هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د سمير حماد
  5.  تدبر علمي في معاني القرٱن الكريم 

‏ ‏. {‏‏اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ}

              فلسفة العِلم والعقيدة 

                              (Faith and Rationality)

 

              فلسفة الحوار والجدل 

                      (Rhetoric and Argumentation)

                الإفهام .. والإقحام   

                    (Interpretation & Interpolation)

 

- فى القرآن العظيم قصة حوار بين نبي ومَلك كافر، بُدِئت "بالإفهام" وانتَهت "بالإفحام" ؛

 

- فالإفهام (Interpretation) : 

هو إيصال المعلومة إلى العقل بطريقة علميَّة، تعتمد على البرهان والحُجَّة، والاستدلال بدليل عقلي أو فِطري أو حِسِّي، أو بأمرٍ شعوري عاطفي.

 

- أما الإفحام أو الإقحام (Interpolation) :

 فهو إسكات الشخص المقابل وتعجيزه بقطْع حُجَّته بمغالبة منطقيَّة علميه برهانيَّة أو خطابيَّة إنشائيَّة مجرَّدة.

 

فالإفهام هو طريق الإقناع، أمَّا الإفحام فهو قطْع الطريق على الشخص المقابل، والغالب على الحوارات الإيجابيَّة استعمالُ الإفهام.

 

وقد تكون هناك ضرورة لاستعمال الإفحام، ولكنَّه ليس هو الأصل والمنطلق، إلاَّ عند مَن يقصد مجرَّد المغالبة، ويَهِدف إلى الانتِصار والظهور بحقٍّ أو بباطل، وهذا هو المِراء المنهي عنه، أو الجِدال بالباطل؛ كما قال تعالى:

 ﴿ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ﴾ .

 

وإذا كان الإفهام هو الأصل، والإفحام هو الاستثناء، فإنَّ ذلك يختلف باختلاف القضايا المتحاور عليها .

 

🔻 عزيزي القارئ ، تعال معي فى رحلة قصيره عقلانيه لنوضح الفرق بين "الإفهام" (Interpretation) ، وبين "الإقحام" (Interpolation) كما جاءت فى التنزيل الحكيم :

 

- فى القرآن العظيم قصة حوار بين نبي ومَلك كافر، بُدِئت "بالإفهام" وانتَهت "بالإفحام" ؛ وذلك في قصة إبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - مع النُّمرود، حين تجرَّأ على المحاجَّة في الله - تشكيكًا أو جُحودًا، بسبب عناده وإصراره على إظهار الارتياب فيما لا يَقبل التشكيك، مستعليًا بسُلطته التي حَمَلتْه على الطُّغيان والفساد والاستكبار.

 

 الجدل بالإفهام (Interpretation) :

فزعَم النمرود أنَّه يفعل كما يفعل الله، فاستعمَل إبراهيم - عليه السلام - منطقًا عقليًّا وبرهانًا حِسيًّا؛ ليُفْهِمه الحقيقة، فقال: (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) ؛ أي: إنه هو المتفرِّد بأنواع التصرُّف، وخصَّص إبراهيم - عليه السلام - الإحياء والإماتة؛ لكونهما أعظمَ شواهد التدبير الإلهي، وأوضحَها حِسًّا وعقلاً.  

 

حينها أجاب النُّمرود بقوله: (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) ، وزعَم أنه يستطيع ذلك بأن يأتي بشخصين، فيقتل أحدهما، فيكون قد أماتَه، ويَستبقي الآخر، فيكون قد أحياه، وهذه مُغالطة واضحة، ومُجادلة باطلة، ومُماحَكة صَلْعاء، حينها لَم يَستطرد إبراهيم - عليه السلام - في بيان فساد قوله وبُطلان ما ذهَب إليه.

 

وذهَب النمرود يُغالط في مُجادلته، ويتحدَّث بشيءٍ لا يَصلح أن يكون شُبهة، فضلاً عن كونه حُجَّةً، فلم يبقَ لسيدنا إبراهيم حينها إلاَّ استعمال "الإفحام" أو "الإقحام بالإلزام".

 

 الجدل بالإفحام أو بالإقحام (Interpolation) :

فقال سيدنا إبراهيم للنمرود : إنْ كنتَ صادقًا في دعواك، (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ) !! وهذا إفحام منطقي حِسي، لا قُدرة للنُّمرود على ردِّه أو التشويش عليه بمُغالطة (Fallacy) من أيِّ نوع ، فالإفحام هنا توضحه كلمات الله : (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)‼️.

 

وبهذا حصَل للنمرود ما أخبر الله جل جلاله به : (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) ؛ أي: تَحيَّر جدل النمرود وانقطَع، فلم يُرجِع إليه جوابًا. 

 

 وهذا حال المعاند المُبطل، الذي يحاوِل أن يُقاوم الحقيقة ويُغالبها، فإنه إذا وجَد مَن يُجادله بعلمٍ وإدراكٍ، فإنه مغلوبٌ لا مَحالة، داحضُ الحُجَّة ساقطُ الاستدلال. 

 

 وفعلا وحقا القرآن تنزيل من الله جل جلاله فهو :

(كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

3138 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع