هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د. زينب ابو الفضل
  5. قضية الحجاب في قلب الحادث الأليم :  

 

أقول : حين نحاول عبثا زعزعة يقين السواد الأعظم من المسلمين فيما اطمأنت قلوبهم إلى فرضيته ، فتتابعت نساؤهم على التزامه والاعتزاز به عبر العصور ، هذا الحجاب الذي يتفق عقلاء البشر من كافة الديانات والثقافات على أنه فضيلة للمرأة وحشمة وصيانة وديانة ، ولانقاش ولاكلام لأن توضيح الواضحات من أعقد المشكلات كما يقولون. 

المهم هو أننا حين نصل إلى هذا المستوى من الغبش والضبابية ، في قلب حدث مزلزل مروع -مقتل الطالبة نيرة بيد زميلها على رصيف الجامعة - فهذا يعني أننا قوم فارغون نعشق التلهي والهروب من واقعنا المرير ، وأننا عاجزون كل العجز عن مواجهة المشكلات الحقيقيةالتي نعانيها ، وبارعون كل البراعة في اصطناع حوارات وهمية ، نتلهى بها في مصائبنا حتى لانعترف بفشلنا في الترببة والتوجيه والتعليم ، بعد أن بتنا جميعا عونا للزمان وشياطين الإنس والجن على زهور وزهرات هذا الزمان من أبنائنا وبناتنا .  

لقد خذلنا هذه الأجيال الصاعدة فلم تر فينا قدوة ولامثلا أعلى ، وها نحن نعزف على جثثهم بكائيات مصطنعة ، وياليتنا نكف ألسنتنا عن النهش في جثة من قضت نحبها يرحمها الله ، ومن قضي بإعدامه سامحه الله وعفا عنه .

ليتنا أيها المجتمع الذي يفترض فيه التحضر لتاريخه الحضاري العريق نتعلم كيف نقف صامتين إزاء أية قضية بمجرد أن تصل إلى حضرة القاضي ، وكيف نعذر أهل البلاء فيما امتحنوا فيه .  

ومن منا يملك ما سيسفر عنه الغد ؟ تعلموا الرحمة بالمصابين حتى ترحموا .

وياأهل الفتوى والفقه : الأصل فيكم أنكم أهل بيان إذا سئلتم ، وأكرر : إذا سئلتم ، لاأهل شغب وتمزيق لبنيان المجتمع ، نتوسل إليكم ألا تتحفونا بخلافاتكم وصراعاتكم ، وترفقوا بنا فنحن قوم محزونون ، و نحتاج من يداوي ويعالج ويربي ويحنو ويؤكد على قيمنا وثوابتنا ، لامن يشرذمنا ويشتتنا ويتاجر بمصائبنا . 

و دعكم من قضية الحجاب فما هذه بقضية المجتمع المصري الآن ولن تكون ، لأن مجتمعنا في الغالب والأعم موقن بفرضيته ، والجدل حوله محسوم إذا ابتعدتم أنتم . 

حقا وصدقا "ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما " فالنبش في الثوابت واليقينيات ، يغلق الله دونه القلوب مهما أسمع ، أوحشدت له آلة إعلامية ضخمة بوقها يبلغ أهل الارض قاطبة . 

ودعوني أقول لكم وبأمانة شديدة : من واقع عملي بالجامعة واحتكاكي بأجيال متعاقبة من الشباب والشابات ، تربى بداخلي يقين بأن هذه الأجيال ليست بتافهة ولاهي سفيهة ، كما يحلو لنا أن نتصورهم هروبا من مسئوليتنا تجاههم ،إنها في الحقيقة أجيال أبية على كل من يحقر منها أو يهمش من دورها ، أو ينتقص من كرامتها ، وينجذبون بكل قلوبهم إلى من يبصرون منه اهتماما بهم ، وتقديرا واحتراما لإنسانيتهم وكرامتهم ، و يلتفون بحق حول من يشمون منه الصدق والمحبة والتفاني والإخلاص ، والرغبة في إفادتهم ونفعهم ، فما المنحرف منهم إلا ضحية الكبار من أب وأم وداعية وأستاذ وإعلامي وفنان وقصاص وسيناريست وكل مسئول حسب موقعه ، يعني كلنا لسنا أبرياء من ذنب هؤلاء حين يذنبون فيسرفون . 

إن هذا المصاب الذي أدمى قلوبنا وارتج له عالمنا العربي بأسره لن يكون الأخير ، إذا لم نركز في القضية الأم التماسا للحلول الناجعة ، وبالتخطيط العلمي ووضع الاستراتيجيات العملية القابلة للتطبيق والدعم من الجميع ، ، وهيا نغلق الكلام في كل هذه الملفات التي لاتتناسب والحدث ، فالخطر محدق بنا جميعا وليس بمنأى عن أحد منا ، كما نتصور تلهيا .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

4351 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع