سبحان الله وكأنما تتحدث عن حياتى وظروف مرت بى وكن الله سبحانه خفف ألامى وحقق أحلامى ... ولن أطيل عليكم .... بإختصار عندما وصلت للمرحلة الثانوية كنت أود أن التحق بالقسم الأدبى لأنى أحب اللغة العربية ودراسة اللغات .. ولكن أبى رحمه الله كان يخشى من طموحى وكان ضد الإختلاط فى الجامعة وضد عمل المرأة .. لقد فتح لى أبواب الثقافة والمعرفة وكان لايبخلى على بالكتب .. أضاء عقلى وكسر أجنحتى بخوفه على لذا طلب منى الإلتحاق بالقسم العلمى .. وفى نيته أن لا أحقق نجاحا يؤهلنى لدخول الجامعة ... وقال لى إذا حصلتى على مجموع يؤهلك كلية الصيدلة .. كان بها ... وعند تخرجك سأفتح لك صيلية وأضع إسمك عليها كمدير مسؤول .. وسأشرف انا على تشغيلها .. ويمكنك الحضور من آن لآخر تحت رعايتى ... أما أمى فقد أصرت على دخولى القسم العلمى لأحقق حلمها لى بان أكون طبيبة ... والتحقت بالقسم العلمى وعانيت من دراسة مواد علمية لاأحبها مثل الرياضيات والكيمياء ورسوم الأحياء ... وعندما ظهرت نتيجة الثانوية وجدتنى حاصلة على الدرجات النهائية قليلا فى اللغة العربية واللغات والفيزياء .. والمحموع الكلى لايؤهلنى لدخول الصيدلة لأنه يقل حوالى درجة ونصف ... فى هذا اليوم إنهارت أحلامى وظللت أبكى لساعات طويلة حتى فقدت الوعى ... ولما عاد أبى من العمل ووجدنى على هذه الحال أشفق على ووعدنى بدراسة الأمر ... ولما ظهرت نتيجة التنسيق وجدتنى مقيدة بزراعة عين شمس ... مأساة ثانية .. فأنا أعانى من دوار حركى وأصاب بغثيان عند ركوب السيارات ... لذا إطمئن أبى أنى لن أستطيع الإستمرار فى الذهاب من المعادى إلى شبرا الخيمة يوميا .. وسأستسلم وأجلس فى البيت إنتظارا لإبن الحلال.. ولكنى صمدت وتحملت المعاناة وساندتنى صديقتى الدكتورة سامية التى أصبحت أستاذة ورئيس قسم الإجتماع الريفى بجامعة أسيوط فيما بعد ... مرت السنوات الأربع وحصلت على تقدير جيد جدا قرب الإمتياز من قسم إنتاج نباتى ورُشحت للعمل بالمركز القومى للبحوث الزراعية .. وواصلت دراستى بالكلية وحصلت على تمهيدى ماجستر وأعدت البحث .. ولكن القدر هيأ لى فرصة الإلتحاق بالإذاعة ... من خلال صدف غريبة لأمارس عملا أحببته بل عشقته وأعطيته كل حياتى .. ((( وكان فضل الله عليك عظيما ))) هذه الآية الكريمة وضعتها على مكتبى طوال سنوات عملى .. وقد أهداها لى الشاعر مصطفى السبيلى فى بدايات عملى ... أحمد الله كثيرا كما ينبغى لكرم وجهه وعز جلاله.... مافيش فايدة ... أطلت عليكم كثيرا .. رغم إختصارى لكثير من التفاصيل ... فموضوعات حضرتك تلمس أوتارا إنسانية فى حياة كل منا وتفتح الشهية للسرد