هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة د أحمد أبو الدهب
  3. مذكرات طبيب طوارىء - مقدمة

مذكرات طبيب طوارىء 

الحلقة الاولي – مقدمة  

بحكم الحياة ، تحوي ذاكرة كل انسان قصص و روايات سعيدة و مؤلمة ....لكن بحكم المهنة ، تحوي ذاكرة الاطباء المزيد من الالام و الاحزان و الخوف و القلق ....و بين الاطباء يتصدر هرم الخوف التخصصات التي تتعامل مع الطوارىء و الحوادث ...مثل تخصصي (الاشعه التشخيصية ) ذاك التخصص الذي يخرج في نهاية يومه بمحصلة كل ما مر على المستشفى من مآسي و حوادث و اصابات و الام ....لكن ليس الكثير منا يستطع ان يوصل للناس احساسه و يرسم بالكلمات ...فتجده يدفن الامه و مخاوفه بين جوانحه و يرسم ابتسامة كاذبة واهية تخدع الكثيرين و تجعلهم يحسدونه علي سعادته و علي مهنته القاسية !!!

في مشوار حياتي الطبية الذي انتصف عقده الثاني فيه ...قابلت قصصا تصلح لاقوي دراما ... قابلت الذي عاش رغم محاولة قتله بوابل من الرصاصات ، و الذي مات بطعنه لا تتعدي بضعة مليمترات ...قابلت الذي يقرأ القران في غيبوبته ، و التي _و العياذ بالله _ تسب العلي القدير جهرا في مرضها ... قابلت الطفلة التي ساقها علي وشك ان تبتر اثر حادث رهيب و تطلب الشيكولاته في براءه ....و قابلت الطفلة "مني" التي اقعدتها الجلطات عن المشي او الوقوف او حتي الشكوي بالالام ..قابلت من عاش رغم سقوطه من اعلي البنايات ، و من عندما سقط من حصانه الواقف مات !

قابلت الام البسيطة التي لم تفارقها الابتسامة حتي النهاية رغم ان المرض العضال قد اعيى كل جزء في جسمها ، و قابلت الذي يسخط و يظلم ، ،رغم الصحة الوافرة و المال الكثير .. قابلت هذا و ذاك كبيرا ووصغيرا و اولهم الطفل (حسام) ذو التسعة اشهر الذي شخص بصره و تلاحقت انفاسه و فارق الحياة سريعا علي المكتب امامنا وسط لهفة و دموع امه و ذهول الحاضرين وكنت طالبا في الفرقة الرابعه لم ابدء مشواري المهني اصلا ، ثم تلاه بعدها العديد ممن فارقوا الحياة علي طاولة فحصي وسط ذهولي و لوعة من حوله ......و لكن كانت يد ملك الموت اسرع الي ارواحهم من يدي في فحصهم ، فكان بيني و بينهم واقفا يؤدي مهمته المقدسه لكني لا اراه !!!

قابلت من يملك ان يدفع كنوز الارض مقابل شفاء احد احبابه و لكن هيهات ....و قابلت الذي لا يملك ان يدفع ثمن فحص بسيط او علاج ابسط بضعة جنيهات !!!

.....و تبقي حياة طبيب التخصصات الطارئة مصدر الهام لكل من يريد ان يصف شقا من امواج الحياة المتلاطمة ، التي لا يشعر بها دوما الا القائمين علي شاطىء الخطر !!!

د.احمد مختار ابودهب 

كلية الطب – جامعة سوهاج  

مذكرات طبيب طوارىء 1

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1198 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع