هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مغامرات كاتبة -2
  • مغامرات كاتبة -1
  • وجه السعد..
  • تركتني لظنيني..
  • الجانب الخفي من حياة أمير الشعراء أحمد شوقي
  • القلاع والحصون الإسلامية في سيناء
  • كيف تبدلت القلوب
  • وعيناك
  • يا كايدهم ….كلنا وراك
  • مصر لحمها مررر
  • إدراك الحكمة
  • قدوة في صمودك
  • الأوجاع الصامتة
  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د. زينب ابو الفضل
  5. حتى لا أتألم حيث يجب أن أفرح
حينما أرى هذه المشاهد المؤلمة من القمامة تغشى شوارعنا مع التجمعات في الأعياد على هذا النحو المشوه ، أتذكر مقولة الفليسوف الانجليزي استوارت ميل “يستحيل تطبيق القانون على الشعوب الهمجية "
نعم لقد رفضنا ولانزال نرفض هذه المقولة ونستنكر أن نكون نحن المعنيين بها لما نرى فيها من أبعاد عنصرية مقيتة ، ولكنه الاستنكار العاطفي الخالي من وسائل الإثبات .
بمعنى أوضح أقول : نحن عاجزون عن إثبات أننا لسنا همجيين " لأنه إذا كنا قد أدمنا القبح إلى هذا الحد ولم تعد مظاهره تحرك فينا ساكنا ، فالمستقر إذن في الأعماق مما يؤذي الوجدان والضمير بلاشك أمر وأنكى.
وعليه فلن تجدي قوانين الدنيا كلها في إصلاح مابنا من عطب وفساد ذوق ، فضلا عن تحقيق الضبط الاجتماعي المنشود ولاالحد الأدنى منه ، لأنه إذا أدمنت العين الباصرة التي هي أقوى الجوارح رؤية الأذى والقبح ، صدقها اللسان و الأذن واليد والقدم ، وغدت الجرائم كلها متاحة مباحة .
وهنا سوف أجد حتما من سيتهمني بعدم الشعور بما يعانيه الناس من ارتفاع الأسعار والقفر وخلافه ، وأن من حق هذا الشعب الكادح أن يلهو كما يروق له .
أقول ردا على مثل هذه التعللات التي أفسدت علينا حياتنا وأعجزتنا تماما كشعب عن اتخاذ أية خطوات جدية في التغيير : لقد حدث أن سافرت في عام ٢٠١٠ تقريبا إلى دولة فقيرة صغيرة يكاد لايعرفها أحد ، لحضور مؤتمر من المؤتمرات العلمية ، وهي دولة "طاجيكستان " إحدى الدول الإسلامية التي استقلت عن روسيا عن زهادة قيصرية فيها وفي مقدراتها ، المهم أنه لفت انتباهي أن هذه الدولة الفقيرة جدا تخلو شوارعها كلها تماما من ورقة قمامة ، ويوميا في الليل تكنس من ورق الشجر المتساقط فقط .
وفي أثناء المؤتمر حدث أن اجتمعت على منضدة واحدة مع زوجة سفير هذه الدولة في مصر ، فكان أن سألتها عن انطباعها عن بلدي متشوقة أن أسمع منها مايسرني بعد مارأيته من مظاهر فقر شديدة بادية على هذه الدولة مقارنة ببلدي ، لاسيما وأن هذه السيدة كانت قد صرحت في حديثها بأنها عاشت في مصر أعواما ودرست في أزهرها الشريف ….
والحقيقة أنها في إجابتها عن سؤالي ابتدأت فقالت فى مصر كلاما يشبه الشعر المغنى ، ولكنها في النهاية أعربت عن أسفها الشديد من انتشار القمامة في شوارع مصر .
فاتني أن أسجل مارأيته من مدى حرص كل فرد في هذه الدولة رغم فقرها الشديد على إنجاح المؤتمر ، وكأنه كان فرصة للخروج في مظاهرة عامة تلقن الحضور الضيوف دروسا في الحب والانتماء الوطني ،وهذا الشعور الصادق بلا شك وصلنا جميعا وقتها ، بل وأثار في نفوسنا الكثير من المشاعر المشحونة بالعاطفة الصادقة .
أقول : السلوك الجمالي والحضاري إذن لاعلاقة له بفقر أو غنى ، ولكن بالذوق والبناء الإنساني من الداخل ، وبشيء آخر وهو الانتماء الحقيقي للوطن وترابه.
ويأسا من أن أرى أعيادا أو تجمعات بلا همجية في بلادي ، قررت أن أمضى أيام العيد كلها اعتصاما في بيتي ، حتى لاأتألم حيث يجب أن أفرح ، وأعلم يقينا أن اعتصامي هذا لن يأبه به أحد ، ولكن يكفي أن أبوح بألمي .
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

3486 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع