بعد يومين من وصولنا الي منطقه التدريب وكنت اخدم أيامها في ثلاثه وظائف بالكتيبه استدعاني قائد كتيبتي الإنسان المؤدب والمحترم(رحمه الله) المقدم اح /محمد رضا فوده وسلمني مظروف مغلق مكتوب عليه سري جدا وامرني بتسليمه الي قائد اللواء الإنسان المحترم العقيد اح /لبيب محمد شراب (رحمه الله) وفي يده شخصيا وكان معسكر قياده اللواء على مسافه حوالي ٥كم من معسكرنا في منطقه سجون وادي النطرون والتي لم تكن موجوده أيامها.

وكان ذلك في الساعه الرابعه من بعد الظهر ونتيجه استعجال قائد كتيبتي لي في تنفيذ هذه المأموريه ركبت عربه جاز ٦٣ وهي عربه مخصصه لنقل الجنود روسيه الصنع وكان سائقها هو العريف متطوع محسن منصور عبده ويعتبر من اكفأ سائقي عربات العجل في الكتيبه ومضينا لتنفيذ المأموريه مرتكبا اكبر أخطاء حياتي العسكريه والتي لم تتكرر بعد ذلك طوال مده خدمتي في القوات المسلحه.... وهذه الأخطاء هي:

1: تكبرت على الصحراء فلم اصطحب معي خريطه السير المنصرفه لنا لهذه الأرض الجديده علينا وقدرت ان هذه المأموريه لن تستغرق اكثر من ساعه وسأعود منها قبل غروب الشمس

2: لم اصطحب معي بوصله السير الخاصه بي.

3: لم اصطحب معي جهاز لاسلكي يربطني بقياده كتيبتي

4: لم اطلع على حاله القمر لهذه الليله والتي اتضح من الأحداث انها ليله مظلمه لن يظهر بها القمر

5: لم اصطحب معي سلاحي الشخصي تحسبا لأي طارئ

6: لم اعمل حساب لأي ظروف طارئه قد تحدث بالنسبه لوقت المأموريه....

كل تلك الأخطاء ارتكبتها نتيجه حداثتي في التعامل مع الصحراء

(هذه رساله لشبابنا الجميل الموجودين بالخدمه.)

وذهبت الي قياده اللواء وكانت اول المفاجأت هي عدم وجود قائد اللواء وانتظرته حتى حضر في الثامنه مساءا وسلمته المظروف وفتحه وقرأ مابداخله ثم قال لي تمام بلغ قائد كتيبتك انني موافق على التنفيذ...!!!!

وطبعا لم أفهم مايعني فهو امر بينه وبين قائدي....

وركبت العربه عائدا الي كتيبتي وكان الظلام الشديد قد حل ولم اتبين المدق الصحيح الذي أتيت منه مع وجود الكثير من المدقات في المنطقه وظللت ادور والف في تلك الشبكه الرهيبه من المدقات الأفعوانية حتى أيقنت انني تهت وبشده....!!!!

وكانت الساعه قد وصلت إلى الحاديه عشر مساءا فتوقفت وبدأت اتذكر درس السير على النجوم الي ان هداني ربي الي اتجاه الشمال ومنه قدرت الاتجاه الذي يجب أن أسير عليه وبدأت في السير مره اخرى الي ان عثرت على مدق عريض ومستوى ولكنه ليس المدق الذي أتيت منه فأستمررت عليه وسرقني هذا المدق فلم أشعر سواءا انا أو السائق انه يصعد بنا لأعلى الي ان فوجئت بأنني أمام بوابه ضخمه وذات سور سلك شائك وغريب عما نستخدمه في القوات المسلحه....... انتظروني

المجد لجيش مصر... وتحيا مصر الوطن...