توقف الفرح لدينا إكلينيكياً ....
وكأنما إبتسامه الصباح لم تكن سوى مشهد لكائن خرافى على شاشات التلفاز ....
عيون جاحظه ... وشفاة غليظه تتمتم بضحكات زائفة ....
لقد مات منذ زمن سحيق ... رائحه الزهر فى حدائقنا ..
وأستبدلناة برائحه الكحول .. ومادة الكلور .. والكثير من المطهرات التى باتت تجوب شوارعنا ... ك طير تشرين الشارد ...
قد غطينا شفاهنا بكمامه وكأننا مكبلين عن الأحاديث ....
على أغلب ظنى ....
بأن العينان تنطق بكل ما يدور ... ولكن بصمت مطلق لا يراة إلا ذو بصيرة حاضرة .... وروح شفافة ....
توقف صوت المذياع إكلينيكياً ....
عن فيروز وهى تشدو الصباح ....
عمو فؤاد أغلب ظنى بأن الكثيرون قد نسيوا صوتة ...
حين كان يقول صباحاً .... كلمتين وبس ...
وكأن تلك الكلمتين ....
درساً لا يمحى من الذاكرة .....
قد توقفت الضحكات الدافئه والعفوية التى تملأ أركان البيوت ....
فمعظم تلك البيوت أصبحت مقابر تتنفس لا أكثر ....
الجميع منشغل بما لدية ....
كأننا قد ولدنا مكبلين بساقية تدور ....
فقط ننفذ قرارات أصحاب المصير ....
نحن المكومين على أرصفة الجوع ....
والعطاشي لضحكه من الثغر وقهقهة عالية كما كنا نفعل صغارا .....
فحتى الطفوله قد ماتت إكلينيكاً ....
أتعجب لطفل بالسادسة من عمرة يعلم كل شيئا عن الزواج والانجاب وكيف ستكون طعم القُبلة الأولى لشفاة زميلته بالروضه ....
كنا صغاراً نلهو بالشوارع التى أصبحت الأن تكتظ بالوجوة الراكضة خلف لقمه العيش لا أكثر ....
أهذا هو قوس قزح الحياة التى تودونها ؟؟؟!
أعيدونا إلى زمن الأبيض والأسود ....
كان نقياً ....
كان حياً ....
كان ملوناً أكثر مما تظنون ...
كان يكتظ بالحياة الوردية لو تدركون .....