وبدأ البركان يغلي ويفور
الأطهار.... ٣
والوفاء بكامل معناه
الجندي/ السيد عبد النبي مصطفى احد جنودي البرره والذي خدم معي منذ عام ١٩٦٨ عندما كنت قائدا الفصيله مشاه وكان له مشكله تؤثر بشده على حياته الاجتماعيه وأسرته وبفضل من الله تعالى استطعت حلها له بأمكانياتي البسيطه حلا كاملا ارضاه كثيرا وليس هذا فحسب ففي إحدى مرات زيارات السيده العظيمه راويه عطيه لنا في الموقع الدفاعي حكيت لها حكايته فقامت بادراج أسرته في كشوف جمعيه رعايه أسر المجندين والتي كانت ترأسها أيامها...
هو من قريه مشتول السوق احد توابع مدينه الزقازيق محافظه الشرقيه وكان يعمل قبل تجنيده سائقالعربه تراكتور في السد العالي عند انشاؤه ثم حل ميعاد تجنيده فتم توزيعه على فصيلتي.... ظل يخدم تحت قيادتي الي ان نقلت لاتولي وظيفه قائد سريه الرشاشات المتوسطه الثقيله وكان مكان تواجدي بقياده الكتيبه وظل على تواصل معي ويأتي زيارتي كلما سنحت له الظروف بذلك وفي عام ١٩٧١ نقلت مره اخرى لاتولي وظيفه قائد للسريه الأولى المشاه بداخل الكتيبه والتي كانت فصيلته من ضمن تنظيمها..... ومنذ اليوم الأول لي بعدما استلمت هذه الوظيفه اعتبرني من احد أهم مسؤلياته الشخصيه ومسؤلا عن حمايتي وبطريقه اللزقه الامريكاني لدرجه انني كنت كثيرا انهره على تلك المبالغه في إظهار اهتمامه بي... المهم عندما بدأت الحرب وأثناء ركوبنا القوارب رأيته يتعارك مع حكمدار القارب الذي كنت به ليركب معي وهو ليس مخطط له الركوب به ونظرا لعدم تضيع الوقت في هذا العراك سمحت له بذلك واخذ بتدافع مع زملائه حتى وصل لي وجلس أمامي وفي يديه سلاحه شاهرا اياه ومستعدا به لمواجهه اي موقف طارئ يمسني.... المهم وصلنا إلى الضفه الشرقيه ثم اعتلاء الساتر الترابي وهو يتقدم أمامي الي ان وصلنا إلى خط المهمه الأولى للسريه وهو بجانبي ونفذناها بطريقه مبهره أثارت إعجاب جميع قادتي الاجلاء ثم تقدمنا للاستيلاء على تبه الشجره وكان يسير أمامي شاهرا سلاحه ليحميني أيضا لدرجه ان قدماي كانت تصطدم بقدماه من الخلف فأصيح فيه ياسيد ابعد عني شويه فلو جاءت قذيفه علينا هانضيع احنا الاثنين فيرد انا فداك يافندم وظل على هذه الحال طوال الحرب والحقيقه انني كنت بداخلي ساخطا على طريقته هذه وعلي المبالغه الواضحه منه لحمايتي ولكن كظمت غيظي هذا منه وعند وصولنا الي خط المهمه النهائيه لنا بدأنا في تجهيز موقع دفاعي لنا فوجدته ينشئ حفرته ملاصقه لحفرتي لحظتها انفجرت فيه وهدمت حفرته وامرته بإنشاء حفرته على مسافه خمسه أمتار من لحفرتي طبقا لقوانين القتال فانصاع لهذا الأمر وهو غير مقتنع به إلى أن وصلنا إلى يوم ١٦ أكتوبر ٧٣ وهو يوم الغاره الغادره على موقع سريتي وما ان شاهد طائرات هذه الغاره في السماء حتى غادر حفرته وقفر في حفرتي وفوقي وغطى بجسمه الضخم جسمي كله وكأنه كتفني تحته وحدثت الغاره وانتهت فصرخت فيه خلاص ياسيد الغاره خلصت.... خلاص ياسيد انا مش عارف اخد نفسي قوم بقى.... ولكنه لم يرد لانه كان يسبح في ملكوت السماوات شهيدا وفداني بروحه........
ارأيتم فداءا اكثر من ذلك.... ارأيتم وفاءا أشد من هذه الصوره......
رحمك الله ياسيدي فلقد فديتني بحياتك وانكرت ذاتك لتهديني الحياه فلك الاجلال مني على ذلك وطبت مقاما على تلك المكانه التي انت بها
الان.....
ملحوظه:
قمت برد جميله عندما حان وقت تجنيد ولديه ووزعتهم على وحدتي التي كنت اخدم بها بالتوالي بل ووزعتهم ضمن ألافراد اللذين يعملون في مكتبي شخصيا واكرمتهم خلال خدمتهم معي بل الأكثر من ذلك قمت بتعينهم في وظائف محترمه تناسب مؤهلاتهم وفي أماكن محترمه بداخل الدوله وفاءا مني لوالدهم .....
،،،،،،،،،،،،، انتهت