أتأمل ذلك الحفل الذي لو رأتھأمي لأعتبرتھ فسق ومجون فقد تشددت في تربیتي بعد وفاة والدي وساعدھا على ذلك عملھا كمعلمة ثم موجھةثم ناظرة مدرسة خاصة ، فكانت حیاتي عبارة عن أوامر ونواھي فقد كانت تخشى انحرافي ، وتخشى أكثر من.كلام الناس لأننا نعیش بلا رجل

:أفقت من أفكاري على صوت من خلفي یقول

كل سنة وانتي طیبھ یا منمن كنت ھازعل لو طفیتي الشمع من غیري-

وأنا أقدر یا باشا-

واقترب منھا ووقف الجمیع حول المائدة وبدأوا في الغناء ثم أطفأت منى الشموع وھنأھا الجمیع واقتربت منھا: وھنأتھا وأعطیتھا ھدیتي فقبلتني وقالت

حبیبتي یا لولو طول عمرك ذوقك رقیق-

كل سنة وإنتي طیبة یا حبیبتي ، بس أنا لازم أمشي ما انتي عارفھ تعلیمات ماما -

عشان خاطري یالولو خلیكي شویة صغیرین-

طیب نص ساعھ وھامشي-

نادتھا والدتھا لتقطیع التورتة ورأیت بھاء وحولھ العدید من الفتیات یتبادل معھن الضحك وھن متیمات بھفشعرت بالإشمئزاز وظھر ذلك جلیا على وجھي عندھا نظر إلي وتلاقت نظراتنا فأشحت بوجھي عنھ فوجدت:لمیاء احضرت لي طبقا من الحلوى وقبل أن أخذه جاء بھاء وخطفھ من یدھا وقال

لومي یا حبیبتي الطبق ده عشاني ربنا یخلیكي لأخوكي-

:فقالت لمیاء بجدیة ونظرات مُحذرة

لا یا حبیبي ده للبنى وبطل ھزار-

:فقال

عادي ممكن ناكلھ سوا-

:فقلت بامتعاض

لأ اتفضل كلھ لوحدك أنا ماشیھ-

:فقالت لمیاء

ماتزعلیش ده بیھزر-

:فقال بھاء

كل ده عشان طبق لأ خودیھ وألف واحدة تجیبلي غیره-

:فقلت

لأ ما باخدش حاجھ حد بصلي فیھا ، سلام یا لمیا أنا أتأخرت أوي سلمي على منى وھابقى أكلمھا-

وانصرفت مسرعة وغضبي في قمتھ من سخافتھ وغروره، ھل یظن نفسھ ظریفا؟ ألم یقل لھ أحدا من قبل أنھثقیل الظل؟ یالھ من مغرور ھل یظن أن وظیفتھ ووسامتھ سیجعلان كل البنات یقعن تحت قدمیھ ویطلبنرضاه؟؟ عدت للبیت وبالطبع لم تنس أمي أن تكمل علي بمحاضرة كل مرة أن الفتیات المنحرفات ھن منیتأخرن خارج بیوتھن بعد الثامنة مساءا وأننا نعیش بلا رجل وعلینا أن نحافظ على سمعتنا من كلام الناس.

دخلت غرفتي وأبدلت ملابسي وجلست أقرأ إحدى الروایات الرومانسیة لأھرب من الواقع كعادتي وأتساءلترى ھل سأجد ذلك الحب یوما ما؟؟ ھل سیأتي فارس الأحلام وینتشلني من تلك الحیاة ویسعدني بحبھ

.واھتمامھ؟ ھل الحب حقیقة أم مجرد وھم؟ كم أتمنى أن یكون حقیقة أعیشھا

انشغلت بالمذاكرة استعدادا لإمتحان اللیسانس فكانت كثیرا ما تأتي منى إلي لنذاكر معا بسبب رفض أميخروجي، لكنھا أصیبت بالأنفلونزا وكانت تحتاج أوراق مھمة فاستأذنت أمي في الذھاب إلیھا فأعارتنيسیارتھا الصغیرة لأذھب وأعود مبكرا. وصلت عند بیت منى وبحثت عن البواب فلم أجده فكان علي أن أبحثعن مكان لأركن فیھ سیارتي فوجدت مكانا صغیرا ولكني فشلت في ركن السیارة بشكل صحیح، وفوجئت بمن:یطرق على زجاج السیارة ووجدتھ بھاء یقول

إنزلي وأنا ھاركنھا-

:فقلت لھ بغرور مُدعیة النسیان

إنت تعرفني؟-

مش انتي صاحبة لمیا ومنى بتاعة التورتة؟ أنا ما بانساش حد، سیبیھا ھاركنھا-

لا شكرا ھاستنى البواب -

عبدﷲ سافر بلدھم اسمعي الكلام-

:نزلت متأففة وبالفعل ركنھا في دقیقة واحدة ونزل مبتسما وفقلت لھ

شكرا ممكن المفتاح بقى؟-

لو عاوزة المفتاح تدیني رقم موبایلك-

أفندم؟-

اللي سمعتیھ عاوز رقم موبایلك عشان اطمن علیكي عرفتي ترجعي بیتكم وتركني عربیتك ولا لأ-

على فكرة كل حركاتك مكشوفة بالنسبة لي وریح بالك أنا مش بتاعة صحوبیة ولا مبھورة بیك بالعكس دمك-تقیل على قلبي

وبینما وقف مذھولا من تدافع كلماتي الحادة التي لم یتوقعھا خطفت المفتاح من یده وصعدت عند منى وبقیتمعھا قلیلا وعندما نزلت وجدت إطار السیارة الأمامي فارغا تماما فأدركت أن ذلك انتقامھ مني فتركت السیارةوأوقفت سیارة أجرة وطلبت منھ تبدیل الإطار لي وسأمنحھ مبلغا مالیا فوافق فأبدلھا وعندھا جاء بھاء وقال:ببراءة

فیھ حاجھ یا أنسة ؟ محتاجة مساعدة؟-

لأ شكرا بس باین عیل سخیف فضى لي العجلة والأسطى ﷲ یكرمھ بیساعدني-

تحبي أوصلك بعربیتي؟-

شكرا ، خلاص یا أسطى-

خلاص یا أنسة-

:فأعطیتھ ما اتفقنا علیھ وركبت سیارتي فقال لي بھاء

خدي رقمي عشان لو عوزتي حاجة تكلمیني-

خلیھولك یا حضرة الظابط أو أقولك خلیھ لمعجباتك ویاریت تكبر على حركات المراھقین دي مش لایقة على-مركزك

تركتھ وعدت لبیتي وأنا أفكر في ھذا الإنسان التافھ الذي یعیش حیاتھ متباھیا بمركزه ووسامتھ وكل ھدفھ إیقاعالبنات في حبائلھ، قررت أن أتجاھلھ وأركز في مذاكرتي وفي أول یوم امتحان فوجئت بمنى تطلب مني أنأنتظرھا لنذھب معا، فتعجبت وبعد دقائق اتصلت بي تخبرني أنھا أسفل البیت وعندما نزلت وجدتھا تركب:السیارة مع بھاء وتقول مبتسمة

یالا یالولو لقینا توصیلة مجانا، بھاء لما عرف إني رایحھ الإمتحان صمم یوصلني-

معلش یا منى مش ھاقدر أركب معاكم إنتي عارفھ ماما مانعاني أركب مع حد-

:فقال بھاء

بس ماما مش شایفانا ومحدش ھیعرفھا-

أنا ما اتعودش اعمل حاجھ من وراھا ولا أخون ثقتھا وإن كانت ماما مش شایفاني فربنا شایفني عن إذنكم أنا-ھاخد تاكسي

تركتھما ومشیت وعند أول الشارع أوقفت سیارة أجرة ووصلت للجامعة عند وصولھما فدخلت مسرعة:فنادتني منى وقالت

اوعي تكوني زعلتي أنا كان قصدي أریحك من المواصلات-

منى لو كررتیھا تاني كل اللي بینا ھینتھي، انتي عارفھ إني ماباركبش مع حد غریب ھو أخوكي إنتي مش أنا-

طب خلاص ماتزعلیش خلینا نركز في الإمتحان وبعدین نتكلم-

دخلنا الإمتحان ورغم شدة غضبي إلا أني نسیت كل شيء عندما بدأ الإمتحان ، وبعد انتھاؤه جاءت إلي منىوحكت لي أنھا لم تقصد شیئا فقد عرض علیھا بھاء توصیلھا فوافقت وأخبرتھ أنھا ستمر علي فوافق وأنھا لمتقصد أي شيء نھائي یغضبني، سامحتھا وعدنا للحدیث عن المذاكرة والإمتحانات . بعد عدة أیام فوجئنا بعدنھایة الإمتحانات ببھاء أمام باب الجامعة بزیھ الرسمي یقف مستندا على سیارتھ وعیون الفتیات تلتھمھ التھاماببذلتھ السوداء ونظارتھ السوداء التي تضفي علیھ غموضا وتزیده وسامة، وتركت منى قبل أن نصل لباب:الجامعة فناداني وقال

إزیك یا أنسة لبنى-

الحمد   -

عاملھ إیھ في الإمتحانات؟-

كویسة-

برضھ مش عاوزة تیجي نوصلك معانا-

شكرا ماما ھتعدي تاخدني-

:وقبل أن أنھي جملتي وجدت أمي تقف أمامي فارتبكت فقالت منى بسرعة

إزیك یا طنط-

:وسلمت على أمي وقالت

أعرفك ببھاء جارنا وأخویا في الرضاعة-

:فنظرت أمي لھ تتفحصھ فأسرع بمد یده لھا وقال بشكل رسمي

تشرفنا یا فندم أنا كنت راجع من شغلي قلت أعدي أخد منى في طریقي وأرحمھا من زحمة المواصلات وكنت-باسأل الأنسة لبنى عملت إیھ في امتحانھا

أھلا وسھلا تشرفنا وفرصة سعیدة-

تحبي حضرتك أوصلك أي مكان أنا تحت أمرك-

شكرا عربیتي معایا عن إذنكم یالا یا لبنى-

ركبنا سیارتنا وبدأت أمي معي التحقیق عن كیفیة معرفتي بھ فحكیت لھا أنھ جار منى وأختھ صدیقتي عرفتھامن خلال منى ورأیتھ في عید میلاد منى وأنھ عرض علي ھو ومنى توصیلي أول یوم امتحان فرفضت إمتثالا

:لأوامرھا وأنھ عندما رآني الیوم كلمني من باب المجاملة، فسكتت أمي للحظات وقالت

بنات كتیر بتبھرھم البدلة المیري وطریقة الظباط في الضحك والھزار وأنا مش عاوزاكي تنخدعي بالمظاھر-وتتعلقي بالأوھام

ماتخافیش یاماما أنا أصلا مش باستلطفھ وحاسھ إن دمھ تقیل، كمان أنا مش عیلة صغیرة عشان أنبھر بیھ-

عموما حبیت أقولك إن وظیفتك موجودة في المدرسة ورتبي نفسك مع بدایة السنة الدراسیة ھتشتغلي معانا-

بس أنا مش باحب التدریس یاماما-

أومال عاوزة تشتغلي إیھ؟-

أي حاجة غیر مدرسة، ماعندیش خُلق للأطفال-

عموما قدامك لبدایة السنة الدراسیة لو مالقتیش شغل كویس اعملي حسابك ھتشتغلي معایا عشان ابقى مطمنة-علیكي

(فقلت في نفسي ( لا ده عشان أبقى تحت المراقبة 24 ساعھ یارب امتى ھخلص من السجن ده؟

أمضیت أیام الأجازة في البیت حتى ظھرت النتیجة ونجحت بتقدیر جید وصرت أبحث على النت عن وظائفمناسبة فلم أجد سوى كول سنتر، ورغم رفض أمي عملت بھا لمدة شھرین ثم تركتھا بمحض إرادتي وقبلت.العمل كمعلمة أطفال اكتشفت أني أحب الأطفال كثیرا

في تلك الفترة أبعدتني أمي عن منى خوفا على من بھاء فقد وافقت من البدایة على صداقتنا لأن إخوتھا فتیاتفقط أما ظھور بھاء جعلھا ترفض تماما ذھابي إلیھا، كما أن منى انشغلت في عودة ولید حبیبھا من عملھبالخلیج في أجازة قصیرة وكان علیھم إتمام الخطبة وعقد القران خلالھا، فغرقت في ترتیباتھا، ثم اتصلت بيلدعوتي أنا وماما لعقد القران وكادت أمي ترفض لولا رجاء منى لھا وخاصة أنھا لن تُقیم فرحا إنما ستسافربعد عدة أشھر لولید وتتزوج ھناك، فوافقت أمي بصعوبة على أن أحضر فقط عقد القران وألا أبقى لباقيالحفل. ارتدیت فستانا من اللون النبیتي نصفھ العلوي من الدانتیل المبطن ونصفھ السفلي من الأورجانزاالمطرزة برقة ووضعت على رأسي طرحة باللون الكریمي، واكتفیت بالكحل وأحمر شفاه فاتح اللون ،أوصلتني أمي بسیارتھا وذھبت لزیارة زمیلة لھا مریضة وطالبتني بالعودة سریعا وقبل أن تنصرف لاحظتوقوف بھاء مع والدة منى فركنت سیارتھا ونزلت لتسلم علیھما ولتھنئھما فأصرت والدة منى على دخولھا:فاعتذرت بأن لدیھا واجب علیھا القیام بھ وقالت لوالدة منى

ألف مبروك ومش ھاوصیكي على لبنى دي طبعا زي بنتك خلي بالك منھا وخلیھا تمشي بدري-

:ونظرت إلى بھاء نظرة مُحذرة وقالت

عقبالك یا حضرة الظابط-

متشكر یافندم-

:وانصرفت أمي ودخلت القاعة فقابلت لمیاء وبمجرد أن سلمت علیھا جاء بھاء من خلفنا وقال لي بحدة

أنا مش فاھم لیھ إنتي ووالدتك مش طایقني؟-

: تعجبت من كلماتھ وقلت

نطیقك أو لأ ده یفیدك أو یضرك؟ یا أخي القبول ده من عند ربنا-

ربنا كاتب في وشي القبول عند الناس كلھا ماعدا عندك إنتي وأبلة الناظرة-

:فقلت ساخرة

أصل أبلة الناظرة ومیس لبنى بنتھا عندھم حساسیة من الظُرف والغرور-

قلتي إیھ؟ میس لبنى ؟؟ ھو إنتي ھتبقي استنساخ من أبلة الناظرة؟؟ ﷲ یرحمك یا بیبو-

وإنت إیھ علاقتك بینا أصلا؟-

: قالت لمیاء

بطلوا مناكفة زي العیال ویالا یا بھاء روح ھات منى عشان كتب الكتاب یبدأ-

اتجھنا للداخل ودخلت منى ترتدي فستانھا الأبیض وبدت فیھ كالأمیرات وخاصة وھي تُسدل الطرحة علىوجھھا وتضع یدھا في ید بھاء الذي بدا وسیما في بدلتھ الكُحلیة ، دخلا معا حتى وصلت للمكان المخصصلعقد القران وجلست بجوار بھاء على منضدة وجلس بجوار بھاء المأذون ثم العریس، وعرفت من خلال منىوھي تدعوني لعقد القران أن والدھا المسافر مع زوجتھ الأخرى للخارج تحجج بانشغالھ ورفض الحضور وأنأعمامھا انقطعت صلتھم بھم منذ سفر والدھا ولم یسألوا عنھم مرة واحدة، ومن أقارب أمھا لیس لھا سوىخالتھا لذا فإن بھاء سیكون وكیلھا وھو من طلب منھا ذلك وقال لھا أنھا مسئولة منھ مثل لمیاء، رغم أني أراهشاب تافھ إلا أن ذلك الموقف جعلھ یكبر في عیناي فقد نال احترامي لوقوفھ بجوار منى وتحملھ مسئولیتھا التيتنصل منھا والدھا. بدأ المأذون في إجراءات عقد القران وبعد الإنتھاء ضجت القاعة بالزغارید وقبل ولید منى:بعد أن رفع طرحتھا وعندما اقتربت لتھنئتھا سمعت بھاء یقول لھ

أنا أمنتك على أختي لو یوم فكرت تزعلھا حسابك ھیكون معایا أنا-

متخافش ھاحطھا في قلبي وعینیھ-

..كده خلاص أنا مالیش مكان العروسة للعریس و-

:وعندما رأني قال

وعقبالي یارب-

:احمرت وجنتاي وتجاھلتھ وقبلت منى وقلت

ألف مبروك یا حبیبتي وربنا یسعدكم-

عقبالك یالولو لما تلاقي اللي یسعد قلبك-

:تركتھا وذھبت بعیدا أبحث عن والدتھا لأھنئھا وأنصرف فلم أجدھا فقلت للمیاء

طنط فین؟ عایزة أسلم علیھا وأمشي-:فسمعت صوت من خلفي یقول

انتي عاملة زي سندریلا الحفلة لسھ ھتبدأ وإنتي ھتمشي؟؟-

ماما منبھھ علیھ ما أتأخرش وإنت سمعت بنفسك-

الساعة لسھ ماجتش 9 وھي قالت ترجعي 9 یبقى أقعدي شویة-

:فقالت لمیاء وھي تبتسم بخبث

اقعدي بقى یالولو ده بھاء باشا عمره ما اترجى حد غیرك-

:فقال بھاء

بس یا بنتي إحنا بنقعدھا مش بنخلیھا تطفش-

:فقلت

خلاص ھاقعد بس ھامشي الساعة 9 بالظبط-

بمجرد انتھاء كلامنا بدأت الحفلة وافتتحھا ولید ومنى برقصة خاصة بھما ، وكم سعدت من أجلھا أنھا وجدتأخیرا بر أمانھا بعد طول معاناتھا بین أبوین منفصلین وبینھما العدید من المشاكل التي انعكست بالسلب علیھاوعلى أخواتھا، دعوت لھا أن تدوم سعادتھا وأن یرزقني بالسعادة التي أحلم بھا. فوجئت بھ یتأملني من الجھةالأخر فتأففت وقلت في نفسي (عایز مني إیھ السخیف ده؟) ، وعندما انتھت الرقصة بدأت الموسیقى الصاخبة: واندمجت كل الفتیات والشباب في الرقص ووجدت بھاء یسألني

مش ناویة تفكي النشا وتیجي ترقصي؟-

إیھ مش مكفیك جیش البنات اللي بیرقصوا معاك؟-

:ضحك وقال

إنتي مراقباني بقى؟-

مش أنا لوحدي الفرح كلھ بتفرج على الشو اللي إنت عاملھ مع البنات، بتسیب دي وترقص مع دي مش عاتق-حد

اعتبر دي غیرة؟-

غیرة؟؟ من مین وعلى مین؟ روح كمل رقصك لأن معجباتك بینادوك-

تركني مبتسما وذھب وھو یرمقني بنظراتھ بین حین وأخر واستغلیت انشغالھ بالرقص مع منى وولید فذھبت:لوالدة منى وھنأتھا وسلمت على لمیاء وخرجت لأبحث عن سیارة أجرة، ففوجئت بھ خلفي یقول

برضھ مشیتي فجأة؟-

ھو أنا المفروض أستأذن منك؟-

مش تسلمي علیھ حتى ولا على العروسة أو تتصوري معاھا-

مش بحب الصور ومنى عارفھ كده وھي عارفھ إني ھاتكسف أدخل وسط الزحمة دي وأسلم علیھا أنا-شاورتلھا وھي فاھمھ

طیب تعالي أوصلك-

لأ طبعا-

لیھ خایفة من والدتك ولا مني؟-

  • لأ مش خایفة بس ما یصحش

ویصح تمشي بفستان سواریھ باللیل لوحدك؟ ھاتي موبایلك-

لیھ؟-

  • ھاكلم والدتك وأقولھا ھاوصلك

مستحیل دي تقلب الدنیا-

مالكیش دعوة ھاتي رقمھا بس-

: اعطیتھ رقمھا واتصل بھا والعجیب أنھا وافقت أن یوصلني بشرط أن یصعد معي فوافق، فقلت

ھتسیب كل معجباتك عشان توصلني؟-

:ضحك وقال

شوفي الأملھ اللي انتي فیھا-

مغرور-

:قلتھا بصوت منخفض وأنا أركب سیارتھ،فقال

سمعتك على فكرة-:سكتنا للحظات ثم قال

قولیلي والدك فین؟-

ﷲ یرحمھ اتوفى وأنا صغیرة وماما رفضت تتجوز عشان تربیني-

أمك رغم إنھا تبان شدیدة بس ست عظیمة ، تعرفي تلاقیھا كانت بتحبھ عشان كده مارضیتش تتجوز غیره-

تحب؟؟ ماما؟؟ ما یتھیألیش یمكن خافت من كلام الناس، أو عملت الواجب لكن ماما بتقول على الحب كلام-فارغ

لو خایفة من كلام الناس كانت اتجوزت راجل تتحامى فیھ، ولو بتعمل الواجب كان ممكن تتجوز حد من-قرایب جوزھا یربي معاھا بنتھم لكن ھي ما قدرتش تتجوز بعده بس مش بتعترف بده عشان خایفة تقعي فيالحب وتتعذبي زیھا أو حد یضحك علیكي بإسم الحب

تعرف عمري ما حسبتھا كده-

عارفة إننا أیتام زي بعض؟ أنا والدي اتوفي وأنا في ابتدائي وساب أمي ولمیاء كانت صغیرة جدا وكان كل-ماحد یقول لماما اتجوزي انتي محتاجة راجل كانت تقولھم بھاء راجلي

:ساد الصمت بیننا حتى وصلنا لبیتنا فقلت لھ متعجبة

إنت عرفت بیتنا إزاي؟-:ابتسم بغرور وقال

مباحث یافندم-

صعدنا إلى شقتنا وفتحت أمي الباب ورحبت بھ برسمیة وطلبت منھ الدخول حاول الإعتذار لكنھا أصرت،:فدخل معھا للصالون لعشرة دقائق ثم انصرف ولم أجرؤ على سؤالھا عما دار بینھما لكنھا سألتني

إیھ رأیك فیھ؟-

ھو معایا مؤدب لكن أنا ما أعرفھوش كویس عشان أحكم علیھ-

اللي زي ده بیقابل كتیر وبتتعلق بیھ بنات كتیر لكن لما بیتجوز بیختار واحدة مختلفة عن كل اللي عرفھم، لكن-حیاتھ بتبقى صعبة وشغلھ مش أي حد یستحملھ

أنا مالي بیھ-

أنا خایفة علیكي تتعلقي بیھ وأنا ملاحظة اھتمامھ بیكي-

متخافیش یاماما ھو مش بتاع جواز وأنا مش بتاعة صحوبیة یعني سكتنا مش واحدة-

دخلت غرفتي وكلمات أمي ترن في أذني ھل یسعى خلفي لأني متمیزة أم لأني مختلفة؟؟ لأني لم أخضع لھ أملأنھ معجب بي؟ ھل ھذا فقط ما یجذبھ إلي صدي لھ؟ ھل لو انجذبت إلیھ سیبتعد؟ وما شأني بھ فلیبتعد أو یقتربفھو لایھمني فحولھ كثیرات وأنا لا أحب أن أكون إحدى جواري شھریار فلأخرجھ من رأسي حتى لا یستحوذ.على اھتمامي ویشغلني بھ ثم یرمیني خارج حیاتھ عندما یمل

كان علي أن أبدأ عملي في بدایة الأسبوع لكن أمي أصرت أن أنزل معھا قبلھا بعدة أیام حتى أعتاد الناسوالمكان، كانت تلك حجتھا لكني كنت أعلم بداخلي أنھا تخشى علي من الوقوع في حب بھاء وأرادت أنتشغلني عنھ. اتصلت بمنى في الیوم التالي لعقد قرانھا وعرفت منھا مافاتني في الحفل الذي استمر قرب الفجر،كما عرفت أن بھاء دعاھم الیوم للغداء في أحد المطاعم على البحر وأني مدعوة معھم لكني رفضت، فأمي.مُحقة فالبعد عنھ أسلم وأفضل

في أول یوم دراسي كان علینا جمیعا أن نتعامل برفق مع الأطفال الصغار ونحببھم في المكان حتى لا یخافوامنا –كانت تلك تعلیمات أمي فھي رغم شدتھا تحب الأطفال جدا-ورغم أن الیوم كان شاقا جدا إلا أني استمتعتبفتیات فصلي فرغم صغرسنھن فإنھن ذكیات. انتھى الیوم وكنت سأغادر قبل أمي لأن علیھا أن تبقى حتىینتھي الكبار من دراستھم وعلى باب المدرسة فوجئت ببھاء یقف مستندا على سیارتھ ففكرت أن أعود للداخل:لكنھ كان لمحني فخرجت وحییتھ بإیماءة من رأسي وانصرفت فناداني

میس لبنى-

أفندم؟-

إزیك أخبارك إیھ؟-

الحمد -

كنت عاوز منك خدمة-

اتفضل-

ماینفعش كده في الشارع تعالي نقعد في مكان ونتكلم-

طیب قولي نوع الخدمة عشان أختار المكان المناسب لھا-

بنت عمي اتنقلت ھي وجوزھا اسكندریة وعایزة تنقل بنتھا المدرسة ھنا فكلفتني أسألھا إیھ الإجراءات-

تمام كده عرفت المكان اللي نقدر نتكلم فیھ براحتنا تعالى ورایا-

دخلنا المدرسة واتجھت مباشرة لمكتب أمي التي كانت تقف على بابھ تتحدث مع أحد المدرسین فنظرت إلینا:بذھول فقلت لھا

بھاء باشا عایز ینقل قریبتھ عندنا وعایز یعرف الإجراءات-

:وأشرت إلیھ

اتفضل ده المكان اللي نعرف نتكلم فیھ براحتنا-

:نظر إلي بغیظ ثم حیا والدتي ودخل المكتب وخلفھ والدتي ووقفت أن على الباب وقلت

حضرة الناظرة ھتقولك على كل المعلومات بااااي-

تركتھ وخرجت وعلى وجھي ابتسامة النصرفقد أسعدني تحطیم غروره، كما اعترفت لنفسي أني سعیدةبملاحقتھ لي واھتمامھ بي فذلك أرضى غروري كأنثى، لكن علي ألا أقع في شباكھ ولكن ھل یمكن لفتاة خاممثلي لا تعرف الحب ولا العلاقات أن تقاوم شاب لھ خبرة بھاء؟؟

عادت أمي بعد ساعتین كنت انشغلت فیھما في إعداد الطعام، وانتظرتھا أن تحكي لي التفاصیل لكنھا لم تفعلوكأن شیئا لم یحدث، فلم أسألھا خشیة أن أثیر مخاوفھا.اعتدت عملي في المدرسة سریعا رغم اعتراضي علیھسابقا لكن یبدو أني كأمي خُلقنا لنعلم غیرنا، فقد احببت الفتیات كما أحببني، ونسیت بھاء ومافعلتھ بھ في خضم:عملي لم أتذكره إلا حینما اعترض طریق عودتي للبیت بسیارتھ وقال

أھون علیكي تدبیسیني مع أبلة الناظرة؟-

:ضحكت وقلت

قلت لازم أدیك المعلومات من مصادرھا الموثوقة-

أنا أخدت معلومات مع حبة نظرات غضبانة وفوقھم كلمتین في عضمي-

تستاھل-

ماكنتش أعرف إن قلبك قاسي كده-

وأنا مش فاھمة عاوز مني إیھ؟-

ولا حاجة نبقى مجرد أصحاب نتكلم ونخرج سوا مش أكتر-

مش معقول كل ده لسھ مافھمتش إني مش بتاعة صحوبیة-

أمال بتاعة إیھ؟-

بتاعة تعلیم وبس یا حضرة الظابط ویاریت ترمي طوبتي وتبعد عني وتدور على غیري وتبطل حركات-المراھقة دي لأنھا قدیمة جدا ومكشوفة أوي حتى أبلة الناظرة فھمتھا

أفھم من كده إنك مش عاوزه تشوفیني تاني؟-

یاریت-

اتفقنا دي أخر مرة ھتشوفیني فیھا-

تركني وشعرت بغصة في قلبي لا أعلم لم ولكني كنت سعیدة بقربھ واھتمامھ رغم خوفي منھ والأن سأفقد كلھذا بسبب سخافتي معھ، ولكن ماذا كان ینتظر مني وھو لایسعى سوى للتسلیة وقضاء وقت لطیف لیس أكثر؟وأنا أحلم بحب واستقرار وأمان، ھو یسعى للمرح فقط وأنا أسعى لبیت وأسرة وزوج یحبني ، إذا فطریقانامختلفان وكان لابد أن أوقفھ عند حده حتى لا أقع في شراك قلبھ الذي لایعرف الحب ولكن یبدو أن قلبي قد.عرفھ على یدیھ وسأتجرع وحدي مرارة الحنین والاشتیاق

اختفى بالفعل من حیاتي فلم أعد أره حتى مصادفة مما أشعرني بالضیق فقد كنت أستمتع باھتمامھ بي ، حتىمنى اختفت ھي الأخرى فھي مشغولة مع ولید قبل سفره ورغم معرفتي بذلك تعمدت مھاتفتھا لعلي أعرف منھاشیئا عن بھاء. اتصلت بھا عدة مرات فلم تجب فأدركت أنھا مشغولة مع ولید وتساءلت متى سأجد من یشغلقلبي وحیاتي؟ وھل حقا الحب موجود أم أنھ مجرد وھم نخدع بھ أنفسنا؟ وھل سأجده یوما أم سأتزوج بعقلي؟

:انتبھت من أفكاري على صوت الموبایل فوجدتھا منى فقلت لھا

طبعا یا ھانم من لقي أحبابھ نسي أصحابھ-

مظلومة وﷲ ولید سافر من 3 أیام-

أمال مختفیة لیھ؟ -

أصل بھاء اتصاب في مأموریة وكلنا كنا معاه في المستشفى-

:فقلت بلھفة

اتصاب فین؟-

في كتفھ أخد فیھ رصاصة بس الحمد جت سلیمة-

وھیفضل في المستشفى أد إیھ؟-

أسبوع تقریبا-

ألف سلامة علیھ-

أنا لسھ راجعة من عنده حالا ولمیاء ھتروح لھ الساعة 6-

بلغیھ سلامي-

أغلقت الھاتف وشعرت بألام تمزق قلبي ولا أعرف سببھا ، ھل إصابتھ حقا بسیطة؟ ھل ھو حقا بخیر؟ سأجُنإن أصابھ سوء، لم أشعر بنفسي إلا وأنا أرتدي ملابسي لأذھب لزیارتھ لم أفكر في أي شيء ولم أحسب حسابأي شيء سوى أني أرید رؤیتھ والإطمئنان علیھ ولا أعرف لذلك سببا، كما أنني لا أعرف سببا لدموعيالمنھمرة بغزارة منذ حدیثي مع منى. وجدت نفسي على باب المستشفى ولا أعرف إلى أین أتجھ فسألت فيالإستقبال عن حجرة النقیب بھاء مجدي فعرفت رقمھا فصعدت بسرعة وأنا ملھوفة لرؤیتھ، وبمجرد وصولي:للطابق المنشود سألت إحدى الممرضات عن حجرتھ فقالت لي

بس ده مش میعاد زیارة-

من فضلك أنا جایة من بعید بس ھاطمن علیھ وأمشي في خمس دقایق-

:وأخرجت من حقیبتي مالا وأعطیتھ لھا فأخذتھ ودلتني على الغرفة وقالت بھمس

خمس دقایق بس ماتودنیش في داھیة-

متشكرة جدا-:فسمعتھا تقول

ھم كام واحدة؟ مابیخلصوش؟ یالا أرزاق-

دخلت الغرفة فوجدتھ نائما وجسده مغطى بالشاش الأبیض وبعض المحالیل مُعلقة في یده فانھمرت دموعيواقتربت من ونظرت إلیھ وودت لو أمسد على رأسھ أو أضمھ لقلبي وأبقى بجواره العمر كلھ لكني أفقت على:نظرات عینیھ المذھولة وصوتھ الواھن یقول

لبنى إیھ اللي جابك؟-

اترعبت لما عرفت إنك إتصابت، إنت كویس؟-

أه الحمد   ، إنتي جایة لوحدك؟-

أه أول ما عرفت من منى ماقدرتش استنى لحظة واحد وجیتلك-:كنت أظنھ سیسعد بكلماتي لكني فوجئت بھ یغضب ویقول

متشكر جدا وأدیكي اتطمنتي امشي بقى-

ھامشي بس ھاخد رقمك عشان اطمن علیك-

لأ مش عایزك تاخدیھ ولا عاوز أشوفك ھنا تاني اتفضلي مع السلامة-

:قالھا بحدة أفزعتني فقلت

بھاء إنت بتطردني؟-

أیوة باطردك ومش عاوز أشوفك ھنا تاني ولا عاوز أكلمك فھمتي ؟ مع السلامة-

قالھا وأغمض عینیھ فخرجت مسرعة ودموعي تنھمر شلالات، كنت مذھولة من غضبھ ورد فعلھ الغریب فھومن كان یتلھف لرؤیتي وسماع صوتي والأن لا یریدني؟ ھل ھو غاضب مني بسبب ما فعلتھ بھ؟ أم أنھ أراد أنینتقم مني على امتناعي عنھ؟ ھل كان یتلاعب بمشاعري وبمجرد أن شعر بمیلي نحوه صفعني برفضھ ؟ ھلكل غرضھ كان إذلالي لأني امتنعت عنھ؟؟ كنت حائرة أتخبط في مشاعري بین غضبي وألمي، حتى وصلتللبیت وكانت أمي نائمة فدخلت غرفتي مباشرة وبكیت حتى جفت دموعي فقد عرف كیف ینتقم لنفسھ مني.

تماسكت وذھبت لأغتسل وصلیت ودعوت ﷲ أن یمحوه من قلبي ففي اللحظة التي أدركت فیھا أني أحبھ كان. ھو ینتقم مني ویُظھر لي كم یُبغضني

مرت علي الأیام ثقیلة جافة وقلبي یمزقھ الألم من غدره وقسوة قلبھ الذي لایعرف الحب، حاولت أن أنشغلبعملي فأفلحت قلیلا لكن الذكریات كانت تھاجمني عندما انفرد بنفسي لیلا، حتى شحب وجھي ونقص وزنيوظھرت الھالات السوداء حول عیناي بسبب السھر وكثرة البكاء، حتى أن أمي عرضت علي أن تصحبني.للطبیب فرفضت وبررت ذلك بأنھ مجرد إرھاق

بعد مرور نحو شھر على أخر مرة رأیتھ فیھا وجدت أمي تخبرني على الھاتف أن ھناك عریس سیأتي لرؤیتي: في المساء -فھي مقتنعة تماما أن زواج الصالونات ھو أنجح زواج- حاولت الرفض لكنھا صممت وقالت

شوفیھ لو ماعجبكیش أرفضیھ أنا مش ھاجبرك على حد وده أخر كلام عندي-

كانت كلمات أمي حاسمة ولكني لم أھتم سأراه وأرفضھ كغیره فأنا لا أقتنع بتلك الطریقة في الزواج بل أحلمبرجل یعوضني غیاب أبي وشدة أمي، كما أن قلبي ذلك الخائن مازال یخفق لذلك الذي أھانھ وقسا علیھویرفض أن یكرھھ أو حتى ینساه. جاء الموعد وارتدیت فستانا قطني من اللون الأزرق وبھ وردات بیضاءووضعت حجابا أبیض وخرجت بلا مساحیق زینة، بقیت في المطبخ أعد أكواب العصیر حتى نادتني أميفتركت الأكواب لھا لتحملھم ودخلت غرفة الصالون ورأسي في الأرض ولكني لمحت شخصا واحدا فقط وھذاشيء غریب ھل جاء بلا أھلھ؟ أم أنھ بلا أھل؟ وما شأني فأیا كانت ظروفھ سأرفضھ. جلست على أبعد كرسي:عنھ فقالت أمي بلوم

مش تسلمي على ضیفك؟-

:فقال

سیبیھا یا طنط البنات في المواقف دي بیبقوا مكسوفین-

رنة صوتھ المألوفة لقلبي جعلتھ ینبض بشدة ورفعت رأسي وفوجئت ببھاء فنظرت إلیھ بذھول وقلت دون أن:أشعر

إیھ اللي جابك ھنا؟-:فابتسم وقالت أمي

لبنى حد یقول كده لضیفھ؟-

..یاماما أصل-

:فقال مقاطعا

أنا ھاجاوبك جیت عشان أخطبك-

وأنا مش موافقة-

:قلتھا وھممت بالخروج فقالت أمي

عیب كده یالبنى ھو ده الذوق؟-

من فضلك یا طنط ممكن تعملي لي فنجان قھوة ؟-

حاضر-

:تركتنا أمي وشعرت باضطراب في جسدي ولكني تمالكت نفسي وقلت لھ بحدة

دي لعبة جدیدة؟ إنت مش قلت مش عاوز تشوفني ولا تكلمني تاني؟-

فعلا بس أنا قلت مش عاوز أشوفك ھنا وكنت أقصد المستشفى، ممكن تقعدي وتسمعیني؟-

أفندم؟ أسمعك؟ أظنك قلت مافیھ الكفایة-

أنا قلت كده عشان كنت خایف على سمعتك، خفت زمایلي یشوفوكي أو أي حد من أھلي ویفتكروا بیننا حاجة-مش كویسة والكل یجیب سیرتك وإنتي غالیة عندي جدا

ماھو واضح بدلیل إنك أھنتني وطردتني-

لو كنت بینت لك فرحتي بزیارتك وبلھفتك ومشاعرك اللي كانت ظاھره في عینیكي ما كنتش ھاقدر أقنعك-تمشي، وأكبر دلیل إنك غالیة عندي إني جاي أطلب إیدك من والدتك شفتي أنا فدائي إزاي؟

:سكت للحظات ونظرت إلى وجھھ لأروي ظمأ أیام الألم والوحدة، فقال مبتسما

قولتي إیھ؟ لسھ رافضاني؟-

وإیھ یضمن لي إنك مش بتتسلى بالخطوبة لفترة وبعدین تسیبني؟-

ھو حد عاقل یتسلى تحت نظرات أبلة الناظرة القاتلة؟ لیھ ھو أنا مستغني عن عمري؟-

:ابتسمت وقلت

والبنات اللي حوالیك؟-

خلاص مافیش في حیاتي غیرك إنتي وبس-

وإیھ یضمن إخلاصك؟-

إن أبلة الناظرة ممكن تعاقبني وأنا مش أدھا-

:ابتسمت وسكت فقال

بیقولوا السكوت علامة الرضا، بس تعرفي لما جیتي لي المستشفى الأول كنت فاكر إني بحلم لحد مالقیتك-حقیقي ولولا جرح إیدي كنت أخدتك في حضني:احمرت وجنتاي وتركتھ وخرجت بعد أن قلت لھ

یاقلیل الأدب-

:عادت أمي بالقھوة فقال لھا

أعتقد إن لبنى موافقة أجیب أھلي امتى عشان نقرا الفاتحة؟-

ھاتصل بیك بعد ما أخد راي خالھا وعمھا واحدد معاك الیوم-

ده كارت فیھ رقمي وأنا انتظار مكالمة حضرتك-

بس توعدني لحد ما أرد علیك ما تحاولش تتصل بیھا-

حاضر-

مشى بھاء وأنا غیر مصدقة فمازلت أعتقد أني أحلم فما حدث لم أتخیلھ حتى في الأحلام، ھل حقا یرغب فيالزواج بي؟ ھل أنا المتمیزة التي یبحث عنھا؟ ھل حقا كان خائفا على سمعتي؟ ترى ھل سیكون مخلصا لي؟:تخلصت من حیرتي حینما قررت أني سأغمره بحبي حتى أنُسیھ كل نساء العالم. دخلت أمي غرفتي وقالت

رأیك إیھ؟-

ما أنكرش إني مبسوطة بس خایفة ما یتغیرش بعد الجواز مع البنات-

فترة الخطوبة ھتظھر لك ده-

طیب رأیك إیھ؟-

أنا شایفاه كویس لكن برضھ عمك وخالك ھتكون لھم نظرة غیرنا ولازم أخلي خالك یسأل عنھ وھو معارفھ-في الشرطة كتیر یعني دي مش موافقة نھائیة عشان ماتتعلقیش بالأمل لو طلعت سمعتھ مش كویسة ھارفضھ

زي ما تشوفي یاماما-

خرجت أمي واتصلت بمنى أخبرھا بما حدث وبالطبع لم أخبر أحدا بما حدث في المستشفى فقالت وھي:تصرخ

مش معقول بیبو وقع أخیرا؟-

یابنتي وطي صوتك بلاش فضایح-

كده ھتبقي مرات أخویا وھاطلع روحك-

یابنتي اتكلمي جد أنا مرعوبة من علاقاتھ مع البنات-

ھو أخویا بس ھاقولك الحقیقة ھو أه لھ علاقات لكن كلھم عارفین إنھا مجرد صحوبیة وموافقین على كده-وكلھا أخرھا خروج وفسح مش أكتر، متھیألي إنھ كان بیدور على الحب لكن كان بیعاند وبیقول مافیش حاجةاسمھا حب أھو وقع ولا حدش سمى علیھ

أنا مرعوبة أكتر لأني معندیش خبرة في التعامل وخایفة یزھق مني-

مش یمكن ده اللي شده لیكي؟ إنك بریئة ومالكیش في حركات البنات ولوعھم-

مش عارفة-

ھاقولك اللي ھیریحك استخیري ربنا-

أنا فعلا ھاعمل كده-

بس عاوزة أقولك ھو حنین جدا معانا ومع مامتھ وكمان صلتھ بأھلھ قویة جدا وبیعمل خیر على أد مایقدر-

ربنا یطمنك-

طوال الأیام التالیة كنت أدعو ﷲ أن ینیر بصیرتي وأن یدلني على الخیر، كما اتصلت أمي بخالي وعميوأخبرتھما بما حدث وطلبت منھما السؤال عنھ ، وبعد عدة أیام جاءھا ردھما بأنھ إنسان مستقیم وسمعتھ جیدةوأنھما یرغبان في لقائھ ھو وأسرتھ فأبلغتھ أمي بذلك وحددت یوم الجمعة لذلك اللقاء. تم اللقاء في بیتنا وكنتأشعر باضطراب شدید وأنا وسط الجمیع وكل الأنظار مُسلطة علي وما زادني اضطرابا نظرات بھاءوابتساماتھ، لكن وجود لمیاء ومنى بجواري طمأنني، وانتھى اللقاء بقراءة الفاتحة وأراد بھاء أن یضع دبلتھ:في یدي فتصدى لھ عمي وقال

الدبلة والدتك تلبسھا لھا ھي لسھ ماتجوزلكش وعشان تبقى فاھم الخطوبة وعد بالجواز مش أكتر یعني إنت-لسھ غریب عنھا ممنوع تقعدوا أو تخرجوا لوحدكم وممنوع نھائي تلمسھا

احمرت وجنتاي فأجاب بھاء بالموافقة ووضعت أمھ في یدي دبلتھ ومعھا خاتما واتفقنا أن تكون الشبكة معكتب الكتاب والفرح في یوم واحد،خرجت أنا وبھاء لنجلس معا في الصالة إستجابة لإقتراح خالي بشرط أن:نكون على مرأى من الجمیع فجلس بھاء على كرسي قریب مني وقال

مبروك-

:سكت ولم أجب فقال مبتسما

أنا كنت فاكر إن أبلة الناظرة أصعب واحدة في عیلتكم لكن اكتشفت إنھا كیوت مقارنة بعمك، ده ناقص یعلن-حظر التجول بیننا

:ضحكت على كلماتھ وقلت

بس لیسمعك ویلغي الخطوبة-

لأ أنا ماصدقت بس المشكلة مش عارف ھالتزم بالأحكام العرفیة دي إزاي-

ما تخافش أنا وأبلة الناظرة مش ھنسمح لك بالتجاوز-

ماقولتلیش عجبتك الدبلة والخاتم-:فأومأت بالإیجاب فقال مبتسما

أنا قلت لك قبل كده إني بحب كسوفك جدا ووشك اللي بیحمر؟-

:إزداد احمرار وجھي ثم تمالكت نفسي وقلت

ماقلتلیش إیھ اللي خلاك تتقدملي وإنت كنت مُضرب عن الجواز زي ماعرفت؟-

أولا إنك مش زي أي بنت عرفتھا، عندك أخلاق وملتزمة وخجولة، فیكي براءة عجیبة كأنك طفلة صغیرة،-وأھم من كل ده اكتشفت إنك بتحبیني

طب ما كل اللي حوالیك بیحبوك-

لأ بیحبوا البدلة، المنصب، النفوذ یمكن وأحیانا بیحبوا الصحوبیة والكلام الحلو لكن حد بیحبني أنا بھاء-بمیزاتي وعیوبي لأ وما قابلتش واحدة ما فرقش معاھا الناس ولا أمھا ولا أي حد وجت ملھوفة تطمن علیھ ديما حصلتش، عشان كدة إنتي حد مختلف عن اللي عرفتھم

انصرف بھاء وزاد خوفي فھو یحب حبي لھ ومعجب بشخصیتي فقط، لكن ھل سیحبني یوما؟ ھل یتزوجني.بعقلھ لأني من وجھة نظره مناسبة لھ؟ ھل أنا مخطئة في مخاوفي ؟ لا أعلم

نسیت كل مخاوفي عندما حدثني ھاتفیا وأعرب لي عن سعادتھ بارتباطنا، وخلال أیام الخطبة كنا نتحدث-سواء ھاتفیا أو عندما یأتي لنا حسب أجازتھ –عن حیاتنا وھوایاتنا وما نحب ونكره وعن عملنا ، فعرفنا عنبعضنا كل شيء وصار التقارب بیننا أكبر، كما عرفت طبیعة عملھ وأنھ بلا مواعید وأن علي أن أحتمل ذلكوأتأقلم معھ. طلب بھاء خلال فترة خطبتنا أن أترك عملي بعد الزواج فرفضت لأنھ مشغول في عملھ باستمراروكیف سأقضي وقت فراغي بدونھ لكني وعدتھ بعد مجئ أول طفل أن أحصل على أجازة لتربیتھ فوافقمضطرا. بدأ في اعداد شقة الزوجیة التي كانت قریبة إلى حد ما من بیت أمي وأمھ ، وكان یأخذ برأیي في كلشيء ولأني لا أستطیع الذھاب معھ بمفردي كان یفتح مكالمات الفیدیو لأرى كل شيء دون أن أخرج معھ،وأحیانا كانت أمي تأتي معي لرؤیة ماتم إنجازه. كان غاضبا جدا من السیاج المفروض حولي وطلب من أمي

.عقد القران فرفضت وقالت أن علیھ الإلتزام بالإتفاق وإن أراد أن یُعجل بالزواج فھي لیست ممانعة

بالفعل بدأ بھاء یُعجل من الإنتھاء من تأثیث الشقة فأخبرني أنھ مسافر لقریتھم بجوار المنصورة لیبیع جزء منأرضھ لیستطیع إكمال الناقص ، كما علمت أن ابن عمھ سامرھو المسئول عن الأرض ومن یرعاھا رغم أنھمھندس دیكور ومقیم بالقاھرة ، وعندما عاد أخبرني أن ابن عمھ ھو من اشترى منھ الأرض لأنھ جاره وحتىلا یبخس المشترون الأخرون ثمنھا. حدثني كثیرا عن سامر ورجولتھ وأنھ بمثابة أخ أكبر لھ وللمیاء خاصةوأنھ لیس لدیھ إخوة أو أخوات ،فھو وحید والدیھ و یكبربھاء بنحو 7 سنوات وھو من یرعى مصالحھم ویقفمعھم كلما أرادوا بیع قطعة أرض ورفض بیع بیت جدھم الذي یشاركھم فیھ في المیراث مع عمتھم لأنھ بیت.العائلة الذي یجمعھم في الأفراح والأحزان، ولیظل بینھم صلة لا تنقطع

رأیت سامر مرة واحدة عندما كان یصمم دیكورات الشقة وكان یسألني عن رأیي ، وكان على النقیض منبھاء فھو متجھم وجاد جدا بینما بھاء یملأ المكان بضحكھ ومزاحھ، كان سامر طویلا بكتفین عریضین یمیلللسمنة قلیلا، بینما كان بھاء أقل منھ طولا وأكثر نحافة، ولكن الإثنین تشاركا في البشرة الفاتحة والشعر البنيلكن شعر بھاء كان بني داكن بینما شعر سامر فاتحا، وكانت عینا بھاء بلون البندق بینما بدت لي عیني سامرأفتح قلیلا فلم أدقق بھما خجلا، ورغم وسامة سامر إلا أني شعرت بالنفور منھ فھو جاف في الكلام ودائم

.التجھم، فحمدت ﷲ على وجود بھاء في حیاتي ولیس شخص مثل سامر

انتھینا من تأثیث جزء كبیر من الشقة وبقیت بعض الأشیاء الكمالیة كغرفة الأطفال ، وشاشة تلیفزیون في غرفةالنوم، كما استبدلت غرفة السفرة الكبیرة بأخرى صغیرة ، و استبدلت النیش بمكتبة حیث كنت أنا وبھاء نعشقالكتب ، كذلك تغاضیت عن وجود تكییفات في الشقة وقلت لھ عندما یتوفر لھ المال نشتریھا بالقسط ولنكتفيحالیا بمرواح ومدفأة. كانت أمي كثیرة الإعتراض لأنھا ترید لي الأفضل فكنت أقول لھا أن علینا أن نكتب

.الكتاب ونطیل مدة الخطوبة فكانت تتراجع لأنھا ترغب في زواجي كي تطمئن علي

تم الزواج في حفل بسیط في نادي الشرطة وحضره الأقارب والأصدقاء وكانت السعادة تغمرنا ولم یكف بھاءعن الضحك والرقص والغناء طوال اللیل مع زملاؤه وأختھ وكل أقاربھ شخص واحد كان یقف بعیدا بابتسامةباھتھ وھو سامر، انتھى الحفل وحان وقت الوداع ولأول مرة أرى دموع أمي ، وعند وداعنا ضمتني لصدرھا.بحب فتلك أول مرة نفترق فیھا وأوصت بھاء علي كثیرا وتمنت لي السعادة

صعدنا لشقتنا وأنا أشعر بالرعب مما سیحدث فلم تحدثني أمي أو غیرھا عن لیلة زفافي فكل معلوماتي كانتمعلومات علمیة بحتة، وقفت مرتبكة لا أعلم ماذا أفعل أو أقول ففوجئت بھ بمجرد أن فتح باب الشقة یحملني:حتى سریري وقلبي یخفق حبا وخوفا في آن واحد وعندما وضعني على السریر ورأى شحوب وجھي قال

ما تخافیش مش ھاكلك بس أنا بعد كل الرقص ومجھود طول الیوم واقع من الجوع إیھ رأیك تغیري ھدومك-وناكل؟

أومأت بالإیجاب فأخذ بیجامتھ وخرج من الغرفة فأغلقت بابھا وبدلت فستاني وارتدیت القمیص والروب اللذانأصرت أمي على إرتداؤھما اللیلة، وشھقت عندما رأیت القمیص الأبیض مفتوح من كل جھة وشفاف فوضعتفوقھ الروب الذي كان شفافا ھو الأخر وأطلقت لشعري العنان وخجلت أن أخرج حتى طرق بھاء باب الغرفة:ففتحت بخجل فرأیت نظرات الإعجاب في عینیھ وأطلق صفیرا زاد من خجلي ثم ابتسم وقال

تعالي جھزت لك عشا ملوكي بس ماتتعودیش على كدة-

جلسنا متجاورین فكان یُطعمني ویطلب مني أن أطعمھ ففعلت فكان یلتھم أصابعي ویمزح معي ویسخر من كل:من كانوا في الفرح حتى غرقنا في الضحك ونسیت توتري وبعد أن انتھینا جذبني من یدي لغرفتناوقال

تعرفي أنا نفسي أرقص معاكي سلو تاني-

.وقام بتشغیل إحدى الأغاني وضمني لصدره ورقصنا معا وبدأ یغمرني بقبلاتھ حتى ذبت بین یدیھ

بدأت حیاتي معھ فوجدتھ حنونا ورقیقا لكنھ كان سریع الغضب و عند غضبھ یصبح كالإعصار یطیح بكل شئأمامھ ولا یدري ماذا یقول، فتعلمت أن أتجنب غضبھ وأن أصمت في لحظات الغضب حتى تمر بسلام وبعدھاأعاتبھ وكان كثیرا ما یعتذر ویراضیني. كما اعتدت على مواعید عملھ المرتبكة التي قد تمتد لأكثر من 12ساعة وقد یعدني أن نخرج معا ثم یأتیھ استدعاء فیذھب ولا یعلم إلا ﷲ متى یعود ، كنت في البدایة أغضببسبب ذلك لكن مع الوقت اعتدت حیاتھ ومواعیده وساعدني على ذلك أمي التي كانت تھون علي وتقول لي

:دائما

مرات الظابط والدكتور لازم تكون فدائیة وتستحمل كتیر وتسانده وتھون علیھ مش تفضل تلومھ على ظروف-.شغلھ اللي غصب عنھ

تعودت حینھا أن أضع إحتمال إلغاء أي موعد مع بھاء في أي وقت، لكني كنت أفتقد تواجده معي في المناسباتواجتماعات العائلة التي غالبا ما كنت أحضرھا وحدي. حتى لحظة معرفتي بحملي كان غائبا فیھا وكان علي:تأجیل فرحتي یومین حتى یعود، كانت فرحتھ بخبر حملي منقوصة وكان ھناك شئ یخافھ ولما سألتھ قال

خایف أجیب طفل للدنیا ویتعرض للخطر بسبب شغلي أو یتیتم بدري-

بس ماتقولش كده كل شئ بقدر واللي ربنا عایزه ھیكون، بلاش نحول فرحتنا لخوف أو حزن ولا إنت مش-مبسوط عشان ھیكون لك طفل مني یربطنا العمر كلھ؟

دي أسعد لحظة في حیاتي ، أنا عارف إن شغلي مخلیني مقصر معاكي بس سامحیني غصب عني-

كفایة إنك بتحبني وبتعمل كل جھدك عشان تسعدني-

مرت بي أشھر حمل صعبة وكنت متغیرة المزاج وخاصة وأني معظم الوقت بمفردي حتى عند الأطباء لم یكنبھاء یأتي معي فھو إما في عملھ أو عائد منھ ومرھق جدا، كنت أحلم –كما في المسلسلات- أن یأتي معيللطبیب ویشاھد طفلھ في السونار وأرى اھتمامھ. اكتشفت مع الوقت أن الواقع مختلف عما نقرأه في الروایاتومانراه على شاشات التلیفزیون، ففي أول مرة شعرت بدوخة نتیجة انخفاض الضغط وجدت بھاء یصرخ في:وجھي ویقول غاضبا

یاتھتمي بأكلك عشانك وعشان اللي في بطنك یا تروحي عند مامتك تھتم بیكي أنا مش ھابقى في شغلي ومخي-.مشغول بیكي یاترى أكلت یاترى تعبت؟ إنتي كبیرة مش طفلة صغیرة بتدلع

صدمتني كلماتھ فقد كنت أتوقع فعلا أن یدللني وأن یھتم بي لا أن یثور في وجھي، ربما ھو خائف علي لكنطریقتھ آلمتني فأنا أفتقد الحب والحنان بوفاة أبي وكنت أنتظر منھ تعویضا عن ذلك فلم أجد عنده سوى الشدةوالتوبیخ الدائم. اقترب موعد الولادة فخیرني إما أن أذھب عند والدتي أو تأتي ھي للإقامة معنا فقد تأتي لحظةالولادة وھو غائب فسیكون قلقا علي، وبالفعل ولدت طفلي وھو غائب وكانت معي أمي وأمھ وجاء ھو فيالیوم التالي بعد خروجي من المستشفى. كانت سعادتھ كبیرة عند رؤیتھ لآسر وكان یخشى أن یحملھ لأنھصغیر جدا من وجھة نظره، لكن مع الوقت اعتاد صراخھ وبكاؤه وكان كثیرا ما یترك لنا الغرفة ویذھبللغرفة الأخرى لأن لدیھ عملا في الصباح الباكر. تحملت عبء آسر وحدي وكان ھو یحمل فقط الجزء الماديویكتفي بأن یلعب معھ عدة دقائق ثم یتركھ لي، في البدایة حصلت على أجازة من عملي حتى كبر آسر قلیلا ثمعدت لھ رغم رفض بھاء لذلك إلا أني أصررت على العمل ، فكان كلما وجد تقصیرا في أي شئ یلومني ولا.یري مدى العبء المُلقى على كاھلي

ذات یوم عدت من عملي مبكرا وتركت آسر مع أمي في بیتھا وكان بھاء في مأموریة لمدة أسبوع ، وبمجرددخولي البیت سمعت صوت بھاء یتحدث في الموبایل ففرحت كثیرا لأنھ عاد مبكرا وعندما اقتربت من الباب:سمعتھ یقول

مش ھتقولیلي إنتي مین؟ بقالك شھر بتكلمیني ولا راضیة أشوفك ولا راضیة أعرف اسمك، نفسي فعلا أشوف-صاحبة الصوت الجمیل ده أكید شكلھا جمیل زي صوتھا، متخافیش مني ھنتقابل في مكان عام وھاكون مؤدبأول مره بس ما اوعدكیش بعد كده إني ھافضل مؤدب

صدمتني كلماتھ وتسمرت مكاني أیخونني حقا؟ ھل ھان الحب علیھ؟ أم ھنت على قلبھ؟ وكیف أستطاع أنیتحدث مع غیري وھو كان یقول لي أنھ لا یرى ولا یسمع سواي ولن یحب یوما غیري؟ ھل كان كل مابینناكذبة كبیرة وانتھت؟ تدفقت دموعي وفتحت باب الغرفة ووقفت أمامھ أنظر إلیھ وأنا غیر مُصدقة لما سمعتھ

:ورأیت علامات الصدمة على وجھھ وھم بأن یتكلم لكني قلت بغضب من خلال دموعي

ھو ده حبي اللي كنت بتحلف بیھ؟ ھو ده الإخلاص اللي عاھدتني علیھ؟ لحقت تزھق مني وتدور علي غیري-وإحنا ما كملناش سنتین؟ أنا مش مصدقة إن ده بھاء اللي حبیتھ ووثقت فیھ، لولا إني سمعت بوداني ما كنتشصدقت

صدقیني أنا عمري مافكرت أخونك بس یمكن انشغالك بآسر واھتمامھا ھي بیھ خلاني أمیل لھا لكن وﷲ ما-فكرت یوم أخونك

وكلامك معاھا ده مش خیانة؟ الخیانة مش علاقة جسدیة ، الخیانھ بالعقل والقلب والحواس كلھا-

ماتكبریش الحكایة الموضوع بسیط وكان مجرد غلطة مش أكتر-

موافقاك بس لما تنشغل عني وترجع تلاقیني باكلم واحد ماتزعلش-

:احمر وجھھ غضبا وقال

مافیش وجھ للمقارنة وما اسمحلكیش إنك تتكلمي في الموضوع ده وعموما الست غیر الراجل-

لا یاحضرة الظابط یا اللي دارس شریعة الإتنین عقابھم واحد عند ربنا ولو بتقرأ قرآن كنت عرفت ده-

لبنى أرجوكي أنا غلطت وعارف ده وباعتذر لك وأرجوكي ماتكبریش الموضوع-

ممكن أسألك سؤال لو الموقف العكس ودخلت وسمعتني باعاكس راجل وباھزر معاه كنت ھتقبل اعتذاري ولا-ھتكبر الموضوع؟

تاني ؟؟ انا اعتذرت وإنتي مش قابلھ الإعتذار اللي عندك اعملیھ-

متأكد؟-

طبعا أنا ما باخافش-

یبقى نتطلق وأنا اللي ھاربي آسر-

تطلقي؟ قدرتي تقولیھا؟-

زي ماقدرت تخونني، أنا فقدت ثقتي فیك-

:اقترب مني وقال برقة

  • وأھون علیكي؟ ویھون حبي؟

إشمعنى أنا ھنت علیك وھان حبي-: اقترب أكثر وقبلني في وجنتي وقال

ماقلنا غلطة ومش ھتتكرر سماح بقى-

  • وإیھ یضمنلي؟

وحیاتك ما ھتتكرر ووحیاة آسر مالیش غیركم ولا أقدر على زعلك ولا بعدك-

ورحمة بابا یا بھاء وعزة جلال ﷲ لو اتكررت مش ھاعیش معاك لحظة واحدة-

خلاص بقى ما یبقاش قلبك اسود-

سامحتھ ولكن لم أعد أثق بھ تلك الثقة العمیاء بل أصبحت منتبھة لھ وفي نفس الوقت أبذل كل جھدي لیكون لناوقتنا معا سواء نقضیھ في الشرفة معا أو نخرج فیھ وحدنا حیث نترك آسر مع أمي وأحیانا نصطحبھ معنا. كلتلك الذكریات مرت بخاطري وأنا أنتظر عودة بھاء من تلك المأموریة ومازال قلبي مقبوضا وأدعو ﷲ أن.ینجیھ من كل شر وأن یعود إلینا ویملأ حیاتنا بالمرح كما عودنا

:دق جرس ھاتف البیت فأیقظني من النوم فوجدت من یقول

بیت الرائد بھاء مجدي؟-

أیوه یا فندم مین حضرتك؟-

أنا زمیلھ الرائد محمود فرید وكنت عاوز أبلغ حضرتك إن بھاء مصاب في المستشفى-

إیھ؟ طمنني ھو كویس؟-

حضرتك لو تقدري تیجي حالا یكون أفضل-

اغلقت الھاتف بسرعة وارتدیت ملابسي وحملت آسر وتركتھ مع أمي بعد أن أخبرتھا ھاتفیا واتصلت بلمیاءوطلبت منھا أن تلحقني للمستشفى وأسرعت وأنا أدعو ﷲ أن یخیب ظني وأجده بخیر. وصلت للمستشفىوسألت عنھ فأخبروني أنھ في غرفة العملیات حیث أن إصابتھ خطیرة، انھرت وبكیت أنا ولمیاء وظلت أمھتدعو لھ من خلال دموعھا واتصلت لمیاء بجاسر الذي كان في طریقھ للإسكندریة لإنھاء بعض المصالح:الخاصة بھ. اتصلت أمي لتطمئن على بھاء فأخبرتھا بحالھ من خلال دموعي فقالت

ادعي لھ وخلیكي عندك حسن ظن با -

وصل جاسر مع خروج الطبیب من العملیات وأخبرنا بوفاة بھاء فصرخت وسقطت أمھ من على كرسیھافحملھا جاسر والطبیب لإحدى الغرف فعرفنا بإصابتھا بجلطة فأسرع الأطباء لعلاجھا، أما أنا فانھرت باكیةأبكي حبا لم یدم وفرحة مرت بقلبي سریعا وطفلا تیتم قبل أن یشبع من والده، انھرنا جمیعا فالمفاجأة كانت أكبرمن احتمالنا فكان یوما قاسیا على الجمیع، والصدمة تُدمي قلوبنا جمیعا لفقده والقلق یقتلنا بشأن أمھ التي خرجتبعد یومین من المستشفى فأقمنا العزاء . كنت أجلس بذھول في العزاء ولا أصدق أن بھاء المحب للحیاة الذيیملأ الدنیا مرحا وصخبا سكن إلى الأبد في التراب، غادر دنیانا ولن یعود وفقدنا معھ بھجة الدنیا وسعادتھا،وأن قصة حبنا الولیدة انتھت للأبد ، وأن قدر ابني أن یعیش یتیما مكسورا كأمھ وأبوه . كلما منحتني الدنیاقدرا من السعادة عادت لتغرقني في بحر الأحزان وكأن السعادة لیست قدري، حتى ابني مُقدر لھ أن یحیا یتیمابلا أب ویظل مكسورا العمر كلھ، استغفرت ﷲ على تلك الأفكار ورضیت بقضائھ وسألتھ أن یعینني على

.تربیة ابني

مرت أیام العزاء بكل ثقلھا وحزنھا الذي خیم على قلوبنا وتحسنت صحة أم بھاء قلیلا وظل جاسر بجوارناجمیعا حتى انتھت أیام العزاء ثم سافر ووعد بالعودة الأسبوع القادم لمساعدتي في إنھاء الإجراءات القانونیة.جاءت أمي للإقامة معي في شقتي طوال أیام العدة حتى لا أغادر بیتي ، فكنت أخرج لإنھاء إجراءات المعاشوإعلام الوراثة . جاء جاسر وطلب حضوري أنا وأمي في بیت أم جاسر وكان قد أحضر الأوراق التي تثبتأملاك جاسر وقسم الأملاك بیني وبین أمھ وأسر وفقا للشرع فرفضت أمھ أن تشاركنا في المیراث أو المعاشوتنازلت عن نصیبھا لآسر فشكرتھا كثیرا وطلبت مني ألا أحرمھا من آسر فوعدتھا أن نظل على صلة دائمةوألا نتقطع مھما حدث. ظل جاسر یتردد علینا كثیرا من أجل إنھاء الأوراق وبعد أن انتھت كل الإجراءات:وأصبحت أنا الوصیة على آسر البالغ 4 سنوات وأنا في السابعة والعشرین من عمري ، فقالت لي أمي

ھتعملي إیھ في حیاتك؟-

ھاعمل إیھ؟ ھاعیش وأربي ابني-

إنتي عمرك 27 سنة ولسھ العمر قدامك عیشي وبلاش تدفني نفسك-

إنتي اللي بتقولي كده؟ مش غریبة؟-

لأ لأني لما شلت الحمل لوحدي بعد سنین رجعت ندمت وقلت یا ریتني اتجوزت وماحرمتش نفسي من متعة-الحیاة ولا حرمت بنتي من أن یكون لھا إخوات، لكن إنتي بنت وكنت خایفة علیكي من أي راجل غریب وكمانوالدتي كانت متوفیة ومعندیش حد ینصحني فقفلت بابي علیكي وعلیھ وضاع العمر

بس یا ماما مش سھل أنسى بھاء وارتبط بغیره-

النسیان ده نعمة من ربنا عشان نقدر نعدي الأحزان ونعیش، ماتقفلیش الباب وخلي الفكرة في بالك وبعدین -في مرحلة معینة ابنك محتاج أب یربیھ

بس أخاف اللي یجي یطمع في فلوسھ-

أحسني الإختیار-

لسھ بدري على الكلام ده-

بعد انتھاء شھور العدة فوجئت بوالدة بھاء تطلب مني زیارتھا في یوم غیر الجمعة الذي اعتدنا زیارتھا فیھ،: فوافقت وذھبت فقالت

الموضوع اللي ھاكلمك فیھ أصعب موضوع على قلبي لكن مصلحة آسر أھم عندي من أي حاجھ-

خیر یا طنط-

طبعا انتي عارفة إن جاسر في مقام أخ كبیر للمرحوم ولمیاء ومعزتھ كبیرة أوي في قلوبنا ، وھو اللي طول-عمره بیراعي أرض بھاء ولمیاء، حتى لما بیجي للمیاء عریس ھو اللي بیسأل عنھ ورأیھ أساسي ، وھو كلمني

..وقال إنھ

:غلبھا البكاء فلم تستطع الكلام فقلت

اھدي یا طنط بس مالك فیھ إیھ؟-

:مسحت دموعھا وقالت

ھو عاوز یتجوزك عشان یربي آسر وھو شایف إن ده حق بھاء علیھ إنھ یراعي ابنھ ومصالحھ، طبعا ده لو-وافقتي ولو ما وافقتیش ھیفضل برضھ یراعي مصالح آسر لكن كمان الجواز ھیمنع كلام الناس عنكم وخاصةوإنھ مطلق وإنتي أرملة والناس ما بترحمش حد

:سكت ولم أجب فقالت بوھن

یا بنتي ما تتخیلیش الموضوع ده صعب على قلبي إزاي بس العقل بیقول إنتي شابة ولازم ھتتجوزي وابنك-محتاج أب یبقى مافیش غیر جاسر اللي اتطمن علیكم معاه والرأي في الأول والأخر لكي ولوالدتك فكريبراحتك ومستنیة ردك

جاسر ذلك المتجھم الكئیب سیحل محل بھاء في حیاتي؟شتان بینھما فبھاء كان بھجة متنقلة أما جاسر فھومنطوي وصامت دائما وتعبیراتھ جامدة لا تدل على مافي قلبھ فكیف سأحتملھ؟ ھل سأظل طول حیاتي أقارنبین الاثنین؟ كان ماحدث مفاجأة لم أتخیلھا أبدا ولم أتصور أن أم بھاء ستطلب مني أن أتزوج بعده ولكنھا تھتم: فقط بمصلجة آسر وماذا عني؟ عن قلبي ومشاعري؟؟ كم ھي ملیئة بالمفاجآت تلك الحیاة. أخبرت أمي فقالت

بالعقل ھو الأنسب لكن برضھ استخیري ربنا والقرار قرارك-

:بعد یومین اتصل بي جاسر وقال

أنا عارف إن مرات عمي كلمتك في موضوعي وعاوز أقولك إن مصلحة آسر ھي اللي خلتني أطلب الطلب-ده أنا مش طمعان فیكي بالعكس ھتفضلي مرات أخویا الصغیر اللي أصونھا وأخاف علیھا وأوعدك لو وافقتيھاعاملك بمنتھى الإحترام وأراعي مصالحكم وأخاف علیكم وسواء وافقتي أو لأ آسر ھیفضل بالنسبة لي ابني.اللي ما خلفتھوش، بس الجواز ده عشان یرفع عنك الحرج ویحمي سمعتك من كلام الناس، فكري براحتك

لم یتحدث عني لا عن مشاعري ولا عن الحب فكل ما یھمھ ھو آسر وأنا أین موقعي من تلك الزیجة؟ ألا یفكربي أحد وفي احتیاجي للحب والاھتمام ؟ ھل فكر أحدھم أني سأعیش تعیسة مع رجل لا أحبھ بسبب فقدي منأحببت؟ یبدو أن قدري أن أعیش محرومة من الحب ویجب علي أن أضحي بسعادتي من أجل مصلحة ابني،.استخرت ﷲ وقررت أن أوافق من أجل مصلحة آسر فیبدو أني بعد بھاء لن أشعر بالحب من جدید

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

3583 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع