هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بونبونايه بدون الكتاب
  • ظاهرة القبلات بين الرجال و النساء!
  • أمي القوية
  • ذكرينــي
  • شكرا لسيدنا يوسف
  • المهر كان غالي 
  • نختلف، ولا نحتد
  • قماصين وقماصات
  • بين العمل والنتائج،، مقال
  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  1. الرئيسية
  2. مدونة أسيمة اسامة
  3. الحبيسة

هذه المرةُ الأولى التي أتعرض إلى هكذا موقف، وحيدةً في مصعدٍ كهربائيٍّ معطلٍّ...
استغربْتُ لهدوئي، وأنا التي عشْتُ عمراً أخاف الأماكنَ المغلقةَ الضيقة، ضغطْت زرّ الإنذار، وأنا متأكدةٌ بأنّ الأمر لن يطولَ سوى بضعِ دقائق.
لوحدي أنا وظلّي على المرآة...
منذ زمنٍ لم أقفْ أمام المرآة...
أوووه تجاعيدٌ جديدة في وجهي لم ألحظها سابقاً، وجهي متعبٌ ومرهقٌ، بحاجة إلى الراحة والاعتناء، أولادي كبروا، ولكنّهم يأخذون جلَّ وقتي، هم تلك الساعاتُ، تلك الأيامُ هم أنا، مجردُ التفكير بغياب أحدِهم يُفقِدُني رصانَتي...
ابتسمْتُ ودعوْتُ اللهَ أن لايفرّقَنا.
ولكنْ كيف وآخر العنقودِ يتصيّد الفرصَ ليفتحَ معيَ موضوعَ سفرِه، حينها لمحْتُ الفزعَ في عينيه عندما أخبرته أنّه وإخوتُه كلُّ ما أتمنى، وأنا التي تقرأ لغةَ العيونِ، فتجاهلْتُ يقيني، وتبعْتُ ظنوني بأنه لن يغادر...
كلُّهم يقولون بأني امرأةُ صعبةُ المراس، نعم أنا كذلك لا أقدّم التنازلات، حادةٌ جداً، روتينيّةٌ أكره الألوان الحياديةَ، أكره أن أنطويَ تحت مظلّةِ مزاجِ أيٍّ كان لا أبالي لأحد...
الدقائق تمرُّ والمصعدُ لم يتحركْ بعد، أيقنت حينها، أني وحيدةٌ كعصفورٍ في قفصٍ، بدأت أشعر بثقلِ الوقتِ، وأنفاسي تضيق، لا أدري كم مضى من الوقت ولكن بدأ الحصارُ يطبقُ أنيابه...
ضقت ذرعاً بظلّي على المرآة، أنهكَ التعبُ أوصالي، أرهقتني أفكاري. ربما وجب عليَّ التأهبُ، أن أشرع أسلحتي في وجه قلبي.
كم أشقاني هذا القلب، ألا ليتني بلا قلب.
ها أنا أترنح أمامَ ضعفي ، بدأْتُ أطرقُ البابَ بقوتي، لكنْ مامن مجيب...
مسحْتُ وجهي، وعدْتُ ثانيةً إلى ظلّي، لأجد نفسي غريبة كزهرة صحراوية على ضفة نهر، كسوارٍ عتيقٍ منسيٍّ في صندوقِ جدّتي المزخرف، شيءٌ غريبٌ كُسِرَ في داخلي، رميْتُ بنفسي على أرض المصعدِ محاولةً استعادةَ هدوئي، لا أدري لمَ صورةُ صغيري امتثلت أمامي،
خُيِّلَ إليَّ وكأنّي ذاك المصعدُ الذي يحاصرُه، يكتمُ أنفاسَه، يتوق لمن يفتحُ له هذا البابَ اللعينَ، لينطلقَ إلى نورِ الحياة.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع