قصة "عين واحدة " ..

استعرض فيها نوع من شباب هذا الجيل الذي تسطحت فكره ونظرته وبالتالي تقييمه لكل الأمور الشخصي منها والعام ..،

لم أتعمد بالمطلق التعرض لمن ابتلاهم الله بإعاقة ما في جسدهم فما من أحد كامل ومن يبتلى بشيء يعوض بآخر ..، وإنما قصدت بها ما ورد في الجزء التاسع من القصة

النظر بالعينيين عبر جهاز "الاستريوسكوب " يعطي رؤية مجسمة للصور الجوية فترى الظواهر ثلاثية الأبعاد ..

وكذلك الإنسان بحاجة لعيني البصيره ليدرك البعد الثالث للموجودات حوله .. مشاعره ومشاعر الاخرين وتوابع العلاقات ..

كثير منا تعمى عين في بصيرته .. فيكتفي بنظرة مسطحه تجعله يتصرف فقط وفق احتياجاته الوقتيه ..، يبحث عن السعادة في غير مواطنها ويخوض تجارب عدة بحثا عن ذاته أو بحثا عن احساس مؤقت بالإشباع العاطفي والسعادة وهو في ذلك يسحق أرواحا بريئة حوله قد لا يراها ..

حتى إذا ما اختار كان اختياره أيضا ينقصه البصيرة وبالتالي محكوم عليه بالشقاء أو الفشل ..

إذا ما سلمنا بضرورة إعمال العقل في التخطيط والإدارة لحياتنا ..، فإنه من باب أولى أن نعمله في علاقتنا بالآخرين ذلك لأن التعارف بين البشر يخلق نوعاً من الإحتكاك النفسي والحيوي مزدوج التأثير فيؤثر بنا ونؤثر فيه ..، ولما كنا جميعا نختلف عن بعضنا البعض فإن التصرف الذي يبدو لك بسيطاً قد لا يكون كذلك عند الطرف الآخر .. وبالتالي تطبع في روحه بصمة لا تمحى .. تؤثر على حياته لاحقاً

نتعرض أيضاً لنموذج آخر شبه مرضي من الفتيات .. وهو ذلك النوع المنطوي بشده الذي يبقي كل أفكاره لنفسه ويخشى البوح بها ..، هذا النوع من السهل للغاية بقليل من الاهتمام لفت نظره والايقاع به في شباك الحب ..، والحب بالنسبة له ليس عاطفة بل هو أسلوب ومنهج حياة

النوعين إذا اجتمعا سويا كانت النتيجة حب من طرف واحد فاشل غالبا ..، فيه طرف يمنح العاطفة ولا ينتظر مقابل لانه يرى في الحب التزامات غير مكتوبه وإن لم يكن متبادل ..، وطرف يأخذه الغرور فيحرص على أن يبقى بجانبه ليستمتع بإحساس الحب الذي يزيده ثقه في نفسه وإن لم يبادله إلا بالموده فقط

هبه بالنسبة لأحمد كانت (تعويض نقص) فتاة جميله لكنها ضعيفة فرض سيطرته عليها يعرف بهيمنته الكامله على أحاسيسها ويستمتع بلذة امتلاكها التي تمنحه ثقة بالنفس وإحساس بأنه (كامل)ذلك الاحساس الذي حرم منه مع حبيبته الحقيقية..، لذا لم يريد خسارة هبة ..، ولا يريدها زوجه فاختلق مصطلحات مثل (الصداقة والاخوه ) ليدرج تحتها علاقتهما بلا تأنيب ضمير

وأحمد بالنسبة لهبه كان (تعويض نقص ) شاب يهتم بها ..، يعني بتفاصيلها ..، تشعر بالأمان في وجوده ويخلق بهجة في عالمها البارد الذي تقيم فيه وحيدة ..، لذا أرادت لهذا الأمان أن يبقي لأطول فترة ممكنه ..، وما من سبيل لذلك إلا الزواج لذا توهمت أنها تحبه وراحت تحاول رد البهجه له لا شعورياً بشكل كشف ضعفها وجلب لها المتاعب

وبين الاثنيين هناك نموذج (شيماء ) الفتاة الأريبة التي ليس من السهل خداعها باسم الحب ولا بأي مسمى آخر ..، لأنها عكس هبة تقتحم المخاوف وتصادقها وتتعامل معها بإيجابية وثقة ..، تصرفاتها قد يستهجنها البعض لكنها لا تهتم بآرائهم ما دامت تثق في نفسها .. غير أن هبة بضعفها وانطوائيتها تشعرها بالمسئولية وتثير فيها عاطفة الأمومة والإحتواء ..، هذا نموذج من البشر موجود بالفعل ويترك دائما عند كل من يعرفه أثر إيجابي يبقى طوال العمر .. :)


الأثر ..

هو كل ما يبقى من العلاقات بعد الفراق ..، حاولو أن تتركوا أثراً إيجابياً قدر الإمكان فكيان الآخر يستحق منا نظرة مجسمة بعيني البصيرة لتبيان الوسيلة الأمثل في التعامل معه

مودتي