لطالما آمنت ميرال أنَّ النساء لابد أن يتزوجن عن حب، فالحب يُولد القناعة والرضا اللازمينِ للاستمرار في روتينٍ ونمطيـةٍ تفرضهـما المسئوليـة والحياة العائليـة بمشاكلهـا، فالرجل عادةً ما تخفت مشاعره بعد الزواج، وفي أحيان كثيرة يستطيع إلهـاء نفسه بالأصدقاء والرفاق وصحبتهـم ومجاراتهـم في السفر والتسلي بأبسط الأشياء كلعب الكوتشينة أو الشطرنج، يقـدر على تفريغ عقله مِن كل التفاصيل ويروح ويجيء يجـري خلف كرة صغيرة، أمله أن يحرز أهدافًا في مرمى فريقه المنافس، يستطيع حتى تجديد طاقتـه العاطفيـة بالغراميات السلسة السريعة، علاقات "تيك أواي" لا تتقاطع مع مسئولياتـه بل تمنحه الطاقة اللازمة لشحذ بطاريـة هـمّتــــه، أو ربَّما تنجرف منه الأمور وتتعقد، فيجد نفسه زوجًا لثانيـة أو ثالثـة، يقف فَرِحًـا يتشدق بقوله تعالى "مثنى وثُلاث و رباع "، والشرع أباح والشرع منح، لكن هل تستطيع المرأة ذلك؟! بالطبع لا، فالمرأة حين تمنح جسدهـا لرجلٍ شرعًا لا شيء يشفع لهـا إن انصرفت مشاعرهـا عنه مهـما كانت دوافعهـا أو أسباب انصرافهـا عن زوجهـا لغيره، مهـما كانت معاناتهـا وخيباتهـا وإحباطاتهـا، مرة واحدة وفرصة واحدة ورجل واحـد، تلك هي حدودهـا فعليهـا إذن أن تُحسن اختيار الواحد الذي ستمْنحـه كُلهـا؟!... فالحب هو فرصتهـا الأكيدة نحو السعادة، هو مفتاحهـا لاختيار حـر لا يتبعه سقوط، فتلك الأنثى التي تتزوج مِمَن تُحب أكثر حظًـًا مِمَن تُحب مَن تتـزوج إن تحقَّق لهـا ذلك..

لا شيءَ يجعلنا أقوياء كالحب، ولا شيء يسلبنا قُـوتنا كالحب أيضًا، يمنحنا الصلابة ويمنحنا معهـا الهشاشة أضعاف المرَّات خاصةً في سبيـل مَن نُحــب..