ياما صادفت صحاب ومصاحبتهمش
واكواب خمور وشراب ومشربتهمش
أندم عالفرص الل انا سيبتهم
ولا على الفرص الل ماسبتهمش ..وعجبي (صلاح چاهين)
_
الفصل(23)
"طَفّى يا وااااد ...إسحب المااااياااه "
كانوا يهرولون جيران منزل درويش ومعهم درويش هُنا وهناك يحاولون إطفاء النيران المُشتعله بالحظيرة
،صوت البهائم وهى تستغيث خالقها وتهرول للخارج والجمع من الناس ممسكين بالكثير من الماء حتى يتم إطفاء النيران قبل ولوجها إلى داخل منزل درويش وتلتهم كُل شئ..
__
_بيجولوا طول الليل يطفّوا فالنار يا ولدى ،نار ولايوم الجيامه لحد م طفّوها بس البهايم ماتت كلها
والل هَرب يعرفوش راح فين وعمك درويش إتبدل وإتدب عيكلم روحه من وكتها !
كانت هذه كلمات والدة عمار إثر تحدثها إليه ، كان يستمعها عمار أثناء شروده ف استطردت والدته حديثها
_مالك يا ولدى؟
زفر عمار بعمق ونفث ببطئ قائلا ً
_مفيش ياماه ، اللهم لا شماته بس عم درويش لسه ياما هيشوف
والمُشكلة فَتح على روحه وعلينا مشاكل مع بيت عبدالمُعطى الل هما أساساً فحالهم وإحنا فحالنا من أيام چَدى نجم الدين
ضيقت الأم عيناها وقالت له متسائله
_يعنى تفتكر بيت حجاج ليهم دخل ؟
هز عمار رأسه الى والدته ساخراً وأردف
_يعنى ياماه هو حرج الزريبة لروحه ، أكيد هما بعد م طلج عيار على حمارهم
وعلى طول مشاكل وياهم
وضعت السيدة يدها على فمها وقد اتسعت عيناها وقالت بخوف
_يامُرى، أكيد عمك درويش مش هيسكت
_عمى درويش دا سبب المرار الل فحياتنا كله والله
صمتا الاثنين ف دنت تحيه من عمار وقالت
_لسه رچعتش مرتك!
رفع عمار بصره لها وأردف
_وهو أنا كُنت مشيتها ياماه؟ هى عاوزة تجعد فبيت أبوها براحتها
ربتت الأم على كف إبنها وكانت تحثه بهدوء تقترب منه
_معلش يا ولدى ،أنا حاسه بيها ..مرتك خايفه ،زى مانا كنت خايفه زمان أبوك يتچوز علىّ
ولاچدتك دهب تچمعله عروسه ..معلش يا ولدى عتحبك وتخاف عليك
روح يا ولدى وهاتها وطيب بخاطرها بكلمتين ، المَرة مننا عاوزاش غير كلمه طيبة وأنك تطمنها
بلل عمار شفتيه وأردف إلى والدته بهدوء ورصانه كالعادة
_والله ياماه بطمنها دايماً وأجولها مش هسيبك ومعاكِ دايما ومش هنتچوز عليك ِ
وهنكشف مرة واتنين وتلاته
مسحت الأم بيدها على ذراعه وقالت بحنو عيناها تلتقى بعينيه
_معلش، أصبر ..هى زينه وعتحبك ،اصبر ي عمار
_يااماه هى الل عتخلج المشاكل ،يعلم ربنا زمزم بعاملها كيف
وموضوع الخلفه رغم انى مجهور بسببه بس سيبتها على الله
ومش بحسسها بزعلى عشان إحساسها هى
أثناء محادثتهم رن هاتفه ب إسم زوجته زمزم ، ف نظر إليه وابتسم ثغره قليلاً وآردف إلى والدته
_هى عترن أهو
_طب شوفها وروح هاتها الله يرضى عليك ،تعودش بيتك يكون من غير مرتك يا ولدى
وهى جولها أول وآخر مرة تسيبي البيت من غير ماتشاورينى ولا أكون مش عاوز
أنا من يوم چوازى من ابوك لحديت دلوك عروح بيت أبوى فالمناسبات
ونسيت الشارع الل عيودى على بيوت إخوالك كمان
ضحك عمار فضحكت والدته وتركته ، لم يجيب إتصال زمزم
بل عزم أمره ب أن يذهب إلى منزل والدها ويعود بها الى منزلهم وحسب
وهناك سيُفتح باب العتاب وستوضع القواعد حتى لاتتكرر الفعله مرة ثانية !
#نور_إسماعيل
__
لن يشعر بك إلا من طعن بنفس آلاف سهام آهاتك و أوجاعك!
بالفعل غيرت منك فى ذاك الزمان القاسى ، جعلتك إنساناً آخر
لن يشعر بك سوي من عاني بنفس معانتك وربما أكثر منها .. لذلك إفتح نافذة قلبك
وتكلم..
منديلاً تمده أمنية الى حبيبة تجفف دمعاتها وقسمات وجهها عابسه
وبداخلها تحتقر كل من فعل بهذه المسكينه كل هذا ، فقد قَصّت حبيبة قِصتها عليها بالكامل
كانت تحكى بمرارة تذوقتها أمنية بكل حرف ، بكل ايماءه بكل دمعه أنهمرت رغماً عنها
برعشه كف يدها ..لمقلتيها التائهتين ..شعرت أمنية ب أن قصتها توخز قلبها ب إبر من حديد
إنتهت حبيبة ف أردفت أمنيه
_من اول يوم وانا حاسه ان حواليكِ هالة من الخوف ، فيه حاجه مش طبيعيه بتحصلك
حبيبة ، أنا والدتى رئيسه جمعيه لحقوق المرأة ، وتقريباً انا بحضر كل محاضراتها ومناقشاتها واجتماعتها
وشوفت حالات كتير ..ولذلك قررت أساعدك ومش هسيبك
نظرت حبيبة يميناً ويساراً متخوفة ،من تحت نقابها المبلل بعباراتها الدافئة على وجنتيها
وأردفت إلى أمنية
_قولتلك لو قدرتى تساعدينى من غير اذى لأنه أول حاجه هيتهمنى فشرفى مع ابن عمى وبابا هيقت...
قاطعتها أمنية وأردفت
_إسمعى ، سيبينى أفكر ومش هطول عليكِ ..وهطلعك واخلصك من الحقير دا
بس عاوزاكِ تسمعى كلامى ف أى حاجه اطلبها منك ..إتفقنا
هزت رأسها حبيبة ب نعم ، وزفرت أمنية بحرارة تفكر ما الخطوة التالية؟!
#لنور_إسماعيل
_
_وه ! حفصه هنيتى !! كيفك يابتى زينه؟
نهضت حفصه وهرولت ناحية والدها،صافحته وجلسا سويا وأردفت هى
_أيوة جولت أكيد اتوحشتكم ،جولت نعدى ناخد معاكم السهرة وهمام دلوك هيعدى علىّ
ربت مناع على يدها وأردف
_عاملة ايه يابتى وعامله كيف مع چوزك ،رحماه من لسانك الطويل
قالها وهو يضحك ف أردفت حفصه ممتعضه بشفتيها
_ايه يابوى ماله لسانى ، دا حتى همام حِفى لحد م وافجت عليه وَلد منونة!
المهم سيبك منى ومن چوزى ، عمى درويش دلوك عامل ايه
تنهد منّاع ينظر إلى الفضاء أمامه بحزن وأردف
_والله يابتى ماعارف عيفكر ف إيه عيدور فراسه أيا بالظبط خابرش
شردت حفصه تقضم شفتيها تفكر ، فانضمت زوجه ابيها اليهم وبحوزتها صحن كبير معبأ من فاكهه الموسم
وضعته أمامهم وبدأت حديثها
_أكطع دراعى الل ولع فالبهايم والبيت ،بيت حچاج وولاده عشان جتل حمارهم
تناولت حفصه من الفاكهه أمامها وشرعت ب أن تأكل
_ما طبعاً يامرت أبوى ، واضحه كيف عين الشمس أنهم هما ،المهم دلوك عمى درويش يردش عليهم رد أوعر
ونفتح على روحنا فتوحات
_م إنتِ عارفه عمك ياحفصه ، يسيبش حجه واصل وخصوصاً مع دول والعداوة من زمان بيناتهم
قالها مناع بنبرة يختلج بها الخوف من القادم ،أما عن حفصه فكانت تأكل بشراهه من الفاكهه
وكأنها كانت جائعه منذ وقت طويل ، لاحظتها زوجه أبيها
ف دعتها للحديث بمفردهم بعيد عن والدها واشقاؤها
_مغيباكِ من ميتى؟
تعجب حفصه ف أردفت لها
_إيه يا مرت ابوى السؤال دى، بلاش كديتى
_يابت رُدى علىّ جبل م حد يدخل علينا نعرفوش ننطجوا
وشك أصفر وعتاكلى فالفاكهه زى ماتكونى اتسعرتِ ..ردى علىّ غيبتك الشهر دى؟
كانت تتذكر حفصه ومن ثم قالت
_أيوة باين اتاخرت يومين تلاته ،ليه؟
إبتسمت جمالات وأخرجت من جعبة صدرها مبلغاً مالياً ونادت على أحد اشقاؤها الصغار وهمست ب أذنه واعطته المال وانطلق الصغير فتعجبت حفصه وأردفت
_ايا فيه فاهماش حاچه
_دلوك تفهمى ،واهو ياخبر بفلوس
مر القليل من الوقت ،وعاد شقيق حفصه ومعه شريط إختبار الحمل المنزلى
وباقى النقود، ف أعطته والدته إياهم وأمسكت ذراع حفصه وأدخلتها دورة المياة
وأردفت لها
_خدى إعمليه ،انا متأكدة أنك حبلى يابت
أزاحت حفصه يد زوجه أبيها بالاختبار وهمت بالخروج من المرحاض وهى تردف
_يابوى حامل وايه بس ، وسعى يامرت أبوى من وشى وحياة أبوكِ
_يابت خديه واعمليه هتخسرى إيه يعنى ، بجالك كاتير داخله وفيش چَديد عاوزين نتطمنوا
وأنا حاسه والله ، عيونك داخله لچوا
مطت حفصه شفتيها وأردفت
_وهى كل من عيونها دخلت لچوا وكلت شوية فاكهه بجت حامل ، أما أمرك عجيب ياخالتى !
_أدخلى بس وخفى رط ..
_
دلف همام إلى شقته وجد حفصه تنتظره أمام التلفاز وهى تأكل الترمس فجلس بجانبها
_إستنتيش ليه آجى أخدك من بيت أبوك ِ؟
_لاه م أخوى وصلنى
نظرت حفصه له مالياً وأردفت وإبتسامتها واسعه للشقين بفمها يميناً ويساراً
_همام عندى خبر كان نفسي نبلغه لحبيبة الأول، بس يالا مش مهم أنت چوزى بردك
اقترب همام منها مهتماً وأردف فى تساؤل
_خبر أيا خير ؟
_قوتك العقليه مليحه وإنت زين وعال العال؟
_الحمدلله يابوى ، جولى فيه أيا قلبي هيتخلع
إوعى يكون فيكِ حاچه عفشه ،جومى عالداكتور
أزاحت حفصه يده وأجلسته مرة أخرى بعدما نهض وقالت
_هو فيّا حاچه صوح، بس مش عفشه ..حاچه زينه
ويمكن تيچى شبهك وعفشه برضك
هز همام رأسه غير متفهماً وأردف
_فاهمش حاچه واصل
_إفرح ياهمام ، إنت مش مسيو بس ...ربنا أراد يديك لقب آخر
هتبجى بابا يا مغفلق !
إتسعت بسمه همام ونظر لها والى بطنها ،وأمال بجذعه يستمع وهو يردف
_حامل! حامل يابت صوح الصوح
دفعته حفصه بطريقتها المعهودة وقالت
_لسه هو إتخلق ولا له نبض عشان تمثلى فيلم الاستاذ محمود عبدالعزيز والاستاذة نورا
ففيلم حتى لاتغيب الشمس وتعملى نفسك عتسمع صوت النونو
أيوة حامل أومال عنكدب عليك ،عملت اختبار حمل فبيت أبوى وطلعت حامل
أمسكها همام من يدها ينهضها بفرحه وهو يتحدث
_جومى نكشفوا ونتأكد ونفرح زيادة،جومى
_يامخوووت چاك الخوته ، بكره يابوى طارتش الدنيا
ظل يقفز همام مكانه بفرح وأمال جسده على رأسها قبلها
ومن ثم قال
_هنزل نفرح أبوى وأمى ، سبحان الله لسه بدرى كانت عتجولى
مفيش حاچه فالسكه مرتك طَولت وكانت عاوچه بوزها
نهضت حفصه ورفعت إحدى حاجبيها معترضه وقالت
_بجى منونة جالت مرتك طولت وعوچت بوزها
_أيوة جالت عشان إتچوزتك كابيرة يعنى وو
_طب بااااس أكتم ،سديت نفسي إنت وامك عن الحياة والفرحه
إنزل فرحهم جبل م أنا انزل جبلك وأچيب خبر أمك على يدى إن شاء الله
هرول همام فرحاً فتح باب الشقه وعلى الدرج هبط مسرعاً يتغنى
ف وقفت حفصه وأردفت
_كان نفسي نبلغ بتى الاولانيه ونفرحها ، ربنا يطمن جلبي عليكِ يا حبيبة وميوچعنى فيكِ أبداً
_
صوت ضحكات عمار الصغير تتعالى إثر مداعبته من قبل أبناء شقيقات وليد ببهو منزلهم الكبير العتيق ، كانت عبلة تاركة إياه يراعونه أثناء مساعدتها لوالدة وليد بخبز الخبز ..ف قد تقدم ب عظيمه العمر
وفتياتها كل واحدة ملتهيه ببيتها وأولادها ،ف أتت عبلة تساعدها وتفعل لها ماتريد بالمنزل ومن ثم تنتظر وليد يرافقهم للمنزل .
اليوم ب أكمله منذ الصباح وهى هناك ، صنعت الخبز ..ومن بعدها صنعت طعام الغداء وبعادة بلاد الصعيد
المنزل الكبير لكبير العائلة طعام الغداء لليوم العادى يكون بمثابه وليمه لمنزل آخر ..قامت بذبح الطيور وتمظيفها وسلقها .
صنعت الارز ونوعين من الخضار المطبوخ ، حتى أتى وليد ووالده ووالدته وهى وتناولوا طعامهم .
و م ان انتهوا حتى قامت بغسل الصحون من بعد تناول وجبتهم ،وصنع الشاى
تناولت الشاى ،فصعدت للدور الثانى وقامت بتنظيف الغرف ب أكملها وغلقها ، طلب منها الحج عبداللاه قالب من الكيك فهى تصنعه شهياً بشهادة الجميع .
هبطت وقامت ب إرضاع صغيرها ومن بعدها شرعت فى إعداد الكيك وصنعت قالبين لهم .
جلست وكأن تعب الدنيا قد حل عليها،أخذت تتحدث مع والدة وليد حتى شعرت بتعب خفيف يسرى بظهرها
بدأ خفيفاً حتى إشتدت حدته ولم تعد تحتمل فصرخت !
بمكالمه هاتفيه أتى وليد من الخارج ، وحملها وترك الصغير مع والدته وبسيارته إلى اقرب مشفى
وفى الطريق كانت تتوجع وتصرخ واثناء قيادة وليد للسيارة لمح خط من الدماء يسيل على ساقين عبلة!
__
و ماذنبي حين أفتقد حديثك وما ذنبي حين أريدك ف كل أوقاتى
ف اذا صحوت فانك اول خاطري وإذا غفي جفني فانتي اخر دنياتي
واذا صعدت روحي وسكنت هامدا ف أنت بقايا روحي فالأرض تدعوني
.
_حجك علىّ
قالتها زمزم رجاءاً ف أردف عمار لها مصوباً عيناه لمقلتيها
_انا مش زعلان منك يا زمزم ، أنا عاوزك تفهمى إنى مش غدار ومش هسيبك ومش هوچعك ابداً
سيبينا نعيش حياتنا واللى جاى بتدابير ربنا ، إحنا عنزج فيها زج
تعجبت زمزم وأمالت برأسها وقالت
_بنزج فيها؟
زفر عمار بحرارة ،يعلم ب ان زمزم شخص حساس ويتحسس لأى كلمه على عكس شقيقتها
وما رآه منها مع وليد إبن عمه
نفض عن رأسه المقارنات وأردف
_اجصد يعنى بنعيش اليوم بيومه وربك بيدبر بكره فيه إيه ،يبجى بلاش نصعبها إحنا على روحنا
هزت زمزم رأسها إيجاباً وأردفت
_طب أنا كنت عاوزة نفاتحك فموضوع فكرت فيه وأنا فبيت أبوى
_فكرتِ فيه يازمزم ولا حد أقترحه عليكِ؟ صاحبتك ولا مرت أخوكِ؟
لوحت بيديها صبراً وأردفت له
_طب إسمعه الأول الموضوع لو عچبكش أرميه للبحر ، بس بصراحه نفسي توافج
حاسه إنه آخر أمل لىّ
وضع عمار كفاً على كف على جسده وقال
_جولى ياستى
_عاوزة نعمل حقن مجهرى !
تعمق عمار بالنظر إلى عيناها ولم ينطق بكلمه واحدة.
__
أكآد أن أنتهي!
حيث كل شئ يدعوني إلي ذلك .
أصبحت اعاني من كل الأشياء التي أحببتها .، أعاني من عدم وجودها .، أعاني بﻵ جدوي .، بﻵ رأفه .، بﻵ أي شئ .
حبل كبير يمسكه إلياس ، كان يكبل حبيبة به ..قيد كلتا يداها وأرجعهم للخلف وهو يتحدث لها وصوته كفحيح الثعبان
_مش هتقولى برضو عملتِ إيه وكلمتِ مييين إنهاردة؟
دموعها تنهمر لكنها أقلعت عن التوسل إليه منذ زمن طويل ، تنهمر عباراتها فقط
دون أن تتحدث ..تتلقى منه جرعات الألم والعذاب كجماد تسرى بداخله روح معذبه.
_مش هتنطقى؟ أنا عارف كل حاجه وعارف اتكلمت مع مين واتكلمت ف إيه!!
هنا هب واقفاً ممسكا ب كرباج صغير وأخذ يهبط عليها به وصراخها يزداد كل صفعه من الكرباج
تتعالى أمامه صراخاتها ..يتلذذ وينتشى ، يعذبها فتصرخ أكثر
يمر أمامه صورة كل من عذبوه وتنمروا عليه وكأنه يأخذ بثأره منهم فى هذه المسكينه ،
أنتهى من ضربه لها عندما وجدها فقدت الوعى ، فحملها وإلى الداخل يبدء معركته الأخرى
ودوامة عذابها التاليه المعتادة.
__
لولا النساءُ لما كتبتُ قصيدةً
ولما سموت طهارةً وجلالا
منهنّ أمي وابنتايَ وزوجتي
حسبي بذلك رفعةً وكمالا
هنّ اللواتي إن شكوتُ رأفنَ بي
ومسحنَ دمعَ مواجعي المنهالا ( لقائلها)
كانت ترقد عبلة بمنزل والدها بعدما فقدت جنينها للمرة الثانية بسبب المجهود ، فى هذا الوقت شعر وليد بالخوف عليها حقاً .
لأول مرة يشعر شعور كهذا نحوها منذ زواجهم ..
شعر ب أنه سيفقدها ويفقد وجودها الدافئ هى وصغيره بجانبه ، كانت تصرخ وكانت ترجوه ب أن يراعى الصغير إن حدث لها شيئا ولكن الله سلم !
_حمدلله على السلامه يا بو
ضحكت عبلة بصعوبه وهى نائمه بالفراش وقالت
_الله يسلمك يا نصيبي
أقترب وليد منها ومسح بيده على جبهتها برفق وهو يتحدث
_أول مرة أحس إنى خايف عليكِ ، خايف لتموتى بعد الشر
أتاريكِ غالية يابت چاكِ دم أما يخش عليكِ
حاولت عبلة الضحك لأنه يؤثر على تعبها وصحتها ، ومن ثم قالت
_صوح غاليه عليك يا وليد ؟
_صحيح شبه أبوكِ وفاضلك العمه والشنب ، وصح داخل عليكِ دم لسانك يتلفحوا بيه عشرة
بس چدعة وبت أصول ، وفالوكت دا كله الل مر إتعلجت بيكِ يا چريمه
لكمته عبلة فى صدره وقالت
_مانت عتجول كلام حلو اهوت، أومال خشمك مش عينزل غير المرار ليا ليه؟
لكمها هو الآخر بخفه على جسدها وأردف
_يابوى ماتسيبي فرصه للواحد يتكلم چاكِ العذاب
_عذاب أكتر من كديتى ، معذبنى إنت وعيالك يا وليد يا ولد عظيمه ولسه
_أيوة ولسه ، عاوزك يدوب تفوجى تتشجلبي تحملى فالعيل الرابع عشان إنت بتهمديش
أرنبة تجفيل بلادها
ضحكا الاثنين معاً ، ف أمسك وليد يدها وقبلها لأول مرة وأردف
_ربنا يخليكِ لىّ يابت الملسوع ، تاريكِ غالية صوح
شعرت عبلة بالخجل وتوردت وجنتاها ونظرت الناحية الأخرى وسحبت يدها من يدها مع قولها
_عتكسف يا وليد ..
_طيب حاضر هنعملهاش تانى ،جومى بس بالسلامه وأنا هدور فيكِ بالاقلام والقفيان لحد م يبانلك صاحب يا بومة
ضحكت هى فقال لها بحنو
_سلامتك يا أم عمار ..الف سلامة
نظرت إليه وبداخلها يردد لم أقدر علي أن أدير ظهري وأرحل هذه المرة ؛ لن أكذب حاولت مراراً ولكن قلبكِ هذة المرة ردنى إليه..
__
كان يجلس درويش وحيداً يفكر فيما حدث ،ليس بحرق البهائم والحظيرة وكادت ب أن تحرق منزله معها
كلن يود أن يموت أثناء عملية إطفاء النيران ولا أنه ظل على قيد الحياة بحسرته !
لا على مواشيه ولا على حظيرته التى أصبحت رماداً...فقد سرق الذهب!!
سُرق ولم يَعد له أثر، مقابل بيع إبنته لإبن شقيقته اطاحته الرياح..
هل كل شئ أصبح رماداً، هل سيبقى مكتوف الأيدى هكذا طويلاً؟
نهض وشيطان نفسه يتراقص أمامه ، ذهب إلى غرفته وأحضر سلاحه النارى
وترجل وبعيناه النار والدماء تتجمع بوجهه كاد عقله أن ينفجر ، على عجل كان يتحرك حتى وصل إلى منزل حجاج ، طرق الباب بشدة بطريقه مخيفه حتى فُتح الباب أحد أبناء الرجل
_الدهب فييين؟ الدهب فين يا حچاچ إنت وولادك
خرج الرجل وأولاده كلهم واولادهم الصغار وكانت تقف نسائهم مختبئات خلف الأبواب
يشاهدون فى صمت ، تحدث حجاج إليه بثقه
_دهب إيه الل چاى تسأل عليه يا درويش
ضحك الرجل مستهزءاً وأردف يتغنى
_والله تنفع غنيوه ، دهب ايه الل أنت چاى تجول عليييه
ضحك اولاده يستهزئون بدرويش وحديثه، هنا أشتعلت النيران أمام درويش وأردف
_البهايم مكان الحمار وجولنا ماشى ، خللى الحرامى الل فعياالك سرج الدهبات يرچعهم
تقدم الرجل خطوتين وأردف
_عنجولك نعرفش حاچه لا عن بهايم ولا دهبات، هو أنت كان عِندك دهب يا درويش؟؛
قالها الرجل ساخراً، وفى ثوان أخرج درويش السلاح النارى من جيب جلبابهالمسدس ووجهه إلى رأس حجاج وقال
_قسماً بالله م چيبتوا الدهب ، هاخد عمرك وعمر عيالك جصاده !
صرخت إحدى النساء فقام أحد أولاد حجاج بنهرهم وغلق الأبواب ، بثبات أردف الرجل
_هو انت تعرف أن الل يلجى لجية عيرچعها بردك !
_حچااااچ!!الدهب فييين ! كلمه واحدة إنت تعرفش شيطانى
تنهد الرجل متلاعباّ ب درويش وأردف
_أوسع م معاك چييييبه
هنا لم يدرك درويش ماذا يفعل،قد عصب الغضب عينيه قام بالضغط على الزيناد
واطلق الرصاصة ف اصابت حجاج ووقع فالحال !
هرول ابناءه ناحيته فزعين وصرخت النساء من خلف الجدران ،ف هرول واحد من أولاده يحضر
سلاحه ،والاخرين يقدمون ناحية درويش للإمساك به فأطلق درويش النار عليهم كالمجنون حتى قتل اثنين منهم واصاب واحد ف خرج أحد الابناء وأطلق النار ناحية درويش وسقط غارق بدماؤه!
لما اشتكيت حبي للصخر خَرّ ولان بالله دِلِّيني
كيف الحجارة تلين ؟ وانتي اللي ما تليني؟
الشعر ده شعرك مش حانسبه لنفسي بس انتي مَلِّينى (هشام الجخ)
**
الفصل(24)
أصوات الطلق النارى دوت بالمكان ، إحداث الجلبة وصراخ النساء ورؤية درويش يذهب وفى عينيه الشرر
جعلت الجيران تتصل بالشرطه خوفاً من الذى سيحدث ولكنه قد كان وحدث!
أتت الشرطة ووجدت ثلاث جثث ،حجاج واثنين من أولاده وواحد مُصاب وإصابة درويش البالغه !
وعندما سئل بقية شهود العيان من الاولاد أجابوا ب أنهم كانوا يقوموا يتنظيف السلاح وكان العم درويش بصحبتهم يقضى السهرة معهم وقام السلاح بتفريغ النيران بهم من دون قصد..
إجابة غير مقنعه لطفل صغير ، ولكنهم لم يقولوا غير ذلك ونفوا أى إتهام بالقتل او إحداث جلبه أو إحداث مشاكل بينهم مثلما إتدعى الجيران .
تم نقل درويش وإبن حجاج إلى المشفى والاخرون تم تغسيلهم وتكفينهم ودفنهم دون عزاء!!
فمن الواضح أن هناك رد من بقية عائلة حجاج مرسي ، لم يخبروا الشرطه م حدث حتى تتم إجراءات قانونية ضد درويش ، لم ينصبوا عزاء لوالدهم واشقاؤهم .
هل بدأ الثأر ؟ هل فتح درويش باب جهنم ؟ وعلى مَن سيكون الرد ؟ من مَن سيؤخذ الثأر وعلى مَن ينتوون أبناء حجاج الباقيين واشقاء حجاج؟
_
جلست حفصه تفرك يديها ، تتقلب بفراشها و ب رأسها يدور ألف أمر جلل
حتى إنفرجت شفتيها عما بداخلها تتحدث إلى زوجها
_وجالو ايه فالمستشفى يا همام ، هيموت عمى درويش؟
جلس همام وتنفس بعمق ثم اخرج زفره وتحدث ينظر فالفضاء أمامه
_جالو أن له كذا عمليه ، الرصاص كله صايب ضهره
عمى مناع سايبهوش وعم عبدالرحمن وعم عبداللاه رغم الجطيعه بس چُم
حتى وليد وعمار
وضعت حفصه يدها على قلبها خائفه وقالت
_يامرارى لو حصله حاچه؟ طب وحبيبة وعرفت طيب؟
_منعرفش ، چوزها اتصل ولا أمه العمه زاهية ..حدش يعرف والله
الدنيا مجلوبة فبيت حچاج ، وكل الناس عارفه ان عمك درويش راح وطلج عليهم النار
وهما خبوا فالمحضر ومعملوش عزا ، يعنى فيها رد ياحفصه
عمك درويش فتح بوابة النارمن تانى بين بيت عبدالمعطى وبيت نچم الدين
أخذت تفكر وتحك ب جبهتها، ومن كثرة قلقها شعرت بمغص بمعدتها أثر الحمل والتوتر
فهرولت ناحية دورة المياة وأفرغت مافى معدتها ، كان يقف همام على باب المرحاض ينتظرها حتى انتهت ف قام ب إخراجها بسرعه وأعادها إلى فراشها فقالت هى بخوف
_أنا عاوزة نتطمن على حبيبة ، عرفت ب أبوها معرفتش نتطمن
تچيبلى رقم المخفى چوزها ونكلموه أو رقم عمتى زاهيه ..سامعنى ياهمام
تتشجلب وتطمنى على حبيبة
كان يقوم همام بتهدئتها ولوح لها بكفى يديه
_حاضر حاضر ..بس أنت ِ إرتاحى
#لنور_إسماعيل
_
وفى الجهة المقابله من النهر..
كانت أمنية تضع خطتها مع حبيبة إثر جلوسهما بدورة مياة الكلية بعيداً عن انظار الحارس المُعين من قبل زوجها .
_بس أنا خايفه !
قالتها حبيبة ويداها ترتجف، فقامت أمنية بتهدئتها وأردفت لها
_يا حبيبة كفاية خوف ، هو لو كان عرف انك كلمتينى اصلا مكانش جابك تانى الجامعة
هو عشان بس انتِ طولتِ فالمدرج وممكن يكون بصّ عليكِ الزفت الل معينه دا وقاله قاعدة مع واحدة وبيتكلموا وطولت ..بس
_طب هنعمل ايه دلوقت ؟
_طبعاً إنت ِ متعرفيش عنوان بيتك صح ؟
أومأت حبيبة رأسها نفيا ً فتابعت أمنية
_كل السنين دى ومتعرفيش يا حبيبة؟
_هعرف منين ، العربية مفيمه وبيجيبنى ويودينى وأنا معرفش شوارع القاهرة اصلا
صمتت امنية وطرقت ببالها فكرة ف أردفت لها
_طب عندى فكرة رهيبه ، إنهاردة وإنت ِ مروحه هطلع وراكِ ب أوبر
وهعرف العنوان
_وبعدين
نظرت أمنية هنا وهناك وقالت بصوت هامس لها
_بصّى ، فاليوم الل هننفذ فيه خطتنا ..هقولك تعملى ايه بالظبط بس عاوزة ميبانش عليكِ
أنا مش بس هخلصك من الواطى المريض دا ، أنا هجبله إعدام
إصبرى عليّا
_
فى بهو المنزل الواسع كان يجلس إلياس مع والدته زاهيه ويتحدثا بشأن درويش وماحدث له
_يعنى حصل إيه
كانت تتحدث زاهية وهى قلقه ومقلتيها غير مستقرتين وشفتيها ترتجف
_خالك مناع بيقولى قتل ٣ واتصاب واحد وهو بين الحياة والموت فالمستشفى
مش عارفه انزل له البلد ولا أعمل إيه
هنا شعر إلياس بالخوف ، هل سيموت درويش ؟ هل ستبطل حجته بالنسبة لحبيبة وم أن علمت سينفك زمام الحبل المقيدة به وترحل عنه؟
شعر أيضاً بالخوف مما فعل خاله أن يكون له رد فعل عكسى عليهم
_ماما مفيش نزول ، بيقولك جريمه قتل وس وج ودول فالصعيد يعنى ممكن جدا تتحول المشكلة لتار
تنفست زاهية بعمق وقالت
_ماهو دا الل خايفه منه وعامله حسابه ، هتقول لحبيبة؟
إرتجفت مقلتى إلياس وقال لها
_لاء طبعاً، حبيبة إيه الل اقولها ..هى داخله على امتحانات وممكن تتعب
وإنت ِ ياماما اما تكلمينا متجيبيش سيرة
صمتت السيدة وهى تنظر ناحية إبنها وأردفت
_إلياس..هى حبيبة بخير معاك ، يعنى انتو كويسين سوا ؟
رفع إلياس لها بصره وأردف
_ليه ياماما بتسألى السؤال دا
هزت السيدة رأسها يمينا ً ويساراً وأردفت
_معرفش ،البنت انطفت وخست عالاخر وضعفت واتبدلت وبقت ساكته دايما ولما باجى ازوركم بتبقى متلفحه كدا كأنها بتخبي نفسها منى
نهض إلياس وترجل نحو دورق مياة مملوء وكوب وأخرج منديلاً معقماً ونظف الكوب وملأه ماء وشرب منه وأردف إلى والدته بعدها
_هى كويسة، اظن هى لو متضايقه او فيه شكوى منى كانت قالت
_بس أنا حاسه ان فيها حاجه
التفت إلى والدته بجسده قائلا
_عادى ياماما ، أنا شايف عشان المذاكرة صعبه متنسيش كلية الطب
ومسؤلياتها ، وبتروح كل يوم .. زائد واجباتها الزوجية
وكمان دى طبيعه حبيبة ..قليلة كلام وهادية
تذكر شيئاً ف إستطرد إلى والدته
_المهم إوعى تجيبي ليها سيرة عن الل بيحصل فالبلد أو الل حصل لباباها
صمتت زاهية فلم يعد لحديثها جدوى ، وانشغلت بخوفها على شقيقها درويش وماحدث بالبلدة
وماهو القادم الله وحده يعلم به .
__
صوت عالِ ناتج عن مشادة كلامية حادثة بين عماروزمزم اثناء تواجدهم بمنزلهم بغرفه نومهم تحديداً.
_ليه مش وكته ،انا م صدجت أنى وافجت
قالتها زمزم بعصبيتها المفرطه ف أردف عمار متعصباً بعض الشئ
_انتِ إيه محساش باللى حصلان فالبلد ، محساش بجلبان الدنيا حوالينا
وكت سفر وعمليات وروح وچى دلوك
جلست زمزم إلى فراشها الوثير وقالت بصوت متهدج
_أنا من يومها بعمل بحث عالمستشفيات فمصر الل بتعمل العمليات دى وبتنچح
والاسعار ، انا م صدجت لاجيت المستشفى وحچزت كمان
هنا إنتبه عمار فنهض من مكانه وأمسك ذراعها بقوة وتحدث ب آخر مافيه من صبر
_دا الل هو كيف يعنى ؟ من دماغك وأنا تحصيل حاصل ..سيادتك تقررى وتحچزى وأنا يدوب عليا أسافر وادفع ..شايفانى طرطور ولا خدام الست
قالها بنبرة عنيفه مع هزة لذراعها فى يده ،ف اردفت هى على وشك البُكاء
_إنت ليه عتحسبها كديتى ،ليه حاسسش بالنار الل چواى
عبلة أختى حملت ٣مرات علىّ ومرت أخوى حملت وچابت توأم بعد فرحنا ع طول
حتى حفصه الكابيرة فالسن حامل ، ليه حاسسش انى بتعلج ب أى أمل ياخى
طرق عمار كفاً بكف قائلا
_ماهو مش معجول ياناس الل نباتو فيه نصبح فيه، كل دا وحاسسش يا زمزم
يعنى بدل الدكتور روحنا ل خمسه
عاوزين نعملوا إشعه صبغه حاضر ،عاوزين بكد كديتى تحاليل ليا وليك ياعمار
حاضر ، لاه هنكشفوا عند الداكتور الفلانى بيجولوا قوى وشاطر حاضر
لاه نروحو الاقصر نكشفوا دكاترة هنيتى على كدهم حاضر
طب انا سمعت ان الحجن المچهرى زين وهينفع ياعمار جولت ومالو حاضر
معلش ياعمارفلوساته كاتيره ومالو يابت الحلال حجك علىّ أفضل معاكِ لآخر المشوار
بس چه مرار عمى درويش والمصايب الل حصلانه فالبلد ، نعملوا ايه
نصبروا شوية ،العجل والمنطق بيجولوا كديه
صمتت تستمعه زمزم للآخر وقد ضيقت عيناها وأردفت
_عتعايرنى يا عمار ؟
زفر عماربنفاذ صبر قائلا
_هو دا الل فهمتيه من كلامى ؟
_يعنى وأنا مالى ببيت حجاج وعم درويش ،انا عاوزة اسافر احجج حلمى الوحيد فالدنيا
يعنى سفرى هيعمل ايه ولا جعادى هنيتى هيسوى إيه؟
صمت عمار ونهض من مكانه مترجلاً يرحل من الغرفه فهرولت خلفه قائله
_أنا تعبانه ياعمار
_والله أنا الل تعبت
قالها مديراً لها ظهره وفى طريقه للخروج من المنزل ،وتركها تنظر ناحيته تكظم غضبها ولاتعلم ما العمل الآن إذا ً.
__
_إسمع منى ،حاول تحب كُل حاچه محزناك ومشيلاك الطين ..چايز تمشى وتسيبنا زى كُل حاچه حبيناها
قالها وليد ضاحكاً ،فتنهد عمار ونظر إلى السماء من فوقه ليلاً متلألأ بها النجوم إثر جلوسهما بحديقتهم كعهدهم .
استطرد وليد حديثه قائلاً
_جصدى اجولك ، شيل من على دماغك الحريم بطبعهم زنانين ورغايين وسرطان حكاوى ورط
يعنى عندى أنا عبلة مثلاً،مرة تَخينه ورغاية بت چزمة
أرچع من الشغل يا ولية عاوز آكل تجولى إصبر علىّ دا حصل وحصل وولدك عمل وعمل وعمل يا ولية إتكتمى مصدع ناولنى حباية بنادول شالله ياكلك جطر
تجولى اصبر إنت چاك الحزون حصل وحصل وحصل يا وَليه طب أنام ساعة إفصلى إتفصلت كهربا مخك ياباعيدة تجولى أن شالله أنت وتكمل بردك
ضحك عمار بخفه ف دلف همام مترجل نحوهم بعدما القل عليهم تحية السلام
_سلامو عليكم ، والله حسيت أنكم جاعدين هنيتى
_تعالا إتلم البيض الفقرى على بعضه
قالها وليد ساخراً ، ف جلس همام وتناول كوب الشاى الذى أمامهم
ف أردف وليد
_الكوباية دى بتاعتى يا دحش
_يبجوا يعملولك غيرها ، سيبنى ياراچل فحالى
ضحك وليد وأشار إلى صدره وأردف
_شوف مش جولت ،البيض البايظ بيتلم ع بعضه ..فيك إيه يا حزين إنت كمان
م خلاص إتجوزت ست الحُسن والجمال حفصه منّاع وحامل وهتچيبلك ولى العهد
إيه الل مزعلك
تنهد همام وأردف إلى وليد
_حفصه جالبه مُخى نتطمنوا على حبيبة نكلموا حبيبة ،چيبت رقم إلياس وليد
ورنيت فيش رد ، ورقم العمة زاهية ولما ردت جالتلى هى بخير ومخبيين عليها عشان دلوك هى ف إمتحانات
حفصه مش مصدجه تجولى لاه أروح يعنى أروح ،اتطمن واشوفها قُبالى كديتى
طب الحمل يابت الناس تجولى أبداً ، طب أنا عنديش أجازة
معارفش أعمل معاها إيه بس
أمسك وليد من كوب الماء وتجرع منه ،ومن ثم رفع ساقه إلى الاريكه الخشبيه ووضع يده عليها قائلا
_يادى الحريم الل عاوزة تهچ على راسها لمصر ، فاضل عبلة كمانى عشان تبجى كملت
إنتبه عمار ف أردف إلى همام
_أيوة صوح ، حبيبة نزلتش لأبوها ولا حتى چات تشوفه ..كلام حفصه عنده حج كدا الحكاية تجلج
رفرف وليد ب أهدابه وأردف بعد تفكير
_تصدج ممكن يكون ولد عمك عاوزش يچيبها عشان الحصلان وخايف ،اصل بيت حجاج هيردوا على مين
عم درويش عندوش وِلد عندوش غير حبيبة
دا كدا الأيام المرار بدأت وطبلت
_الخوف اننا منعرفوش رد بيت حچاج على مين ؟ دا مات من عنديهم ٣
قالهاعمار بنبرة تختلجها الخوف ، ف سأله همام
_كل ديتى عشان الحمار والبهايم ؟
_لاه ، الموضوع أكبر من كديتى ..عيجولوا أنهم سرجوا الدهب بتاع عمك درويش
تنهد عمار بحزن وأكمل
_مهر حبيبة ..الل طمع فيه عمك وحده واستخسرها فىّ
اهو خسره ،وخسرها ..وخسر الكل حواليه
تعجب همام منه بينما يعلم وليد إلى ماذا يرمى عمار ..فتسائل همام
_انت لسه عتحب حبيبة ياعمار ؟
نظر عمار ناحية همام وأردف يتحدث بعيناه ليس شفتاه
_تجدر تنسي حفصه ؟! حتى لو نصيبك كان مع غيرها
أراح همام بظهره للخلف وأردف
_الحمدلله ان النصيب كان معاها والبركة فيك يابو عمو ،انا أصلا نتخيلش عشرة ست غيرها
_ثوانى دلوك عشان فعلاً الكلام يجلج ، انتو الاتنين تاخدوا حريمكم
وتنزلوا مصر سوا ، همام وحفصه يروحوا لحبيبه وعمار يكشف ع زمزم
والكل يتطمن وترچعوا لأن شكل الأيام الچاية مش مطمئنه وربنا يستر ..
__
"_أنا خلاص عرفت العنوان ، إنهاردة وإنت ِ مروحه أنا هكون وراكِ ب أوبر ومبلغه البوليس
ومبلغه منظمة حقوق المرآة كمان ،ومتخافيش هنبقى وراكِ
أول م تدخلى شقتك ، أعملى أى شىء يستفزه
خليه يضربك ،بس مش ضرب عادى ..عاوزة من التعذيب الل حكتيلى عنه
معلش استحملى ..هتكون آخر مرة يا حبيبة ان شاء الله"
بالفعل ، سارت حبيبة على خطوات خطة أمنية حرف حرف حتى دلفت إلى شقتها وجدته ينتظرها
وأمامه الطعام الجاهز كالعادة مردفاً إليها بصرامه
_أنا أكلت ، تعالى كُلى البواقى ورايا
هنا وقفت حبيبة وتنفست بشجاعه وقالت
_إنت إيه يا أخى؟ ايييه رُد عليا كُنيتك تبقى إيه
هنا نهض إلياس من مكانه بعدما إبتسم ساخراً لها وهو يقترب منها وأمسكها من وشاحها بقوة وهو يطيح برأسها يميناً ويساراً
_ماهو أنا لو فاهم نفسي كُنت فهمتِك ،أنا أبقى إيه ؟!
وعلى حين غِرة كعادته صفعها صفعه مدوية أطاحت بجسدها الهزيل أرضاً
وهو يصرخ عالياً
_إتجرأتِ وبقيتِ تتكلمى وتعترضى وتزعقِ فوشى كمان يا حتة حشرة
وانا مبحبش حد يقرب منى ، القُرب منى نااار بتحرق الل يتجرأ !
إنهال عليها ضرباً ففرت هاربه منه ، ف دلف إلى غرفة التعذيب كما تسميها
حبيبة بينها وبين نفسها، يحتفظ ب الأاحبال والقيود والكرباج وأدوات قضم الأظافر
والجهاز الصغير الذى يشعل به النيران ويقوم بحرقها فى جسده ب أدوات الطعام كالملعقه والسكين والشوكه .
دلف وأمسك الكرباج وخلفها ركض وأنهال عليها ،أخذت تصرخ مراراً وتكراراً
فى هذا الوقت كانوا يصعدون رجال الشرطه واعضاء جمعيه حقوق المرأة وأمنية ووالدتها ، وفى الوقت ذاته
كانت تطأ أقدام حفصه وهمام شارع منزل إلياس وحبيبة ويصعدون بالمصعد نظراً ب أن المبنى فارغ من السُكان تماماً ولا يقطن به سواهم ،
دفع رجال الشرطه باب المنزل عندما أخرجوا اسلحتهم ب وجه حراس إلياس الذان يقفان بالخارج
دفعوا بقوة حتى وجدوه هكذا يضربها ضرباً مُبرحاً متلبساً تماماً كشكوى أمنية التى قدمتها وقامو أعضاء الجمعيه بتصويره وهو يضربها حينما غاب عن وعيه وقبل أن ينتبه إليهم !
أصابته حالة من الذعر وأردف يصرخ
_مين دوول،أنتو عاوزييين إيه ؟!
كانا قد وصلا حفصه وهمام فوجدوا الباب مفتوح والجمع هذا بالشقه،دب بقلبها الذعر والهلع
هرولت للداخل لتجد حبيبة باكيه وثيابها مقطعه إثر الضرب ورجال الشرطة تسحب إلياس معها وتصوير الكاميرات مازال كما هو ، إنهمرت عبرات حفصه على الفور وهى تعانق حبيبة قائله نجيباً
_يامُرررى يا حزوووونى ، كنت حاسه يابتى ..كنت حاسه يابتتتى
عندما شعرت حبيبة ب أنها أخيراً ب أحضان حفصه ، وأن إلياس قد تم القبض عليه مُتلبساً بفعلته بها
شعرت بالأمان الذى لم تشعر به أبدا ، استكان جسدها وفقدت الوعى !
_يا مُرى ياهمام الحجنى ياخوى ، إلحجنى
هنا أخرج همام هاتفه مسرعاً لايدرى ماذا يفعل ، ضغط زر الاتصال بعمار الذى كان بطريقه إلى المشفى هو وزمزم
فتعجب من الاتصال وأجاب
_أيوة يا همام
تحدث همام لاهثاً انفاسه ونبرة صوته خائفه على غير العادة
_عمار ،الحجنى عاود على بيت إلياس ولد عمك هوصفلك العنوان تيچى طوالى
دب بقلب عمار الخوف ، ف رفع أحد حاجبيه بينما ركزت زمزم بالمحادثة المدارة
_ليه خبر إيه فيه ايه عندك
_تعالا وانت تعرف ،جواااام عارفش أتصرف !
هبعتلك العنوان دلوك فرسالة يالا ع كديتى
اغلقا الهاتف ووصلت إلى عمار الرسالة قرأها وأردف الى السائق ب أن يغير طريقه
وسيدفع كل م يطلبه من أجره ، تعجبت زمزم فقالت
_إحنا ايه يودينا لبيت ولد عمك مش هنروح المستشفى !
عمار على صمته ، يشعر ب أن هناك شيئاً حادثاً مع حبيسة قلبه حبيبة قلبه
لم يجيب زمزم ف أعادت هى السؤال عليه
_هنروح نعمل إيه هناك، وميعادنا عند الداكتورة ؟
إنتبه عمار ف أردف لها
_ياستى مش كنا رايحين وجدامك همام أتصل، اهو ياخبر بفلوس
هملينى دلوك عاد بزياداكِ
صمتت زمزم وعبست بوجهها ، تبدل الطريق وسيذهب إلى حبيبته أولا
سيكون لقاء عاصف،تُرى ما هو الذى حدث عندها حتى يستنجد به همام بهذه الطريقة ليغير طريقه
ويعود إليهم؟!
وما بين وعدين، وامرأتينِ وبين قطار يجيء وآخر يمضي هنالكَ خمسُ دقائقَ أدعوك فيها لفنجان شايٍ قبيل السَفر هنالكَ خمسُ دقائق بها أطمئن عليكِ قليلاً وأشكو إليكِ همومي قليلاً وأشتُمُ فيها الزّمان قليلاً(نزار قباني)
*
الفصل (25)
خطوات قدم عمار كانت مُسرعه وهو يهبط من سبارة الأجرة، وتتبعه زمزم تزمت شفتيها حنقاً
وعلى الفور وكأن قلبه يحدثه أن هناك مكروه بحبيبه،فقد سمع صوت نحيب حفصه بجانب همام وهو يحدثه
لم ينتظر المصعد ب أن يأتى ، ترجل على الدرج درجتين بخطوة حتى وصل !
وجد حبيبة ثيابها مقطعه اثر ضرب السوط ، دماء مُلطخه بجسدها ..وجهها شاحب وترقد بلا حراك مغمضه العينان ب أحضان حفصه التى جفت مقلتى عيناها من الدموع وهمام بجانبهم عابس بحزن بالغ .
ترجل ببطء ينظر إلى حبيبه ، وكأنه لايشعر ب أحد سواها بالمكان ، لايرى دونها
لايدرى من معه ..ترجل بهدوء مصوب عينيه عليها
جثى على ركبتيه وبحنو لامس جسدها وبدأت دموعه فالهبوط وهو يردف بتعتعه
_م..مالها يا حفصه ، مالها ح حبيبة فيها إيه
ببكاء ونحيب حفصه وعبراتها المنهمرة على وجه حبيبه قالت
_منه لله إلياس ولد عمك ، منه لله يدوج من المرار الوان يارب ،الوااااان يارب
وجهه محتقن عمار قبل ان يجهش بالبكاء أردف بصوت عالِ وخلفه زمزم شهقت من منظر حبيبة المزرى
_ماله الزفت عمل فيها اييييه
_مفهماش حاچه احنا لاجينا بوليس وناس ماسكه ورق وكاميرات عتصور وهو عيصرخ وحبيبة مرميه فالارض
يبجى هو الل عمل فيها كديتى ،إحساسي كدبش علىّ
يا حبيبتي يابتى ، يا حبيبتى يابتاااااى
هنا لم يدرى عمار سوى بدموعه تنهمر وشهقاته تعلو وهو يمسك يد حبيبه يتحسس نبضها
ويلامس وجهها ويحاول أن يجعلها تستفيق وهو يهزّها ويبكى بشده
_رُدى علىّ يا حبيبة !! رُدى علىّ نموت يا حبيبة والله ...نموت والله يابت عمى
أمانه ياحبيبة ...يااااااااااا الله!!
كان صدر زمزم يعلو ويهبط من شدة م تشعر من الم يوخزقلبها ف أردفت بصراخ
_عتبكى عليها !!! كُنت عارفه ونكدب نفسي كنت عارفه ياعمار
رفعت حفصه بصرها إليها وإمتعض وجهها وأردفت
_إسمعى يا زمزم ، لو شوفنا كلب فالشارع حاصله زى حبيية كنا هنبكو
معجول فيش رحمه فجلبك ..شايفاها عامله كيف
عاوزاش اسمع صوت حد هنيتى ، همام عمار هتعملوا ايه خلصونى عاوزين ننقذ الغلبانه دى
رفع عمار بصره وهو يمسح دموعه مردفا إلى همام
_همام روح وجف تاكس بسرعه
_طب نطلبوا الإسعاف
قالها همام ف أردفت حفصه وهى تشهق من هول بُكاءها
_كان فيه ظابط عيجول ودوها المستشفى هناخد اقوال الوقعه فمحضر
هنا صرخ عمار بقوة صوته وأردف الى همام آمراً
_يالا ياهمام جدامى ، خد الحريم ووجف تاكس
هنا رفعها عمار على ذراعيه ، كانت اخف من العصفور الهزيل
هبط ثلاثتهم على الدرج ،وهبط عمار خلفهم ينظر إلى وجهها وعلامات الضرب عليه
وجسدها الممزق والدماء ويداها المرتجفتان الباردتان اللتان صنعت شيئا رغماً عنهما دون وعى
تمسكت بملابس عمار بوهن وتمتمت بصوت خفييض سمعه عمار فقط
_م.متسبنيييش
انهمرت دموع عمار بقوة عندما سمعها وهرول حتى وصل إلى بوابة البرج ، عانى همام ف ايقاف سيارة اجرة حتى وجد ،لوح الى عمار
جلست زمزم وحفصه وهمام بالخلف ، وجلس عمار بجانب السائق وعلى ساقيه يسند حبيبة ب أحضانه وظل طوال الطريق ينظر لها وزمزم تنظر له بمرآه السيارة المعلقه,
وصلوا إلى المشفى ، كانت حفصه قبل هبوطهم أحضرت هاتف إلياس بما انه وسيلة الإتصال الوحيدة
وقد جلبت أمنية رقم هاتف إلياس حينما بحثت عنه مراراً ، إتصلت أمنية لتتعرف ما حالة حبيبة خاصه بعدما وصلوا أهلها من الصعيد .
بنفس اللحظة الذى كان يضع عمار حبيبة على السرير ذو العجل ويهرول الاربعه خلفها ويسمع ب أذنه طوارئ
تدلف حبييه يغلق الباب وينظر عمار خلف الباب من القطعه الصغيرة الزجاجيه
يحاولون خلع ثيابها وتوصيلها ب أجهزة اكسچين ووقع فحوصات على الفور ، يراقب بعينان تتحدث حسره على غاليته ، وزمزم خلفه تنظر له بحنق وتقضم شفتيها !
رن هاتف ألياس بحقيبه حفصه ، أجابت حفصه لتجدها أمنية
تقص لها القصة ب أكملها وان سيقع أقصى عقوبة على إلياس نتيجه وحشيته بالدلائل زائد القبض عليه مُتلبساً بفعلته بتلك الضعيفه .
كانت تسمتع حفصه وتصب لعناتها وتنهمر عيناها بحراً من الدموع ، وبجانبها همام يستمع وزمزم ترجمت بعض الذى أخبرت به أمنية من ردود أفعال حفصه ،وبنهاية المكالمه أخبرتها أيضاً ان هناك عضو من اعضاء الجمعية سياتى فور نهوضها بخير ليأخذ أقوالها كامله وأخذت منها إسم المشفى وقالت ب أنها ستأتى على الفور ..
_أنتو كنتو فين؟
قالتها أمنية معاتبة عمار وحفصه فى المشفى عما حدث لحبيبة طوال هذه السنوات
كان يستند عمار إلى الحائط عيناه حمراوتان من البكاء ووجهه محتقن ، أما عن حفصه
فكانت وجنتيها لاتجف أبداً ف أردفت إليها
_كان مانع كل إتصال بيها الله يحرجه مطرح م راح ويخلص حجها منه
تبسمت أمنية ب استنكار وأردفت
_يعنى ايه؟ يعنى محدش منكم حتى يقوله لاء لازمها فون ، لاء بنتنا فيها حاجه مش طبيعيه
محدش منكم كان ملاحظ أنها بتموت بالبطئ مع المجرم دا !
نظر عمار إلى حفصه ونكسوا رؤسهم أرضاً ف اكملت أمنية
_ياجماعة اقنعونى أن محدش منكم حس بيها طول السنين دى ؟ أنا بكلم اكتر اتنين حبّوا حبيبة
سمعت زمزم هذه الجملة والنار تتآكل ب صدرها ، غيرة من حبيية وشفقه على حالها مما سمعت من أمنية ولكنها تصنعت عدم الإهتمام ف وقفت بالخلف
_اذا كنت انا يدوب زميلة ليها فالكلية، حسيت ان فيه حاجه مش طبيعيه بتتعرضلها البنت دى
انتو ازاى كدا ، إنت ِ ازاى ربتيها وغاليه عندك
وإنت!
قالتها متوجهه إلى عمار فرفع عمار لها بصره
_إنت عمار ، تقريبا حبيبة محكتليش عن حد حبها بجد وشافت معاه أيام حلوة فحياتها تتعد على الصوابع
غير عليك أنت وحفصه ووليد !
وقالتلى ع استقتالك فحبها والجواز ، لما اتجوزت ابن عمك المريض البشع دا
عملت ايه بعدين؟ إتجوزت وعايش حياتك وهى بتموت
_مين جال عايش!!
قالها عمار ينهر أمنية ف تابع جملته
_مين جال حاسسش بيها وبالنار الل هى فيها ، فى صلاتى كنت اجول يارب طمن جلبي عليها ماليش حول ولا قوه
لا عارف اتطمن ولا ليا حج ، هى فعصمه راچل وانا إتچوزت
مرتى مالهاش ذنب تتچرح بچرح جلبي ..خليه جلبي مجفول على الل فيه
خليك بچرحك ياعمار وحاول تسعد الل حواليك ، لكن اقسم بالله كُنت حاسس
بس كان ممكن اعمل إيه ؟ ومكنتش أعرف باللى هى فيه هيبجى بالبشاعه والمرض
الل شوفناه وعرفنا دى!!
صمتت أمنية ، فقالت حفصه لها
_دلوك هو ممكن ولد المركوب دا يحصله إيه،انا عاوزاله إعدام
عشان عمتى زاهيه تفرح بيه جوى!
هزت أمنية رأسها وقالت
_فيه طبعاً عقاب هيقع عليه لأن مش بس الشكوى وتثبيتها ، التقرير الل هيتعمل بحالتها من المستشفى
هيبقى فيه تعويض ليها مادى كمان ، فيه نصوص وفيه قانون والجمعية مش هتسيبها
المشكلة اننا ف ايام امتحانات ، انا متأكدة ان الجمعية هتعين لحبيبة حد من التأهيل النفسي
ومش هينفع تروح معاكم للبلد عشان حد ياخد باله منها
هما انضم همام إليهم وأردف لها
_تسمحيلى بس يا دكتورة ، هى اصلا ينفعلهاش مرواح البلد
عقدت أمنية حاجبيها وقالت ب إستفهام
_ليه؟
نظر همام ناحية حفصه وتابع حينما نظر إلى أمنية مرة ثانيه
_الدنيا مجلوبة عندنا بسبب أبوها،وابوها نفسه فالمستشفى بين الحياة والموت
رفعت امنية حاجبيها فى إندهاش وقالت وهى تعقد ذراعيها
_سبحان الله! اللهم لا شماته .. أهو باباها دا تدميره فيها ابلغ من إلياس
_آنسة أمنية ، عاوز أعرف إلياس فين دلوك؟
قالها عمار ب إصرار ، ف أخبرته أمنية عن مكانه ..ترك المشفى وأخبر زمزم زوجته ب أنه سيأتى على الفور
ذهب إلى قسم الشرطة، وحينما بلغ ب أنه يريد رؤية إبن عمه
لأمر ضرورى ، أتو به من حجزه المؤقت وحينما دلف إلياس وجد عمار إبتسم بسخرية وبيديه القيود الحديدية
تركه العسكرى واغلقوا باب الغرفه ، أقترب عمار ببطء إليه وبأقوى م عنده ضم قبضه يده ولكمه لكمه مدوية بوجهه تألم منها إلياس بشدة حتى تقاذفت بعض قطرات الدماء من فمه وأنفه
وقف عمار يلهث من شده لكمته له وينظر له متحفزاً وعيناه تتحدث إحتقار العالم له ف أردف إلياس غاضباً
_بتضربنى يا حيوان !! أنا هفرجك هعمل فيك اييه فاكرين هفضل هنا وخلاص خلصت الحكاية
اقترب عمار إلياس وأردف ينظر له بثقه
_أنا للأسف مش عاوز بس البوكس دا الل أضربهولك ، أنا عاوز اسففك تراب الشارع تحت چزمة ستك وتاج راسك الل كُنت عتعذب فيها دى ، بس دورك چاى چاى
ووالله لأخليك تحفى عشان تطول منها العفو
هم عمار بالانصراف ووقف يردف
_ومش هتطوله !
تركه وأنصرف فبصق إلياس بنفس زاوية المكان الذى ذهب منه عمار وأردف بصوت عالِ
_تعالو خروجوووونى من هنااااا
_
كان وليد يجلس بمنزله يحمل على ساقيه صغيره يداعبه حينما كان يتحدث هاتفياً إلى عمار وسمع منه القصة كلها ، تغيرت ملامح وليد وأعطى الصغير إلى عبلة ودلف إلى الغرفه وتحدث بجدية
_وحبيبة عاملة كيف دلوك
أردف عمار بصوت متهدج يقف خارج غرفتها بالمشفى
_حبيبة ربنا يتولاها يا أخوى
_طب دلوك هتكملوا عِندكم ولا هتكملوا مشواركم ، ولا هتچيبوها وتاچوا؟
أخذ عمار نفس عميق وزفر ببطء حزين وأردف
_عارفش حاچه يا وليد، عارفش غير أن أتطمن عليها وبس
عارفش حاچه ولا مقرر حاچه
_طب ومرتك ، زمان سنينك طين عِندك
نفث عمار بغضب وضم قبضه يده ليرتطم بها بالنافذة وأردف
_أنا ف إيه ولا ف إيه يا وليد
بلل وليد شفتيه وهو يحك بذقنه وأردف مُتحيراً
_طب إبجى طمنى يا أبو أخوه، انى هنكلمك ع طول ماشى
أغلق عمار الهاتف ، فسمع صوت حفصه تتحدث إلى الممرضه ب أن حبيبة عادت لوعيها ومن الممكن الدخول لها وهو يضع يده على قلبه كعهده قائلا بسريرته "بسم الله على جلبي"
،هرول بسرعه ودلفوا جميعاً
كانت تنظر لهم حبيبة ،وزعت أنظارها عليهم وإنهمرت دموعها بصمت ..هرولت حفصه وأحتضتنتها بقوة ف أجهشت حبيبة بالبكاء داخل أحضان حفصه
ف آردف همام
_حمدلله على السلامه ي حبيبة ..جدر ولطف ي بت عمى
_الله يسلمك ياهمام
كانت تنظر لها زمزم والغيرة تشتعل بها ، لم تنطق ببنت شفه كلمه ،فتقدم عمار وأردف لها
_حجك علىّ أنا ، وحجك هيچيبهولك أنى
أتسعت حدقه عين حبيبة وقالت بوهن
_أنا مش عايزة حد منكم يتعرضله ، مش عاوزة أخسر أى حد منكم ..البوليس والحمعية هيجيبولى حقى
وقبلهم ربنا الل كان شاهد على تعذيبه وظُلمه فيّا طول السنين دى
_كيف عمتى زاهيه خدتش بالها؟ كيف چوزتك لولدها المچنون بس أما أشوفها
قالتها حفصه بغضب فقالت حبيبة
_كان بيجبرنى ابقى قدامكم كويسه ، ولو عملت حاجه غير الل بيؤمرنى بيها كان بيعذبنى لحد م روحى بتطلع
_ان شالله ينتقم منه المنتقم الچبار ، ان شاء الله ياكله السريع لا يلحج يجول ولا يعيد وَلد زاهيه
تحدث عمار غاضباً منها وعليها وأردف بعصبيته المعهودة
_كيف سِكتتِ كل ديتى ؟ مالكيش حد ..مالكيش ناس
ليه يا حبيبة ليه
إبتلعت حبيبة ريقها بصعوبه وقالت بصوت متهدج
_قولتلك عشانكم ، عشانكم أنا ضحيت لأن لو أى حد عرف باللى كان بيعمله كان هيموته
وكنت هخسركم
_كُنتِ جولتِ لأبوكِ
قالها همام ف إبتسمت حبيبة بسخرية وقالت
_أبويا!!! أبويا كان هيقوله زود ..البنت يتكسرلها ضلع يطلع ٤٢
أبويا كان مش هيصدقنى ف أى حاجه بالعكس كان ممكن إلياس عمل تهديده
وكان أبويا موتنى وطير رقبتى فعلاً
ضيق عمار عيناه وأردف لها متحفزاً
_كان عيهددك ب إيه ؟
نظرت حبيبة ناحية زمزم زوجة عمار وأرادت عدم إفتعال المشاكل ف غيرت الموضوع
_أنا تعبانه أوى، هو صحيح انتوا عرفتوا إزاى
لامست حفصه وجه حبيبة بحنو وأخذت تمرر أصابعها بحنو عليها وقالت
_جلبي حس بيكِ ، ولما حصل الل حصل لأبوكِ ومچتيش جولت فيها إن
تعجبت حبيبه وقالت بصوتها الناعم
_أبويا!!
_
يا بُنى
سأريك السلام إلى أن تطمئن، نام على صدري وابق آمن، سأجعل من جروحي وآلامي قصة طريفة أحكيها لك قبل النوم ، وإن داهمتك الحياة بمرها وأهوالها سأبقى سياجا يحيط بقلبك الرقيق ، سأكون أبيك وصديقك وخليلك، سأكون لأجلك كل شيئ ، فقط كون بخير لأجلى وابق آمن!
_الوِلد ياعبداللاه ..
قالها الحج عبدالرحمن شارداً بحزن إثر جلوسه مع شقيقه الحج عبداللاه ..تنهد الحج عبداللاه وسعل سعلة قوية ومن ثم قال
_والله أنا خايف وجلجان أكتر منك يا أخوى وعمّال نفكر نعملوا ايه فالمصيبه دى
هز الحج عبدالرحمن رأسه وأردف
_تحيه من يوم الل حصل ،وتجول الواد الل حيلتنا يا حچ، الواد هيروح فالتار يا حچ
جولتلها تفى من بوزك ، أن شالله أنا وهو لاه
ربت الحج عبداللاه على كف يد شقيقه وأردف بحزن دفين ب أعماقه
_عاملة زى عظيمه ،من يومها جامطه الأسود على راسها وتجولى جلبي مش متطمن لولاد حچاچ
درويش ولد عمك فتح باب النار ، سّفر وليد ياحچ بالله عليك
دا وحيد على السبع بِنته ، دا فرحه جلبي بعد20سنة ضنا ..أما مبرچلة مخى عارفش أتصرف كيف ولا أعمل إيه
وضع الحج عبدالرحمن رأسه على يديه المعقوفه على عكازه وأردف دون النظر إلى شقيقه
_مات لبيت حچاج ٣، ودرويش بين الحياة والموت دلوك
وهما خبّوا عالحاكومة يعنى عاوزين ياخدوا حجهم بيدهم ...من ميتى جافلين سلسال الدم !
من ميتى يادرويش الله يسامحك
زفر الحج عبداللاه بحرارة وأردف غاضباً بصوت الأجش
_لو حطّوا حد فدماغهم دلوك هيكون ولدك وولدى مؤكد
_وولد أخوك وليد !
إنتبه الحج عبداللاه إلى ماقاله شقيقه ف أكمل الحج عبدالرحمن
_لو حطوا ٣جصاد ٣ ، يبجى إلياس ولد أخوك الله يرحمه ووليد ..وعمار ولدى
هبطت دمعه رغماً عنه لتختفى بشاربة الكثيف فمسحها على الفور، فهو لا يبكِ ابداً
لكن واضح أن النكبة أكبر والكارثه التى ستحل عليهم أكبرمن إحتمالهم وتوقعاتهم .
#لنور_إسماعيل
__
مثل طفلٍ يختبر المشي للمرّة الأولى؛ بخطواتٍ مائلة، بمشية متأرجحة، وبالاتّكاء على كلّ الأشياء نختبر شعور المحاولة الأخيرة.
قرأت بالأمس اقتباسًا هبط كالصّدع على قلبي؛ "أنت المحاولة الأخيرة لشخصٍ يكره المحاولات."
يا لهول ما يمكن لعبارةٍ أن تختزنه بالذات أن تحدثنا عن شخص مثل زمزم!
هل هى ضحية محاولاتها الّتي خيّبتها، هل هى ضحية هذا الذى حاولت مرارًا ومرارًا أن تنجب له من رحم قلبها أعذارًا.
ثمّة يا الله محاولات قمنا بها ونحن ذابلون، شاحبون، ونحن نفتقد للدّهشة، وليس أصعب يا الله من أن تحارب على ناصية قلبك دون دهشة..
يا الله،
هل تعلم كم يكلّفنا من عناء أن ننظر في وجه أحدهم بعد أعوامٍ من الحبّ لكي نقول منتصرين على كلّ محاولاتنا الخائبة الماضية "هذا الوجه كان يستحقّ"؟
كلّ منّا يا الله يستحقّ لو لمرّةٍ واحدة أن يقف العالم أمامه ويصفّق لانتصاراته الصّغيرة،
فكان عمار إنتصار زمزم الوحيد ،كان معركتها بجيشٍ واحد؛
"قلب من يحبّ"..
ناجت ربّها عنه كثيراً ب أن يكون نصيبها وتناست أمر دُعاء ب أن يُهيأها الله لما هو لها خيراً، ب أن يجمع عزمها عليه، ويُصرفها عن أن تلهث راكضًة إلى سراب.
_لسّه فاكر زمزم ياعمار؟!
تنهد عمار لكى يجمع من قواه مايمكنه أن يتحدث أمامها مبارياً كما أعتاد
_يابت الحلال إديكِ شايفه إحنا ف إيه من ساعه م رچلينا دبت المخروبة الفقرية القاهرة
_چريت على حبيبة وبكيت على حبيبة ونسيت مرتك !
وضع عمار يده على جبهة رأسه وأرف محاولاً التحكم فى صبره
_ومين صاحب فكرة ناچو هنا اثلاً،هو أنا كُنت أعرف الل فيه حبيبة ولا چاى عشان حبيبة من اساسه
_بس چيت ورمحت كأنك شايفش جدامك غيرها ، بكيت عمرى م شوفتك عتبكى حتى أما جالو انى هنخلفش فعمرى ، صاحبتها تعاتبك ليه سيبتوها تجول عمرى م نسيتها !
مش صوح ي عمار ؟ ودلوك لما الابلة الداكتورة فاجت وبجت زينه تعالى يا زمزم نشوف إيه حكايتك
وعلى إيه ،خليك چمب حبيبة ياعمار
هنا دنى منها ببطء وأردف وهو يمسح على وجهه
_بذمتك ، لو مش حبيبة اى شخص فالدنيا ، منظرها والل سمعتيه
يوچعش جلبك! لو واحدة لاجيناها فالشارع بمنظرها ديتى
كُنا هنسيبوها يابت الناس! ودى بت عمى ولحمى ودمى والل عمل فيها كديتى ولد عمى الهى ربنا ياخده
_وحبيبتك!! تنساش وحياة الغاليين تجول أنها حبيبتك وعمرك كُله
أنا شوفت بعينى وجلبي كان ممصدجش ، عمار الل عيستحرم يبُص لصنف حُرمه
عمار الل عيستحرم يلمس حد ، حضن وبكى وشال
يبجى كيف تنسى أنها فوج بت عمك ومرت ولد عمك حبيبة جلبك ياعمار
صمت عمار ونظر إلى الأرض ، هى معركتها حتماً وعليها بتفريغ بكل مايدور داخلها منذ بداية هذه الزيارة المشؤمة
_إتچوزتنى ليه ياعمار؟
نظر عمار حوله وطرق بكفى يديه على سرواله بنفاذ صبر
_يارب وكت دا إتچوزتنى ليه !
_ايوة ولو سمحت عاوزة إجابة ، اجولك ليه عشان اهلك خطبونى ليك
لكن أنت كنتش عاوزنى ..صوح
_لاه مش صوح يا زمزم ، مستحيل اربط حياتى بحياة واحدة بجية العمر وانا عاوزش
هعاشرك كيف وأجيب منك عيال كيف وأنا مش جابلك
لفيت معاكِ مليون حته عشان موضوع الخلفه ، تحبِ تعرفى الناس عتجول ايه يا زمزم
جالولى زملاتى فالشغل أنت وحيد لا أخ ولا أخت، إتچوز ياعمار
لسه صغير والعمر جدامك وتخلف ، وهى خليها ع ذمتك ..عملت الل عليك
الواحد مننا يعملش كل ديتى ،وانا والله جولت لاه
حرام أظلمها ، خلينى معاها
لو عاوزكيش يابت الناس كنت خدتها حچه وطلجتك ومعلييش لوم !
يا زمزم أبوس على يدك كفاية نكد ، أنا ماليش ذنب ف أى حاچه
ويعلم ربنابعاملك بمايرضى الله وبتجى ربنا فيكِ
صمتت زمزم تهم بمسح دموعها ، فمسحهم هو بأنامله وأردف
_يالا نشوف الدكتورة بتاعتك ونلحجوا ونشوفوا هنعملوا إيه
على صمتها تشعر بالذنب ، ف أردف هو
_خلينى اعملك كل الل عاوزاه ، عشان لو متت تجولى جصرش فحجى واصل
قالها وقد لوحت الدموع ب أرجاء عيناه فشهقت زمزم ووضعت يديها على فمه
_بعد الشر عليك ي حبيبي ، ان شاء الله انى أمانه م تجول كديتى تانى
_دى الحجيجه يا زمزم وعاوزك تفوجى وتشوفى المصايب الل إحنا فيها
فيه تار وفيه عيون علىّ وعلى وليد وهمام ،فيه موت وخراب ديار مستعچل
عشان تعرفى همّى الل چواى وعنفضفضش لحد ولا نجول
ربتت زمزم بحنو على صدره وأردفت له
_لو عاوزش نروح خ..
_لاه ، يلا بينا ...والل عاوزه ربنا يكون .
__
مرّت الأيام ..
حبيبة كانت تخضع للعلاج إثر كل ماشاهدته جسدياً طوال الفترة الماضيه وكانت تتابعها أمنية ووالدتها وحفصه وهمام حينما استأجرا غرفة ب فندق قريب من المشفى واصبحا ليلاً ونهاراً برفقة حبيبة.
أيام وخرجت حبيبة من المشفى ، ولأمنها أخبرت أمنية حفصه وهمام ب أنها ستقوم بتأجير شقة صغيرة لأجل حبيبة فى فتره الامتحانات قريبة من منزل أمنية لتتابعها وقد ابتاعت لها هاتف جديد برقم جديد
كى يطمئنوا لحالها وتعيين أمن لها خوفاً من غدر إلياس بها بهذه الفتره .
تم تعيين طبيب نفسي لها من قِبل الجمعية يتابع حالة حبيبة حتى تعود أفضل مما كانت قبل كل هذا .
تجهزت زمزم للخضوع لعملية الحقن المجهرى بعد عمل التحليلات اللازمه لها ومن ثم وضع يوم للعملية
والتعليمات المؤكده ب أن تستقر من دون حركه لمدة 15يوم حتى يتم عمل الاختبار وتكون النتيجة ايجابية بنجاح العملية ، فعادوا إلى البلاد ثانية.
عَلمت زاهية بما حدث لإبنها إلياس حينما نُشرت صور الوقعه بالجرائد وعلى مواقع التواصل الاجتماعي
اصبحت قضية رأى عام ، هرولت الى إبنها تنظر له خلف القضبان وهو يرجوها ب أن تتحدث إلى وسائطه من الرجال الذين لهم كلمه بالدولة ليقوموا ب إخراجه من هذا المأزق!
كانت ل زاهية خِطة أخرى ..
كانت تترجل حبيبة باصطحاب أمنية خارج الجامعه وتهم بالرحيل إلى الشقه التى تقطن بها فوجدت عمتها زاهيه أمامها ..
_حبيبة! ممكن نقعد فمكان ونتكلم
تعجبت حبيبة لكن أمنية قد استشفت ما الذى ستحدثها بشأنه حماتها وعمتها .
أتى فنجان قهوة وكوب من الليمون المثلج ووضع امامهما وإنصرف النادل
_خير ياعمتى
_حبيبة، إلياس إبنى الوحيد، إلياس ضحية زيّه زيك بالظبط
هو مريض نفسي بسبب التنمر ،أنا متأكدة أن كل الل عمله فيكِ كان غصب عنه
لم ترتشف حبيبة من كوب الليمون وإبتسم ثغرها خلف النقاب ساخرة وقالت
_ف إيه بقا؟
_عشان خاطر عمتك ، ميرضكيش حياته تدمر بسبب الل حصل
مستقبله هيروح ..خلاص السجن والعقاب هيتبهدل
تعرفى أنه مش قادر ينام ولا يقعد فالحجز ..انتِ عارفه برضو أنه مريض وسواس قهرى
تعرفى كمان إنه إتضرب علقة موت يا حبيبة جوا الحجز بسبب الجمعية الزفت والصور والكلام الل اتقال وشكوى صاحبتك
حبيبة أنا قلبي موجوع على إبنى أوى
والحل ف إيدك إنت ِ لوحدك ،الموضوع متصعب عالآخر
ظلت حبيبة على نظرتها إلى عمتها مطولاً وأردفت لها بعد تفكير
_حاضر ياعمتى هروح معاكِ أتنازل ، بس قبل م اتنازل عاوزة ازور إلياس
_
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا {صدق الله العظيم}
كان يرتل وليد القرآن من المصحف الشريف ،وقد دمعت عيناه عند هذه الآية اثناء دلوف عبلة إليه غرفته
وجلست بجانبه ونظرت له بعينان حانيتان
_مالك بس يا وليد ؟
هم بمسح دمعته سريعاً ،لايريدها أن ترى ضعفه ..لايريدها أن تعلم ب أنه يخاف
_خايف يا ولد عمى ؟
نظر لها وليد دون ان تنفرج شفتيه فقالت عبلة شاردة
_سمعت مرت عمى وهى عتجول لأختك مروة، هيسفروك انت وعمار بعد عملية زمزم
خايفين عليكم ، حتى بيت عمى كرم خايفين على عيالهم
الل عاوز يهچ على مصر والل عاوز يروح اسيوط وهمام عاوز ينجل شغله اسكندرية وياخد حفصه تولد هناك
حتى ابوى ، خايف على أخواتى جوى وعمك مناع جالتلى حفصه
عاوز يخفى عياله تحت الأرض ..وبيت حچاچ ساكتين ولا بينوا حاچه من يومها ولا حاچه
النچع خِرب ،وكلنا خايفين حريم ع رچالة ، وكله من عمك درويش
ياكش كان مات وغار وارتحنا ،، منه لله فتح طاجه چهنم عالكُل
هز وليد رأسه نفياً وأردف بحزن ليس من عهده
_هما عايزنيش من كل دول غيرى أنا وعمار ،جصاد عيال حچاج
_لاه، بإذن الله ربنا يعمى عنيهم عنكم ..يامرارى يخلونى انا وخيتى ارامل !
وولدى عمار يتيتم بدرى! لاه ياخوى
ولد عمك إلياس جيمه وسيما وولد اخت عمك درويش وچوز بته
ياخدوه هو ، أنا كرهته سم بعدما سمعت بالل كان عيعمله فمرته
دم أما ياخده ويغور هو وعمك درويش وانت ميمسكش سوء ياوليد يارب
ربت وليد على ظهرها بحنو وأردف بنبرة صوت مقتضبه
_أنا كل خوفى على أبوى وأمى ، وعليكِ وعلى ولدى ..تموتوا وراى
هبت عبلة من مكانها قائلة
_أمانه يحنن عليك ياخوى ماتجول كديتى ، أن شاء الله من غير شر محدش منكم هيحصله حاچه
عمى عبداللاه يدخل المحافظ ..عمى يعرف ناس واصلة كاتير ويعرف النائب كمانى
ندخلوه ونفضوا الموضوع
تنهد وليد بحزن ونظر إلى السماء يرتجى ربه خائفاً من القادم .
يتمتم بداخله
_ياخفى الالطاف ..نجنا مما نخاف
_
بجسد به الكثير من النتؤات والجروح أثر الضرب القوى ، بهزلان جسد رغم أنهم مجرد ايام قليلة مضت
ولكن بسبب مرض وسواسه كان يتقيأ يشعر بالتقزز من كل شئ وممن حوله بالحجز.
دلف إلياس مكبلاً بالقيد الحديدى ف وجد أمامه والدته زاهيه وحبيبة ..
نظرت له حبيبة نظرة شامته ،من اسفله لأعلى ف اردفت زاهيه بعينان دامعتان
_حبيبة جاية تتنازل ياحبيبي وان شاء الله هتطلع من هنا وترجعوا مع بعض بس أنت إوعدنى متعملش فيها حاجه تانى وتتغلب على مرضك النفسي دا
على نظرتها حبيبة له وكأنها لم تستمع إلى أى كلمه مما قالتها زاهيه ، أقتربت وبصقت ف وجهه
وما أن بدا عليه الغضب والتقزز صفعته بيديها الضعيفه الصغيره على وجهه بعزمها كله
واردفت بصوت عال غير مسبوق لها، ولكنه صوت الغضب والانهيار الكامن منذ سنوات
_بكرررررهك، يا اقذر وأوحش واسفل بنى آدم ..عارف وأنت واقف قصادى متكلبش كدا
حتى مش قادر تمسكنى من شعرى تجرجرنى زى م كنت بتعمل ولا تضربنى وتحرق جسمى بالنار
لمجرد انى اتكلمت .. أنا بقا الل فقمه انتصاراتى يا حيواان !
إقتربت زاهيه تنهرها على فعلتها قائلة
_إيه دا يا حبيبة ،اتجننتِ هو دا الل اتفقنا عليه؟
نظرت حبيبة نظرة يتطاير منها الشرر وتصاعد الدماء الى وجهها من الغضب واردفت
_أتفقنا على إيه ياعمتى ، على ايه جاوبينى
اتفقنا يسحلنى فالشقه من شعرى وجسمى يمسح السيراميك رايح جاى ، اتفقنا يقص شعرى مرة ويحلقه مره
وبراحته خالص عشان منفذتش أمر من اوامره
اتفقنا يسخن الشوكه والمعلقه عالنار ويلسوعنى فكل مناطق جسمى
اتفقنا يعلقنى وينام معايا زى م اكون ناموسه ف أوضته بابشع الأوضاع وابشع الآلام!
أنا كويس أن قادرة اتكلم ، قادرة امشى ..انا صبرت بس عشان دراستى
عشان دى الحاجه الوحيدة الل باقيالى
كُنتِ تعرفى أن ابنك كان حارمنى من الاكل طول السنين دى !!! كان مجوعنى وكان معذبنى
مكنتش بعرف انام من الم جسمى ، مكنتش بنام من الكوابيس لما يدخل فجأة يجرنى من شعرى عاوز ياخد حقه بطريقته هو السيد وانا العبد!
انا بقيت أخاف من صوت الباب لما بيتفتح ، انا أول أم تفرح ان ابنها مات عشان مخلفش من المجنووون إبنك
وضعت زاهيه يدها على فمها وأردفت بذهول
_إيه!!
_وعاوزانى بعد كل دا اتنازل ،عشان هو يا حرام إنضرب وقرفان وهو فالقسم
وهيتسجن باقى عمره !
انا لو ب ايدى اقولهم عذبوه نفس عذابي كل يوم هعملها ،ولو ف ايدى حكمك هوصلك للموت كل ساعه تتمناه
_إطلعى بررررررة يا حقيييييرة، أنا هطلع وهذلك تانى
هتبوسى رجلى زى م كنتِ بتعملى يا سافله برررررة
حملت حبيبة حقيبتها ونظرت له ضاحكه وقالت قبل أن تنصرف
_انت فاكر انك هتطلع منها؟ بموتك !!
تركته وانصرفت تسمع شهقات زاهيه وصوته العالى فالغضب وهو يتأوه من داخله على م وصل إليه
لاول مره تشعر بالانتصار لاول مرة خاطرها ينجبر
استقلت سيارة أجرة إلى سكنها ف رن هاتفها ..رقم غير مدون
أجابت ..
_ألو ؟
_طمنينى عليك ِ يا حبيبة
تعلم صوته ...تحفظه عن ظهر قلب ، يصبح هناك نبضات خاصه ينبض بها قلبها حينما
تراه أو تسمعه ،تلعثمت وبللت شفتيها ومن ثم أردفت