اعتدت أن أعيد ترتيب دفاتري كل حين.
أخرجت ما في جعبتي من ذكريات وجمعتها في دفتر واحد. وتركته على مكتبي كل يوم تكبر معه ذكرياتي وتزداد قيمة.
جاءني ضيف.
جلس معي تحدثنا كثيرًا وتناقشنا في هذا وذاك.
تركته لثوان لمتابعة بعض الأشياء.
عدت لأجده انصرف.
حمدت الله انه انصرف وعدت حرة لاستنشق هواء كله راحة وامتنان. لا ضجر وملل وشكوى.!!
مر اليوم وما تلاه من أيام...
تذكرت دفتري الذي يشاركني كل ذكرياتي هرولت إليه لأبوح له بما استجد من أمور .. لم أجده..؟!
بحثت عنه كثيرًا كثيرًا ...
لم يكن مجرد دفتر للذكريات ..!
فقدت جزء كبير من ذاتي معه.
اخذ مني سارقي أنا.
فلا أنا أصبحت أنا ولا أنا عدت لما كنت عليه.؟!
أعدت البحث مجددا بين الدروب متسائلة:
أين أنت ؟
يا من سرقت ذكرياتي..!
أعدها لي وخذ الدفتر..!
أعدها لي فأنا دونها كائن هش أجوف و فارغ...
اعد لي ذكرياتي أيها الملعون.
بماذا تفيدك ذكرياتي
بماذا اجبني؟!