قبل البدء:
اخترت لكم هذا المشهد المختزن في ذاكرتي منذ أن كنت في سن الخامسه من عمري لابين لكم مدى سطوه الفتوات على المجتمع المصري الفقير والغلبان......انتهي
كان جدي رحمه الله يمتلك ربعا يسكن فيه مع جدتي في منطقه شارع سيدي حسن الانوار خلف سور مجري العيون وقريبا من منطقه فم الخليج وهذا الربع مكون من ثلاثه منازل على شكل مربع ناقص ضلع والضلع الناقص به بوابه كبيره مصنوعه من الخشب ولها قفل كبير خارجي له مفتاح يصل طوله الي حوالي ٢٥ سم
وايضا لها من الداخل قفل من الخشب
ملحوظه:
#مفتاح القفل الخارجي احتفظ به حتى الآن ورثته من والدي...(رحمه الله)
# جدي رحمه الله توفي بعد أداء مناسك الحج بالسعوديه ودفن هناك وابلغت السلطات جدتي بوفاته بعد انقضاء موسم الحج بثلاثه أشهر... (انتهت)
في احد الايام اصطحبني والدي لزياره جدتي وكنت في الخامسه من عمري وبعد الزياره خرجنا من سور مجري العيون وسألني والدي تحب نركب حنطور ولا تمشي على رجليك فأجبته امشي على رجليا احسن ولما اتعب هاقولك نركب حنطور... ولاختصار الطريق إلى السيده زينب اخترنا شارع سيدي الطيبي وكانت الساعه حوالي السابعه مساءا وبعد أن قطعنا مسافه قليله منه كان هناك موكب زفاف لعريس وعروسه يمر في الشارع فتوقفنا انا ووالدي فوق الرصيف لمشاهده هذا الموكب وكان العريس والعروس يركبان كارته ذات الحصان الواحد وكانت هذه الكارته مزينه هي والحصان بجريد النخل وبعض الزهور ويتقدمها اربعه أفراد يحملون في ايديهم كلوبات جاز ام رتينه ذات ضوء ابيض باهر وكان هناك طبل وزمر وجو بهجه شديد وايضا كان الحصان يتبختر في خطواته على أنغام هذا الطبل والزمر وفجأه خرج من احد الحواري مجموعه من الأفراد حوالي ٢٠ فرد يرأسهم فتوه المنطقه الذي وقف أمام الحصان رافعا يده اليمني والتي يمسك بها نبوت غريب الشكل واليد اليسرى فارغه وصاح بعلو صوته وقف ياجدع.... سمعني سلام العريس فصدحت الموسيقى بسلام العريس ثم قال سلام العروسه فصدحت الموسيقى بسلام العروسه ثم قال سمعني سلام فتوه المنطقه فصدحت الموسيقى بسلام الفتوه (لم استطيع التفرقه بين هذه السلامات وبعضها فكلهم واحد)
ثم صاح الفتوه عايزين الحلوان فتقدم اليه احد الرجال الكبار في السن من اهل العريس وهمس في اذنه بكلام غير مسموع واذا بالفتوه يدفعه في صدره فيقع الرجل على الأرض ويصيح الفتوه مافيش حد هايعدي قبل دفع الحلوان وهنا حدث ثلاثه أمور متزامنه وكأنه سيناريو متفق عليه الأول تقدم احد افراد الفتوه الي العروس وانتزعها من الكارته وانزلها منها جري بها إلى أحد الحواري المتفرعه من الشارع والمؤديه الي شارع القصر العيني والامر الثاني ان اخرج احد الأفراد سكينا من ملابسه وجرح بها الحصان الذي هاج ورفع قائمتيه الأماميتان فانقلبت الكارته ووقع منها العريس المذهول مما حدث والأمر الثالث ان قام اربعه أفراد بضرب الكلوبات بالنبابيت فكسروهم واصبحت الدنيا ظلام ( ومن هنا ظهرت مقوله ضرب كرسي في الكلوب) وهنا حملني والدي ودخل بي مستشفى الدكتور شخاشيري القريبه من مكان وقوفنا....
وقفه قصيره:
الدكتور شخاشيري هو أشهر طبيب وجراح في المنطقه حضر الي مصر مهاجرا واشتري قطعه ارض في هذه المنطقه وبني عليها مستشفى متواضعه مكونه من دورين الأول منها للكشف والعمليات البسيطه والثاني للاستشفاء بعد العمليات.. واتذكر انه اجري لي عمليه فتح خراج ظهر في رقبتي بعدما كتفتني ممرضه لديه حجمها يقارب جبل المقطم الا قليلا لان الجراحه تمت بدون بنج وكنت أيامها في العاشره من عمري وخرجت بعد عملها جريا وانا اصيح الراجل دبحني ياابويا وأخذتها جريا حتى منزلنا.... وابويا يجري ورائي... وبعدها ظللت اتردد عليه لمده اسبوع للغيار على الجرح وصار يعرفني ويدخلني بمجرد وصولي لمنعي من الهيصه بداخل المستشفى..... وطبقا لوصيته وهب هذه المستشفى بعد وفاته الي الكنيسه التي يتبعها والتي حولتها الي دار رعايه للمسنين والايتام وهذه الدار موجوده حتى الآن...
( انتهت الوقفه)
المهم كما علمت وانا بداخل المستشفى ان هناك معركه دائره خارجها بين أنصار العريس والعروسه والفتوه وانصاره ودامت حوالي نصف ساعه ثم لم نعد نسمع شيئا فخرجت انا ووالدي لاستئناف مسيرتنا فلم نجد أحدا سوي قليل من الناس يتحلقون حول جثمان ملقي على الأرض وواحدمنهم يصيح في امرأه تقف في بلكونه احد المنازل بأن ترمي له ملايه سرير لتغطيه الجثمان الملقى على أرض الشارع ولن انسى ماحييت ملايه السرير وهي تنشع بدماء القتيل والذي كان هو العريس...!!!!!
وبعد يومين سألت والدي عن مصير العروسه فأجابني بأن الفتوه إعادها الي أهلها سليمه..بعد دفع فديه كبيره دفعوها صاغرين......
انتهى المشهد