الآية ٣٦ سورة البقرة الجزء الأول
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36)
استوقفني اليوم لفظ "فأزلهما" وبحثت عن معناه فوجدته كالآتي :
يقول الحق سبحانه وتعالى : {فَأَزَلَّهُمَا الشيطان}
أي أن الشيطان باشر مهمته فأوقعهما في الزلة.
وهي العثرة أو الكبوة.
أو أوقعهما الشيطان في الخطيئة، فأزالهما أي نحَّاهما فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها.
أواستجرهم الشيطان حتى زلوا،
فإن الخطيئة الصغيرة إذا ترخص الإنسان فيها
تصير مسهلة لسبيل الشيطان على نفسه.
لكم أن تتخيلوا أن التهاون في الخطايا
واستصغار حجمها والاستهتار بالعقاب
يٌمكِن الشيطان من السيطرة على النفس،
فسيدنا آدم وأمنا حواء وقتها انصاعوا بكلماته
عندما أخبرهم وأقنعهم بأنه لن يحدث شيئًا
إن تذوقا التفاحة من هذه الشجرة،
وتناسى آدم وقتها أنه كان أمر من الله
الذي خلقه وسواه وعدله، وماكان عليه سوى الطاعة،
انظروا إلى الكلمة "أزلهما" أي أضلهما
ومع ذلك لم يقبل الله علينا نحن بنو آدم
الإذلال والمهانة من إبليس العاصي الجاحد، والدليل :
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
إن الله ألقى في قلب آدم الدعاء والرجاء والاستغفار
ليتقبل توبته ويسامحه على فعلته
فهو صنع يديه الكريمتين وهو أرحم الراحمين به،
وبغفرانه وصفحه تزداد كراهية إبليس وأعوانه للمؤمنين،
هكذا هي الحياة نتناسى ونستصغر حجم المعصية
فنقع بين براثن الشيطان ويٌلهينا عن طاعة أوامر الله،
ولكن بذكر الله والتقرب إليه بالعبادات والدعاء
نعود ويقبلنا بإذن الله .
باب التوبة مفتوح لا يُغلق أبدًا .