عزيزي عمر خورشيد،،
أكتب لك اليوم لأنني أريد إخبارك بشيء مهم وخاص.. شيء مر بنا جميعًا، لا يوجد شخص على وجه الأرض إلا وقاسى منه، وخاض حربًا لا يعرف عنها أحد شيئًا.. حرب مع النفس، مع الذاكرة..
لدرجة أني بت أحسد من يصاب بمرض الزهايمر.. أراه مرضًا رحيمًا، أزاح عن عاتق مصابه عبء الذكرى، وثقل المواجع..
حتما تدرك عما سأخبرك..
سأخبرك عن الذكرى، ووجع الذكريات..
لماذا ننسى الأشخاص وتؤلمنا الأماكن.
ماذا نفعل كي نتخلى ونتخلص من التعلق بالأشخاص والأماكن وما بينهما من ذكريات.
ماذا تنصحنا.
تفرض علينا الظروف التعلق بالأماكن والأغاني والأجواء
تتغير الوجوه ويبقى كل شيء
نعاني بمفردنا، نخوض تجربة وحدنا.
معارك إن شئت الحقيقة..
وحدنا ضحاياها، وكل شيء عدانا أبطالها، الذين يخرجون منها منتصرين.
ليظل السؤال؟!
لماذا كتب علينا اللقاء وما تلاه؟
لماذا كتب علينا الفراق؟
كيف سنتخطى أوجاعًا أكلت من أرواحنا وقلوبنا واستنزفت قوانا.
أنهكت أرواحنا.
اعتبرك قاضي الغرام الأوحد في هذا العالم.
ماذا تري..؟!
هل نبتعد عندما يدق القلب..؟
أم نخوض التجربة بكل انكساراتها؟
عزيزي عمر خورشيد
يظل الحب أكبر عقاب يوقع علينا وأقوى لعنة نصاب بها..
عزيزي عمر خورشيد..
الحب هو الشيء الوحيد الذي كلما فررنا منه طاردنا وكلما اقتربنا منه هرب منا..
معادلة يصعب تحقيق التوازن بها.
عزيزي عمر خورشيد..
أعلم أنك مثلي تحب الحب ذاته وتقدره مثلي، لذا سأظل أكتب عنه وله وأنت ستظل تعزف لوحاتك الموسيقية التي تنشر عبيرها في كل مكان حولنا
عزيزي عمر خورشيد..
كن بكل الخير
ولك مني مزيد من الحب والحياة..
وإلى لقاء..